أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال سبتي - الاختلاف الحر














المزيد.....

الاختلاف الحر


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1945 - 2007 / 6 / 13 - 13:41
المحور: حقوق الانسان
    


في ندوة أقيمت في بغداد حول الحرية وحق الاختلاف ذكر مشارك فيها قولاً لأبي حيان التوحيدي: ( الاختلاف في الرأي والنظر والمسألة والجواب سنخ وطبيعة.) والسِّنخ هو الأصل من كل شيء.
ولقد بدأتْ إذن في بغداد ندوات لن يشهدها عرب المنطقة هذه الأيام فهم منشغلون بغيرها : هل الشريعة أسبق من الحرية ؟ والجواب معروف لكم..
وفيهم من يكتب عن الحرية فيقول إنها لاتعني في الإسلام عدم الخضوع لحاكم.
ويخيل إليّ أن الأمر كله في أن يبقونا بعصر الرق يبدأ من الخضوع لحاكم وينتهي إليه.
لكن القرآن يقول :(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ…).
وكيف يمكن مكرماً أن يخضع لحاكم؟ لماذا هو مكرم إذن من قبل الله ؟
والخضوع لحاكم هو ليس الإيمان بالمواطنة : ماعليها من واجبات وما لها من حقوق. لا.إنه الخضوع المطلق للحاكم ، تماهٍ مازوتشي مع الخطاب الغيبي نفسه. حتى أوصل صانعوه ومروجوه إلى عقول الناس أن عبوديتهم هي جزء من أركان دينهم وقد قيلت صراحة في أكثر من مناسبة في التاريخ.
وقد لعب الطاغية العربي كثيراً في تفسيره القرآن والأحاديث حسب هواه الداعم حقَّه الشخصي في الحكم، بل وفي تفننه بإيراد أحاديث غير مسندة من أجل الإقرار بعدالة حكمه وإطالة زمنه.
والطاغية العربي هو مؤسسة طويلة عريضة من الفقهاء والمؤرخين والسياسيين والمزورين والمهرجين ..إلخ الذين يجيدون التخلص من حديث عمر( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً) بالآية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً). وكأن الخليفة الثاني لم يكن قد سمع هذه الآية حين حدث الناسَ حديثه ، أو كأن وعاظ السلاطين أفهم منه بالقرآن.
ومثلما أنا أبحث عما عو مشرق في الانتصار للحرية فإن غيري من تلك المؤسسة سيبحث عما هو قامع لي ولبحثي ، من المصدر ذاته حتى يدفع عن الحاكم ظلمه واستعباده لرعيته.
الاختلاف الحر ينشأ من التأويل الطبيعي للنص بعيداً من خبث الحاكم. ولقد تعرض هذا الحق الطبيعي لرفض الحاكم مرة ورفض فقه المذاهب مرة أخرى. ورفض الحاكم معروف له ومتصوَّر ورفض الفقه الديني تعجَبُ له في مثَلٍ من إمام جليل كأحمد بن حنبل الذي عاش محنته المعروفة ، بأغلاله ، في سجن الحاكم لكنه يفتي ببطلان إتيانك حجة الخصم أثناء المحاججة.
والتأويل هو حقنا جميعاً ومنه ، عندي ، ينشأ فهم ممارسة الحرية بينك وبين الآخر.
فمثلما تملك أنتَ الحق والحق كله في أن تؤوِّل نصاً ومسألةً التأويلَ الذي تظنه صحيحاً فغيرك يملك الحق أيضاً والحق كله في أن يؤول النص ذاته والمسألة ذاتها التأويلَ الذي يظنه صحيحاً.
ومن التأويل ظهرت مدارس الفكر البشري والأديان ومذاهبها. ومنه ظهر الديالكتيك في جدله وتناقضه وهو هنا قول أبي حيان بتمامه وكماله : سنخ وطبيعة.
وأبو حيان مفكر شاعري في أكثر من كتاب كـ (الإمتاع والمؤانسة) و(الإشارات الإلهية) وأخلاقي كما في (البصائر والذخائر) و(مثالب الوزيرين) وأي وزيرين؟ ابن العميد والصاحب بن عباد ، و( رسالة في الأخلاق)..إلخ.
وأذكر له قولاً حفظته قبل الآن :(الأمم كلها شركاء في العقول ، وإن اختلفوا في اللغات).
فإذا كانت الأمم كلها شركاء في العقول فكيف بالأفراد يعيشون في مدينة واحدة ويتكلمون لغة واحدة؟
لكن تراثنا الروحي يُغيَّب في مسعاه المتفتح ويُشهَر في مسعاه المغلق كل حين،حتى لنبدو أمة تتمنى عبوديتها أزاء الحاكم من جهة ومنغلقة إتجاه الآخر من جهة أخرى.
سقطت الدكتاتورية إلى غير رجعة وبدأت الحرية تهدم طبقات من الكونكريت المسلح بنيتْ فوق العقل خلال التاريخ الطويل.
أعداء حريتنا يرسلون لنا سيارات مفخخة ، أمر هو سنخ وطبيعة لعقلهم المستعبَد.
ونحن نقيم ندوات حول الحرية وحق الاختلاف ، أمر هو سنخ وطبيعة لعقل يتحرر من ظلام القرون شيئاً فشيئاً..



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم أهدأْ فعرَّفني الجبلُ تائباً
- مصائرُ السّرد
- خَريفُ الغِياب
- تلك السَّعادةُ غائبة
- في الليل .. قصيدة بدر شاكر السياب والاستثناء الشعري
- بمناسبة ذكرى رحيل السياب ..تشظّي الصّوتِ الشّعريِّ الأوّل
- الآخَرُ ، العدوّ، عند إدوارد سعيد والشعراء العرب
- الشاعر والتاريخ والعزلة
- قصيدة البلاد
- مكيدة المصائر
- بريد عاجل للموتى
- وسوى الرومِ خلفَ ظهرِكَ رومٌ : نشيد انتصار
- الشاعر واصدقاؤه
- أنعتبُ على أدوارد سعيد وهو غائب عنا ..؟
- الأَقْبِيَة
- حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً
- الخطوةُ الأولى في الحداثة الشعرية العراقيّة
- الصّوتُ الشّعريّ
- الخوف على الشعر
- التاسع من نيسان واللاءات الأربع


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كمال سبتي - الاختلاف الحر