ان حرب امريكا وانهيار نظام البعث، قد اوجدا فراغاً على صعيد الدولة في العراق. فراغ لم يستطيع اي بديل لحد الان ملئه وان يثبت نفسه كبديل لحكومة البعث وان ياخذ زمام امور ادارة المجتمع بيده.
ان الفراغ الناجم عن غياب الدولة، في خضم السيناريوالاسود الناتج عن حرب امريكا ودورالتيارات القومية والدينية والعشائرية وفي ظروف تمزق بنيان المجتمع وانهيار اسس الحياة المدنية فيه، قد ادى الى فوضى اجتماعية كبيرة وجعل حياة المواطنين معرضة الى ضغط شديد.
ان الوضع الحالي قد جعل من حل مسالة الدولة قضية فورية ومحورية للمجتمع العراقي وقناة رئيسية لحل مشاكله ومعضلاته. الادارة المدنية التي اعلنتها امريكا ومجلس الحكم المؤلف من الاطراف الدينية والعشائرية والقومية، بالاضافة الى كونهما غير شرعيتين، قد اخفقتا من الناحية العملية ايضا. وقد فتح ذلك المجال امام تدخل عصابات المافية في امور المواطنين وحياتهم اليومية وخرق حقوقهم.
يؤكد الحزب الشيوعي العمالي العراقي على ان تكون الحكومة المقبلة للعراق حكومة مباشرة للجماهير، ويتم تحديدها عن طريق الجماهير. لذا، فبالاضافة الى كون الادارة الامريكية المفروضة ومجلس حكم القوى والاطراف القومية والاسلامية، مناهضة لمصالح الجماهير، فليست لهم اية شرعية تذكرايضا. لذا يجب ازالتهم وان تبدل بحكومة تريدها الجماهير وان تكون مؤسسة على تدخلها المباشر.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومن اجل الرد على فراغ الدولة وحل معضلات المجتمع العراقي وتحقيق مستقبل افضل ومشرق وحر للجماهير، يحاول الاستيلاء على السلطة ويؤسس حكومة مستندة الى ارادة الجماهير والحكم المجالسي وهو بذلك يناضل من اجل تأسيس الجمهورية الاشتراكية في العراق .
سياخذ الحزب الشيوعي العمالي زمام امور ادارة المجتمع بيده ، حيثما استطاع ، ويلغي جميع القوانين والدساتيرالبعثية والاسلامية والرجعية وكل القيم والتقاليد المناقضة والمناهضة للانسانية والحرية والمساواة ويضع قوانين انسانية ومساواتية محلها، ويعبئ قوى الجماهير للحكم والادارة. وهو بهذا الشكل، يدعو الجماهير المحبة للحرية في العراق والعمال والنساء والشباب بان لا يستسلموا لاية حكومة وادارة غير مؤسسة على ارادة الجماهير، وان لا يخضعوا لحكم اومقررات او قوانين رجعية، وان ينظموا انفسهم في جميع المراكز والاحياء حول المجالس والمقرات وان ياخذوا ادارة امورهم بانفسهم، وان يلغوا جميع القوانين والمقررات البعثية والاسلامية والعشائرية وان يحققوا جميع الحريات السياسية والحقوق الرئيسية للجماهير.
ان الحزب الشيوعي العمالي يؤكد بقوة على ان تكون الحكومة المقبلة في العراق حكومة علمانية وغير قومية، تنظر بصورة متساوية الى جميع المواطنين، وان يصبح: فصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين المراة و الرجل، والحرية السياسية غيرالمشروطة ، والغاء سجن السياسيين ، والغاء عقوبة الاعدام، اساساً لدستور البلاد.
26/8/2003