أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق














المزيد.....

المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 591 - 2003 / 9 / 14 - 04:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قالوا أن السياسة والإخلاق لا تلتقيان. وسبب هذه المقولة أن الأشرار من أمثال صدام حسين وأمثاله هم الذين، غالباً، يحتلون السياسة ويجعلونها تتناقض مع الإخلاق. وهذه الحقيقة تظهر الآن بشكل واضح في السياسة الفرنسية ومواقفها من القضية العراقية. فمنذ اغتصاب حزب البعث الفاشي السلطة عام 1968، نشأت علاقة حميمة ومشبوهة بين الجانبين. فعندما قامت حكومة البعث بتأميم النفط عام 1972، استثنت حصة فرنسا من ذلك الإجراء. واستمرت هذه العلاقات إلى آخر لحظة من حياة النظام المقبور.

وقد بذلت فرنسا كلما في وسعها لمنع الحرب على النظام الصدامي الفاشي وإطالة بقائه في الحكم دون أى اهتمام بمعانات الشعب العراقي. وبعد سقوط النظام واصلت فرنسا مساعيها المحمومة لعرقلة جهود الحلفاء في تحقيق الأمن والإستقرار وإعادة بناء العراق تحت مختلف المعاذير والحجج. وفي حقيقة الأمر فإن فرنسا تسعى لتحقيق مصالحها التي تتعارض مع مصالح الشعب العراقي وذلك بإتباع تكتيكات سياسية في منتهى الخبث والدهاء عن طريق الأمم المتحدة. فهي تطالب بإجهاض كل المشاريع الخيرة التي ترمي إلى تحقيق الأمن وعودة السيادة الوطنية للعراقيين على خطوات متزنة وواقعية. إذ قرأنا تواً وعلى لسان وزير الخارجية ووزيرة الدفاع الفرنسيين، يلحون بضرورة التعجيل في إصدار مسودة الدستور وعرضه للإستفتاء الشعبي، وإجراء انتخابات برلمانية متسرعة وإقامة حكومة منتخبة، كل هذه الأمور بعد شهر واحد من الآن. إنه قول حق يراد به باطل. فهذه المطالب لا يمكن تحقيقها بهذه السرعة. فحتى الدول الديمقراطية الأوربية المستقرة تحتاج على الأقل إلى ثلاثة أشهر للتحضير إلى إجراء الإنتخابات العامة. تقول الحكمة: (إذا أردت أن لا تطاع فأمر بما لا يستطاع).

إن مطالبات فرنسا هذه غير واقعية وغير قابلة للتطبيق في ظل ظروف الإنفلات الأمني وعدم الإستقرار وناتجة عن نوايا خبيثة وشريرة، القصد منها إخراج قوات التحالف و إفشال عملية دمقرطة العراق لتسهيل عودة حزب البعث وصدام حسين للسلطة تحت يافطة (عودة السيادة الوطنية إلى العراقيين). إنها لمهزلة مفضوحة أن يزايد الفرنسيون على العراقيين في عودة السيادة الوطنية إليهم. فكما قال بول بريمر (لا أحد يحب الإحتلال لبلاده). والكل يعرف أن الأمريكان والعراقيين أكثر الناس حرصاً على إنهاء الإحتلال دون أي تأخير ولكن يجب أن يحصل هذا في الوقت المناسب وبعد أن تستقر الأمور ويحقق العراقيون بناء قوات الشرطة والأمن وتحقيق الأمن والاستقرار في الداخل وحماية حدودهم من تدفق المرتزقة الأجانب من الإرهابيين من حلفاء فلول النظام المقبور. وأي إجراء بخلاف ذلك يهدف إلى إفشال المشروع الديمقراطي وعودة الفوضى ونشوب حرب أهلية وصوملة العراق.

وليس من قبيل الصدفة أن نقرأ تصريحات غسان سلامة، المستشار لرئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، أن يطالب بالضبط ما صرح به وزير خارجية فرنسا ووزيرة دفاعها. فالسيد سلامة معروف عنه، أنه فرنسي أكثر مما هو لبناني وهو ممثل للمصالح الفرنسية أكثر مما يمثل سياسة الأمم المتحدة. ففي مؤتمره الصحفي قبل أيام في باريس، لم يستطع كبح جماح انحيازه للسياسة الفرنسية، ولم يتصرف كمحايد يمثل الأمم المتحدة. ويقال أنه هو من بين الذين أقنعوا الراحل دي ميلو  برفض الحماية من الجنود الأمريكيين والاعتماد على مجموعة الحراسة المكلفة بأمن مقر بعثة الأمم المتحدة التي تم تعيينها من قبل النظام المقبور أيام عمليات فرق التفتيش عن أسلحة النظام. وظهر فيما بعد أن عدداً من أعضاء تلك الحماية كانوا على علاقة بفلول النظام ومتورطين في جريمة الإنفجار الذي أدى إلى مقتل ديميلو و22 آخرين وجرح العشرات.

لذلك، فنحن نعتقد أن الاقتراحات الفرنسية بشأن التعجيل بإجراء إنتخابات برلمانية عاجلة بعد شهر من الآن بحجة إعادة السيادة الوطنية إلى العراقيين، قول حق يراد به باطل لإفشال دمقرطة العراق وتحقيق المصالح الفرنسية.

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول صياغة قانون الجنسية العراقي الجديد
- إستشهاد الحكيم دليل آخر على خسة ما يسمى ب-المقاومة
- الزلزال العراقي والمثقفون العرب
- لماذا الإصرار على حكومة عراقية منتخبة الآن؟
- الاحتلال تحرير ومقاومته جريمة
- خطاب مفتوح إلى مجلس الحكم الإنتقالي
- 14 تموز 1958.. ثورة أم إنقلاب؟
- الخراب البشري في العراق...أوضاع أغرب من الخيال
- اضواء - امرأة سومرية
- المذابح في العراق بدأها النظام الملكي
- نوال السعداوي و-التشادور- العراقي
- فوضى تغيير أسماء الشوارع.. لصوصية تحت واجهة دينية
- رفع الحصار إنتصار آخر للشعب العراقي
- هل هؤلاء رجال دين أم بلطجية؟
- سقطت الفاشية ولم تسقط بغداد..!!
- هل ظاهرة النهب والشغب في العراق مجرد بداية لما هو أدهى وأمَّ ...
- محاولة لفهم الفوضى والنهب بعد سقوط الإستبداد!
- كـمسـتقبل ألمانيا بـعـد هــتلر
- مخاطر إنسحاب الحلفاء المبكر من العراق
- لماذا ترفض روسيا وفرنسا رفع العقوبات عن العراق ما بعد صدام؟


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق