أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - -أبو عمار- إلى القدس














المزيد.....

-أبو عمار- إلى القدس


إبراهيم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 591 - 2003 / 9 / 14 - 04:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



"أبو عمار" إلى القدس

انتزع الرئيس ياسر عرفات مفتاح القدس من شارون بالضربة القاضية، فالقرار الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بإبعاد عرفات بشكل مبدئي، هو بمثابة "عهدة عمرية" ثانية، تخول "أبو عمار" تحرير القدس وتخليص مقدساتها من دنس الاحتلال.
إن شارون دق بقراره الأرعن والمتهور وغير المحسوب هذا، المسمار الأخير في نعش مستقبله السياسي، ومن شأنه بحسب ما يرى قسم من المحللين أن يؤدي به إلى خارج الحكومة، وربما سيمثل أمام القضاء ليحاكم على تورطه هو وعائلته بفضائح فساد مالي ورشوة.
الجماهير في الأراضي الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في مختلف أنحاء الوطن العربي، التي خرجت في تظاهرات تلقائية وحاشدة فور سماع القرار الإسرائيلي، أثبتت أن الرئيس "أبو عمار" هو الزعيم الفلسطيني الراسخ، وكانت بمثابة تجديد البيعة له قائداً ورئيساً ورمزا للقضية الفلسطينية، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك رفض الشارع الفلسطيني للاستسلام والخنوع. فكل من سمع الأغاني والأهازيج التي كانت الجماهير ترددها "مهما قاسينا ومهما عانينا ما حد بيفرض رأيه علينا"، "أبو عمار إحنا ثابتين ما بنكل وما بنلين، شعبك شعب الجبارين وأنت عنوانه وإصراره" هي تحدٍ حقيقي للقرار الإسرائيلي.
لا يستبعد المراقبون والمحللون في إسرائيل أن ينقلب الجمهور الإسرائيلي على شارون قريباً، فهو وعدهم بالأمن ورغم استخدامه كل آلات البطش لم يفلح في أن يجلب لهم الأمن، فقد فشل فشلاً زريعاً في سحق المقاومة والإرادة الفلسطينية. فاستطلاعات الرأي في إسرائيل تشير إلى تآكل مستمر في مكانة "شارون" وذلك بسبب القضايا التي التصقت باسمه وتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في إسرائيل ويتوقع المحللون لنتائج استطلاعات الرأي أنه في ذات يوم صاف ودون سابق إنذار بإمكان الرأي العام الإسرائيلي التوصل إلى استنتاج بأن رئيس الحكومة في الواقع قد استنفذ ذاته: فشلت طريقه الأمنية، وضاعت طريقه السياسية بين مداميك "خارطة الطريق" والحاجة إلى أحد ما يحل محله أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى.
اريئيل شارون متردد في اتخاذ قرار إبعاد "أبو عمار"، لأنه يدرك أن عواقبها ستكون كارثية عليه وعلي حكومته، وقراره هذا ليس أكثر من مجرد بالون اختبار لقياس ردود الفعل العربية والعالمية، ثم يتصرف بعد ذلك علي ضوئها، لكن من المؤكد أن سحره سينقلب عليه، وهو الخاسر في النهاية ومصيره إلى مزبلة التاريخ.
إن هدف شارون من وراء تلك الأفعال الدموية الإجرامية الحيلولة دون أي حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي يتسم بالعدل ويعني أساساً إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. إذ أن شارون يعتبر السلام تهديداً لحلم "إسرائيل الكبرى"، فهو يريد الأرض بدون فلسطينيين إن أمكن ذلك، وإن لم يكن فليتم إخضاعهم واستغلالهم كأيد عاملة رخيصة.
أبراهام بورغ رئيس الكنيست السابق، شن هجوماً شديد اللهجة، على رئيس الحكومة الإسرائيلية وقرار الطاقم الوزاري السياسي- الأمني المتعلق بطرد الرئيس  ياسر عرفات، ووصفه بأنه قرار صبياني تم اتخاذه بفعل الرضوخ لضغوط صبيانية، وأن شارون يشكل عقبة أمام السلام وإذا كان كذلك فسيستبدله الشعب بطريقة ديمقراطية، وإسرائيل تتحمل جانبا من المسؤولية عن "الإرهاب". ونعت حكومة شارون بأنها تخلق اليأس وليس الأمل، وزراء هذه الحكومة يبدون مثل أسوأ المحرضين" وشهد شاهد من أهلها.
بقي أمام شارون طوق نجاة وحيد آخر، لوقف نزيف الدم الدائم والخطير، وحماية المجتمع الإسرائيلي من التدهور الحاصل في الأمن والاقتصاد، بأن يعلن "هدنة" مفتوحة وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين فوراً، والموافقة على إرسال قوات فصل ومراقبين دوليين للإشراف على تنفيذ بنود "خارطة الطريق" وتحويل مسار "الجدار الفاصل" ليكون داخل الأراضي المحتلة قبل 4 حزيران 67، ليصبح جدود الدولة الفلسطينية، ويتضمن هذا الجدار بوابات ليصبح "الجدار الطيب" كما كان يسمى الجدار في جنوب لبنان.
كنت نبهت في مقال سابق إلى أنه  بات من المهم والضروري بمكان أن تعيد الإدارة الأميركية فتح ملف إرسال قوات دولية إلى فلسطين لتحريك عملية السلام، وبات من المؤكد أنه كلما تأخر تنفيذ ذلك فستزداد الأمور تعقيداً ويصبح من المستحيل السيطرة على الأمور سيطرة تامة، وربما نستيقظ لنجد أنفسنا وقد عدنا إلى المربع الأول أو ربما إلى نقطة الصفر. وأشرت إلى أن الحل سهل وبسيط … فمهما قلّب الرئيس بوش الأمور على وجوهها المختلفة فلن يجد حلاً سوى إرسال قوات دولية أو على الأقل مبدئياً وبشكل مؤقت توسيع مهمة المبعوث "وولف" وزيادة عدد المراقبين المرافقين له وإعطاء دور أكبر للجنة الرباعية والأمم المتحدة وإشراكهم في حماية الشعب الفلسطيني.
كاتب وصحافي فلسطيني
13 سبتمبر/أيلول  2003
[email protected]



#إبراهيم_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوزير بتشوفاة
- رؤية سياسية وقيادة موحدة


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إبراهيم عبد العزيز - -أبو عمار- إلى القدس