|
عندما يتنفس الوطن برئة المثقف
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:42
المحور:
المجتمع المدني
فـي غرفـة مجلس النواب ’ بتاريخ 08 / 06 / 2007 على البالتالك ’ حضرت نـدوة للأستاذين الكبيرن الصديقين قيس قره داغـي ومحمـود الونـدي ’ كان موضوعهـا غيـر مسبوق ’ يتمحور حـول وحـدة المصيـر والمستقبل وتلاقـي الأهـداف المشتركـة بين شيعــة العـراق وشعب كردستان ’ استمعت فيهـا للصوت الكردي الواضح المباشر الصادق ’ وقلب كردستان ينبض بالوداعـة والتسامح والأ لفـة والوفـاء وكأن يـد الشعب الكـردي تمتـد للأخـرين تبحث عـن عروة مشتركـة للصداقـة والثقـة والصراحـة والثبات علـى المباديء والقناعات للأمساك بهـا ’ وقـدما المحاظران دلائل وثوابت تاريخيـة ووقائـع من الحاضر عـن الأواصـرالماديـة والمعنوية والروحيـة والنفسيـة التي تجمع بين شعب كردستان وشعب الجنوب والوسط العراقـي ’ واكـدا على ظرورة ان تتصدر تلك المشتركات الأخويـة كأهداف وروابط للتضامـن والتوحـد المصيري لأنقاذ الشعبين والعراق بكاملـة مـن المأزق الراهـن . كانت الندوة بمبادرة وادارة الكاتب الرائـع احمـد مهـدي الياسري ’ وبأسلوبـه الدافيء ومنطلقاتـه المتميزة قـدم الطائفـة الشيعيـة وهـي ترتـدي حقيقتهـا الوطنيـة وهويتهـا الأنسانيـة وجغـرافيتهـا كـقلـب يحتضـن جميـــــع المكونات التاريخيـة معـززة مكـرمـة شريكـة فـي البناء والتقـدم ’ لا يمكن لجماليـة الجنوب والوسط ان تكتمـل بدون روعـة طيفهـا ’ وكان الأستاذ الياسري نموذجاً مدهشاً ككاتب شيعـي يحمـل هـم العراق ــ كـل العراق ــ على اكتاف طائفتــه ومذهبـه . كذلك مثلا وجهـة النظـر الكرديـة الأستاذين فؤاد رشيد ومحمـد غازي ’ ومثلا وجهـة نظـر الجانب الشيعي (الجنوب والوسط ) الأساتـذة رائـد محمـد وعلـي ال شاف وسيف الله علـي واخرون ’ وكان صوت الهـم العراقي للأستاذ والكاتب الجميل جواد كاظـم خلف ( ابو فيصـل ) حاضـراً نشطـاً سباقاً فـي اغنـاء الندوة . ساهمـت شخصيـاً بما تسمـح بـه امكانياتي الأقل من المتواضعـة . وانا استمـع لمداخلات الأخوة الأعـزاء كان الواقع العراق يوقضنـي ويستفزنـي ويعيـد الى ذاكرتـي بعـض الأسئلـة التـي لـم تغادرهـا اصلاً . ــــ اذا كانت تقاسيم البيت الكردي واضحـة على توجهات وطروحات الكتاب الكرد ’ فأين هـي تقاسيم البيت الشيعـي على منطلقات الكتاب الشيعـة ’ وهـو الممزق المبعثـر بين بيوتات واحـزاب ومليشيات ومرجعيات ايضاً ... ؟ ـــ اذا كان الواقـع الكردستاني يمكن التعبير عـن ملامـح ومعالم هويتـه ’ فكيف يمكـن الأمساك بالواقـع الشيعـي والتعبير عن هوياتـه المتعددة ... ؟ ـــ اذا ما امتدت يـد التضامن الكرديـة الى الكيان الشيعـي .. فأي يـد شيعيـة ستمسك بهـا وتشـد عليهـا ’ وجميعهـا تفتقـر الى الوضوح وثبات الأرادة واستقلاليـة القرار... ؟ ــــ القيادات الكرديـة فـي وضـع تستطيع الأمساك بأوراق قضيتهـا والى حـد بعيـد تحسن ادارتهـا والحفاظ عليهـا ’ بينما القيادات والرموز الشيعيـة لا تملك اوراق قضيتهـا ’ مـن يملكهـا فـي الواقع ومـن يلعبهـا خسـارة وعلى حساب الكيان الشيعـي ... ؟ انهـا غير واثقـة من ذلك . تلك الأسئلـة الغيـر مرغوب فيهـا ’ تعبـر عن واقـع مريـر وحقيقـة مؤلمـة لا يمكن القفـز عليهـا ’ وعلى مثقفـي الشيعـة بشكل خاص ومثقفـي الجنوب والوسط بشكل عام التوقف عنـدهـا ’ حيث ان التفائل المفرط ورؤيــــة الواقع بنصـف عيـن والأفتقار الى الشجاعـة لأستيعاب اسباب الأنتكاسـة وتحمـل مسؤوليـة معالجتهـا وتجاوز اثارهـا ’ لا يمكن لـه ان يعطـي ثمـرة مستقبليـة على المديين القريب وحتى البعيـد ... ان المأزق والأرباك والضبابيـة تتفجـر داخـل الكيان ( البيت ) الشيعـي ’ ولا يمكـن بهـذه الحالـة المراهنـة علـى كيان مضطرب وبيت تمزقـه وتشتتـه الأهواء والأمـزجـة والأفراط فـي الأنانيـة . اذا كان البيت الشيعـي كمـا هو عليـه الأن ’ مختـزلاً فـي بيوتات ورموز ومرجعيات ’ منفصلاً في الواقع عـن الكيان الملايينـي مرتبكاً فاقـد الرشـد والبصيرة مشدوداً الى مراكـز قـوى مختلفـة النوايا والأطماع ’ موزع الولاءات فاقـد الهويـة ’ ففـي هذه الحالـة لا يمكن التعويل عليـه او مطالبـة الأخرين للثقـة بـه والركون الى وعـوده والتزاماتـه ’ انه مثيـراً للقلق ’ وفـي جميـع الحالات يشكل حالـة ارباك وتخبـط للقضيـة العراقيـة برمتهـا ’ وثغـرة قاتلـة تنفـذ منهـا اطمـاع مـن يرى العراق كعكـة عليـه ان يسبق غيـره للأستئثار( فرهـدة ) بحصتـه مهما كان الثمـن الذي سيدفعـه العراق امناً واستقراراً وحاضراً ومستقبلاً ... هنـا يأتـي دور المثقف الذي يجب ان يكون فاعلاً متقدماً غيـر تابعـاً مساومـاً لدور السياسـي . الحالـة تلك لا تدعو للتشائم على الأطلاق’ فأن ظاهـرة الكتاب امثال احمـط الياسري ورائد محمـد وعلى ال شفاف وصالح البغدادي ونبيل الموسوي واحمد الشمري وسيف الله علي وكثيرين غيرهم ’ تـدل على ان هناك حالـة حراك وتغييـر فـي العمق تعبـر بنشاط عشرات الكتاب والسياسيين والأفاضـل مـن رجال الدين ’ وهنـا يمكن لمثقفـي الجنوب والوسط مـن خارج كيان الأسلام السياسي ان يمـدوا اواصـر الثقـة والحرص والتوجـه المشترك مـن اجـل اعادة اصلاح البيت الشيعـي بشكل خاص وصيانـة كيان الجنوب والوسط بشكل عام ’ والأبتعاد عـن النرجسيـة والأساليب غيـر المجديـة وتجاوز المفاهيم وردود الأفعال التي تكرر تغريدهـا الممل خارج دورة الحياة والواقـع والمتغيرات الأصيلـة ... انـه ردح لا معنـى ولا مبرر لـه . اننـا نقف وجهـاً لوجـه امام مسؤوليـة جسيمـة ’ تتلخص فـي اعادة زراعـة ورعايـة الثقافـة الوطنيـة ذات الأبعاج الأنسانيـة واعادة بناء العلاقات الأجتماعيـة ( السلم الأجتماعـي ) على اسس فهـم الآخـر وقبولـة والدفاع عنـه ’ وانعاش اواصـر التسامح والمحبـة والثقـة المتبادلـة ... انهـا معركـة وعـي متعددة الجوانب والأبعاد ’ ويجب ان نشترك فـي خوضهـا ونزيل عـن الجسـد العراقـي كل الأثار والأوحال والعاهات التي تركتها همجيــــــة الأنظمـة العنصريـة والطائفيـة والشموليـة اوبئـة جسيمـة الأضرار ’ونبـداء مـن الأغتسال الذاتي لكل من يتحمـل مسؤوليـة المواجهــة الى جانب الشعب والوطـن . لقتد عبرا الأخوة قيس قـره داغـي ومحمود الونـدي الى جانب الأستاذ احمـد الياسري والأساتذة الذين ساهموا بحميـة وفعاليـة عـن مبادرة ايجابيـة رائـدة فـي الأتجاه الصحيـح ...ورغـم تواضعهـا لكنهـا تعبـر عن ظرورة وحتميـة تاريخيتين ’ ونهضـة شابـة تتمتـع بكـل مستلزمات ومقومات عافيــة مستقبلهـا .. انهـا صرخـة بوجـه الواقـع والمأزق والأنتكاسـة .. ان العراق الديموقراطي التعددي الفدرالـي سينهض حيث يبــداء التضامـن الفعلـي الكردي الشيعـي حاضنـة لجميع مكونات الشعب العراقـي واطيافـه الفكريـة والسياسيـة والمذهبيـة متمسكاً بعروة احتـرام وتقديس قيمـة وحريـة وكرامـة الأنسان العراقـي . فـي الندوة كان العراق حقاً يتنفس برئـة مثقفيـه ’ والقيم العراقيـة كانت الأجواء التي يتحرك فيهـا المتداخلون .. افترقنـا ونحـن بأنتظار المزيـد مـن الفعاليـة والحيويـة والبناء الأنساني المشترك .
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انكم تعيدون قتل موتانا
-
العن اللعبة ومن يلعبها ...
-
د موع ولد الخا يبه
-
هل مات الجنوب في الجنوب ... ؟
-
لماذا نفرش الوطن في مبغاهم ... ؟
-
كانت لي ام
-
الشيعة يدفعون ضريبة قياداتهم
-
مخاطر ازمة الوعي الشيعي
-
ثلاثية المأزق الشيعي
-
الشيعة : واقع وقيادات ... رموزهم الوجه الآخر لمآزقهم ...
-
الفيحاء : لأنك منا
-
چني اعرفچ ... ؟
-
الهور مزروع بمهجتي
-
! فدراليات الزمن الأهوج ...
-
وأخيراً اختلطت علينا الأمور
-
علينا اللطّم والتطبير ... ولكم ما تبتغون
-
الشهيد الكردي الفيلي : تحيتي
-
العار في قمة العار ...
-
المذاهب ... واشكالية الأنتماء الوطني
-
الكلمة الأخيرة لمن ...؟
المزيد.....
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
-
بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي
...
-
قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا
...
-
معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|