|
لا حيادية في الإعلام بل مصداقية وغير مصداقية
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:49
المحور:
الصحافة والاعلام
الأعلام كما هو حال القضايا الأخرى المرتبطة بنشاط الإنسان الفكري والعملي لا يمكن أن يكون حيادياً صرفاً أو مستقلاً تماماً ومن يحاول الادعاء بالحيادية والاستقلالية التامة سيجد آجلاً أو عاجلاً نفسه منحازاً فكرياً لطرف معين وبهذا سيدرك أن الحيادية التامة غير موجودة على الإطلاق في الفكر الإنساني وما يدور حوله من قضايا في العالم ولكن نستطيع القول أن هناك نوعين في العمل الإعلامي ، الاستقامة والمصداقية والشرف والبحث عن الحقيقية، يقابلها عدم الاستقامة واللامصداقية وتحريف وتشويه الحقائق ، من هذا الباب الأخير يضمر البعض من وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي المصري المحرض على انتشار العنف نوعاً من طمس الحقائق أو تشويهها و العداء تجاه الشعب العراقي بحجة الدفاع عنه والوقوف ضد الاحتلال وهو يخلط الأوراق ما بين المقاومة الوطنية التي تسعى فعلاً لإنهاء الاحتلال وليس معاقبة الشعب العراقي وما بين المنظمات الإرهابية وفرق الموت الطائفية التي تسعى لمعاقبة الشعب وتدمير العراق عبر طرق ووسائل هدفها جعل العراق ساحة منازلة وتصفيات حسابات إقليمية ودولية ليتسنى لها الكسب غير المشروع على حساب مآسي الشعب ومقدار ما تستفيد منه ببقاء الاحتلال لكي يكون حجة ومبرراً لوجودها وديمومتها، وتحاول هذه الوسائل الإعلامية تغيب الواقع المر الذي نتج عن الحكم الدكتاتوري الفردي طول حقبة تاريخية طويلة وبخاصة بعد أن قدم الذرائع والأسباب التي أدت إلى احتلال البلاد ، باعتقادنا أن هذا العداء له أسباب ذاتية ولا يمت بصلة للحرص من اجل إنقاذ الشعب العراقي من براثن الإرهاب السلفي والأصولي والتدخلات من قبل بعض دول الجوار في الشأن العراقي هذه الأسباب جعلت من بعص وسائل الإعلام أبواقا تُسَخر كل ما يمكن الإساءة لسعي أكثرية الشعب العراق من اجل عراق مستتب ومستقل وخالي من النزعات الدكتاتورية وسياسة المحاصصات الطائفية والقومية الضيقة وللتخلص من الجيوش الأجنبية وتنتهج البعض من الصحف المصرية النهج نفسه في إشاعة التعتيم وقلب الأمور مثلما حدث كمثال نشر جريدة الأسبوع المصرية المملوكة من قبل النائب في البرلمان المصري مصطفى بكري عندما نشرت بيان تحية للمقاومة العراقية باسم المؤتمر والمؤتمرين البيطريين العرب السابع والعشرين الذي انعقد في أيار 2007 وقد ثبت بعد ذلك عدم صحته وانه مفبرك من قبل صاحب الجريد المعروف بعلاقاته مع النظام العراقي السابق وكانت التحية عبارة عن تلفيق وخداع وتشويه مما أثار استياء أكثرية المؤتمرين وطلبهم بنشر بيان تكذيبي للتحية المذكورة وغير ذلك مما ينشر من تشويهات ملفقة و محرضة لا تمت للواقع بصلة إلا اللهم من اجل التضخيم وتجسيم الحوادث أكثر مما هي عليه في الواقع وتصاغ حجة باهتة بان هذه الصحف ووسائل الإعلام تستقي أخبارها داخلياً، ولو صح ذلك الأمر فمن الممكن على الأقل الحصول على الحقائق و الإطلاع عليها بطرق عديدة على شرط أن تكون وسائل البحث مصادقية وشريفة وبخاصة ما يجري على ارض الواقع وليس بشكل مفضوح ومعروف من نتائج القتل العشوائي بواسطة أدوات تدميرية تتنافى مع ابسط القيم والأعراف الدينية والإنسانية ، فالقتل بالجملة بواسطة المفخخات والعبوات الناسفة وقنابل الهاون والخطف الجماعي وتفجير الجسور والمرافق الخدمية والصناعية والكهرباء والماء والوقود والمدارس ومنع الطلاب من الدوام المدرسي وكذلك العمال والموظفين إضافة إلى الاغتيالات الفردية والخطف واستخدام وسائل غريبة وغير أخلاقية وهي بعيدة عن مفهوم المقاومة الوطنية الحقيقية، وبدلاً من فضح هذه التوجهات لأنها تضر فعلاً المقاومة بأنواعها فإنها تعالجها وكأنها مقاومة للاحتلال الأجنبي أو اتهام الاحتلال بالتفجيرات وغيرها كمحاولة للتملص من قول الحقيقة ، على الرغم من أننا ضد الاحتلال ونطالب بخروجه بعد استكمال المؤسسات الأمنية والجيش لكن بتصورنا أن ذلك تحريف للحقيقة وما يجري على ارض الواقع وبخاصة إذا ما اطلعنا على بيانات المنظمات الإرهابية التي تدعي مسؤوليتها عن التفجيرات والقتل العشوائي وعلى الهوية وعن كل ما ذكرناه في مقدمة المقال. لا نعرف ماذا سيكون موقف أو شعور الحكومة المصرية إذا قامت البعض من وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية العراقية بنشر القضايا التي تحدث في مصر بشكل مقلوب ومشوه ومنها تدعو للعنف والقتل وتفجير الأماكن العامة والبنى التحتية واعتبرت المنظمات التي تستعمل العنف كيفما اتفق بدون مراعاة لمشاعر المصريين مقاومة وطنية ضد النظام المصري وتشجعها من خلال عقد مؤتمرات في العراق بحجة الوطنية ومن اجل القضية المركزية! وبسبب الاعتراف بإسرائيل وعلمها الذي يرفرف في سماء القاهرة الحبيبة ، إسرائيل التي مازالت تحتل أراضي عربية بالإضافة للأراضي الفلسطينية ، هل تتقبل الحكومة المصرية الدعاية الإعلامية المضادة التي تشجع على التطرف والإرهاب والعنف والقتل بحجة المقاومة الوطنية المصرية .. باعتقادنا سوف لن تحتج الحكومة المصرية وتعتبرها تدخلاً في شؤونها الداخلية فحسب بل أنها ستقوم القيامة ضد الحكومة العراقية أو سائل الإعلام وتقيم الدعوى القضائية ضد المحرضين على قتل المصريين الأبرياء وقد تصل الأمور إلى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها . بصراحة تامة نريد من الدول العربية الشقيقة وفي مقدمتها مصر أولاً وآخراً مساعدة شعبنا وبلدنا وتقديم الدعم والمساندة للتخلص من الإرهاب والمحاصصة الطائفية والاحتلال بطرق صحيحة وواضحة وليس عن طريق دعم الإرهاب وتشويه وجه المقاومة الوطنية الحقيقية، نريد من هؤلاء الذين يدعون الحرص على وحدة شعبنا أن يقفوا بجانبه ويساعدوه على تخطى هذه المحنة التي أوجدتها رعونة النظام البعثصدامي وفاقمته قوى الاحتلال والمحاصصة الطائفية التي تهدف إلى تقسيم البلاد تحت شعارات طائفية وطوائفية لكي يستمر الوضع المأساوي لا بل يزداد سوء يوماً بعد يوم كما هو حاصل في الوقت الراهن.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دفاعاً عن حقوق النساء وضد تصريحات وزير الداخلية الإيراني
-
حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب العراقي
-
القضية الفلسطينية ما بين المماطلة والحلول التوفيقة والحل الع
...
-
إحدى وثلاثون عاماً في بغداد والرهان الخاسرما بين الجديد والق
...
-
بعض الملابسات حول إنعقاد المؤتمر التأسيسي للمجلس العراقي للث
...
-
قرار خاطئ أستغل فيه المكان والزمان
-
فاز نيكولا ساركوزي اليميني وماذا بعد؟
-
ماذا في مقال نسرين عز الدين في ايلاف عن نهاية الصراع الطبقي
...
-
أول أيار رمزاً وطنياً وأممياً للتضامن ضد الاستغلال وعدوانية
...
-
قرار وزارة الداخلية المجحف يعد تجاوزاً على حقوق المرأة العرا
...
-
الجريمة ضد العمال الأزيدين جريمة أخرى ضد الطبقة العاملة العر
...
-
لينين
-
الخطة الأمنية وتأمين الطرق الخارجية لحماية أرواح المواطنين
-
متى يدرك أهل العراق من كل الطوائف حجم الجريمة؟
-
علماء دين سعوديين!! يحرضون على قتل العراقيين
-
إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية
-
الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب
-
هل هي مصادفة؟.. أو إعادة سيناريوهات العداء للحزب والشيوعيين
...
-
هل يدرك حكام إيران خطورة مواقفهم على الشعوب الإيرانية؟
-
اللجنة التأسيسية لقيام المجلس العراقي للثقافة وسلبية الدعوات
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|