أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - خيارات لحود – حزب الله الانقلابية















المزيد.....

خيارات لحود – حزب الله الانقلابية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 12:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ما فتئ إميل لحود الرئيس اللبناني الممدد له قسراً , يعزف نفس اللحن على مسامع العالم أجمع , بأنه في قصر بعبدا , لصيانة الدستور وحماية الدولة بمختلف مؤسساتها , ولن يغادر القصر الرئاسي , إلا بانتهاء ولايته المحددة دستورياً , بطبيعة الحال لم يعد هذا اللحن يطرب أحداً سوى من سار معه لحظة إقرار التمديد , مُهللاً به رئيساً فذاً كغيره من الرؤساء الأفذاذ .
من البداهة القول أنّ الأزمات المميتة التي تعرض لها لبنان , أثناء السنوات الثلاثة الأخيرة , سببها الوحيد التمديد الخاطئ , الذي كشف ظهر لبنان للجميع , فحصل ما حصل من جرائم واغتيالات وحروب نشهد فصولها الآن , فعلى سبيل الافتراض , لولا التمديد لما اغتيل الحريري , ولما أرغمت سورية بسحب قواتها العسكرية من لبنان بهذه السرعة , والأم من هذا وذاك لما صدر القرار الدولي 1559 بعد التمديد مباشرة .
إذاً , تمديد الإدارة السورية للرئيس لحود المنصَّب من قبلها , هو أحد الأسباب وراء كل هذه الويلات التي حلت وتحل بلبنان , وليس للتمديد أي مبرر يستدعي من دمشق الاستماتة في إبقاء لحود بالحكم , فكان بالإمكان وقتها تعيين أي شخصية مارونية , سياسية أو عسكرية بدلاً منه , مع ضمان الولاء التام لها , اللهم إلا إذا كان لحود الرئيس المطيع والمؤتمن على أسرار وخفايا لا يعلم بها سوى عالم الغيب .
بكل الأحوال مرّ التمديد من فوق رؤوس اللبنانيين دون أن يقولوا كلمتهم الأخيرة , اليوم باتوا قادرين على قولها , ليس لأن الرئيس الممدد له شارف على الرحيل , وبالتالي شارف قرار التمديد الذي فرضه رئيساً على الزوال , بل لأنهم تجاوزوا إرهاصات مرحلة التمديد بتماسك قلّ نظيره على امتداد تاريخ لبنان الحديث .
في بداية ولايته الممددة , لم يكن للحود أي تأثير يذكر على مجرى الحياة السياسية , التي انقسمت بفعل التمديد إلى فريقين , فريق الثامن من آذار وفريق الرابع عشر من آذار , إثر هذا الانقسام الذي حصل عشية تحضر الجيش السوري للانسحاب , وجد لحود نفسه ضمن فراغ عميق , وكان فريق 8 آذار المتشكل حديثاً ملاذاً يمكن أن يستظل به ويستقوي من خلاله , فبدلاً من أن يكون على مسافة واحدة من جميع الافرقاء , أصبح فريقاً يعمل ضد فريق آخر .
اصطفاف لحود إلى جانب فريق 8 آذار المتمثل بحزب الله , حسب ما يقول , هو لحماية المقاومة تارةً , وحماية الدستور طوراً , ربما يتعدى الأمرين إلى اصطفاف إقليمي مفروض على لحود وحزب الله , لكن حماية المقاومة مِمَن ؟ إذا كانت من إسرائيل فالجميع يثمّن دورها في مواجهتها , أمّا الكلام عن حماية الدستور , يلاحظ أنه لم يجرِ تداوله إلا عندما طرحت الأكثرية موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي .
منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف العام الماضي , ولحود لا يزال يؤيد جميع الخطوات الانقلابية التي يعمل عليها حزب الله ويلتصق معه بها , لرد الاعتبار لمقام رئاسة الجمهورية قبيل مغادرته إياه بعد ما أفرغ بالكامل .
إنّ فراغ رئاسة الجمهورية تجلى بمقاطعة رؤساء ووزراء الدول الأجنبية , زيارة لحود والاتصال به , اقتصر تواصلهم مع الحكومة الممثلة للشرعية اللبنانية , أمام هذا الفراغ يحاول لحود وبإصرار من حزب الله , استخدام ورقة الدستور في اللحظات الأخيرة قبل أن تسقط من يده .
من الآن فصاعداً صار بمقدور حزب الله بعد تحالفه مع العماد عون وتقربه من لحود , أن يحدد سلفاً مواصفات الرئيس المقبل ونوع الحكومة التي يقبل التعامل معها , ولتكتمل معالم مشروعه , بيده ثلاثة خيارات لا مجال لتوفير أي ٍمنها .
الخيار الأول , فشل فشلاً ذريعاً نتيجة إقرار المحكمة الدولية في مجلس الأمن تحت الفصل السابع , فلم تنفع لعبة الدستور في تعطيل أمر المحكمة , لطالما تحصنت المعارضة خلفه بجملة عريضة من التحفظات والملاحظات المسبقة .
الخيار الثاني , ظهر على هيئة مبادرة تقدم بها لحود باسم المعارضة , دعا بموجبها تشكيل حكومة جديدة , بديلاً عن حكومة السنيورة , التي اعتبرها فاقدة الشرعية لتغيّب ستة وزراء عنها , مهدداً في الوقت ذاته باللجوء إلى الدستور , الذي يخوله تشكيل أي حكومة يريد , ويبدو أن هذا الخيار يأتي مفجراً للخيار الأول , أي للمحكمة , والغريب أنه جاء متزامناً مع اندلاع مواجهات الشمال بين الجيش اللبناني وعصابة العبسي العابرة للحدود , فضلاً عن تحميل الحكومة الحالية المسؤولية الكاملة عن تواجد وتسلل هذه المجموعة وغيرها إلى داخل الأراضي اللبنانية , الحل برأي لحود لن يكون بغير حكومة " إنقاذ وطني" ممثلة لست طوائف أساسية في لبنان .
لا شك أنّ الخيار الثاني محكوم عليه بالفشل , لأن تنسيق الحكومة مع قيادة الفصائل الفلسطينية , منع توسيع المواجهات مع جماعة فتح – الإسلام إلى خارج مخيم نهر البارد , وجردها من أي غطاء يمكن أن تتلظى به .
ليبقى الخيار الثالث , فقد رشحت حوله بعض المعلومات , وتحدثت عن استخدام لحود لصلاحياته الدستورية في لحظة انعدام جميع التسويات والمخارج التي يتم طرحها الآن , عن طريق إعلانه تشكيل حكومة جديدة , رغم استمرار التأزم السياسي , بحيث تتكون من خمسة وزراء من الشيعة , ذات الوزراء المستقيلين من حزب الله وحركة أمل , إلى جانب وزير الدفاع الياس المر, ومن المحتمل أن يرأسها الوزير السابق عبد الرحيم مراد أو عمر كرامي .
الجدير ذكره , أن هذه الحكومة في حال أعلنت , فإنها تعد استكمالاً للانقلاب الذي قاده حزب الله ووقف به عند جدران السراي الحكومي بأوامر إيرانية , كما أنها ستكون ناقصة الشرعية , فلن تعترف بها الدول العربية ولا الأجنبية , قد تعترف بها سورية وإيران فقط .
الخيار الأنسب من بين كل الخيارات السابقة , أن يراجع الرئيس لحود ما قاله البطريرك الماروني نصر الله صفير , أن مقام رئاسة الجمهورية بات معرضاً



للانتقاد أكثر من المقامات الأخرى , وأن يستوعب حزب الله بأن التعطيل والاعتصام
المفتوح تنتهي خيامه حينما تبدأ مصالح الغير تتضرر , وقد بدأت .
كاتب وإعلامي سوري
[email protected]




#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خلافات إيران الخفية مع سورية
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية
- السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان
- معنى الاستقلال في سورية
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة
- أهداف بيلوسي في دمشق
- الماركسية الكلاسيكية ونفيها التاريخي
- التسلطية القُطرية ومحاولاتها التحديثية
- الحضور الإيراني في دمشق : رفض مطلق أم قبول حذر؟
- أوروبا - أميركا : وتغيير السلوك السوري
- سورية وسيناريوهات ثورة آذار
- الشمولية العربية وخيارات أجيالها الإصلاحية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - خيارات لحود – حزب الله الانقلابية