أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الإنسان و القوة














المزيد.....

الإنسان و القوة


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل 40 سنة احتاجت إسرائيل إلى 6 أيام لهزيمة ثلاث جيوش عربية فيما احتاجت قوات المارينز الأفضل تدريبا و تسليحا إلى أكثر من 3 أسابيع للسيطرة على الفالوجة و لم يكن حظ نظرائهم الإسرائيليين أفضل حالا في مواجهة مخيم جنين الذي يشبه مخيم نهر البارد بمنازله الواطئة المتلاصقة الذي ما تزال دبابات و مغاوير الجيش اللبناني تحاول اقتحامه منذ أيام أما في صيف العام الماضي فقد اضطر أكبر جيوش المنطقة تسليحا و تطورا إلى تحمل خسائر غير مسبوقة و أن يواجه نكسة حقيقية بعد مواجهة طالت ل 34 يوما بتغطية أمريكية دولية..تبدو الجيوش النظامية ال"وطنية" تعاني صعوبات حقيقية أمام مجموعات أضعف و محدودة التسليح من المقاتلين المؤمنين بقضيتهم و هذا لا يتوقف على مصاعب و تعقيدات القتال في المناطق المدينية فالقضية الأساسية تتلخص في طبيعة هذه الجيوش "المحترفة" و اعتمادها أساسا على التكتيك العسكري مقابل اعتماد تلك المجموعات إضافة إلى التكتيكات المدعومة بالأسلحة المناسبة على إرادة قتال عالية و استعداد عالي للتضحية يربك الجيوش النظامية و خطط قادتها و جنرالاتها..هنا تتفوق هذه الجيوش "محترفة القتل" بقوة النيران الهائلة و استخدامها الهمجي لهذه القوة تحت غطاء "الشرعية الوطنية" التي تتمتع بها أو "الشرعية" الدولية التي تزعمها..في الحالة العربية الرسمية في النكسة الحزيرانية و ما تلاها تبدو أزمة الحالة السلطوية العربية أشد و أعمق فيما تبدو مؤسسات هذه السلطة أكثر تهالكا و غربة عن المجتمع و انتهاكا له و لذلك كان السقوط و الهزيمة نتيجة أية مواجهة مع أي عدو خارجي..أما في مواجهاتها الداخلية كانت السلطة عادة شديدة القسوة ضد "العدو الداخلي" و من حماة إلى قمع صدام لانتفاضة 1991 في الجنوب و الشمال إلى اقتحام قوات السلطة القائمة اليوم في بغداد للفالوجة و الرمادي و أيلول الأسود كانت السلطة تمارس أشنع وسائل القمع الجماعي وصولا إلى المجازر , كانت شرعية الموت و القمع تفرض على الناس بأقسى الوسائل الممكنة..تختلف إستراتيجية الغزاة ففي مقابل الإصرار الإسرائيلي على تكريس حالة من الخوف و العجز تؤسس لاستسلام الخصم يريد الأمريكان كما في فيتنام و حروبهم المختلفة تحييد عناصر المقاومة عند الخصم بطريقة أكثر "تحضرا" ينسجم هذا مع الدور التبشيري المزعوم الذي يدعيه الكاوبوي الأمريكي رغم أنه في مواجهة تحدي المقاومة أثبت الأمريكان استعدادهم للجوء إلى القمع و القتل الجماعيين..عبادة القوة هذه هي شرعية العالم اليوم..يصبح الهدف في شوارع الضفة و غزة كما في شوارع الفالوجة و بغداد و نهر البارد هو الفرد المقاتل الذي تستخدم لاصطياده المدفعية الثقيلة و الدبابات و الطائرات بمختلف أنواعها و أخيرا المشاة المدججين , المقاتل الذي يقاتل حتى النهاية دون أمل ربما لكن بإصرار لافت..إن القوة تنتج نقيضها الذي يؤمن بالقوة في مواجهة القوة..لا يثير القتل بحد ذاته غضب النخب فما يثير سخط النخب هو أن يأتي القتل من الطرف المقابل أو من الطرف المهزوم في إطار عبادة القوة كمصدر للشرعية و الفعل و يستطيع نازيون صغار في حكوماتنا أو ما يقابلها أو في حكومات أمريكا و تل أبيب أن يطالبوا بالمزيد من الدماء أو القمع أو القتل دون أن يثير هذا بذاته استنكار أحد..لم تنته أي من هذه المواجهات إلى انتصار القوة المقاومة ما عدا حالة حزب الله التي سرعان ما تمكنت السياسة من محاصرة نتائج انتصاره و بدأت محاولة تحييده و تحجيمه إضافة إلى حالة المقاومة العراقية التي يشكل استمرارها عمليا انجازها الأساسي حتى اليوم مع ضرورة الإشارة إلى أنها تستمر لأنها تتغذى على العنف المجاني الذي أنجبته الحالة السياسية الطائفية السائدة في العراق اليوم..من غروزني إلى جنين و الفالوجة و بالتأكيد نهر البارد سيكون بمقدور الدبابات أن تهزم مؤقتا مجموعات المقاتلين فقتال هذه المجموعات هو في سبيل تسجيل حالة الصمود أكثر من أن يشكل جزءا من مشروع متكامل للمقاومة المنتصرة , يشكل هذا محور أزمة هذه المجموعات المعزولة عن واقعها عن محيطها المؤمنة بالأساليب التآمرية الإرهابية للرد على الخصم التي لا تمتلك أية مشروع جدي أبعد من مجرد مقاومة العدو , إن الهزيمة نتيجة منطقية لهذه المواجهة لكن المأساوي في المشهد اليوم أن عبادة القوة عند النخب و ممارستها المتعسفة من قبل كل أشكال السلطة أو مشاريع السلطة يعيد إنتاج هذه الحالة بشكل مستمر في تعبير عن عمق المأزق الراهن في حين يحضر الإنسان بصفته الضحية دوما





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد المحكمة...
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!
- مصير النظام و خياراته
- الخلاف على صفات الله بين الخطابات الدينية المختلفة
- تعليق على إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- قراءة في قضية الحرية
- أمام التراجعات و حروب أمريكا و إسرائيل نعم للإنسان
- اليسار و الإسلاميون
- في البحث عن طريق التغيير
- الإنسان و التعذيب بين السلطة و الدين
- الحرية و الطائفية و كبار الزعماء
- الآخر
- النظام و البديل و الديمقراطية
- السياسة و الفكر مرة أخرى
- قمة عربية أخرى
- في شرعية الحاكم المطلق - الملك العضعوض
- خطاب مدرسة النقل و السلف
- من دروس الحروب الأهلية
- رد على مقال الأستاذ زهير سالم : المجتمع المفكر و نظرية المعر ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الإنسان و القوة