نبيل جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 11:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
موريتانيا بلد باهت اللون في عقولنا ووسائل اعلامنا، ولم يكن هناك اسوأ ولا اغبى ولا اخبث من التعاطي الذي تعاطينا به مع هذا البلد سواء في وسائل اعلامنا او بين كتابنا ومفكرينا.
فقط يتصدر هذا البلد عناوين الاخبار عندما نروم شتمه وعندما نريد تحميله كل خسائر وقبح العرب وفتحنا عليه ابواب جهنم عندما هرول قادته لفتح قنوات مع اسرائيل.
ولكن تجربته الفريدة- مع انها ليست الاولى- عندما قطع العسكر عهدا على انفسهم بوضع البلاد على سكة الديمقراطية والتزم هؤلاء بوعدهم وجرت الانتخابات بنزاهة وشفافية حسب المراقبين الدوليين، لم تكن تعني لنا كثيرا واهم منها الصور الديمقراطية في سوريا ومصر تلك الصور التي اهترأت بنسبة الـ(99%) .
لم يتطرق احد للتجربة ولم يمتدحها ولم تسلط عليها الاضواء كما يجب وكأن ما فعلته موريتانيا كشف لعوراتنا وفضح لسلوكنا المنحرف وبالتالي استحقت ان نتآمر عليها من دون اتفاق علني لافشال التجربة التي شعرنا ازائها بالغيرة، والتمني كي تفشل وبالتالي نلوثها كما نحن ملوثون، وتبقى مريضة، اذ من غير المعقول ان يتعافى الغير ونبقى مرضى!!
شح كتابنا الى الدرجة التي اعترف احدهم بغيض انه لن يستطيع الحكم على التجربة الا بعد مرور وقت عليها وهاهو الوقت يمر واذا بي استمع لرئيس الحكومة وهو يعترف ان راتبه اعلى من راتب موظف الخدمة الحكومية وانه وكوكبة وزرائه سيتبرعون بربع رواتبهم كجزء من تجاوز النكبة التي في طريقها الى بلاده بسبب الجفاف، ولك ان تقارن بين هذا السلوك وبين الامير بندر ومليارات اليمامة؟؟!!
تطالعنا الفضائيات كل يوم بتقارير عن اقاصي الارض وعادات الشعوب التي سمعنا بها ولم نسمع ولكنها تشح عن موريتانيا وتجربتها وشعبها الذي يعمد بعضهم حتى لطمس وصفهم بأنهم بلد المليون شاعر وتتعمد طمس معالمهم وعاداتهم واخلاقهم وادبهم
واغلب الظن ان العرب سيتركون موريتانيا تموت قحطا وجفافا فليس لنا مع هذا البلد مصالح، او عاهرات نصطاف باحضانهن، وليس فيه علب ليل او مصارف نودع فيها اموالنا، والاهم ليس هناك ما نتقرب به او نتزلف من خلاله لاوربا كي يقال عنا اننا لسنا رعاة اجلافا.
عاقبوا موريتانيا على محاولتها ان تنهض.
وعاقبوا الموريتانين لانهم يريدون حياة اكرم من حياتنا.
أدبوهم وافشلوا تجربتهم حتى لا تكون سنة سيئة نحاول تقليدها بالديمقراطية الكافرة!!
#نبيل_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟