بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانفرادها كقوة عسكرية واقتصادية رأسمالية في العالم بدون منازع, قامت امريكا بتنظيم خارطة العالم بما يتوافق مع سياساتها العدوانية. وكانت منطقة الشرق الاوسط عامة والعراق خاصة من ضمن المخطط, فلوا نظرنا الى بلدنا العراق فنراه يطفوا على بحيرة هائلة من النفط وان ارض العراق فيها من الخيرات ما يسيل له لعاب امريكا كقوة استعمارية بغيضة.
فقد عملت ما عملت على مدى اكثر من ثلاثة عقود من وراء الكواليس وعلنا حيث كانت تحرك دميتها المتمثلة بنظام صدام الفاشي وامدته بكل مقومات البقاء والدعم العسكري والاستخباراتي وعلى كافة الاصعدة وبعد ان شاخ هذا النظام واصبح لايلائم متطلبات العصر؛ قامت امريكا بتجيش الجيوش والاساطيل وقامت بحملة عالمية وادعت بأنها سوف تأتي الى العراق لاسقاط النظام ولنشر الحرية والديموقرلطية, فأخترعت مسرحية اسلحة الدمار الشامل وسلطت الاضواء على مجموعة من الاشخاص واعتبرتهم معارضين للنظام وانهم يعيشيون في المنفى وجاءت واحتلت العراق وضربت بأسلحتها الحديثة المتطورة اماكن لاتمت الى النظام بصلة وتشكل الشريان الحيوي للعراق وقامت بأعمال المساعدة على عمليات السلب والنهب واعطت الضوء الاخضر للذين يصيدون في الماء العكر, واصبح العراق الآن جثة هامدة خالي من الحياة ووصل الى المستوى الذي كان يريده له كل السيئيين والغير الانسانيين وبعد ذلك قامت امريكا بعمل جرعات قليلة وبطيئة لكي تدب الحياة في جسد العراق ومن هذه الجرعات هو مجلس الحكم الذي شكل اخيرا. اننا الا نريد الانتقاص والتقليل من اهمية هذا المجلس ولكن كيف يعمل هذا المجلس والقوات الامريكية تجول وتجول في العراق وان البلد الان تحت الوصاية الامريكية – البريطانية!! كيف يعمل هذا المجلس والعراقيون كلهم لا يملكون أي مقومات للحياة. كيف يعمل هذا المجلس وهي يقف الان على ارض ممتلئة بأجساد ورفاة ملايين العراقيين..
ان المجلس الان في موقف لن يحسد عليه. واخيرا يا اصحاب السيادة في مجلس الحكم اود ان اخبركم اننا كنا متفائلين عندما رأينا شبكة الاعلام الامريكي (عفوا العراقي) الموقرة وهي تنقل اول جلسة لكم وكيف انتم تنزلون من سياراتكم الفاخرة ويصافح بعضكم البعض حيث كنت انا واطفالي وامهم ننام تلك الليلة بدون عشاء فقصدت العائلة وقلت لهم بتفاؤل غدا ستأكلون!!