أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - مرة أخرى في المشهد السوري















المزيد.....

مرة أخرى في المشهد السوري


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1942 - 2007 / 6 / 10 - 12:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بلى يمكن لل „العلوية“ أن تتحول إلى شتيمة وسبة ومثلبة في ظل ما يمارس النظام السوري من قمع وتفريق وممارسات طائفية في سياق سياسة التفتيت الاجتماعي الهادفة التي انتهجها على مدار أربعين سنة تجلت بأبشع صورها أكثر ما تجلت واضحة في الفترة الواقعة بين أواخر السبعينات وأواسط الثمانينات عبر المجازر التي ارتكبها النظام السوري على أساس وأجندات وعناصر وشحن طائفي في حماة وحلب وجسر الشاغور وسجن تدمر وأماكن أخرى ذريعة في ظل الصراع الذي دار بينه وبين تنظيم الإخوان المسلمين الوجه الطائفي الآخر لطائفيته المتمثلة ب“ السنية“ (مع الأخذ بعين الاعتبار بأن المسؤولية بمعظمها تقع على عاتق السلطة التي كانت تستولي على كل مفاتيح الخيارات من قوة عسكرية واقتصادية وحركة تشغيل فكانت بهذا المسؤول الأكثر عن الاستقطاب الطائفي ) , وفي ظل شحن طائفي غير مسبوق ومعهود في سورية لم تعتد عليه زمن الأنظمة السابقة له والتي توالت على السلطة فيها , حتى باتت نهجا يعتمده في مجمل نواحي الحياة للبنية المجتمعية , متبعا بهذا نهجا تضليليا فظيعا غير معلن وأحيانا معلن على مجموع الطائفة العلوية لتجنيدها بهدف استغلالها وعلى حساب أبنائها الفقراء لحمايته كنظام التي أوحى من خلالها لمجموع الطائفة العلوية بأن سلطته هي سلطتهم , مستندا على ذاكرة جمعية ماضوية لديها مترسبة وناتجة عن عهود الاضطهاد ضدهم زمن العثمانيين أو ما قبله ومستفيدا من الخطاب والمنهج السياسي والعسكري الطائفي للإخوان المسلمين آنذاك و عمليات القتل الطائفية التي مارستها واستهدفت أزلام السلطة والمواطنين العاديين على أساس الهوية الطائفية , لتتحول الطائفة وكل الطوائف الأخرى بل الوطن بما يعنيه من ناس وحدود إلى ضحية ورهينة ووقودا لاحتمال تفجر حرب طائفية خطيرة من خلال سياسة طبقية مجنونة لا سابق لها عبر حرف محور الصراع الطبقي الحقيقي عن مساره في هذه البنية المتمثل بين فقراء ومضطهدين ومفقرين من جميع فئات الشعب وعلى رأسهم أبناء الطائفة العلوية من الشريحة الواسعة من الفلاحين ووصولا للعساكر العاديين والبسطاء في التشكيلات العسكرية التي شكلها لحماية نظامه ونظام أسرته , من سرايا الدفاع وسرايا الصراع والوحدات الخاصة والحرس الجمهوري والمخابرات , بعد أن سعى لديهم ليهجروا أراضيهم ومصدر رزقهم عبر مغريات وظيفية ومكتسبات مادية وهمية وشحن طائفي مقيت من جهة , وبين النظام والسلطة ومجموع قواها من عناصر علوية كانت أم سنية أم مسيحية درزية مرشدية اسماعيلية ....إلخ , وضباط عسكر وملاكين ممثلين الطبقة الظالمة المستحوذة على مجمل الدخل الوطني في ظل أكبر عملية نهب وفساد مافاوية عرفتها التجربة البشرية لفضل القيمة , ناتج الطبقة المسحوقة والمفقرة , والهبات والخاوات وثروات البلد الطبيعية من نفط وسواه.
بل يمكن التأكيد بأن أخطر ما اقترفه هذا النظام بحق سورية وكل المنطقة خدمة لأعدائها هو هذه السياسة التفتيتية الطائفية التي ماكان لها إلا أن تنتج مشاعر العداء الطائفي المتبادل بين فئات الشعب , بل تتسع أحيانا لتشمل شعوب المنطقة بالتوافق والتوازي مع ما تقوم به الأطراف الطائفية الأخرى(ورعاية أنظمة أخرى) من وهابية سنية عبر التنظيمات التكفيرية من منظمة القاعدة أو غيرها , أو شيعية , أو مسيحية , عمت جميع أسقاع المنطقة العربية والاسلامية , ومن ينقصه المعلومات يمكنه متابعة القنوات الفضائية أو زيارة المواقع الالكترونية الكثيرة.

ليست العلوية وحدها القابلة لأن تتحول إلى سبة أو شتيمة بل السنية والشيعية والمسيحية واليهودية والدرزية والاسماعيلية واليزيدية وكل التركيبات الفسيفسائية في منطقتنا أو غيرها , بل من الممكن أن تمتد لتشمل التقسيم الإثني ومجمل الايديولوجيات السياسية والحزبية , كردية كانت أم عربية أم آشورية أم سريانية أم أرمنية ..إلخ , شيوعية كانت أم بعثية أم ناصرية , فتحاوية أم حمساوية ...إلخ . وما يحدد ذلك هو ممارسات أصحاب هذه العقائد والشحن الهادف الذي يستند عليها , عندما تمارس إحداها باتجاه المجموعات الأخرى سياسة الاستقصاء وعدم الاعتراف والتحقير والنفي والاستفزاز والاستهداف وأحيانا التصفية الفردية أو المذهبية أو الأثنية , وعندما تدعي امتلاك الحقيقة المطلقة في جيبها والآخر هو الكافر أو المحرف أو الغويم أو الخنزير , والطامة الكبرى بأن كل هذا يجري على حساب أمن ولقمة الشعب المسكين المفقر.

إن الخوف والخجل الذي سيطر على رهط العلمانيين والقوميين والشيوعيين واللبراليين من تناول هذا المسألة , ماعدا قلة قليلة , وخلوها من خطابها وبرامجها طوال الفترة السابقة , في سوريا و الأقطار العربية و الاسلامية الأخرى , خشية الاتهام بها أو الاحتراق بنيرانها أوادعاء الحرص على الوحدة الوطنية , لم يلغها أو يعطلها أو يحد منها , بل أن اتباع سياسة النعامة ودفن الرأس في الرمل وغض الطرف عما يجري في الواقع وعدم فتح نقاش علني وصريح حولها وفيها هو الذي سمح لمهندسيها ومنتجيها ومنظريها والمستفيدين من تعميمها من توسيعها واعتمادها سياسة فارقة لترسيخ العلاقات البينية في المنطقة على أساسها , بل أن لسان حالهم يقول أنهم يطمحون لتعميم الصيغة الطائفية اللبنانية المقوننة والمدسترة المبكرة على كل دول المنطقة , العراق والسودان والصومال اليوم وربما غدا سوريا والسعودية وإمارات الخليج , مما فتح شهية أعداء شعوب المنطقة عبر القوة العسكرية لإعادة تعديل حدودها على أسسها .

إن الخطوة الأولى في العمل الصحيح هو في تسمية الأخطار و الأشياء والسياسات بمسمياتها الحقيقية لكي يتم استنباط الحلول الوطنية الصحيحة لها , وصياغة برامج صحيحة لمواجهة ممارسات وبرامج هذه القوى الطائفية , بغض النظر عن الشوك الذي يمكن أن ينغز ضعاف النفوس والجهلة من كل الفئات .

إن إدراك حساسية الموضوع , وما يثيره من لغط وخصام بل حتى الترهيب , لا ينبغي أن يمنع الحريصين على الوطن والناس من الناشطين في الصالح العام والحاملين لهمه من تناوله ودراسته والخوض فيه لأهميته , فهو قد طال مجمل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية حتى دق أبواب الحياة العائلية ودخل العلاقة بين أفرادها وأبنائها , فالموضوع جد خطير ويمس جميع نواحي الحياة , وأن الهراوة(السجن , التصفية , النفي ) التي يرفعها النظام في وجه الغيارى على مصلحة الوطن لتخويفهم ومنعهم كشفه ومن السعي لهدم سياسته التفتيتية التي يستند إليها لممارسة النهب وتجديد و إعادة سيطرته الطبقية ووجوده في السلطة من خلال ممارستها ينبغي ألا يخيفهم ويمنعهم من الاستمرار بالنضال , فلقد بات واضحا أن سياسة النظام الإرهابية في توجيه الاتهامات ضد المعارضين على عواهنها تهدف إلى ضرب أي محاولة جادة للخروج من النفق المظلم وانسداد الآفاق والاستعصاء في سوريا عبر الاستقطاب الاجتماعي الذي يجري على أساس ممارساته الطائفية والتفتيتية الهادفة , وهو حريص كل الحرص بألا يبذل أي مسعى للانتقال سلميا من الاستبداد إلى الديموقراطية بطي صفحة الماضي عبر إجراء مصالحة وطنية و رد المظالم إلى أهلها وإنهاء الملفات المفتوحة أولا ثم انطلاق الحوار العام عبر مشاركة سياسية مشتركة لكل فئات الشعب في ظل مؤتمرات وطنية , لإفشال مخططات النظام لإيصال سوريا بل المنطقة كلها , وبالتعاون مع قوى الإرهاب والاحتكار العالمي إلى تفجيرها عبر حروب مذهبية طائفية .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى النكبة , ثم النكسة , على قصف أو حصار المخيم المباح
- مايجري خلف المشهد السوري الأخير
- نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة
- من الذي يضعف الشعور القومي والوطني واقعيا في سوريا؟
- هل نتعلم من عدونا
- أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - مرة أخرى في المشهد السوري