أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الشخصيّة المحمدية - محمد-















المزيد.....

الشخصيّة المحمدية - محمد-


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 11:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشخصيّة المحمدية ( محمد )
الكتب القيمة في البلدان العربية والإسلامية , تُخفى , ولا أحد يذكرها أو يدلنا عليها , إن كتاباً فكرياً وتحليلياً ونقدياً مثل كتاب : الشاعر العراقي الكبير – معروف الرصافي – المعنون / كتاب الشخصية المحمدية / أو حل اللغز المقدس , يبقى طي الأدراج أكثر من /سبعين عاما/ لا لشيء فقط لأنه كتاب جرئ تحليلي , ينظر إلى الرسالة المحمدية وفق منهج منطقي , لذا نراه يُخفى ونحرم من قراءته إذ هو أهم الكتب التي عالجت السيرة المحمدية في القرن التاسع عشر , ويظهر لنا هذا الكتاب أن مؤلفه ليس كاتبا متميزاً للشعر فقط بل هو مفكر كبير فتعالوا نقرأ 0
(أعظم رجل عرفة التاريخ , أحدث في البشر أعظم انقلاب عام في الدين والسياسة والاجتماع , وقد أوجد هذا الانقلاب بواسطة نهضة عربية المبتدأ عالمية المنتهى , بدلت مجرى الحياة الإنسانية وحولتها إلى ما هو أعلى مّما كانت عليه قبلها حتى أن آثارها في قليل من الزمن عمت الشرق والغرب ولم تزل آثارها باقية إلى يومنا هذا وستبقى إلى ما شاء الله 0)
أن تلك الشخصية العظمى التي يمثلها شخص محمد بن عبد الله في بني آدم قد اجتمع فيها من عناصر الكمال البشري ما لم يعرف التاريخ اجتماعه في أحد قبله :
عزم لا يرده راد , وتفكير عميق الغور بعيد المرمى , وخيال واسع قوي يكاد يقاوم الحقيقة بقوته , وطموح إلى العلى لا يعلو عليه طموح 0
هذه من العناصر الأصلية التي تتكون منه شخصية محمد , أضف إلى ذلك ما أوتيه من غزارة عقل وثقوب ذكاء , إلاّ أنه في هذه الناحية لا يفوق إلا المحيط الذي نشأ فيه والعنصر الذي هو منه , أي أن عقليته لا تتجاوز في تفوقها إلا العقلية العربية في زمانه وبيئته , ولئن جاز أن يعلو عليه عال في العقل والذكاء فلا يجوز ولن يجوز أن يفوقه أحد فيما أوتي من صبر وحزم , وهو مع ذلك بشر يتعاوره من أحوال البشر ما يتعاور كل إنسان 0
وإذا دحضنا ما جاء به الرواة من الأخبار الملفقة بما يكذبها من المعقول ومن آيات القرآن لم نرَ في حياته ما يخرق العادة ويخالف سنة الله , التي لا تقبل التبديل ولا التحويل , أعني بسنة الله نواميس الطبيعة , بل نرى حياته كلّها لم تكن إلاّ طبق ما تقتضيه /4/ سنة الله في خلقه 0
وبما أنه بشر لا يخلو من معايب , ولا أقول هنا : (( كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه )) , بل أقول : (( جل ما لا عيب فيه وعلا )) لأن العبارة الثانية دون الأولى تنص على أن الكمال المطلق هو لله وحده 0 على أن المعايب للبشرية كلها لم تكن معايب , لذاتها بل لأمور اقتضتها المصلحة العامة في المجتمع , وإذا كان المرء عاملاً للمصلحة العامة فمعايبه التي تبدو في عمله لا تكون معايب , إذ يجوز أن تقتضي مصلحة العموم أن يعمل عملاً يكون عند الفرد معيباً والفرد لا حكم له في جنب العموم 0
ثم هي تختلف باختلاف مراتب الناس فقد يكون الشيء معيباً بالنسبة إلى أحدهم وغير معيب بالنسبة إلى الآخر , وقد قيل حسنات الأبرار سيئات المقربين 0 ولا ريب أن الأمور التي نؤاخذ بها شخصية محمد لم تكن معايب إلاّ بالنسبة إلى تلك الشخصية من المقام الأسمى والمرتبة العليا 0
أن هذا الكلام الذي ألمنا فيه بالشخصية العجيبة المحمدية كلام مجمل سيأتيك بيانه مفصلاً مدللاً ومن الله التوفيق 0
لاإله إلاّ الله
مرِّ على البشر دهر كانوا فيه مستعبدين يعيشون بين رب ومربوب , وكان الرب الواحد منهم في نعيم والألوف من المربوبين في شقاء , وكان الأرباب فيهم كثيرين على درجات مختلفة , أمّا المربوبون فهم السواد الأعظم الذي يكد ويشقى لينعم الأرباب , وكان المربوبون يعملون لهم ويعبدونهم خوفاً وطمعاً , وقد أشار محمد إلى هذه الحالة بآية من آياته القرآنية إذ قال : (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ) (1)0 أما القوة التي كان الأرباب يستعبدون بها المربوبين فهي إما مادية كالقوة البدنية وما يتبعها من سلاح وأعوان , وإما أدبية كالدين وما يتبعه من رؤساء وكهان 0 وقد تكون هاتان القوتان إحداهما عوناً للأخرى وقد تجتمعان في شخص واحد , وخلاصة القول أن هاتين القوتين كانتا منذ عرف التاريخ إلى يومنا هذا هما الواسطة لاستعباد البشر بعضهم بعضاً 0
لاشك أن هذه الحالة التي لا تعرف للمجتمع حقوقاً غير حقوق الأرباب محتاجة إلى الإصلاح , وإن خير ضامن لإصلاحها ما جاء به محمد من كلمة التوحيد (( لا إله إلاّ الله )) وهي من مخترعاته التي لم يسبق إليها على ما أرى , لأن ((يهوا)) إله اليهود وإن كان واحداً , ألاّ أنه ليس بإله عام بل هو إله إسرائيل فقط , كما أنه إله إسرائيل في الأرض الموعودة فقط , أمّا الإله الأعظم العام والشامل المهيمن على جميع المخلوقات فهو الله الذي عرفه /5/ ووحّده محمد لا غير , فهو إذن بهذا المعنى من تصوراته التي لم يسبقه أحد إليها 0
قد يقال إن العرب في جاهليتهم قبل محمد كانوا يعرفون الله بهذا المعنى , أي أنه إله عام خالق لجميع المخلوقات ( لئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ) (1) , فأقول نعم ! ولكنهم لا يوحدونه بل يجعلون له شركاء فلم تنتف عنهم العبودية لغيره من أصنام وغير أصنام 0
وإذا تأملنا جيداً في معنى (( لا إله إلاّ الله ) وجدنا كل ما فيها أنها ترتقي بالناس من طور أدنى إلى طور أعلى , إذ تخرجهم من طور عبودية عامة إلى طور عبودية خاصة أي أنها تجعل الناس كلهم مستعبدين لإله واحد لا شريك له هو خالق الكائنات 0 فالمنفعة المترتبة على كلمة التوحيد هي للناس لا لله لأنها تحررهم من العبودية لغير الله , فنفعها لا يعود إلاّ إليهم وفائدتها لا تكون إلاّ لهم وإلاّ فإن الله لا يضره أن يعبد الناس غيره , كما لاينفعه أن يعبدوه دون سواه ( أن الله غني عن العالمين ) (2)0
(1) سورة آل عمران , الآية : 164- (1) سورة لقمان , الآية : 125 – سورة الزمر الآية : 38- (2) سور آل عمران . الآية : 97- 0
* معروف الرصافي مواليد عام – 1875م – 1945 م شاعر وأديب عراقي 0 أشتغل معظم حياته في التدريس ومارس الصحافة صدر أول ديوان له ببيروت عام 1911 , كما مارس الترجمة عن التركية وله العديد من المؤلفات النثرية والشعرية وله العديد من المخطوطات التي لم تُطبع ومنها هذا الكتاب الذي أنجزه عام 1933 في الفلوجة بالعراق – وهو صادر عن منشورات ( الجمل ) 0 الطبعة الأولى ألمانيا – 2002 0
الكتاب مأخوذ عن النسخة الأصلية الوثائقية الموجودة في إحدى مكتبات جامعة ( هارفرد ) 0
-




#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العظيمة في العراق العظيم 0
- بسّام الحافظ , ودم الحمام
- لماذا تآمر الحكام العرب على القضية الفلسطينية
- مصطفى حقي0 يهجر الماضي ويبدأ الحياة 0
- المجدلية
- سيدة الجلالة تغرق بالدماء 0
- سعدي يوسف – وفاضل العزاوي
- عبد الوهاب المسيري – ربع علماني
- لماذا تُخرِّب الأحزاب السياسية العمال ؟
- لو كان الفقر رجلاً لقتلته
- شارع المتنبي
- النوروز , وقانون الإحصاء الجائر
- المهدي المنتظر -3-
- رؤيا – مصطفى أحمد النجار
- المهدي المنتظر-2-
- المهدي المنتظر -1-
- المفكر هادي العلوي, عن الحجاب
- الإسلام يتنافى مع إنسانية المرأة0
- يوم كان الرب أنثى
- حدود الوطن


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عايد سعيد السراج - الشخصيّة المحمدية - محمد-