أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الثقافة القديمة















المزيد.....

الثقافة القديمة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1941 - 2007 / 6 / 9 - 07:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن الثقافة منجز إنساني خاص بالإنسان وحده ولا يوجد أي جنس من المخلوقات الرئيسية إمتلك الثقافة التي يمتلكها الإنسان وكانت الثقافة في بداية الأمر فقط من أجل تنظيم شؤون الحياة العامة وبذلك أنتج الإنسان الثقافة النقدية والزراعية والرعوية وأخيرا ثقافة المجتمع المدني وإقتصاد السوق الحديث في المجتمعات الكتلية الصناعية .
والثقافة بمجملها عملت على قهر روح الإنسان الطبيعية وخاصة الحياة الجنسية وما زالت الثقافة تتحكم بمشاعر الإنسان وإنتقل الإنسان من العبودية للطبيعة والإله إلى عبودية الثقافة.
والثقافة هي مجموعة الخبرات والتفاعلات الكمية والتي تحدث بين أفراد الناس كل على حدى .
وقبل أن يتعلم الإنسان كيف يسيطر على الطبيعة كانت الطبيعة مؤذية جدا للإنسان العاقل وحين تقدم الإنسان بخبراته المعرفية أصبح هو المؤذي للطبيعة ونسمع اليوم عن مؤسسات بيئية تدعو الإنسان بأن يخفف قسوته على الطبيعة من حيث بناء المصانع وإنتشار العوادم من السيارات وغير ذلك من المؤذيات للطبيعة .
ولم يقهر الإنسان الطبيعة بثقافته بل قهر أيضا نفسه وحرم على نفسه روح المتعة مع الطبيعة الأم وما يوصف بأنه شارع للعراة في بعض مدن العالم اليوم ما هو إلا حلم الإنسان بأن يقهر الثقافة من أنظمة وقوانين من خلال صناعة جنة الله المفقودة على الأرض .
وثورات العبيد كانت حلم العبيد في التخلص من نظام الرق والعبودية الذي فرضته على الإنسان مجموعة من القوانيين اللازمة لتحسين ظروف الإنتاج في المجتمعات الإقطاعية القديمة .
والإنسان الذي يحلم أنه يمارس الجنس مع أقرب المقربين إليه ما هو إلا حلم الأنسان ونشاطه الذهني أثناء النهار واليقظة بالتخلص من الرواسب الثقافية القديمة التي أهلكت مشاعر الإنسان وفقد المتعة في حياته الجنسية مع من يحب .
وهذا التفسير للحلم كان مبدأ سيجيموند فرويد وكان يغتاظ كثير من الأكاديميين في السويد من إطراء إسم فرويد مع هذا الجانب من التحليل النفسي للحلم كما يقول يونغ.
على أن الحقيقة, أن الإنسان دائما في حالة تمرد على الثقافة التي صنعها هو بيده ولكن ما السر الذي يجعل الإنسان متمردا على الثقافة ؟!.
والتفسير بإعتقادي أن الإنسان في حالة صراع مع الجيل الجديد والجيل الجديد بعد جيل آخر يصبح في حالة دفاع عن معتقداته وتقاليده ويتهم الجيل الذي يأتي لعدخ بالعبثية والتميع الثقافي وهكذا دواليك كلما جاء جيل رفظ الجيل الذي قبله وهذا هو نفسه الصراع الذي ينتهي إلى صراع على الأصالة والمعاصرة والسلف مع الخلف .
ونلمس هذا الصراع في كافة ميادين الفنون التشكيلية والأدبية حيث نلحظ الصراع بين المدارس الأدبية مثل الرومنسية والكلاسيكية أو الكلاسية وبين الواقعية والمجازية والتعبيرية والتكعيبية وإذا كان الموضوع هنا يختلف نوعا ماء فإنه يتطابق مع مصلحة :من يستهلك القديم ويهظمه تجد أن أفكاره ومعتقداته قديمة وبالية وهذا الميزة تتميز بها أغلب المجتمعات العربية فثباتها على القديم هو بسبب عدم إمتلاكها أدوات جديدة تعمل على مسخ الأفكار القديمة جدا وحتى لا نخرج عن الموضوع كثيرا نقول أن المجتمعات العربية تتعامل مع تقافة الحاضر برؤيا غير مستقبلية لأنها ثابتة على القديم منها والمهترء وهي لا تملك تصورا للعالمية ونزعتها الفردية التي تحترم أذواق افرد كل على حسب تطلعاته ونجد أن الفضائيات التلفزيونية محرمة ومراقبة من قبل آباء الأسر العربية من أجل حماية أبنائهم من الإنجراف خلف التيارات الثقافية الحديثة النشأة .
والثقافة بمجملها هي كبت روح الإنسان في المتعة مع الطبيعة والتيارات الدينية وغيرها من التيارات الثقافية هي عملية قمع للإنسان المعاصر فالإنسان المعاصر يجب أن يكون بلا دين يحكمه لأن الدين وتياراته عمل على خلق حالة عداء بين الجنس البشري كله وحتى نعيش بسلام يجب علينا أن نتجاوز موضوع الخلفيات الثقافية القديمة والبالية مثل اليهودية والمسيحية والأسلامية والهندوسية ...إلخ

إن الثقافة عملت على المدى الطويل من خلال رواسبها المخجلة جدا على شحن روح العداء والطائفية بين أفراد الجنس البشري ويجب على كافة حكومات العالم أن تعمل على نبذ مثل تلك الرواسب القديمة والهشة ومثل تلك الثقافات نتجت أثناء كفاح الإنسان القديم في المجتمعات الزراعية والرعوية فعمل على خلق ثقافة تتناسب مع أدوات إنتاجه المعرفي وكانت مطابقة للنظام الزراعي والرعوي القديم وتشكلت بذلك مجتمعات نطلق عليها زراعية لأن أفكارها ومعتقداتها مطابقة للنظام الزراعي القديم وكذلك الثقافة الرعوية كانت وما زالت هي المنتج للديانة الإسلامية واليهودية معا .
وحتى نصل إلى مجتمع مدني حديث قائم على التعددية السياسية يجب علينا أولا أن نقيم مجتمعات مدنية خالية من الرواسب القديمة والمهددت أصلا لبقاء الإنسان المعاصر .
ويقال أن مجموع البشرية حتى اليوم عاشوا في 3ثلاث فترات تاريخية وكان القسم الأكبر منهم يعيش في مجتمعات جمع القوت وإلتقاطه بدل إنتاجه وهذا يقدر ب 90%منهم والباقون عاشوا في مجتمعين زراعي وآخر صناعي وتقدر نسبة الذين عاشوا في مجتمعات زراعية حوالي 6%منهم و 4% منهم عاشوا في مجتمعات صناعية إبتداءا من الحرف الصغيرة وإنتهاءا بالصناعات الثقيلة ومما يلفت النظر في هذا كله أن ال 6% سيطرت ثقافتهم حتى اليوم على مجمل الثقافت الإثنية الأخرى مثل أعياد الميلاد وقيامة المخلص وبعث الإله والحساب والعذاب فكل هذه الثقافت ثقافات بالأصل زراعية .
وقد إنتهت هذه المعتقدات حين إكتشف الإنسان أنه قادر على تحسين ظروفه بالعلم والثقافة لذلك فمثل تلك الثقافات بالية ومتعفنة ويجب أن نتجاوزها بدل المحافظة عليها بحجة جماليات التراث والفلكلور الشعبي فلا توجد على الإطلاق ثقافة صالحة لكل زمان ومكان وكذلك لا توجد ديانة صالحة لكل زمان ومكان وكان يقول محمد الرسول لصحابته :لو جاء إليكم موسى وتبعتموه لظللتم ,بدليل أن محمد كان يدرك أن الأفكار القديمة للقديم وهي لا تناسب عصره الذي بعث به أو أن المسألة كانت متعلقة على رأي ماكس فيبر عالم الديانات حين كان يقول :الإسلام واليهودية والمسيحية كانوا يتنازعون على الوحي رأس المال الرمزي

وإن الثقافة في أغلب جوانبها في المجتمعات العربية جامدة وغير متطورة وتقمع الروح العصرية والمجتمع المدني الحديث



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي
- يساري إجتماعي
- ضاجعتها في ألزاويه
- عذاب الناس
- ألوعي بالتاريخ
- الانسان ألذي يحيا وألإنسان ألذي يعيش
- حياة ألناس
- تحديد النسل 2
- التاريخ والحكمة والتزوير


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الثقافة القديمة