أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - لو كانت أنا ليند عربية!














المزيد.....

لو كانت أنا ليند عربية!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 590 - 2003 / 9 / 13 - 04:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كاتب أردني

لو جاء شخص مجهول وطعن وزير خارجية عربي ما حتى الموت، فهل كان شعبه سيحزن عليه كما حزن الشعب السويدي بكل صدق وعفوية على وزيرة خارجيته، وبكاها بالدموع ووضع لها أكاليل الورود وبقي مذهولا بهذا الحادث الشنيع؟

بالتأكيد أن أحدا من العرب ما كان ليحزن لمقتل وزير خارجيته في حادث كهذا، ربما باستثناء عائلته طبعا وأقربائه وشلته التي تستفيد من كونه وزيرا. وربما كانت غالبية الناس لن تحس بأية مشاعر تجاه وزير لم تنتخبه ولم تحبه ولم يعبر يوما عن رأيها ولم ينزل يوما إلى واقع هذه الجماهير ليتعامل معها.

أنا ليند كانت تتسوق كأية إمرأة عادية، لوحدها في المتجر توزع ابتساماتها الرقيقة على الناس الذين انتخبوها لأنهم أحبوها. لم تكن تركب سيارة باهظة الثمن على حساب الدولة، ولم تكن تمضي وقتها في إبرام الصفقات التجارية والمكاسب الشخصية، ولم تكن تترفع على الناس وتختبئ وراء حارس شخصي ونظارة سوداء ومكتب مغلق الباب مؤثث بأفضل أنواع الأثاث، ايضا على حساب ميزانية الدولة.

هذا هو الفرق بين وزرائهم وزرائنا. وزرائهم شخصيات عقلانية ذكية ينتخبها الناس وتبقى معرضة للمساءلة. تمضي وقتها في خدمة مصالح الناس وتحسين نوعية الحياة لهم، وتستمع للرأي الآخر وتناقش وتحترم خيارات المواطنين. الوزير في أوروبا يمضي فترة خدمته ثم يعود إلى الناس مواطنا عاديا أو يستلم منصبا آخر بسبب الكفاءة والذكاء، ولا يحصل على مكاسب شخصية ولا يعتبر نفسه إلها ولا شخصا اسطوريا يجب أن ينحني له الجميع.

وزراء العرب في أغلبهم شخصيات تتفوق في النفاق والوصولية والتسلق، تركض وراء مصالحها الشخصية والعائلية، تمارس التسلط في كرسي السلطة بكل أنواعه. لم ينتخب الناس الوزراء العرب ولا يحبونهم  ولا يحبون تعاليهم على المواطنين وعدم إحساسهم بالمسؤولية العامة وممارستهم اليومية للفساد والسرقة. ولن تنفع مئات الساعات من الإعلام الرسمي السخيف في جعل أي شعب عربي يحب وزيرا أو رئيسا بشكل صادق وعفوي.

حزن الناس في السويد على أنا ليند مؤشر أخر على صحة الديمقراطية، فعندما يحس الناس العاديين بخسارة سياسي ما ويبكون عليه فهذا يعني أن الديمقراطية تمارس فعليا في هذه البلاد، أما عندنا فإن الناس يضربون السياسي الراحل والمغادر بالنعال وهم يلعنون اليوم الذي جاء به ليحكمهم.

 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان
- ابتزاز أميركي جديد للعالم الثالث: إما أغذية معدلة وراثيا وإم ...
- التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!
- المشكلة الأخلاقية في تعامل العرب مع مجلس الحكم العراقي
- أهمية احتضان الشعب العراقي عربيا
- توضيح عن مقالة -مطلوب اعتذار عراقي سريع للأردنيين


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - باتر محمد علي وردم - لو كانت أنا ليند عربية!