أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد الجندي - الباب المفتوح الإرهاب الجيد والإرهاب السيء















المزيد.....

الباب المفتوح الإرهاب الجيد والإرهاب السيء


محمد الجندي

الحوار المتمدن-العدد: 70 - 2002 / 2 / 21 - 22:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




أعلنت الإدارة الأميركية مراراً، وتعلن، أن ثمة إرهاباً واحداً، فليس هناك إرهاب جيد، وآخر سيء. وكان ذلك رداً على طرح بعض الدول، العربية منها بوجه خاص، بالتمييز بين الإرهاب، والنضال ضد الاحتلال. غير أن الإدارة الأميركية تنسى، أنها هي نفسها لديها نوعان من الإرهاب، واحد جيد، وآخر سيء. فأحداث 11 أيلول/ سبتمبـر 2001 كانت إرهاباً سيئاً، ولكن حرب الإبادة ضد أفغانستان هي إرهاب جيد (دفاع عن النفس)، والعمليات الفدائية ضد إسرائيل هي في رأي الإدارة الأميركية إرهاب سيء، بينما حرب الإبادة الجارية حالياً ضد الفلسطينيين هي إرهاب جيد (دفاع عن النفس (؟))، والعمليات الأصولية ضد الروس في الشيشان هو إرهاب جيد، ومقاومة الروس لها هي إرهاب سيء، والحروب العنصرية والأصولية في البلقان مع تمزيق يوغوسلافيا السابقة هي إرهاب جيد، أما رد الصرب على ذلك فهو إرهاب سيء، وفي نفس الوقت ضرب يوغوسلافيا، وإقامة نظام موال للإدارة الأميركية هو إرهاب جيد.

إذن هناك في رأي الإدارة الأميركية نفسها نوعان من الإرهاب، واحد جيد، يمكن تسميته دفاعاً عن النفس عند ضرب العراق، أو الفلسطينيين، أو تحقيق الراحة COMFORT في الصومال، أو «تنفيذ» القرارات الدولية، بدلاً من الأمم المتحدة، في العراق وصربيا، أو عملية مزاجية، كما حدث من قبل ضد غرينادا، التي لم يكن هناك أي سبب لغزوها، أو «محاربة الشيوعية»، كما حدث في تجنيد الكونتراس CONTRAS ضد نيكاراغوا، و«الأصولية» ضد النظام التقدمي في أفغانستان، وضد أنظمة عديدة أخرى في العالم، أو «محاربة النفوذ الإيراني» في تجنيد الأصولية «الطالبانية» ضد الأصولية الأخرى في أفغانستان، أو أخيراً «محاربة الإرهاب» في الحرب الأميركية الحالية، التي تزمجر فيها الإدارة الأميركية، وترعد، وتهدد يميناً وشمالاً، وفي كل مكان.
الإرهاب هو واحد في رأي الإدارة الأميركية، لأنه فقط ما تنعته هي بالإرهاب وكل مجازر أخرى، وعمليات إبادة أخرى لا علاقة لها بالإرهاب، ما دامت هي وراءها. وعموماً أي مقاومة للمخططات الأميركية، في أي مكان في العالم، هو في رأي الإدارة الأميركية إرهاب، وكل عنف، يستخدم لغرض الإرادة الأميركية، في مكان ما، وبشكل مباشر أو غير مباشر. هو مشروع، بالغا ما بلغ. فإبادة الهنود الأميركيين (الهنود الحمر)، كانت مشروعة، وكذلك هو التمييز العنصري، والعنف المرافق له، ضد السود الأميركيين، وضد ذوي الأصل الإسباني HISPANIC المهاجرين من أميركا اللاتينية. أيضاً مجازر أمثال بينوشيت، دكتاتور تشيلي السابق، وسوهارتو في أندونيسيا، وماركوس في الفيلبيين، والشاه في إيران، هي مشروعة.
الآن حملة الإدارة الأميركية ضد الإرهاب هي أخطر بكثير مما يبدو لأول وهلة. معروفة لدى الكثيرين المكاسب الأولى للحملة: الوجود العسكري في باكستان وأفغانستان وأسيا الوسطى، والتهديد الاستراتيجي لروسيا والصين، والاستيلاء الجزئي أو الكلي على بترول قزوين، أو أيضاً في المستقبل القريب أو البعيد على الثروات في صحارى آسيا الوسطى (البترولية وغير البترولية). ويتساءل هنا الكثيرون: هل الحملة الحالية ضد الإرهاب مفتعلة؟ أو ما دور المخابـرات الأميركية المركزية أو غيرها في العدوان على بـرجي المركز التجاري، وعلى البنتاغون؟ التساؤل مشروع، لأن الأصوليات، التي نشأت في ظل الرعاية الباكستانية والأموال البترولية، كانت، وبقيت، تحت إشراف المخابـرات الأميركية: مكاتبها كانت، وما تزال، في العواصم الغربية، وفي الولايات المتحدة نفسها، ومصادر تمويلها البترولية، و«الخيرية»، وغير المشروعة لدى المخابـرات الأميركية. هل عدوان 11 أيلول/ سبتمبـر 2001 هو ذريعة لحملة واشنطن، التي تلت؟ ربما.
الإرهاب بمعناه العام يعني أمرين، الأول قتل البشر، وقمعهم، وتشريدهم، أي حرمانهم من حقهم الأساسي، وهو حق الحياة. والثاني يعني إفقارهم، أي تجريدهم من بعض، أو من أغلب وسائل الحياة. فالفقر قد يعني الحرمان من السكن، أو من الخبز، أي الجوع والتشرد، أو من بعض أو من مجموع الخدمات الاجتماعية (الصحية، التعليمية، العلمية، الثقافية، الخ). وفي جميع الحالات المذكورة الفقر يعنى الحرمان الكلي أو الجزئي من حق الحياة، مثل القتل والتشريد.
ومفاتيح الإرهاب بجميع أنواعه هو في يد الرأسمالية الدولية. هذه هي التي تخلف الفقر بمختلف درجاته لدى أكثر من 80 من سكان الكرة الأرضية.
وأصابعها هي التي تخلق مختلف العصابات، ذات الطابع السياسي، مثل مختلف التشكيلات الفاشية، أو مافيات الجريمة المنظمة والمخدرات وتجارة الجنس، التي تعود اليوم بالعالم «المتحضر» إلى النخاسة، حيث يجري بيع المختطفين في بلدان، مثل ألبانيا، ويعاد بيعهم في مؤسسات للدعارة، أصبحت حجوم أعمالها بالمليارات.
ومخابـراتها هي التي تخلق الميليشيات ومراكز التخريب في كل مكان. كما أنها هي التي تعيث في مختلف بلدان العالم، فتقلب الحكومات، أو تخلق المشكلات السياسية والاقتصادية لها.
وهي (أي الرأسمالية الدولية) التي أدخلت العالم في حربين عالميتين مدمرتين، الأولى والثانية، دفعت ثمنها بوجه خاص شعوب أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق وهي التي تشعل الفتن والحروب، أو تشنها في كل أنحاء العالم، وتدفع ثمنها شعوب مختلف البلدان، ومن الجملة شعوب أوروبا، والشعب الأميركي.
والإدارة الممثلة حالياً للرأسمالية الدولية هي الإدارة الأميركية، التي تصول وتجول بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وهذه تعمل الآن على إعادة العالم قرنا إلى الوراء، إلى الاستعمار القديم، تريد إعادة غزو العالم، وإغراقه في الظلام.
بعد الحرب العالمية الثانية حققت الإنسانية قفزة كبيرة إلى الأمام، أولاً بالتطور السريع، الذي أنجزه الاتحاد السوفييتي، والذي تحول من خلاله إلى قوة عظمى موازية للقوة الأميركية، وإلى ممثل لكتلة هامة من البلدان الاشتراكي، هي التي كانت تؤلف حلف وارسو، وثانياً بإنجاز تحرير أغلب المستعمرات السابقة، وبتحولها إلى بلدان مستقلة، هي التي عرفت بالبلدان النامية، أو بالبلدان حديثة الاستقلال. وبتلك القفزة الكبيرة للإنسانية كانت أمام الشعوب فرصة تاريخية كي تتطور، وتبني نفسها بناء حديثاً، وتتحرر نهائياً من الرأسمالية الدولية.
لكن هذه، التي خرجت من الباب، عادت من النافذة. فالبلدان الحديثة الاستقلال استطاعت الانتصار على الوجود العسكري للمستعمرين القدامى، ولكن لم تستطع ذلك على البنى الطائفية والقبلية والعنصرية، التي تأخذ بخناق كل العالم الثالث. فدخلت الرأسمالية الدولية سياسياً من خلال تلك البنى، واقتصادياً من خلال البنى الاقتصادية الموروثة من ضعف التطور، من جهة، ومن مخلفات المستعمر القديم، من جهة أخرى.
كانت الرواسب التقليدية، والبنى الاقتصادية الضعيفة التطور، التي تشد أغلب البلدان إلى الرأسمالية الدولية، قيداً رهيباً يضعف الشعوب ويحد من إمكاناتها من أجل أي تحرر تاريخي.
والآن يقوم الإرهاب، الذي تمتلك مفاتيحه الإدارة الأميركية، بضرب الشعوب، وبالمزيد من إضعاف إمكاناتها.
إرهاب الإدارة الأميركية هو الإرهاب الجيد في رأيها. فهل هناك إرهاب «سيء» يتحداها؟
ليس أمام الإنسانية تجاه هذا الإرهاب العالمي سوى الدفاع عن النفس بأشكال قابلة للقمع، ولكنها قابلة أيضاً للتطور في الاتجاه الصحيح. موجات المظاهرات في مثل الفيلبيين وأندونيسيا، ومظاهرات الجوع في الأرجنتين، هي من تلك الأشكال المذكورة، والنضال ضد العولمة، الذي يجتاح بلدان العالم أكثر فأكثر، هو شكل أكثر تطوراً، ويتمنى المرء أن يتطور إلى نضال ضد الرأسمالية كنظام. أيضاً النضال الفلسطيني هو شكل رائع، باهظ الكلفة للعمل في سبيل القضية الوطنية.
ولكن قد تخترع الإدارة الأميركية «إرهاباً»، لتتخذ ذريعة، من أجل ضرب شعوب العالم. وهكذا فعلت، عندما اتخذت من الإرهاب الأصولي، الذي اخترعته هي، ورقة لحملتها الحالية.
الواقع أن محاربة الإرهاب، الذي تقوم به بصور مختلفة الرأسمالية الدولية، ممثلة بالدرجة الأولى بالإدارة الأميركية، لن تكون مجدية، إلا بمحاربة تلك الرأسمالية، أي بمحاربة نظامها، الذي تسيطر من خلاله على العالم.
وهذا يتطلب أن تعود الأحزاب البـروليتارية إلى الساحات الدولية بقوة، وأن تتحد فيما بينها، وأن تنتصر على انقساماتها وتمزقاتها، ومختلف نقاط ضعفها، وأن تعود بصورة خاصة بـروليتارية، أي أن تكون مهمتها الأساسية إنضاج البـروليتاريا تاريخياً وتمثيلها فعلاً، وقيادة معركتها التاريخية الشاقة والطويلة.
ذلك سيحصل آجلاً، أو عاجلاً فظلام الإرهاب الذي تسلطه الإدارة الأميركية على العالم لن يدوم، وسينهار بنقاط ضعفه، من جهة، ولأنه متناقض مع حق الحياة للإنسان، من جهة أخرى


February 17, 2002 بقلم محمد الجندي
الحرية



#محمد_الجندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد الجندي - الباب المفتوح الإرهاب الجيد والإرهاب السيء