أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - سوء التخطيط















المزيد.....

سوء التخطيط


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 09:36
المحور: المجتمع المدني
    


التقدم الهائل الذي حققه الإنسان على هذه الكرة الأرضية كان عبارة عن كفاح ونظال وبطولة ومسيرة صعبة إنطلق بها الإنسان من الكهوف حتى وصل إلى ناطحات السحاب وكان مشوار الإنسان الطويل والتقدم الهائل الذي حققه هو ثمرة الثورات الإشتراكية على المدى الطويل وجهد المناظلين من أجل الحرية والرأي والرأي الآخر وكانت ردة فعل البرجوازيين تحبط وتكسر أنفس الجياع من أجل لقمة الخبز.
وكانت ثورات التغيير تقابل بنوع من الإزدراء وتفسر بمحاولة إلتفاف الفقراء على مدن الأغنياء لتقيم دكتاتورية الفقراء محل دكتاتورية الأغنياء.
أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما عن سابق عهده فالتغيير يطالب به الأغنياء كما يطالب به الفقراء من أجل تعزيز إقتصاد السوق فماذا تعني كميات الإنتاج الهائلة في الأسواق وهي راكدة كنار هامده ولا تجد من يشتريها حتى أن السيارات بسبب التظخم واقفة بدون سائقيها وراكدة وخاوية على عروشها وإذا إستمر الوضع بهذه الصورة فسوف تأكل الطغمة المالية نفسها.
إن التغيير اليوم يطالب به الأغنياء والفقراء لقد كنا سابقا نسمع من أن الأغنياء يحبطون عمليات التغيير ولكن الوضع اليوم قد إختلف ومنذ أن بدأ الإنسان نظاله على هذه الكرة وحتى اليوم لم تنتشر ظاهرة التغيير بمبادرة رسمية من قبل الأغنياء إلا منذ 50 خمسين عاما وإزدادت حملة التغيير الصاعدة في العشرين سنة الماضية كأعنف ماتكون منذ بدأ التغيير .
فالركود الإقتصادي ناتج عن إزدياد عدد البطالة وفي الوقت الذي يذهب به الكثرة إلى أعمالهم نجد على الطرف الآخر عدد كبير من البشر والمعوزين يذهبون إلى دور وصالونات الرعاية والدفاع الإجتماعي لتلقي معوناتهم التي لا تغني ولا تسمن من جوع .
وإن إزدياد الغنى والثراء الفاحش سوف تقضي عليه البطالة وإقتصاد الظل فماذا يعني تكديس البضائع بدون مشترين؟وأنا أشاهد يوميا أصحاب السيارات وهم يصطفون في المجمعات ويذهبون إلى أعمالهم في المواصلات العادية !وهذا يعني في أقل بلدان العالم أزمة سير وإختناق بينما يعني في دول العلم التالث أو الخامس !أزمة إختناق إقتصادية بسبب إرتفاع تكاليف النفط والبترول .
إن الأزمة الإنسانية اليوم ليست إلا سوء تخطيط في أغلب جوانبها وعدم توزيع مراكز القوى بشكل يتيح للمستثمر نفسه زيادة إستثماره وعلى الحكومات العلمية اليوم أن تنتبه إلى هذه الظاهره فليس التقدم الذي قاده الإنسان من الكهوف إلى ناطحات السحاب إلا جنة الأغبياء والمجانين فالتقدم الإقتصادي وتراكم الثروات وتحسين ظروف الحياة العامة لن يستمر بشكل طبيعي طالما أن جيوب الفقر تتسع والبضائع تتركس فوق بعضها البعض في المستودعات والمخازن والسيارت الخصوصية بلا ركاب وأغلب الطرق والشوارع بحاجة إلى صيانة وتعديل بنفس الوقت الذي تشق به طرق جديدة والمستشفيات والعيادات الصحية بحاجة إلى زيادة في عدد الكوادر في نفس الوقت الذي تفتح به عيادات جديدة ومستشفيات جديدة والمدارس الطلابية تفتح أبوابها وفيها نقص في المعدات والمختبرات والمكتبات بنفس الوقت الذي تفتح وتنشأ به مدارس جديده .
والنقص العام يزداد كل يوم وهنالك سوء تخطيط فالتغيير واجب حتمي وموسسات التأهيل للمجتمعات المدنية تعمل على أكمل وجه في مراكزها ولكن الطامة الكبرى أن مدراءها بعد ان ينتهوا من العمل الرسمي بها ويذهبون إلى بيوتهم ينسون كل ما قالوه في مراكزهم ويمارسون أدوارهم القديمة المناهظة لتقدم المحتمع المدني .
إن التغيير اليوم مفروض على الكبار والصغار وعلى الأغنياء وعلى الفقراء وعلى الحكومات وعلى الشعوب وعلى المنتجيين وعلى المستهلكين وعلى العقلاء وعلى المجانين .
وإن الجنة التي كنا نتخيلها في السماء قد أقمناها على الأرض ولكنها تبدو في أغلب جوانبها من أنها جنة الأغبياء والمترهلين إداريا فماذا يعني زيادة الإنتاج وحجم الإنتاج بتزايد بنفس الوقت الذي تقل به عمليات الإستهلاك ؟
إنه لا توجد على الإطلاق أي علاقة منطقية بين المنتج والمستهلك والمنظّر والمشرع والمتلقي للتعاليم والشرائع المدنية وإن الحياة في أغلب جوانبها جافة وبحاجة إلى تعديل .
وأصحاب الثراء والموسرين إجتماعيا يتكاثرون بسرعة دون عدد يقفون عليه وكأنهم يعتقدون أن موضوع تحديد النسل لا يعني إلا بالفقراء وهذه ظاهرة قد لاحظتها كثيرا وإزدياد نسبة الفقر يؤدي بالفقراء إلى زيادة عدد المواليد وكأن ظروف تحسين الإنتاج مازالت بالكثرة وهذه ظاهرة قد لاحظتها تنتشر بسرعة .
إن التغيير ضروري جدا من أجل الإعداد لمجتمع مدني معاصر ومن أجل الإعداد أيضا لجكومات مدنية ديمقراطية وعملية التغيير ليست من مصلحة العبثية والإستهتار ولكنها من أجل جنة على الأرض يعيش بها ويحكمها الأذكياء طبعا وليس المجانيين .
وحتى في الوقت الذي تلجأبه بعض بلدان العالم إلى حفر الآبار الإرتوازية لتسديد إحتياجاتها من مياه الشرب تكون بذلك قد تسببت في نقص المياه الجوفية كما يحصل في العالم الثالث وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية .
وعملية قنص الغابات وتحويل الأشجار إلى تحف فنية في بيوت الناس تؤدي بالجراد إلى الزحف على المواقع الزراعية وتتسبب في إتلاف آلاف من الهكتارات الزراعية فأين قيمة الربح من صنع البيوت بزخارف خشبية ؟ فأين قيمة الربح التي يحققها المستثمرون من وراء أعمالهم طالما أن أرباحهم تعود بخسارة كبيرة على البشر وعلى الجنس البشري وتعمل على إتساع جيوب الفقر .
وحتى تتم عملية تطوير المجتمع المدني يجب علينا أن نصحح مفاهيمنا عن الربح وزيادته بحيث لا تقع أخطاء على المستثمر نفسه كما حدث في الصين أثناء مجاعة البطاطة حوالي 1930-1935 م حين أسقطت حكومة ملايين الدوريات والدوري هو نوع من الطيور يأكل الذرة وقد أسقط بعل الحملة ارهيبة التني أطلقتها الحكومة ودعت الناس إلى إحداث أصوات مزعجة كي تتمكن من إرعاب الطيور وفرارها إلى الأجواء العالية حتى تسقط من كثرة التعب والأرهاق , وبنفس الوقت ظهرة دودة أرضية لم تفلح معها عمليات الرش بالمبيدات وأكتشف أخيرا أن هذه الدودة لا يأكلها إلا طير الدويري !
إن سوء التخطيط أهم عامل من عوامل التقدم المدني



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء
- الرئيس لنكولن والرئيس كندي
- يساري إجتماعي
- ضاجعتها في ألزاويه
- عذاب الناس
- ألوعي بالتاريخ
- الانسان ألذي يحيا وألإنسان ألذي يعيش
- حياة ألناس
- تحديد النسل 2
- التاريخ والحكمة والتزوير
- لغة ألمجتمع ألمدني ألحديث


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - سوء التخطيط