كما هو الحال بالنسبة لنصرة المرأة ونصرة الطفولة وتنقية البيئة وغيرها من قضايا البشرية العادلة، دأبت الأمم المتحدة على حث الدول والحكومات والشعوب على تخصيص سنة كاملة لإعادة النظر في القوانين والتشريعات وسنِّ الجديدِ منها في سبيل توفير أنسب الأجواء وأكثرها إنسانيةً أمام البشرية لبناء عالم خالٍ من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، رجلاً كان أم مرأةً ، شيخاً أم طفلاً!.. وتأكيداً لهذا النهج "الأممي" الإنساني العظيم ومن أجل توفير ودعم فرص وإمكانيات التنافس النزيه بين الدول والشعوب فإنّ الأمم المتحدة مدعوّة الآن أكثر من أيِّ وقتٍ مضى إلى تخصيص سنة كاملة وإلزامية لجميع الدول المنضوية تحت لواء الأمم المتحدة لمُكافحة الإرهاب وضمن مفهوم أنّ الإرهاب هو ( إستهداف وإيذاء المدنيين والأبرياء لأغراض سياسية )، على أن يترافق ذلك بتوصيات إلزامية لردم مصادر الإرهاب والتي من أبرزها:
1- الإستهتار بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها.
2- ألتعصّب الديني والقومي.
3- أسلوب اللصوصية والسطو في الإستيلاء على السلطة، كما هو مُتعارف عليه في البلدان العربية والإسلامية وبقية دول العالم "الثالث".
4- الإعتراف والتعامل مع سلطات تأتي وتفرض نفسها وفق الفقرة "رقم 3".
5- المناهج الدراسية والتربوية في "جميع الدول العربية والإسلامية" المُشجّعة على الكراهية ضدّ الآخرين لاعتبارات قومية ودينية.
6- ألإستغلال البشع لدول وشعوب العالم"الثالث" من قبل دُعاة الحرية والعدالة في العالم "الأوّل"، هذا الإستغلال الذي يُعتبر من أبرز الأسباب الرئيسية في تخلّف ومآسي وحتى في تسمية "أغلب شعوب العالم" بالعالم الثالث!
إنّ البشرية الآن بأحوج ما تكون إليه هو موقف أممي وعملي جاد من أجل القضاء على "طاعون" الإرهاب، بحاجة إلى أن تترافق الحملة العسكرية للعالم الحر والتي تقودها الولايات المتحدة الأميركية مع استنفار عالمي مُخلص وبعيد عن أساليب "التصيّد والإنتهازية" التي تتسم بها مواقف دول مثل فرنسا والمانيا وروسيا والتي من شأنها تبرير وإطالة أمد معاناة البشرية من الإرهاب والإرهابيين. والغريب في الأمر أن هذه الدول الثلاث "المُشاكسة" هي ليست بمنجى من جرائم الإرهاب والإرهابيين!؟
لا يُمكن بناء عالم أكثر إنسانيةً وعدالة إلاّ بالقضاء على الإرهاب وبكل أشكاله وأنواعه ومُبرّراته!
لتكن الذكرى السنوية الثانية لجريمة 11 سبتمبر 2001 حافزاً لأمم وشعوب العالم في وضع حدّ لإستهداف المدنيين الأبرياء لأغراض سياسية، فهذه الأغراض وبأسلوب إنجازها الإجرامي هذا هي أغراض ليست إنسانية!
[email protected]
11 -9- 2003