تحية عراقية وبعد
أطلعت على المقابلة التي أجرتها معك صحيفة القبس الكويتية ، ولمست مدى المعاناة التي تعانينها في عملك وسط مجموعة من المتمرسين في العمل السياسي والخبرة السياسية .
أن المهمة المناطة بك أكبر مماتتصورين ، فأنت تنسجين ثوباً جميلاً وعراقياً أصيلاً للوطن بعد أن جرده الطاغية من كل ملابسه ، وأنت تساهمين مع أخوتك المناضلين في أرساء أسس وقواعد البيت الذي هدمه الطاغية وأحاله الى خرابة .
وأتوسم فيك كل الخير لأنك أبنة ذلك الرجل الممتليء بالطيب والأصالة والخلق الفراتي ، أجل سيدتي أم حيدر لقد كان المرحوم حبيب الخزاعي مدير المدرسة الهاشمية الأبتدائية في الديوانية ، وكان أب لكل طالب وراع للفقراء من الطلاب ، وحين قام أحد الطلبة بجرح رأسي وأقتادونا الى المدير لمعاقبته ، لم نخرج الا وأنا ممسوح الدم ومضمداً بيده الكريمة وعناق مع ذاك الطالب .
كان يعرفنا ويعرف أعمال أبائنا ، ولهذا كان حريصاً على مساعدتنا في ( معونة الشتاء ) .
وحين تم نقله الى مدرسة ( السادة الأبتدائية ) في صوب الشامية كنت من ضمن مجموعة من الأطفال الفقراء الأبرياء التي تريد الأنتقال معه ، ضحك حينها وأعادنا الى مدارسنا مع توصيته لنا أن نجتهد ونتبوء أعلى المناصب .
بعد أن جاء المدير الجديد تم نقل جميع الطلاب الفقراء من المدرسة ، وبقيت توصيات والدك الكبير في ضمائرنا بأن نجتهد ونخلص لشعبنا ووطننا .
لقد رحل عنا حبيب الخزاعي وترك بعده أولاد جسدوا ماتعلمه من خلق ومن تربية ومن أحترام وتقدير الناس ، وهشام وفاهم ورجاء دليلاً أكيداً على ذلك .
بهذه المحبة التي تعلمناها من حبيب الخزاعي نريدك أن تنشري المحبة في عمل المجلس .
وبتقدير الناس لبني خزاعة ليس في الفرات الأوسط والديوانية بشكل خاص بل في كل العراق نريد منك أن تضاعفي جهدك الأنساني أكثر مما درجنا عليه في معرفتك بعملك المهني في الطب وتوليد النساء في مدينتنا الطيبة .
لاأريد أن استمع لشكوى منك فعائلتك ليس الدكتور فلاح شوكت ولا البنات والأولاد بعد أن أديت مهمتك على أكمل وجه والحمد لله ، عائلتك شعب العراق وعشائر العراق ومدن العراق ، فأنت الأبنة الوفية للعراق .
أيتها العراقية الأصيلة أبنة الطيب والأنسان لقد لمست المرارة بين كلماتك في الوقت الذي نريد منك أن لاتجعلي فرصة تاريخية في خدمة العراق أن تضيع منك ، بأنتظار ماتجيش به أفكارك وتطلعاتك وأمانيك وأفكار الناس من أهلك وبلدتك وكل الطيبين الذين يعرفونك .
بأنتظار أن نتعرف على ماتقدمينه داخل المجلسي من أفكار تساهم في رسم كل المشاريع التي توصلنا لأنهاء وضعنا الأستثنائي وأن نمسك زمام أمور بلدنا بأيدينا ، لنحقق حلماً عراقياً جديداً سيسجل لك العراق أسمك بوهج أخضر بين أسماء بناة العراق .
تحياتي سيدتي أم حيدر .