نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 09:45
المحور:
الصحافة والاعلام
(1)
"مقال" من أربعة أسطر وأربع كلمات،بعنوان اليوم الأسود،منشور بموقع أخبار الشرق،موقع باسم أبو يزن.
مضمونه موقف من الاستفتاء الأخير في سوريا.وهذا حق شخصي لكل إنسان أن يكون له رأيه.
ما استوقفني هو الأسلوب: أقرب إلى الشتيمة.لكن مع الافتقار إلى البلاغة.بل ثمة ركاكة أقرب إلى الرطانة،كأنما كاتبه لا علاقة له باللغة العربية.أربعة أسطر.مترعة بأخطاء نحوية وإملائية.
هذا ما استفزني في النص.
قال لي أحد أصدقائي:"وقفت على هذا.المواقع مليئة بالعجائب.على الأقل هذا مفهوم.ومريح ورشيق وقصير وبنظرة واحدة تنتهي منه.إلا أني أعرف ما رفع وتيرة استفزازك.
- ما هو؟
- توقيعه: أبو يزن.
- ربما....ربما..بشكل لا شعوري....لكني أتحدث عن الجانب الواعي.ولا وجود في هذا الجانب لأي شيء شخصي.فأنا لا أعرف الرجل.وكإنسان أحترمه وأحترم رأيه،.إنما أتكلم على نص محدد.بل على مسالة عامة.
(2)
المسألة أبعد من هذا المقال.وهذه ليست المرة الأولى التي أكتب عنها.
ثمة طرفان:الناشر والكاتب.بالتأكيد المسؤولية الأكبر على الكاتب.
مهما كان الرأي.وفي أي موضوع.سياسيا أو غير سياسي.من واجب الكاتب أن يحترم اللغة التي يكتب بها.أن يحترم القارئ الذي يتوجه إليه.ليس المطلوب من كل شخص أن يكون طه حسين.ولكن أيضا ليس مقبولا أن يغدو الفاعل منصوباً والمفعول به مجروراً.ثمة أمثلة في النص المذكور.
(3)
في موجة الحداثة الشعرية.حدث شيء من الاستسهال.جهلاً أو خبثاً أو مرضاً.
حفلت النصوص "الشعرية" في تلك الموجة بثرثرة فارغة غامضة مبهمة،استعصى حتى على أصحابها إيجاد أي معنى لكثير منها.هذا الاستهتار جعل من أنصاف أميين يتباهون بأنهم شعراء .
بالطبع لم يسئ هذا إلى الحداثة الشعرية.فالنهر العظيم يحمل في اندفاعه الجبار كثيرا من الطمي والرواسب وما تأتي به إليه السواقي الضحلة.
في حمى الإنترنيت.صار الجميع كتابا. إنه لأمر رائع.لو كان حقيقياً.
احتراما للكتابة وللقراءة أيضاً يجب توفر الحد الأدنى فقط.
(4)
الشكل هو الطريق إلى المضمون.لا نستطيع إدانة التعسف والقبح والتشويه في مجال ما من الحياة،بتعسف وقبح وتشويه في طريقة نقدنا.
الجمال و الدقة والوضوح والعمق واللغة السليمة أسس المنطق السليم والجميل.
(5)
ينسب إلى علي بن أبي طالب القول الآتي:"الخط الجميل يزيد الحق وضوحاً".
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟