أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روشن قاسم - تجليات وهم الوصاية في ظل ترهلات المبررات السورية














المزيد.....

تجليات وهم الوصاية في ظل ترهلات المبررات السورية


روشن قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تميز تاريخ لبنان منذ إستقلاله وإنسحاب القوات الفرنسية منه عام 1946 بتقلبات سياسية متكررة ونزاعات طائفية متوالية ، تخللتها فترات من الإستقرار. الى ان كان التصادم الدموي بين التنوع والتعدد الديني الذي جلب حرب الطوائف في صراع معقد استمر بين عامي 1975 و1990 م، اذ ما لبثت ان تحلحلت صراعات لبنان في حربها الاهلية بعيد اتفاق الطائف في 30 سبتمبر 1989 في المملكة العربية السعودية نتيجة اجتماع المؤتمر الوطني اللبناني وانهى هذا الأتفاق الحرب الأهلية اللبنانية .
وتركت الدولة اللبنانية في اطار الوصاية السورية البلد الجار حيث جاء في نص الاتفاقية ( وتقوم بين لبنان و سوريا علاقات مميزة تستمد قوتها من جذور القربى والتاريخ والمصالح الاخوية المشتركة، وهو مفهوم يرتكز عليه التنسيق والتعاون بين البلدين وسوف تجسده اتفاقات بينهما في شتى المجالات، بما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين في إطار سيادة واستقلال كل منهما) هذا ماجاء في نص اتفاقية الطائف والتي دفع لبنان ثمنها غالياً حيث إغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الاسبق وأهم رجل سياسة ودولة عرفته لبنان وذلك في 14 فبراير شباط 2005 عندما انفجر ما يعادل 1000 كغ من مادة تي أن تي (TNT) الشديدة الانفجار لدى مرور موكبه بجانب فندق سانت جورج في العاصمة اللبنانية بيروت و في ظل الوجود السوري العسكري والاستخباراتي في لبنان، وبعيد الخلاف بين الحريري وسوريا قبل تقديم الاول لاستقالته ومعارضته للتمديد لاميل لحود المدلل لدى النظام السوري ،مما ادى الى عري فصام الوصاية في اقوى احتجاج للوجود السوري لدى الشارع اللبناني لتنعقد عرى تحالف بينه وبين المعارضة انذاك ووضع الاستخبارت السورية على المحك مع لجنة التحقيق في إغتيال الحريري، الامر الذي ادى بدملوماسيتها الهزيلة للانصياع للضغوط الأميركية والأوروبية والاكتفاء بتصريحات تحمل في ثنياها الوعيد للسعب اللبناني ثم الانكفاء بالقوات السورية للانسحاب في 2005 .
الا اننا نرى ان الوجود السوري في لبنان مازال ساري المفعول حتى الان ، ورغم كل الرهانات التي كانت متاحة للنفوذ السوري ضمن دائرة الورقة الشيعية في تحالفها مع ايران وادارتها الهيمنة على اشعال فتيل الازمة في عقر دار مناهضيها في السياسة اللبنانية ، تم البدء بمسلسل الاغتيالات والضغط على الحكومة الحالية من خلال انسحاب عدد من وزراء حزب الله الموالي للنظام السوري منها في محاولة للطعن بشرعيتها بعد الحرب التي افتعلوها مع اسرائيل التي دمرت لبنان وانتهاء بقرصنة فتح الاسلام .
لعل الفصائل الفلسطينية كانت الورقة المتبقية لدى النظام السوري والتي انتشرت حيث كان الوجود السوري آنذاك، مسيطرة على مخيمات بيروت وشمال لبنان والبقاع، اذ غدت هذه المخيمات الفلسطينة بؤر صراع ومنافذ تخضع لتأثيرات من لهم مصالح في مشروع إستهداف الأمن والاستقرار اللبناني، وفي المقابل برر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بما معناه أنه ماكان بإمكان جماعات مثل فتح الإسلام ومجموعات إرهابية في لبنان ان تتواجد لو كانت الدولة اللبنانية قوية, قائلاً ان السبب هو فراغ السلطة وانقسام اللبنانيين وضعفهم ، متناسيا ان اشكالية التبرير هذه تحمل معاني جديرة تعزي التبرير الى الادانة لصاحبه والرجوع قسرا لملفات السجون السورية واجندة رئيس جماعة فتح الاسلام فيها .
مهما يكن فلم يعد خافيا ان الأزمات السياسية الدائرة في لبنان و الملفات الشائكة التي طالما ارهقت شعبه في جعل وطنه ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والتي ضاقت ذرعا امام مكوناته والتحامهم في كل الازمات التي المت ببلادهم وما تحقق له لاحقا بعد اقرار المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة مرتكبي جريمة اغتيال رفيق الحريري و التي عبر عنها سعد الحريري بانها لحظة فاصلة بين زمن القتل بلا حساب وزمن العقاب .
ولعل المفصل بين ما اشار اليه سعد الحريري وتداعيات اقرار المحكمة يحتم تكهنات كثيرة تؤرق النظام السوري والوصاية التي مارسها على لبنان فترة ما بعد الحرب، وتحكُّمه الأمني بقرار لبنان السياسي والاقتصادي كل هذا يضع الحكومة السورية امام مساءلات كثيرة لن تشفع لها الارباكات الامنية في بيروت ولن تثبطها اللعب بالورقة الشيعية مطولا وهذا يستوجب بضرورة الاعتراف السوري النهائي باستقلال لبنان والعزوف عن التعنت في مواقف الوصاية والتي عليها ان تبدأ بترسيم الحدود نهائياً والتبادل الدبلوماسي بين البلدين، والا فان المواربة على لوائح الاغتيالات وزج فصائل ارهابية في الجسد اللبناني المنهك لن يحًمل النظام الا مزيدا من العزلة والتوه في رسم الارباكات للبلد الجار بعد ان رمى بكل اوراقه في سلة الواهمين.



#روشن_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعاء حالة لاتقبل الزحزحة أو التجاوز
- الادمغة السلفية قنبلة موقوتة تهدد مفهوم الوطن والمواطنة
- إستجلاءات الحرب على لبنان...!؟.
- استحقاقات تستوجب النظر للمعادلة السياسية الكردية في سوريا
- الى متى ستبقى سوريا معلبة بحافظة الفكر البعثي الاوحد؟ !
- المغازلة الايرانية لتركيا الى ماذا تفضي؟!
- مقامرة جديدة حول الوجود الكردي في المنطقة
- النظام السوري بين الفكرالقومجي والهلال الشيعي - القاحل.
- المرأة الكردية بين رحلة النضال وخيبة الانصاف
- الاعلام لن يبرح .... الارهاب سوف يغور
- هروب النظام السوري من الاستحقاقات يحقن الازمة الملتهبة في ال ...
- تراخي الاعلام العربي يخدم دكتاتوريات الشرق
- غيمة الاسلام الاصولي تبدد سماء كردستان
- سوريا اخرجت ورقة الشاهد فجوبهت بجوكر المقبرة الجماعية
- جولة المعلم هل هي ضربة معلم..!؟
- المواطن في سوريا كلمة تنطق عند الحاجة!!
- الاصلاح والتغيير في سوريا بين هرم الحركة الكردية والمعارضة ا ...
- هل ستحمل ذكرى الاحصاء استحقاق الحل؟


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - روشن قاسم - تجليات وهم الوصاية في ظل ترهلات المبررات السورية