أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - خلافات إيران الخفية مع سورية














المزيد.....

خلافات إيران الخفية مع سورية


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالأمس عندما كانت إيران تخوض حربها الطويلة مع العراق بحاجة ماسة للدعم السياسي الآتي من سورية, اليوم انقلبت المعادلة جذرياً, وغدت سورية بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري, هي من يحتاج أكثر لدعم طهران, فالتقارب القائم بينهما يبدو مثيراً للعجب من حيث ما هو ظاهر إعلامياً حول الإجماع الشكلي على إنقاذ العراق ومساعدته, وكذلك فيما يتعلق بالموقف من الأزمة اللبنانية .
أول خيوط الخلاف برزت مع زيارة وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي لدمشق وجرى تصويرها من قبل الإعلام السوري كعادته, بأنها لبحث العلاقات الثنائية وتعزيزها بين البلدين, لكن الجزء الضامر فيها يحمل عتباً إيرانياً يرقى لمرتبة الخلاف المبرر, وقد يصل إلى درجة الإنذار غير المباشر للقيادات السورية, فالمعروف عن قادة طهران أنهم لا يحبذون توجيه الإنذارات لمن يعتقدون أنه صديقهم وتربطهم به علاقة تحالف .
حضور متقي جاء لردم الهوة التي نجمت عن خروج دمشق المفاجئ, لما تم وضعه والاتفاق عليه قبل انعقاد مؤتمر شرم الشيخ حول العراق, فإيران قبل المؤتمر المذكور تلقت رسائل من خصمها الأميركي, تعلمها بالتهيؤ للقاء رئيسة الديبلوماسية الأميركية كونداليزا رايس, لكن الظروف والتراخي الإيراني حال دون إنجاز اللقاء, بالمقابل هرعت دمشق بمجرد رؤية الوزيرة رايس لمصافحتها والجلوس معها في لحظة انتظرتها دمشق بفارغ الصبر, أرادت من خلالها القول بطريقة الواثق من نفسه, إننا لسنا معزولين وأن أميركا هي من رضخ للحوار معنا .
أسلوب دمشق الانفرادي ولد حنقاً شديداً لساسة طهران, الذين حرصوا على إخفائه أمام وسائل الإعلام, والزيارة الخاطفة لمتقي أعطت دليلاً إضافياً كشف عن سخطهم وحنقهم من سلوك دمشق, رغم النفي المتبادل بينهما, في بادرة مثيرة من وزير الخارجية السوري وليد المعلم, لاستبعاد الشكوك المثارة حول زيارة نظيره, اعتبر المعلم أن الزيارة تأتي من باب مشاركة متقي لأفراح الشعب السوري بتجديد البيعة للرئيس بشار الأسد .
المؤكد أن إيران لا يطيب لها, بحث قضايا المنطقة الملتهبة بملفاتها الثلاثة, العراق ولبنان وفلسطين, دون أن تتم دعوتها رسمياً أو على الأقل استشارتها, طالما أعدت نفسها قوة إقليمية لها الحق المطلق في التدخل وتقرير المصير النهائي لشؤون المنطقة, لذا, فإنها تسعى جاهدة لوضع يدها على كل الملفات وتحاول عدم تدويلها, لأن التدويل في قاموسها السياسي يعني, إنهاء دورها تدريجياً وحرق بعض أوراقها المهمة بانتقالها للأسرة الدولية .
من هنا يبدو واضحاً الرفض الإيراني المنسجم مع موقف حليفه حزب الله لقرار إنشاء المحكمة الدولية وفق الفصل السابع, بعدما فشل حزب الله بسبب تحفظاته في إيجاد صيغة مشتركة مع قوى الأكثرية لإخراج المحكمة لبنانياً, وهو ما لم تفضله طهران التي رغبت حسمها داخلياً بغطاء وتشجيع منها, وقد تفهم زيارة متقي في هذا الوقت بالذات من زاوية إقناع دمشق بحتمية المحكمة التي تتوجس منها, وربما هي رسالة إيرانية مباشرة لحزب الله والقوى الواقفة إلى جانبه, بالإسراع لاغتنام مدة العشرة أيام الممنوحة من مجلس الأمن لحسمها توافقياً فيما بينهم .
وبطبيعة الحال, ليس لإيران أية هواجس من موضوع كدمشق, ولا تمانع من إقرارها, ومع ذلك تحاول استغلال ظروف تشكليها, والملاحظ أن المعارضة اللبنانية بدت مشتتة بين إيران وسورية, فإيران من جهتها ترى أن المحكمة تحتاج إلى توافق محلي وهذا ما تمسك به حزب الله, بينما سورية ترفض المحكمة كلياً كونها مخططا سياسيا لتدمير لبنان وترى أنه من الأكرم للمرحوم الحريري لو تكون هناك محكمة جرمية وهو ما يتفق معها حليفها نبيه بري .
على أن اللقاء المشترك بين المعلم ومتقي لم يخل من التصريحات المشروخة والمستهلكة إعلامياً, لكثرة سماعها في السابق من توحد الجهود بينهما لأمن واستقرار المنطقة, ومواجهة المخططات الرامية للهيمنة عليها, في حين أن الجوهر يشي بخلاف عميق بدأت أجزاؤه تظهر بفعل افتراق المصالح حول الملفات الساخنة .





#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواجهات لبنان : لمواجهة مخططات الفتنة
- الأصولية تطرق أبواب سورية
- سورية وأوهام السلام المتبادلة مع إسرائيل
- حزب الله يفلس محلياً ويقترب إقليمياً
- تحالفات الجنرال عون الرئاسية
- السلطة الحزبية ومبررات وجودها الدائم
- مخارج سورية) لحل الأزمة في لبنان)
- الشرق الأوسط وعجائب الزمن الإيراني
- أقنعة حزب الله المزيفة
- سورية وحدود دورها المعتدل في لبنان
- معنى الاستقلال في سورية
- الديموقراطية العربية : آفاق مسدودة ومآزق متكررة
- أهداف بيلوسي في دمشق
- الماركسية الكلاسيكية ونفيها التاريخي
- التسلطية القُطرية ومحاولاتها التحديثية
- الحضور الإيراني في دمشق : رفض مطلق أم قبول حذر؟
- أوروبا - أميركا : وتغيير السلوك السوري
- سورية وسيناريوهات ثورة آذار
- الشمولية العربية وخيارات أجيالها الإصلاحية
- سورية : وأوراقها المحروقة سياسياً


المزيد.....




- أسقطه عن اللوح ونهش ذراعه.. شاهد ما حدث لراكب أمواج هاجمه قر ...
- تأثير غير متوقع من -ميلتون-.. طفلان يعثران على طيور مدفونة ح ...
- مفتي عُمان ينعى يحيى السنوار: لحق بأسلافه -المجاهدين-
- المخابرات الكورية الجنوبية: بيونغيانغ ترسل قوات لمساندة روسي ...
- ميلوني من بيروت: استهداف اليونيفيل -غير مقبول-
- مصير حماس بعد -ضربة- مقتل السنوار.. وهل تتوقف الحرب في غزة؟ ...
- برلمان ألمانيا يقر حزمة أمنية جديدة ومجلس الولايات يرفض جزءا ...
- مصر تحذر من استدراج المنطقة لحرب واسعة تداعياتها بالغة الخطو ...
- لبنان يستدعي سفير إيران في بيروت بعد تصريحات قاليباف في -لحظ ...
- لافروف يوجه رسالة لإسرائيل عن لجوئها للاغتيالات السياسية وضر ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر الناشف - خلافات إيران الخفية مع سورية