أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل حبه - هل هناك حاجة لأسس جديدة للتشكيلة الوزارية في العراق؟















المزيد.....

هل هناك حاجة لأسس جديدة للتشكيلة الوزارية في العراق؟


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المتابع للشأن السياسي العراقي المعقد والمرير يلاحظ عدداً من المتغيرات الهامة على الساحة العراقية وحتى محيطها الإقليمي. هذه المتغيرات تستدعي بالضرورة إعادة النظر بالمنهج الذي إعتمد في تشكيل الوزارات السابقة، إضافة الى تركيبها وأساس تركيبها أي مبدأ المحاصصة الذي ثبت فشله وأضحى عاملاً سلبياً ومعرقلاً للسلطة التنفيذية في تحقيق الأمن وإعادة بناء البلاد. بالطبع عندما نشير الى ضرورة التغيير، فإن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال تجاهل السلطة التشريعية والمؤسسات المنتخبة من الشعب، ولا يعني ذلك الإتكاء على عوامل إقليمية أو دولية للإطاحة بحكومة المالكي كما يروج البعض بذلك بالسر والعلن أحياناً. إن ما نقصده هو أن هناك متغيرات كبيرة حدثت منذ تشكيل الوزارة الحالية تستدعي بالضرورة إعتماد برنامج يتناسب مع أولويات هذه المتغيرات ومع أسس لتركيبة وزارية هي الأخرى تأخذ بنظر الإعتبار هذه المتغيرات ونتائجها علاوة على تجربة السنة الماضية وأسسها.
إن اولى هذه المتغيرات هي الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها الإدارة الأمريكية وحلفائها من أجل إعادة النظر في وجودها العسكري في العراق، سواء بجدولة الإنسحاب أو استراتيجيته. وتتراوح هذه المطالبة الداخلية في الولايات المتحدة بين التنافس الحزبي والصراعات السياسية بين الأحزاب على وجه الخصوص، وبين التبعات المالية والإنسانية التي تتحملها بلدان التحالف. وهذا يعني أن أمام الحكومة العراقية والعراقيين عموماً مواجهة مهمة خطيرة وحساسة وهي ملأ الفراغ الأمني الذي يفرضه أي إنسحاب لهذه القوات أو حتى إعادة إنتشار لها، وإلا سيتحول العراق إلى ساحة أكثر سخونة من الوضع الحالي وما يتركه من عواقب إقليمية ودولية.
المتغير الآخر هو التطور الحاصل في القوات المسلحة العراقية بالرغم من بطئه. فقد أخذت هذه القوات تخطو خطوات وتنحى في بنائها المنحى المسلكي والولاء للعراق وليس لأحزاب أو ميليشيات عبثية. وتمثل ذلك في الشروع في تطهير هذه القوات من الفوضويين والعبثيين والمتحزبين واختراقات فلول أجهزة النظام السابق والإرهابيين مما بدى تأثيره إيجابياً على أدائها في الأونة الأخيرة. وهناك مزيد من الخطوات ينبغي القيام بها لتحرير هذه القوات من قبضة الاحزاب بكل ألوانها، إضافة إلى تطويرتسليحها بشكل سريع ومنظم. إن إعادة بناء القوات المسلحة على أساس مهني ومسلكي وإحتفاظ الدولة وحدها بالسلاح هي ضمانة أكيدة لفرض الأمن في البلاد والشروع بإعادة بناء هذا البلاد الخربة على أسس ديمقراطية يحترم فيها القانون.
وهناك أيضاً إصطفاف جديد سواء على نطاق الأحزاب السياسية او الكتل الإنتخابية أو حتى على النطاق الشعبي والرأي العام عموماً. فهناك تصدع في قائمة الإئتلاف الموحد تمثل في خروج حزب الفضيلة من هذا الإئتلاف، علاوة على الموقف المعارض لمجموعة مقتدى الصدر لكل مواقف الإئتلاف وخروج وزرائه من التركيبة الحالية لمجلس الوزراء. إن التصدع في قائمة الإئتلاف بلغ حد المناوشات وحتى المواجهات الساخنة بين أطراف فيه وخاصة مع مجموعة مقتدى الصدر. ولهذا فهناك أكثر من مؤشر على سحب المرجعية لدعمها السابق لهذه القائمة، هذا الدعم الذي تورطت فيه إبان الإنتخابات التي جرت في السنوات السابقة. وينطبق نفس الأمر على القائمة الوطنية العراقية التي لوحظ التعارض في مواقف أطراف فيها عند التصويت في مجلس النواب، وتعارض مواقف بعضها مع موقف الدكتور أياد علاوي وتحركه العربي والدولي وعدم نشاطه في العراق بل تركيزه على التحرك الإقليمي والدولي. وطال هذا التصدع في القائمة العراقية أحد نوابها في مجلس النواب الذي أعلن إنسحابه من الكتلة النيابية. ولا يستثنى من ذلك حتى قائمة التوافق والحوار والمصالحة وغيرهم من الذين أدين بعضهم بالتلاعب بالمال العام أو أنهم لم يعودوا يمثلون ناخبيهم الى حد بعيد في الموقف السياسي وسوف لا يتم إنتخابهم في أية إنتخابات قادمة.
ولعل أبرز المتغيرات هو ما يجري الآن في محافظة الأنبار وديالى من شروع أهالي هذه الديار الى التغيير الجذري في موقفهم السابق من التعاطف مع المسلحين والتكفيريين ومجاميع القاعدة أو دعاة "المقاومة" أو السكوت على هذه الزمر وممارساتها خوفاً أو إرتهاناً لها، وتحولهم الآن الى قوى المواجهة في تصفية هذه الزمر المدمرة. وهذا يشكل أكبر تغيير في الإصطفاف السياسي في البلاد. إن متابعة لمشهد التصدي للتكفيريين وأنصار القاعدة ودولتهم الإسلامية المنبوذة في محافظة الأنبار أمر متوقع لأن هذه الزمر من بقايا أجهزة صدام القمعية أو أوباش القاعدة الغرباء لايريدون الا الدمار والقتل للعراقيين بغض النظر عن طوائفهم ومذاهبهم. إنهم جمدوا الحياة وسدوا أبواب أرزاق الأهالي وفرضوا نمطاً من السلطة والتجبر أشد قسوة من سلفهم صدام حسين. فجامعة الأنبار اغلقت وهرب اساتذتها الى خارج الحدود ولحق بهم الاطباء ورجال الاعمال واجبرت النساء على التقوقع في بيوتهن ونصبت المحاكم القراقوشية بشكل لم يشهده العراقيون. وليس من قبيل الصدفة ان يتصدى اهالي العامرية لهذه الزمر في الايام الاخيرة ويستنجدوا بالقوات العراقية والامريكية لإنقاذهم من شبكات المجرمين الغرباء وأن يوجه الحزب الإسلامي العراقي أخيراً وبعد تردد سهام الإدانة بعد أن أصبح أحد أهداف هؤلاء العديمي الدين. وهذا مؤشر على إصفاف في القوى الإجتماعية والسياسية في البلاد ونزعة الأكثرية الى التعاون لإعادة الأمن الى البلاد.
ولابد أن نشير الى أمر هام برز خلال الفترة الأخيرة وهو مآل الصراع المذهبي والطائفي. فعلى الرغم من كل الخطط التي وضعها عملاء "القاعدة" في العراق وفلول النظام السابق في تفجير المواجهة الطائفية لخلق حالة دائمة من عدم الإستقرار في البلاد، الا أن هذا المشروع المدمر بقي في إطار نخبوي ولم يتحول الى ظاهرة مواجهة شعبية بين العراقيين. فلو تحولت الساحة العراقية الى مواجهة شعبية في المواجهات الطائفية لما بقي أي ركن من أركان العراق سالماً وتنعدم كل الآفاق لإرساء الإستقرار في البلاد. نعم أن هذا المشروع الجهنمي مازال يلحق الأذى ويعرقل إستتباب الأمن ويؤدي الى حالات مأساوية من القتل والتهجير بواجهة سنية أو شيعية، الا أن أفعال هذه الزمر تتخذ طابعاً إرهابياً وعبثياً عشوائياً بحتا، و تبقى معزولة عن الوسط الشعبي العراقي. وأصبح واضحا للشارع العراقي أن لهذه الزمر الفوضوية أهداف سياسية لفرض سلطتها وتحميل إرادتها على كل العراقيين إضافة الى تنفيذ مخططات إقليمية ودولية تتعارض مع مصالح العراق.
إن كل المؤشرات وتجارب الحكومات السابقة تشير الى أنها فشلت في القيام بمهماتها بسبب هذه المحاصصة البائسة. فقد ذهب عدد من الوزراء الى تحويل وزراراتهم الى حصن للمريدين أو من لون طائفي ومذهبي معين دون النظر الى الكفاءة والخبرة والقدرة على إنجاز مشاكل المواطنين. كما ذهب كل وزير يعلن عن سياسة لا علاقة لها بالبرنامج الحكومي الذي إتفق عليه. فتصريح لرئيس الجمهورية سرعان ما يصدر من نقيض له من نوابه، ويعلن وزير آخر موقفاً آخراً لرئيس الوزراء حول أخطر المشاكل التي تواجه البلاد. ويضطر الوزراء الى التستر على أعمال وعبث قوى مؤتلفة معهم أو التستر على نشاطات مسلحة بما فيها ضد القوات المسلحة العراقية خوفاً من إنهيار نظام "المحاصصة" البائس الى حد أن قوى عديدة مشاركة تتستر على القتلة التكفيريين او الميليشيات التابعة لأطراف أخرى ومنع مثولهم للقضاء جراء قيامهم بأعمال القتل والتخريب مما أفقد هيبة الدولة والوزارات المتعاقبة. ويتسع هذا العبث "المحاصصاتي" ليشمل حتى التستر على نشاطات معادية للعراق من قبل دوائر إقليمية. فهناك طرف يلتزم الصمت أزاء إتهام حكام ايران وتورطهم بدعم المتطرفن وتوريد السلاح الى العراق الى حد نفيه الممل، في حين يرفض الطرف الثاني حتى الحديث عن تدخلات عربية في الشأن العراقي وتسهيل دخول التكفيريين والإنتحاريين الى العراق الى حد تزكية هذا التدخل بإعتباره صادر من دول شقيقة يجب عليها التدخل في العراق بدون أذن. إن أغرب ما يحصل في العراق هو هذا الجشع لتشكيل جيوش لا تدري ما هي مهماتها في ظل تشكل الوحدات العسكرية العراقية. إن البعض ممن في الحكومة أو في مجلس النواب يقوم مثلاً بتشكيل جيش المهدي، فأفراد هذا الجيش لا يقومون بعملية بناء وتنظيف المدن بل تدمير مستمر وعبث بالسلاح، و "شايشين" يصولون ويجولون بأسلحتهم في مناطق آمنة ولا تعرف ما هو هدفهم. كل هذه المظاهر نتيجة طبيعية لهذه المحاصصة البائسة التي إبتلى بها العراقيون شر بلاء. فالحكومة مشلولة ولا يستطيع رئيس الوزراء أن ينفذ برنامجه الإنتخابي نتيجة للضغوط التي تمارس ضد أية خطوة يخطوها لصالح إستتباب الوضع.
إن أهم خطوة هو التفكير بإسلوب جديد في تشكيل مجلس وزراء جديد يجمع بين الإستحقاق الإنتخابي وبين الحد من نظام المحاصصة والإعتماد على الكفاءات المهنية العراقية وما أكثرها لإخراج البلاد من عنق الزجاجة. العراقيون ترتفع أصواتهم الى حد الإنفجار، والبواد أخذت بالظهور. ولا بد من تفكير جديد وتشكيل حكومة بعيداً عن الأنانية الحزبية والطائفية المقيتة وبعاً عن ثقافة العنف والخناجر كي يستطيع العراقيون العيش كسائر خلق الله بأمن وسلام.
5/6/2007



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب سرطان مدمر ينبغي إجتثاثه
- رفيقاتي ورفاقي الاحبة مندوبوا المؤتمر الوطني الثامن للحزب ال ...
- سيبقى تموز وعبد الكريم قاسم يحيان في وجدان العراقيين
- ما هو سر هذا التوقيت في الهجوم على الحزب الشيوعي العراقي
- الصين : التخلي عن نهج حرق المراحل
- الذكرى الرابعة لإنهيار الديكتاتورية والغزو الأمريكي وحلفائه ...
- إصابة بداء عمى الالوان، أم تصدع في القيم والضمير والوجدان
- خامنئي - أحمدي نژاد على خطى صدام حسين
- العراقيون بيدهم مفتاح الخروج من نفق القتل والدمار - 2
- العراقيون بيدهم مفتاح الخروج من نفق القتل والدمار
- يوميات ايرانية 25
- مآل البلطجة السياسية
- يوميات ايرانية 24
- محكمة من طراز رفيع
- يوميات ايرانية - 22
- -ثقافة- الموت والتدمير وآلام العراقيين
- يوميات ايرانية 21
- يوميات ايرانية لاندماج في مجتمع السجن20
- 19 يوميات ايرانية
- الجزء الثامن عشر - يوميات ايراني -سجن القصرة


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل حبه - هل هناك حاجة لأسس جديدة للتشكيلة الوزارية في العراق؟