أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم سليمان - رجل الهيئة والمسحراتي .. انقرض احدهما وبقي الأخر يحتضر














المزيد.....

رجل الهيئة والمسحراتي .. انقرض احدهما وبقي الأخر يحتضر


ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المعروف في كل العالم أن القانون يصبح بالي ويتطلب التغيير عندما تكثر الأخطاء الناتجة عنه , ويصبح خرقه هو القاعدة وليس الاستثناء , فيتم الاستغناء عنه عمليا قبل أن يستغنى عنه رسميا . وجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمر بحالة تشبه حالة القوانين التي تجاوزها الزمن , فلا مبرر لوجود هذا الجهاز الأمني الغريب والفريد من نوعه عالميا , فهو يقوم بأعمال تشبه عمل الشرطة ولكنه ليس بشرطه فمنسوبيه ليسوا مسلحين ولا مدربين عسكريا بل ولا يلبسون لباس موحد يميزهم وفي نفس الوقت ليسوا رجال مباحث فهم معروفين ويعلنون عن أنفسهم بسياراتهم المعروفة وميكرفوناتهم .. يعني جهاز عجيب فعلا .. ما الهدف منه .. وما الغاية منه .. لا احد يدري ؟
فقط وجدنا آباءنا على ملة وإنا على أثارهم لمهتدون ..!
الهيئة أساسا هي للتذكير بوقت الصلاة ..أيام لم يكن المجتمع يعرف الفرق بين الأوقات خاصة أوقات الصلوات المتقاربة ليلا ونهارا بل إنهم في تلك البيئة ألامية حتى لا يعرفون الفرق بين الأيام إلا بصلاة الجمعة فلا تقاويم ولا ساعات ولا وسائل إعلام / بل أنني أظن أن معلمنا وحبيبنا ونبينا شرعها أساسا ليعلم القوم أيام الأسبوع ويهديهم إلى تنظيم الحياة / .. في تلك الأزمان القديمة في بلدات وقرى نجد كان يوجد في البلدة رجل واحد / غالبا هو نفسه المؤذن أو الإمام / هذا الرجل هو أشبه بالمسحراتي في رمضان عند بعض الدول العربية فالمسحراتي يوقظ الناس ليأكلوا وجبة السحور قبل الإمساك ورجل الهيئة الذي كان يسمى نايب والجماعة منهم يسمون نواب / ليسوا نواب كونجرس / بل نواب ينبون على الصلاة أي ينبهون الناس لدخول وقت الصلاة .. ومع تزايد السكان واستقرار الأحوال وزيادة الموارد المالية ومجيء الغرباء أو الأجانب الذين لم يتعودوا على الطاعة العمياء وعلى الصلاة الجماعية بنفس الدقة التي لدينا ظهرت حكاية إغلاق المحلات بأمر النواب ثم بقوتهم , ثم مع ظهور جيل الصحوة وزيادة التعصب الديني والقومي و استشراء الشعور بالهزيمة الحضارية في النفوس تمددت وكثرت المجالات التي يتدخل فيها جهاز الهيئة وتطورت وهيمنت الهيئة على الحياة ألاجتماعيه والتجارية والفكرية , وأصبحت جهازا مقدسا لا يجوز نقده ولا التساؤل عن ما يفعل أو عن سنده وأساسه الديني وتم قبوله اجتماعيا من الجميع كواقع و مسلمه من مسلمات خصوصيتنا مثل الثوب والشماغ و العبايه والغطوه وصدق الناس أن الهيئة فعلا هي جهاز مهم وضروري و انه حارس الفضيلة بل أن بعض البسطاء يتصورون أن الهيئة جهاز موروث من زمن النبي والصحابة ولا يعلمون انه جهاز مبتدع جديد ليس له أساس ديني بل أن أساسه هو مقولة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الأساس يتفق عليه الجميع وهو مهمة الجميع وليس أناس محددين ورجال الشرطة أساسا هم يقومون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , بل أن كل إنسان مهما كان بل حتى غير المسلم هو بدافع من إنسانيته وعقلانيته يأمر بالمعروف وبالخير وينهى عن المنكر والشر هذا الأساس هو نفس أساس أن كل مواطن هو رجل امن ولكن هذا لم يعني أن كل مواطن يجب أن يتدخل في شؤون الآخرين لأنه رجل امن ولكن لو صدف أن رأى ما يضر بالأمن العام فهو من واجبه كمواطن وكانسان أن يمنع هذا الضرر بإبلاغ جهات الأمن .
وانتشرت مقولة حراس الفضيلة وسفينة المجتمع وغيرها من شعارات تعني ان هذا الجهاز يقوم بالتطفل على عمل الأمن وتركوا عملهم الأساسي الذي هو النب أي التنبيه عن دخول وقت الصلاة .. وحتى هذا التنبيه مع وجود المكرفونات والساعات والتقاويم ووسائل الإعلام انتهى دوره .. انتهى المسحراتي وبقيت ذكراه في ذاكرة الأجيال كتراث فهل حان الوقت ليلحق به النائب أو رجل الهيئة الذي لا مبرر حقيقي لوجوده ألا وهم الخصوصية وحراسة المجتمع المحروس برجال الشرطة والمواطنين كلهم رجال امن , هل ستكون الحوادث المؤسفة و المتكررة من هذا الجهاز إيذانا بانتهاء صلاحيته وان الزمن تجاوزه مثله مثل القوانين القديمة التي تكثر خروقاتها فتتلاشى .. ؟



#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تهيم الشعوب السعيدة في حب زعمائها السياسين والروحيين
- لأنهم تربوا على أن البشرة السوداء لا تكون جميلة
- التقدم سبب أزمة الفكر والمجتمع الديني
- ماذا عملنا لمواجهة وأشباع الغريزة الجنسية
- الثوب .. لباس خالع وبدائي ودليل تخلف وتعصب
- من يقبل بقيادة المرأة يعتبر علماني
- في يوم العمال .. من هم العمال السعوديين
- فضيلة الحسد المشروع جدا
- صلاتي نجاتي
- ليتني هندي
- لماذا الحنين الى حياة البداوة والجهل
- الصلاة و التلفزيون
- في المعذر الشمالي .. دنى فتدلى
- لايوجد حب .. لدينا يوجد مرض عقلي
- قطر من سيدفع ثمن تجريد ايران من السلاح النووي
- زيادة حالات الطلاق دليل فشل الفصل بين الجنسين والحجاب وتغطية ...
- لن نتقدم الا اذا هزمنا القبيله ولن نهزمها وفوق رؤسنا شعارها ...
- انتاج النسل .. وانتاج النفط
- العامل النفطي في النحله الوهابيه
- الخطر الصامت في المملكة العربية السعودية


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم سليمان - رجل الهيئة والمسحراتي .. انقرض احدهما وبقي الأخر يحتضر