نداء قصير الي اهل بصرة!-

كريم كاوة

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:37
المحور: المجتمع المدني
    

ان مدينة البصرة و اهل بصرة منذ بداية تكونها كمدينة دائما ذات نداءات الينا، اي المجتمع العراقي ، البصرة في تاريخها القديم والمعاصر علمتنا اشياء جديدة كثيرة ، ان البصرة كانت ولازالت بوابة امامية لشعبنا فيما يخص العالم الخارجي ، البصرة فتحت عيوننا للعالم الواسع والرحب، البصرة و اهل بصرة قد علمونا منذ القديم كلمة ومفهوم التعايش بين البشر بدون تمييز، البصرة علمتنا ان احترام الانسان يسبق احترام العقائد و الاثنيات وغيرها، البصرة علمتنا كيف ندافع عن حقوقنا، عمال السكك و الموانيء والنفط علموا العراقيبن التوحد والدفاع عن حقوقهم و وقوفهم ضد الاضطهاد، البصرة علمتنا الاضرابات و المظاهرات من اجل نيل الحقوق، علمتنا الوقوف بوجه القوات المحتلة، من البصرة شاعت افكار التمدن و التحرر و الانسانية في العراق.
لكن اين نقف الان ايها السادة؟ هل لدينا هذا النداء اليوم للانسانية و للشعب العراقي؟ اهل البصرة المعروفين بالنداءات البيضاء و الانسانية و ليست المظلمة. نرى اننا ابتليتنا بنداء اخر، نداء يريد منا امر اخر للعراقيين لم نعهده من قبل. نرى بام اعيننا ان الاطفال والنساء يشردون و يقتلون وذلك للونهم، لطائفتهم، لدينهم، لعرقهم . ان النساء ترجم لانهن ينشدون الحرية، وان التقافة والشعر و التمدن والانسانية و ترمى يوميا في شط العرب . و ان البصرة اليوم يراد منها اليوم ان ترفع شعار اخر بدل من شعاركنا التاريخي في التعايش السلمي، نرى انه يراد تغيير لون المجتمع في البصرة الى لون واحد غير ذا صله بانسانية الانسان . سمعنا انه يراد منكم ان تغلقوا باب العراق الامام التمدن و الحضارات و الانسانية؟!! سمعنا ان شاعرنا الكبير السياب فكر بالرحيل من البصرة ساخطا، انه على حق لانها ليست البصرة التي ارادها بدر شاكر السياب في عيشه و مماته. انه امر يبعث على الاسف. على السياب ان لايرحل، عليهم هم ان يرحلوا. السياب شامخ، لن يعلوا على هامته العابرون.
ايها اهل بصرة!!
يجب ان نرجع الى شعارنا و نداءنا الانساني الذي تجلى في تاريخكم في التعايش السلمى، و ان نداءكم التاريخي ليس ضروريا لاهل البصرة فحسب ، بل للشعب العراقي الجريح الذي يحتاج نداءاتكم. ليس لدى ابناءنا مصلحة في الحرب و التشرد و الطائفية، لا تسيروا وراء حرب و صراعات ليس لاطفالكم اي مصلحة فيها، لنشارك في الصراع اليومي الخاص بالدفاع عن مصالحنا و حقوقنا، لنشارك في الصراع و المعركة التي تهدف زيادة لقمة عيشنا وعيش عائلتنا و ابناءنا ورفاهنا وحريتنا ومساواتنا، شاركوا في الصراع الذي يحررنا من السيناريو المظلم الذي نرسف فيه. لا ترفعوا اي شعار اخر وعلم اخر غير شعار وعلم ( لنعيش معا). يجب ان نعمل و نناضل من اجل رفع هذا العلم فوق مدينة البصرة، فوق بغداد و كركوك، فوق كل العراق.

#كريم_كاوة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات