أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - ما الذي يخفيه المجهول؟!















المزيد.....

ما الذي يخفيه المجهول؟!


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1938 - 2007 / 6 / 6 - 12:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان بطبيعته يبحث عن الأحسن والأكثر إبهارا , وبغير ما يدرك أن هذا المطلب ضد طبيعة الله و لأن الله يريد منا أن نكون أكثر قناعة بما وهبنا هو إياه دون أن نطلب المزيد أو الإنقاص , لأن في طلب المزيد عدم قناعة , وفي طلب الإنقاص نكران لعطايا الله, لأن عطايا الله لنا على الأرض وزنات نستغلها لنوال الحياة الأبدية.
ولكن كل هذا ينطبق فقط على العطايا الممنوحة لنا لهذه الحياة , والتي هي بمثابة العبور مما هو أدنى لما هو أعظم.
فالاجتهاد في طلب ما يؤهلنا لحياة روحية قوية هو قمة الغاية من خلق الإنسان , لأن قدوتنا هي قامة ملئ المسيح , فلا حد أقصى لرغباتنا في الحياة الروحية , أما الحياة الأرضية فلا نبتغي منها الكثير فصاحب القليل الشاكر , خير من صاحب الكنوز الذي يبتغي الكثير.
فالحقيقة الإنسان الأرضي له ثلاثة ميادين وفي الثلاثة مهما أعطاه الله فهو يطلب المزيد منها:
ـ الشهوة الجسدية , ومنها شهوة الأكل أو النهم , وشهوة الجنس , والملبس , والتجمل .
ـ تعظم المعيشة , فالإنسان لا يشبع من المال والكنوز الأرضية والتي يتركها جميعا عندما يترك هذا العالم.
ـ الكبرياء أو المجد الباطل الأرضي , أي أن الإنسان يضع نفسه كأفضل من باقي خليقة الله , وبهذا لا يحاسب نفسه عن أخطائه بل يجيز لنفسه محاسبة الأخريين عن حياتهم فيضع لهم حد للممنوع ويعاقبهم عليه , بل يمكن أن يتمادى في أكثر من ذلك فيضع نفسه مكان الله ويحكم في خلق الله , بل يمكنه تفكيره أن يقتل ويذبح مدعيا أن هذه مرضاة لسنّة الله , ويعمل كقاضي وجلاد مدعيا على الله زورا أن هذه تعاليم الله وشريعته .
هذه الميادين الثلاثة وقع فيها أبوينا الأولين , وهذه الميادين الثلاثة هي ما تحمله غواية الشيطان لأدم وحواء في جنة عدن, وكان جزائهم بقدر المعصية (اقرأ سفر التكوين).
هذه الميادين الثلاثة هي حرب الشيطان مع البشر أجمع, أولا يحاربه بالغواية ليترك الإنسان محبة الله ويسعى جاهدا لاقتناء الأرضيات عوض السماويات , وإن فشل في هذه الغواية يبحث الشيطان ويجند من يقاومون بتضييق الخناق وأيضا في نفس الميادين , فتجد من يضيق الخناق في لقمة العيش , وتجد من يمنعك عن الصلاة والعبادة ويحرمك من المناصب والوظائف , وتجد من يطردك ويحرق منزلك.
وتجد أيضا من يذل ويجعل منك خانعا , صاغرا في نظر نفسك ونظر القائمين حولك.
كل هذا ترتيب وحرب من الشيطان, فمن يعمل معه فهو ليس فيه محبة الله!! بل روح شيطان!!, ومن يحارب أخيه الإنسان بهذه الحروب مهما كان دينه أو لونه أو عقيدته أو ملته فهو يعمل مع الشيطان.
ربما هذا الفكر غريب عن منطلق الحياة وغريب عن أذهان الكثيرين ممن يجعلون من أنفسهم أوصياء على الله, لهذا قام بعض الناس بمناقشة شيخ كثير الأيام محنك في الحياة الروحية , عن خطية أبونا أدم متهمين التوراة بالمغالاة والخيالية في قص هذه القصة , كما أنهم يتهمن أبوينا الأولين بأنهم جهلاء وفرضوا على البشرية غضب الله, وبعد هذا كله لم يرد عليهم الشيخ بأي كلمة لأنه رأى فكرهم منغلق عليهم , فلا تجدي معهم المناقشة الكلامية فلابد من تدريب عملي , وبكل حكمة طلب منهم تأجيل الإجابة فهو سوف يجاوبهم عنها بعد قبول دعوته لحفل عشاء , وما أن سمع الحاضرون أن في الموضوع عشاء !! فقبلوا الدعوة بل رحبوا بها .
وفي الميعاد المحدد أعد الشيخ ما لذ وطاب من الأطعمة الفاخرة والأصناف الجميلة الغالية القيمة وجميع ما يحويه السوق من أفخر الفاكهة, وكل ما تشتهيه النفس وضعه على المائدة , وفي وسط المائدة وضع طبق تقديم كبير وفوقه سلطانية تغطيه, مما يوحي بأن ما تحت السلطانية شيء أجمل وأحسن من كل ما فوق المائدة , وأعلن لهم جميعا أن الذي تحت السلطانية هو الموت , وهذا يعنيني أنا فقط, كلوا من كل ما قدم لكم ما عدا الذي تحت السلطانية , وترك لهم المكان مراقبا إياهم .
وما أن تذوقوا الطعام وحلاوته , حتى أنهم تغازلوا في صاحب المائدة وكرمه , وفجأة نظر الجميع إلى السلطانية , وراحوا يتباحثون فيما بينهم يا ترى ما هذا الذي تحت السلطانية , وراحوا يتباحثون فيما بينهم تاركين كل ما تحتويه المائدة ناظرين للمجهول ومشتاقين لمعرفته , وفجأة تطاول أحدهم على صاحب المائدة متهم إياه بالبخل لأنه حرمهم من هذا المجهول والذي هو أعظم من كل ما تحويه المائدة , فقد تناسوا وصيته لهم بأن ما تحت السلطانية هو الموت, لأنهم انشغلوا عن الوصية بشهوتهم والتي هي سلطان الموت .
فقفز الجميع بروح واحدة وقلب واحد , وفكر واحد باحثين عن المجهول فرفعوا الغطاء ونظروا ما بأسفله , فأرتعب الجميع مما يحتويه المجهول ففروا هاربين مذعورين منه , لأنه كان لهم بمثابة الموت المحقق , حيث أنه كان ثعبان من النوع القاتل الشديد السمية والمسمى الصل, ومن شدة خوفهم لم يلاحظوا أن الثعبان المميت ميت .
فخرج لهم صاحب المائدة وأعاد عليهم وصيته بأن ما تحت السلطانية هو الموت.
ومن هذا تتضح حقيقة الإنسان الذي يسعى في طلب المجهول حتى ولو هو يحمل هزيمة و موت .
ومن كل ما سبق تنجلي أمامنا أن جميع الأحداث حولنا من صنع الشيطان الذي يبث سمومه القاتلة لحرمان الإنسان من الشركة مع الله , بل يتركها مشتركا مع الشيطان في كل ما يطلبه الذي هو ضد إرادة الله ,, فالله يريد أن جميع البشر ينالون ملكوته الأبدي , والشيطان يريد أن جميع البشر ينالون عزابه الأبدي في البحيرة المتقدة نار وكبريت.
ومن ضمن هذا المجهول في حياة البشر والذي يبحث عنه ليناله الموت :
ـ القومية العربية , مجمعين شمل العرب معادين الإنسان في كل الأرض.
ـ الخلافة الإسلامية , نهج ينتهجه أصحاب أفكار الإسلام المتطرف.
ـ قوانين التناحر والمقاتلة.
ـ هزيمة المسيحية ومحوها من الوجود " أغلب المتطرفين في هذه الآن يقولون آمين".
ـ ملكات اليمين.
ـ استعباد المسيحيين وتقديمهم للجزية وهم صاغرون.
كل ما يحمل كراهية وكل ما يحمل قتل وكل ما يحمل تفرقة بين الإنسان أخيه والإنسان ,, في كل هذا تسمع صوت الشيطان وليس صوت الله ...
لأن الله وببساطة شديدة هو المحبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يمسك يد بابا ؟
- أخيرا أعلنتم :لا يحل لك!!!!
- كليات الحقوق,, ثم ماذا؟
- أبو رجل مسلوخة
- بأصلي!!! وسأظل أصلي!!!
- مصريون ضد التميز
- القضاة يقلبون الميزان
- رسالة لكل متشدد إسلامي
- يا أصحاب القلوب الرحيمة....مهلاًً !!!
- كيف يحكم حاكم بما لا يؤمن به؟!!
- لماذا هذا الإتلاف؟
- كان كمازح في أعينهم
- انتحار عقرب
- دقلديانوس المغرب والجزائر والأقليات الدينية على الأبواب
- الإسلام السياسي والرق في السودان
- الكمال الذي نبتغيه
- لعبة التعمية
- مصلحة الفرد والمصلحة العامة
- 21مارس عيد الأم!! بل عيد الحب
- جلباب الفقير


المزيد.....




- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - ما الذي يخفيه المجهول؟!