أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جورج فايق - مراثي الأقليات في الشرق الكريه














المزيد.....


مراثي الأقليات في الشرق الكريه


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 10:50
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


عندما يتحول الوطن من أم
تجمع كل أولادها في حضنها
إلى غابة مترامية الأطراف
حيث لا قانون ألا قانون الغابة
يفترس القوي الضعيف
و لا يتعجب أحد من ذلك
فلأن هناك كائنات مفترسة
يجب أن تكون هناك كائنات تفترس
أصبح افتراس الضحايا أمر عادي و طبيعي
أصبح سفك دماء الأقليات أمر هين
و استعير قول الشاعر فاروق شوشة
لأصف كيف هان دم الأقليات
يقول دم الأقليات :ـ
تساويت و المــــــــــــاء
أصبــــحت لا طعـــــــــــم ,
لا لــون , لا رائحــــــــــه !
أســـــــــــــــــــــــيل .........
فلا يتــداعى و رائـي النخــــيل
نعم فقد أصبح سفك دم الأقليات و كرامتهم هين كسكب الماء
لا يثير حنق أو عجب أحد
و ليتنحى القانون والعدل جانباً
و لتذهب حقوق الإنسان إلى الجحيم
و ليطلق الجناة دون عقاب ليعيدوا الكرة مرات و مرات
بشراسة أكثر ووحشية أكبر لأنهم علموا بل أيقنوا أنهم لن يعاقبون
و كل ما يفعله المجني عليه هو التألم
فيصبح في
الحلق غضة و القلب أنة
وتختنق العيون بالدموع و تحنى المذلة الرأس
و يسحق الحزن النفس و يتملك النفس اليأس
فيعجز المتألم حتى عن الصراخ
و أن صرخ ليس هناك من يسمع
ألا الجاني الذي تزيده صرخات المتألم سادية و ووحشية
حتى السماء يبدو أنها أوصدت أبوابها
ولم تعد تسمع لصراخ المظلومين
لتنتقم لدمائهم و ممتلكاتهم و كرامتهم
و حتى أن أراد المظلوم الفرار من وطنه
و ارتضى العيش شريدا غريباً
لوجد الأبواب موصدة أمامه
و كأنها أبواب اقوى السجون و اعتي المعتقلات
و كأنها تأبى عليهم حتى الهروب و العيش غريب بكرامة و أمن
انعدم ضمير العالم و سد أذنه عن صراح أقليات تندثر في بلادهم
سامحوني إن كنت يأساً محبطاً
فهذا قليل عما بداخلي
عندما أرى أقليات تذبح و تهجر و بناتهم تغتصب
بل ذنب غير أن قدرهم الأسود رماهم في تلك البقعة القذرة من العالم
أقليات في الشرق الأوسط ى تستحق هذا المصير
لا تتصارع على الحكم و لم تطلب الانفصال
لم يحملوا السلاح و يرفعوا شعار الجهاد
لم يحرقوا أو يخربوا بلادهم
لأنها بلدهم رغم أنها اغتصبت منهم ولاقوا بها العناء
ألا أنها بلادهم و لا يتمنون لها ألا الخير
ارتضوا بالقليل و أبوا أن يعطوهم هذا القليل
إلى متى نظل نتجرع هذا الكأس
إلى متى أرى الجاني يملي شروطه و المجني عليه يقبلها ذليلاً مهاناً لأنه خائف على باقي أولاده من قسوة ووحشية الجناة ؟
إلى متى تقف كل المسكنات حتى الدينية منها عاجزة عن تهدئة خاطري
من يهدئ روع الأطفال الخائفين ؟
من ينزع منظر الدماء و التفجيرات من مخيلتهم ؟
من ينزع منظر حريق و تدمير منازلهم من مخيلتهم ؟
من ينزع من نفس الأطفال أنهم لابد أن يعيشوا في مهانة و ذل و يهجروا لأنهم لا يتبعون دين الأغلبية ؟
من ينزع من نفس الأطفال أن آبائهم وقفوا عاجزون عن حماية بيوتهم ومتاجرهم ؟
من يستطيع أن يبرر لهؤلاء الأطفال لما لا يعاقبوا من حرقوا منازلهم أو قتلوا إبائهم ؟
هل نلوم أطفالنا أن خافوا يمشوا في الشوارع أو الاختلاط بهم ؟
هل نلوم طفل أن قال يوماً لأهله لما أتيتم بي و انتم مضطهدون مهجرون ؟ هل تريدوا إن تزيدوا عدد المضطهدون بي ؟ لما لم يغلق الله رحم أمي حتى لا تنجبني في هذا الشرق الدنيء
من يستطيع أن يمحوا الشعور بالدونية الذي ترسخ في عقول الأقليات في هذا الشرق الكريه ؟
إلى متى يهنوا الأقليات من استطاع منهم الفرار من أسوار وطنه ليعيش في الغربة بكرامة و أمن ؟
هل لهذا الليل من أخر ؟
هل هناك نور يلوح في الأفق ؟
أتمنى ذلك ولا اعتقد أن هناك نور سوف ينير هذا الظلام
لأن الظلام و الكره عشش في القلوب و العقول من قرون عديدة



#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى لماذا يكرهون بناء الكنائس ؟
- البضاعة المباعة لا ترد و لا تستبدل
- تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب
- ليس دفاعاً عن كمال غبريال و أنما أحققاً للحق
- دولة دينية صريحة أفضل من دولة دينية مستترة
- الحكم بصلب السيد المسيح هو اشهر فساد لمحكمة عبر التاريخ
- من يخلص السيدة من يد جاريتها ؟
- مازال يوحنا يصرخ و يصرح بالحق في برية الخوف و النفاق
- كلام في العضم مسلمون وأقباط
- تعلموا منا كيف تكون الحضارة أبها العلمانيون
- تعلموا منا كيف تكون الحضارة أيها العلمانيون
- إلى من نادى بقبول اعتذار محمد عمارة
- هل يجدي الحوار مع الحمار؟
- الأخوة الأعداء
- سبحان مغير الأقوال من حال إلى حال
- سبحان مغير الأقوال من حال إلى حال في تصريحات الأخوان المسلمي ...
- أرفضوا اعتذار محمد عمارة
- هل الإسلام هو الحل ؟
- هل الأقباط خائفون من الإخوان المسلمين؟
- مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام حسين


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جورج فايق - مراثي الأقليات في الشرق الكريه