أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - هل من حدود للعبثية الاسلامية؟؟؟













المزيد.....

هل من حدود للعبثية الاسلامية؟؟؟


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 1937 - 2007 / 6 / 5 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك اعتقاد شائع بان الدين بشكل عام يخلص الانسان من العبثية ويعطي لحياته معنى وبذلك يزداد تمتعه بها. في الحقيقة، ليس في هذا الاعتقاد ادنى قدر من الصحة. فبقدر اقتراب الشخص من الدين بهذا القدر يصبح عبثيا، ويفقد القدرة على الاستفادة من الحياة والتمتع بها. وتزداد العبثية بقدر حجم الوعود التي يقدمها الدين لاتباعه بخصوص الملذات في "الجنة و حياة الاخرة". ولايوجد دين يصل قريبا من الدين الاسلامي في حجم الوعود التي يقدمها لاتباعه من الرجال في "اخرتهم". ما من دين من الديانات يوعد اتباعه بانهار من الشراب وجيوش من " الحوريات والعذارى" التي سيغرق بها الرجل المسلم في النسخة الاسلامية للجنة الدينية. بالنسبة للديانات التي توعد اتباعها بجنة مملة خالية من المتع المعروفة للانسان يصبح محرك الاتباع وعبثيتهم الخوف من العاقبة التي هي مؤثرة ولكن اقل تاثيرا من الوعود الايجابية.
ان مصدر عبثية الدين تكمن في اعتبار هذه الحياة غير ذي قيمة ومؤقتة و مكرسة للعمل من اجل "الاخرة". وتكمن في الخضوع غير المشروط لله. والانسان مجرد من اي دور وقابلية على تحديد قيمة ومعنى الامور والاشياء بما فيها الحياة نفسها. ان معنى الحياة وكل شئ اخر مقرر من قبل قوة اخرى ومفروض على الانسان.
بامكان الانسان غير المتدين البعيد عن الخرافات الدينية وعن الاعتقاد بوجود حياة اخرى ان يكون مدنيا في حياته وان يفهم معناها. بالنسبة للانسان غير الديني المعاصر ، للحياة في هذه الدنيا معنى وتتلخص في عيشها على افضل وجه. بل ان احدى اهم سمات الانسان المعاصر هو القناعة بان السعادة هي قيمة حياتة. الحياة بالنسبة له هي بصدد الاحتفال والتمتع بها. وهي بصدد التحكم بها وخلق معناها. لذلك يكون غير المتدين اكثر تعلقا بالحياة ويحاول الاستفادة والتمتع بكل لحظة من لحظاته لان له فرصة واحدة للعيش. يعتبر نفسه محظوظا لان الحظ اصابه لعيش هذه الحياة. كم من الصدف يجب ان تلتقي لكي يأتي انسان ما الى هذه الدنيا؟
الحياة بالنسبة للانسان غير الديني هي بصدد عيش حياة مليئة،مثمرة وجيدة. وهي بصدد اثبات نفسه وبلوغ اقصى قدراته الكامنة. هي بصدد السعي من اجل حياة افضل. انها بصدد انجاز تغير نحو الاحسن في حياة الشخص نفسه وبقية البشرية. انها بصدد حقوق ومسؤوليات في هذه الدنيا. انها بصدد الالتزام بقيم التي هي في تطور مستمر وللانسان دور كبير في تحديدها وتطويرها ولذلك يكون لها معنى. السعي والنضال من اجل كل ما هو جديد وترك القديم هو احدى قيم الانسان المدني المعاصر. السعي من اجل الحرية والمساواة والتقدم والمنطق هي من قيمه المهمة. حب البشرية والعمل من اجلها هي جزء مهم من حياته. الانسان غير الديني هو في مركز الحياة وهي ملكه وهو المسؤول عنها وعن الاختيارات التي يقوم بها وعواقبها. وعلى هذا الاساس فان كل المشاعر الايجابية من حب ورحمة واهتمام بالاخر تكون مرهفة وتعني اكثر.
في المقابل تصبح هذه الحياة بالنسبة للمتدين وخاصة المسلم مجرد فترة زمنية معينة الهدف منها العمل كلما في وسعه في التملق "للخالق" وكسب رضاه والفوز بمكان في " الجنة" الموعودة.
انها فترة مليئة بامتحانات صعبة ومعقدة لايوجد اي ضمان على تجاوزها بنجاح الا اذا قام بشيئ في منتهى البلاهة والعبثية والانانية مثل تفجير نفسه بين اناس لاينتمون ولا يأمنون بتعاليم طائفته الدينية. ان الحياة غير ذي معنى لانها غير ذي قيمة. المؤمن لايجد معنى في الحياة بل في خارج الحياة. السعادة تكمن في الاخرة بينما السعادة في هذه الحياة هي من عمل "الشيطان". يكون الانسان مسلوب من اي سيطرة على حياته. تلك الحياة التي هي بصدد طقوس وشعائر قسرية وجامدة و غبية ليس لها اي معنى. انها بصدد تعذيب النفس من خلال الصيام والصلاة والشعائر الاخرى. انها بصدد التكرار والرتابة. المقدس هو في مركز الحياة. يشعرالمؤمن كضحية طوال حياته.
كل هذه تخلق عبثية لدى المتدين تجاه حياته على الارض. اذا كانت الكئابة كمرض تؤدي الى نوع من العبثية والسوداوية والعدمية الفردية فان الدين يؤدي الى عبثية وعدمية جمعية. بينما يدعي التفكير الديني بان الدين يعطي معنى للحياة، في الحيقية الحياة الدينية هي قمة العبثية لان الدين ينكر قيمة هذه الحياة. الدين لايعطى قيمة للحياة من خلال بناء قيم ذات معنى بل عن طريق خدع الانسان. و يقتل الدين لدى الانسان اي سعي من اجل حياة افضل. لايبقي الدين اي معنى للحرية والمساواة والتقدم. لايوجد معنى للمنطق والتفكير النقدي والاجتهاد.
في التاريخ نماذج كثيرة عن العبثية الدينية والاستهزاء بالحياة وقيمتها ولكن ما من مثال اخر يصل الى العبثية الاسلامية. الاسلام يعطي قيمة ومعنى للعنف والموت والاسى والتدمير. يقف الاسلام ضد الفرح والسعادة في هذه الحياة. من خلال جعل الانسان مولعا بالاخرة يجعله مولعا بالموت و"الشهادة".
لقد وصلت العبثية التي يخلقها الاسلام لدى اتباعه الى قمتها في عمليات الانتحار الجماعية من اجل الجنة فيما تسمى بالعمليات الاستشهادية. في القرن الواحد والعشرين لايجد المسلم السياسي وسيلة للنضال من اجل مبادئه الا في الانتحار وقتل الناس بشكل عشوائي.
ان الانتحار الاسلامي ليس مرضي انه قرار رشيد وعقلاني من قبل اناس اسوياء من اي انحراف مرضي. المسلم الانتحاري يختار أسوأ وقت واسوأ وسيلة لقتل نفسه وقتل اكبر عدد من البشر معه. انه ليس بانتحار عادي بل رغبة في انهاء الحياة ممزوجة بحقد ضد البشرية. الانتحاري ليس يكره الحياة فحسب بل يكره كل من يحب الحياة. في عرف الاسلام الانسان الذي ينتحر له قيمة اكثر من الانسان الذي يعمل ويتعلم ويجتهد في حياته حيث سيحصل على الجنة دون محاسبة. ان الوصول الى هذا الهدف لايتطلب الكثير من العمل والاجتهاد والمعرفة. كل مايتطلبه هو رجل مغسول الدماغ ومحمل بالحقد والخرافة.
الاسلام ليس لايشجع اتباعه على السعي من اجل البشرية بل يضع المسلم في عداء مستديم مع كل البشرية. من وجهة نظر الاسلام البشر اما كفار اومرتدين اومشركين والخ. الاسلامي السياسي يسعى الى اقامة نظام مغرق في الرجعية يستند على الشريعة الاسلامية في كل ارجاء العالم. ومن اجل ان ينتصر الاسلام وبناء عالم يحكمه الاسلام يجب ان يقضى على كل شخص يخالف الاسلام او هذا المسعى. لذلك فان الاسلام يعبد الطريق للقتل والاغتصاب والتعذيب والعبودية.
هناك الكثير من القوميين ومن بين اليسار الرجعي الذين يحاولون تبرير عمليات الانتحار الاسلامية بكونها عمليات تستهدف العدو المحتل ومغتصب " الوطن" وهي عمليات دفاعية نابعة من الضعف. ولكن تجد المغرر بهم من اتباع دين الانتحار الجماعي يتبارون في تفجير انفسهم بين اكثر قطاعات الجماهير حرمانا في مدينة الثورة وغيرها من المدن العراقية. ان جماهير مدينة الثورة في بغداد على سبيل المثال هي من ضمن الجماهير الاكثر حرمانا وتهميشا في عموم العالم، ولكن تجد المسلمين الغيورين يتسابقون في تفجير انفسهم بينهم. ان لم تكن العبثية الاسلامية النابعة من النضال من اجل الجنة المحمدية هل يكون هناك دافع لاي انسان ان يفجر نفسه بين هؤلاء الغير محظوظين في هذا العصر؟ كما تشير التقارير بان الامر وصل بالمليشيات الاسلامية في مدن الجنوب الى حد قتل الابرياء بشكل متعمد من اجل تسريع عملية ظهور "المهدي المنتظر".
ان مظهر اخر من مظاهر العبثية الاسلامية تتجسد في التدمير العمدي للممتلكات الشخصية والعامة واسس واركان المجتمع. تجد ان العمليات العشوائية مثل تفجير المفخخات في المناطق السكنية او ضرب الخدمات مثل منشآت الكهرباء وتكرير الماء والمستشفيات وغيرها في كل مكان في بلد مثل العراق. ان منظر هذه العمليات والتدمير والقتل يجعل الانسان يعتقد بان منفذيها مخلوقات من نوع اخر ليس لهم اي حس انساني، لكن في الحقيقة انها العبثية الاسلامية بلحمها وشحمها.
الاسلام يقضي على حب التعلم والاطلاع. فالعبثية الاسلامية ايضا تظهر فيما يشغل عقل "علماء" الاسلام. فبينما تجد العلماء في العالم مشغولون بالتغيرات المناخية والاكتشافات التي تخدم البشرية والتطور التكنولوجي والطبي وغيرها تجد علماء الازهر منشغلون بتفخيذ الرضيعة ورضاعة البالغ و بول البعير وبول محمد وغيرها من تفاهات العقل الاسلامي. ليس العبثية في ان مفكر اسلامي تافه يصدر فتوى غبية ولكن في الضجة والجلبة التي تخلقها في اوساط الاسلاميين السياسيين بحيث تصبح كل واحدة من تلك الفتاوى الغبية الشغل الذي يشغلهم لفترة.
كما تظهر العبثية الاسلامية من خلال طقوس جلد النفس. ان منظر الاسلاميين الشيعة وهم يضربون انفسهم بالزناجيل والسكاكين هي برهان ساطع على حب العنف والالم والاسى وغيرها من المشاعر السلبية التي يزرعها الاسلام في اتباعه.
ان التصوف والاعتكاف وصرف العمر على اداء شعائر عقيمة وغير ذات معنى هي كلها مظاهر هذه العبثية المستديمة لدى الاسلامي.
وتجد قادة الاسلام امثال مقتدى الصدر والسيستاني يعيشون في بيوت عفنة مليئة بالقذارة والرطوبة ويجلسون على الارض على اغطية قديمة وبالية في وقت يتحكمون بمليارات الدولارات ويقتلون ويذبحون البشر من اجل السلطة والمال. كما ان اسامة بن لادن يلتجا الى اكثر المناطق تخلفا واكثر الكهوف عزلة واكثر الحياة بدائية من اجل محاربة امريكا. من المعلوم ان هذا السلوك هو لخداع الاتباع والتظاهر بالبساطة و" التقوى" ولكن اللجوء الى هكذا نوع من الخداع هو نابع من العبثية المتاصلة في الاسلام.
وفي الوقت الذي هرعت البشرية المتمدنة لمساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية مثل تسونامي تجد علماء المسلمين مشغولين في تفسير هذه الظواهر على اساس كونها عقوبة من الله للبشر الكافر او مؤامرة امريكية وغيرها من ترهات العقل الاسلامي.
ان الامثلة على العبثية الاسلامية لاتحصى ولاتعد. الاسلام هو بحق عقيدة العبثية والسوداوية والعنف والقسوة وكره الحياة. انه العقيدة التي عمليا تقول نعم للموت والتدمير. الاسلام هو عبثية جمعية. ان ازدياد نفوذ الاسلام هو نوع من الفشل الجماعي في الحياة.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر شرم الشيخ، مشروع انقاذ الاحتلال الذي ولد ميتا
- يونادم كنا: رجل امريكا الخائب،لايمثل اتباع والمحسوبين على ال ...
- ملعون هذا الشرف ...!
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_ الجزء ...
- الاحتلال ام الكحول؟!
- غناء شذى حسون ام لحايا السيستاني والضاري
- في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟
- المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
- ابشع جريمة وعمل ارهابي في التاريخ المعاصر!
- وجود يسار مقتدر هو السبيل لاقامة مجتمع مدني علماني
- الحجاب راية الاسلام السياسي
- المجتمع بحاجة الى حركة علمانية ملحدة وليس الى دين اخر
- يجب وضع حد لاستهتار شيوخ الاسلام بمنجزات البشرية
- امريكا تقتل صدام على الطريقة الزرقاوية
- مؤتمر حرية العراق بحاجة الى دعمك الملموس
- انضم الى مؤتمر حرية العراق
- وجهة نظر في التغيرات العالمية الراهنة ...1
- لماذا مؤتمر حرية العراق و قوة الامان؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توما حميد - هل من حدود للعبثية الاسلامية؟؟؟