|
هل انتهى عصر الصحف الورقية
حيدر طالب الأحمر
الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 06:17
المحور:
الصحافة والاعلام
عمله روتيني ويتطلب الدقة.. ولكنه بات جزءا من خدمات عدة يقدمها مجال العلاقات العامة ثلاث ساعات يوميا أو أكثر يقضيها «قارئ الصحف» بين أخبار المطبوعات الصحافية والمجلات المحلية الجادة، والتي قد تصل حتى العشرين مطبوعة، بغية مراقبة جل ما يكتب ويطرح من قضايا وإشكاليات تختص بإدارته ومؤسسته. «الملف أو الأرشيف» الصحافي أهم انجازاته، وذلك بعد «قص ولصق» جل ما يمس المؤسسة لعرضه على المسؤول والمدير التنفيذي، والتدقيق والتمحيص، بعد ذلك فإما إصلاح داخلي أو تكذيب وتوضيح في اليوم التالي، لما نشر في ذات المساحة وذات المكان في المطبوعة. وباعتبار حداثة المسمى الوظيفي «قارئ الصحف» والذي أدرج في اللوائح الوظيفية لعدد من الدوائر الحكومية والجهات الرسمية مؤخرا، بقى متواريا خلف ما يطلق عليه بإدارة الإعلام والعلاقات العامة. ورغم التفاوت والاختلاف ما بين المسميات، بقيت المهام الوظيفية متشابهة ومشتركة إلى حد كبير، ومن خلالهما لم تعد للمقولة الشهيرة والممتلئة بالسخرية «كلام جرائد» أي معنى، وبالأخص في أجندة المسؤول العربي. حول ذلك ذكر احد القراء أنه ولمدة ثلاثة أعوام، كان عليه التفرغ لما يقارب الساعتين يوميا لمطالعة ومراقبة جل ما ينشر في الصحف لما له صلة بجهة عمله من قريب أو بعيد. وأضاف انه بالرغم مما يجد فيه البعض من روتين مهني، فإن «ملفه الصحافي» يبقى إحد مقومات واستمرارية المؤسسات والإدارات سواء أكانت حكومية أو قطاعات خاصة. فقد يغفل «قارئ الصحف» عن خبر قد يراه بسيطا، يترتب عليه مساءلة من صاحب القرار للإدارات التنفيذية للبحث في مسببات الخلل المذكور في الصحف، مشيرا إلى أن تقييم مدى أهمية الخبر من عدمه، إنما يعود للمسؤول وليس لموظف العلاقات العامة أو قارئ الصحف. وأوضح الطريفي أن الملف الصحافي عبارة عن أرشيف خاص لكل صحيفة ومطبوعة محلية، يكتظ بالأخبار الخاصة بمؤسسته، وتخصيص نسخة من ذلك لعرضها على المسؤول بعد التعليق أو الشرح على كل خبر، مضيفا أنه في حال الكشف عن عدم دقة الخبر، تطالب الإدارة وتلزم الصحيفة بنشر توضيح أو تكذيب للخبر. من جهته يرى مستشار وخبير إعلامي، اندثار مصطلح «قارئ صحف» من الثقافة الإعلامية، إلا انه ما زال سائدا في الثقافة الإدارية، ويكمن دوره «هو» في قراءة الصحف، وقص الأخبار التي تمس المؤسسة وأرشفتها وعرضها على المسؤول من خلال الملف الصحافي. وانتقد الفرم استمرارية هذه الطريقة البدائية والتي ما زالت سائدة في إدارة الإعلام والعلاقات العامة، بالرغم من وجود أنظمة تقنية متطورة تتيح أمكانية البحث والأرشفة الالكترونية، ليس فقط لأخبار المطبوعة، إنما للأخبار والمواد المتلفزة، وتحليلها كميا، ونوعيا، بمعنى هل هذه المواد ايجابية أم سلبية من وجهة نظر المؤسسة. واستنكر غياب استغلال مهارات التحليل وتشخيص الخطاب الإعلامي الصادر عن المؤسسة أو حتى موقف الرأي العام أو الكتاب وقادة الرأي في المجتمع نحو المؤسسة، والبقاء في مرحلة ثقافة قارئ الصحف والذي تتمحور مهامه كما ذكر حول آلية «القص واللصق». وفيما يتعلق بأهمية ما تطرحه وتنشره الصحف المحلية وتأثيره على صاحب القرار، أكد أن هناك اهتماما كبيرا بما تنشره وسائل الإعلام عن المؤسسات العامة والخاصة، وذلك لأهمية النشر في بلورة الرأي العام وكذلك التأثير على صناع القرار في المؤسسات السياسية والاقتصادية وغيرها. رغم انتقاد البعض لدور الصحافة العربية وتأثيرها الضعيف في تغيير مجريات الحياة السياسية والاجتماعية. ومع إدراك الجهاز التنفيذي والمسؤولين وجود أجهزة لرصد صوت الشعب عبر الوسائل الإعلامية، تحول برأيه اهتمام المسؤولين بسبب ذلك من تحقيق الانجاز الفعلي على الأرض إلى انجازات إعلامية في بعض الأوقات. وذلك حسب ما ذكر بضخ اكبر قدر ممكن من أخبار الأجهزة وانجازات القائمين عليها بشكل لا يتفق والنتائج على العرض، ليتحول مفهوم الإدارة بالأهداف إلى مفهوم الإدارة بالإعلام أو بالملف الصحافي، الذي بات يمنح انجازات ومشاريع وهمية أحيانا دون التحقق من تنفيذها، ومثلما بات دور هيئة سوق المال التحقق من تصريحات الشركات المساهمة وإعلاناتهم الوهمية عن أرباحهم وخططهم لعدم التأثير في السوق. وفي السياق ذاته لا يرى قارئ اخر والذي مضى على عمله كمدير للعلاقات العامة ست أعوام، أي عناء في مهام «قارئ الصحف» أو مسؤول العلاقات العامة، حيث أن تغطيته للصحف الورقية لا يستغرق أكثر من نصف ساعة يومية، إلى جانب نصف ساعة أخرى لمتابعة بعض المنتديات والمواقع الالكترونية. فالملف الصحافي لن يكون سوى بمراقبة أخبار المؤسسة ووضع الشروحات فيما يختص بالإدارة سواء أكانت ايجابيات أو إشكاليات مطروحة تختص بالمستشفيات إذ لا بد من متابعة القضية ولرد بشكل سريع للجهات المعنية عقب تشكيل لجنة للتحقق من صحة القضية. وفي حال انعدام الدقة لما يطرح عبر الصحافة الورقية، تخاطب إدارة الصحيفة لنشر الرد والتوضيح فيما ذكر من شكاوى، إلا أن التأخر في الرد وعدم حرص بعض الصحف توضيح الأمر مباشرة من أهم الإشكاليات التي قد تواجه الإدارات والمؤسسات.
#حيدر_طالب_الأحمر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة و المرآة
-
المنشورات الالكترونية والمثقف
-
اليوناني زوربا
-
الثقة بالنفس مفتاح الحياة
-
معلوماتك عن DVD و CD
-
البروكسي
-
القرص المرن floppy disk drive
-
الصور المتحركة
-
المسيب ( باخمرا ) بنت الفرات
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|