أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كاظم المقدادي - محنة الطفولة تهديد خطير لحاضر ومستقبل العراق الجديد5-5















المزيد.....

محنة الطفولة تهديد خطير لحاضر ومستقبل العراق الجديد5-5


كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 1936 - 2007 / 6 / 4 - 11:20
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


الطفولة العراقية ضحية الحرب والإحتلال والعنف الطائفي والفساد وعجز الحكومة !
من أجل الأطفال اليتامى والمرضى والمقعدين !
من أجل مستقبل المجتمع العراقي المهدد بعلل وظواهر مرضية خطيرة مستديمة !
د.كاظم المقدادي

للسنة الخامسة على التوالي،لم يقدم نظام العهد الجديد،الذي نشأ على أنقاض نظام البعث الفاشي البائد، ما يفرح الطفولة العراقية ويسعدها لتشارك أطفال العالم في عيد الطفل العالمي- الأول من حزيران/ يونيو.. في هذه المناسبة،ومن أجل الأطفال اليتامى والمرضى والمقعدين، ومن أجل مستقبل الشعب العراقي،نستعرض في هذا الملف حقائق ومعلومات،معروفة وغير معروفة للجميع، متوخين تسلط الضوء على المحنة الراهنة للطفولة العراقية، التي تدين كل من تسبب بها، وعمل ويعمل على إستمرارها، أو تجاهلها،ولا يريد التخفيف منها،ضارباً عرض الحائط بتداعياتها وإنعكاساتها الخطيرة على حاضر ومستقبل المجتمع العراقي، المهدد بعلل وظواهر مرضية خطيرة مستديمة، ستشوه اصالته، وستتوارثها الأجيال، اَملين التحرك العاجل، وإبداء الرأي وتقديم المقترحات بشأن ما ينبغي القيام به من قبل أبناء وبنات العراق، في الداخل والخارج، تضامناً مع الطفولة العراقية المستباحة !

الفساد المالي والسياسي ومحنة أطفالنا

في الوقت الذي ينتشر الفقر والفاقة والحرمان في كل أرجاء العراق،ويعاني ملايين الأطفال من سوء التغذية وتداعياته الصحية الخطيرة، وتفتقر المستشفيات للأدوية، حتى الضرورية جداً،كأدوية القلب، والسكري، والربو،وغيرها، التي لا يمكن للمريض الإستغناء عنها، وتنعدم اللقاحات الضرورية لوقاية الأطفال من الأمراض في المؤسسات الصحية، ويموت العشرات من الأطفال المرضى يومياً في المستشفيات الحكومية بسبب نقص الأدوية، والمعدات، والكوادر الطبية اللازمة[1]،الخ،نجد ان حرامية العراق الجدد تنتفخ أوداجهم، أكثر فأكثر، ويواصلون النهب والسرقة دون وجل ولا خجل ولا ضمير!..
واحدة من جرائم النهب والسلب العلني،التي كشفت النقاب عنها مؤخراً وسائل اعلام أجنبية،هي سرقة نحو 15 مليون دولار يومياً من تهريب النفط ، وإهدار نحو 5 مليارات دولار خلال السنتين الأخيرتين من أموال الشعب..وذلكم مثال واحد فقط مما يجري يومياً!..ولكم ان تحسبوا لو كانت هذه المليارات المسروقة، نتيجة للفساد السياسي والإداري والمالي، بأيدٍ أمينة، ووظفت لخير البلد، فكم مستشفى يمكن تجهيزه بما يحتاج إليه من أدوية ومعدات طبية يفتقر إليها حالياً ؟ وكم ألف طفلاً مريضاً يمكن علاجهم؟، وكم ألف مريضاً يمكن إنقاذ حياتهم ؟ وكم مشروعاً جديداً لتنقية مياه الشرب، وكم مستوصفاً صحياً جديداً، وكم مدرسة جديدة شيدت؟ وكم فرصة عمل وفرت للعاطلين عن العمل،و.. الخ ؟!!

على ما يبدو ان منظمة الشفافية الدولية تعرف جيداً مسؤولي العراق الجدد،أكثر من غالبية الناخبين العراقيين،الذين صوتوا للسياسيين المتنفذين حاليا، فأصدرت، قبل أيام، تقريراً جاء فيه: « ما حذرت منه المنظمة في آذار 2005 قد تحقق، أو بات قاب قوسين أو أدنى، وهو إن العراق بات الأكثر فسادا بين دول العالم ». وأشار التقرير الى" ان عددا من المسؤولين العراقيين، في مستويات مختلفة، يمارسون نهبا منظما للدولة وثرواتها ومرافقها، يتكامل مع إقدام الاحتلال على تبديد مليارات الدولارات من الأصول العراقية التي تم الاستيلاء عليها بعد سقوط النظام السابق" [3]..
ولعل الناخبين العراقيين المذكورين تابعوا مهزلة تناحر رجال العراق الجديد،وعلى نحو مكشوف،على النثرية لكل واحد منهم،وكأنه لا تكفيهم رواتبهم ومخصصاتهم الشهرية، والتسهيلات المالية الخيالية !!.فيؤكد ثامر قلو- بأنه حسب التقديرات تفوق نثرية رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء نثرية المقبور صدام حسين، حيث تشكل نثرية الأول ما قيمته 100 مليون دولار او نحوها.ويضيف قلو: ولو حول مبلغ 120 مليار دينار عراقي الى الدولار الامريكي ، وهو ما ورد في الاخبار المتداولة ، ومثلها لرئيس الوزراء ، ومثلها او نحوها لرئيس البرلمان ، وهناك الوزراء، والمراجع، والمدراء ، وهم الوفا ، فماذا يبقى للناس.. ؟ .. على هذه التقديرات ، تضيع ما بين 10 و 20 بالمئة من ميزانية العراق للنثريات، او للمنافع الاجتماعية كما يحلو لوزير المالية جبر الزبيدي تسميتها ، الذي لا يتردد عن التهديد بقطع زيادة معاشات الموظفين الذين يكابدون من شظف العيش ، طالما لا تقر الميزانية السنوية ، ولعله يطلق صرخة بذلك لاطلاق الملايين التي سوف يسبح بها بذخا رؤساؤنا ومسؤولينا الكبار والصغار ، من شمال العراق حتى جنوبه ![2].
وكي ترون "أحقية" مطالبة قادة العراق الأشاوس بزيادة نثرياتهم، ننقل لكم السؤال التالي،الذي طرحته زاوية " سؤال اليوم" لموقع "الجيران" قبل 3 أسابيع:
كم عدد المستشارين في الرئاستين العراقيتين ؟
وسهل المحرر على القارئ للإجابة بوضعه الخيارات التالية:
1100 مستشارة ومستشارا ؟ 1860 مستشارة ومستشارا ؟ 2130 مستشارة ومستشارا ؟
ولعل الأهم هو الأسئلة التالية التي وضعها المحرر:
كم واحدة وواحد من (المستشارين) قدم مشورة شهرية مفيدة للرئيسين ؟
وكم واحدة وواحد منهم لم يعين على أساس حزبي أو شخصي أو عائلي أو طائفي ؟
وكم هي ميزانية الأنفاق عليهم ؟
وكم هو الفرق بين تكلفتهم وتكلفة وزارة الصحة مثلا ؟

نشير الى هذه الحقائق في وقت أكدت فيه دراسة أصدرها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن ثلث سكان العراق يعيشون في فقر، بينما يعيش أكثر من 5 بالمئة في فقر مدقع. وأظهرت الدراسة التي أجراها الجهاز المركزي للإحصاء العراقي بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة أن نسبة عالية من العراقيين يعيشون في مستويات مختلفة من الفقر والحرمان على الرغم من الموارد الطبيعية والمادية الهائلة في البلاد. وبينت الدراسة تراجعا في المستوى المعيشي للعراقيين.. ويعاني العراقيون من عدم توفر خدمات أساسية مثل الكهرباء والماء، كذلك تعاني العائلات من قلة الموارد المالية وقلة أماكن السكن المناسب. وقالت المنظمة إن هناك تفاوتا كبيرا في مستوى المعيشة في أنحاء العراق حيث تتركز المعاناة والحرمان في المنطقة الجنوبية تليها المنطقة الوسطى ثم الشمالية. وأضافت أن المناطق القروية تعاني من الحرمان بنسبة تزيد ثلاث مرات عن المدن[4].
وفي موضوع الفقر وانخفاض مستوى المعيشة ،أكد مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الاقتصادية كمال البصري بأن تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء « أظهرت بحسب نتائج مسح موازنة الأسرة لعام 2003، أن نسبة الأسر التي تعاني الفقر المدقع بلغت 11 في المئة، وبلغت الأسر التي تعاني من الفقر المطلق 43 في المئة»[5].

هل قسونا على المسؤولين المتنفذين عندما وصفناهم بحرامية العراق الجديد ؟!
وأليس محقاً إبراهيم العبيدي عندما كتب: لا يحتاج المرء ان يبذل جهداً كبيراً ليكتشف ان ما جناه العراقيون من تضحياتهم ودمائهم التي سالت وما زالت تسيل على ارض العراق هي عودة الانتهازيين والمتملقين والراقصين على كل الحبال ليأخذوا حصة اكبر هذه المرة من مواقع ومناصب حكومتنا الرشيدة إذ تزخر مؤسسات الدولة بهذه النماذج الفاسدة والمُفسدة ذات التاريخ والحاضر الأسود[6] .
ولعله من سخريات القدر أن ترفع وزارة حقوق الانسان،،قبل أيام لا غير!، مسودة قانون الى مجلس النواب يقضي بتعويض المواطنين المتضررين من العمليات العسكرية التي تشهدها البلاد..وبعد خراب الدنيا وقع رئيس الوزراء نوري المالكي يوم 16/5/2007 على لائحة تأسيس مجلس استشاري لمكافحة الفساد الاداري، وأُطلق على المجلس إسم "المجلس المشترك لمكافحة الفساد الاداري"، وقد عين علي محسن العلاق رئيسا له[7]،بينما العراقيون يتساءلون منذ أكثر من عامين: من سرق مليارات إعمار العراق، وأين هو الإعمار؟، ولماذا تصمت الحكومة ؟!! وأين هي المبالغ التي جمعت، وهي بملايين الدولارات، لضحايا حادثة جسر الأئمة، وللضحايا الآخرين، وهم بالآف،في الثورة/ الصدر/ وكربلاء، والنجف، والرمادي، وبعقوبة،وغيرها ؟ وفي جيوب من ذهبت النسبة العظمى من تلك المبالغ الطائلة؟!! والآلاف من عوائل الشهداء تؤكد بأنها لم تستلم لحد الآن ولا ورقة واحدة ؟ّ!!- يطلق العراقيون في الداخل إسم " ورقة" على المائة دولار..

تساؤلات نضعها أمام جميع العراقيين الشرفاء:

ها هي المناسبة الخامسة لعيد الطفل العالمي منذ سقوط النظام البعثي الفاشي في العراق حلتو ومرت وكأن أطفالنا عير معنيين بها، ولم تأتي على ذكرها المؤسسات الرسمية،بينما حال أطفالنا ينطبق عليه تساؤل الشاعر:" بأي حال عدت يا عيد ؟!"، وتستصرخ الضمير الحي: الى متى يتواصل حرمان أطفال العراق من مشاركة أطفال العالم عيدهم وأفراحهم وبهجتهم، وهم الذين حُرِموا، بل ولم يفرحوا ولم يبتهجوا، وذبلت الإبتسامة على وجوههم الجميلة، وأُستبيحت طفولتهم، وهتكت براءتهم، سنين طويلة في ظل أعتى دكتاتورية مقيتة وأبشع نظام فاشي ؟!
ترى ألم يتغير النظام المقبور ويعيش العراق عهداً جديداً ؟!!
وإلا فلِمَ لا يمتلك المجتمع العراقي، بعد أكثر من 4 سنوات على العهد الجديد، ما يقدمه لأطفاله في مناسبتهم العزيزة هذه، ويواصل عجزه عن منحهم لحظة فرح، ولا حتى التخفيف من معاناتهم الطويلة القاسية ؟!
أليس مخزياً ومؤلماً أن تكون معاناة أطفالنا ليست ضمن أولويات الحكومات التي تعاقبت، بدءاً من سلطة الاحتلال، ومجلس الحكم المنحل،والجمعية الوطنية، والحكومات المتعاقبة، وإنتهاءاً بالحكومة الحالية ؟!

لقد أثبت الحكام الجدد والسياسيون المتنفذون في عراق اليوم بما لا يقبل الشك أنهم لا يأبهون لما يعانيه أطفالنا ! ولا يهمهم مستقبل مجتمعنا العراقي.. كل ما يهمهم هو مصالحهم الشخصية والحزبية لا غير!، وإلا ليعلنوا بالدليل ما الذي فعلوه لينتشلوا أطفالنا من واقعهم المأساوي الراهن لحد الآن ؟
ونقولها للجميع وبكل صراحة: من الغباء التعويل على مَن عمته مصالحه الشخصية، فنهب وسرق الدولة، وتجاهل محنة شعبه وماَسي أطفاله..وليأخذ الجميع عبرة من التجربة الراهنة، وليعملوا على إزاحة الفاسدين والطائفيين والظلاميين،وإحلال محلهم من يهمه حاضر ومستقبل شعبه، الحريص على براعم وعماد حاضر ومستقبل مجتمعه العراقي- أطفاله- الذين تستباح حياتهم في كل يوم، وتحولوا الى ضحية أساسية لإنعكاسات الحرب، والإحتلال، والإرهاب،والعنف الوحشي، والفوضى، وتردي الأحوال المعيشية، التي تفاقمت مع تصاعد العمليات الإرهابية، وجرائم التعصب الطائفي، والتهجير القسري، وتركت اَثاراً خطيرة لن تمحى على حياة الأمومة والطفولة العراقية..

إن الواقع الراهن، وسلوكية حكام العراق الجدد طيلة الأعوام الأربعة المنصرمة،أثبتت بما لايقبل الشك ان مهمة إنقاذ ما تبقى من أطفالنا أحياء لا تدخل ضمن أولوياتهم!..فلماذا السكوت والتفرج، بدلاً من إعلان موقف واضح وصريح من حكومة خائبة وعاجزة، لا بل فاشلة،إن لم نقل متواطئة، ومجلس نواب هزيل، لا يعبر عن هموم الشارع العراقي، ولم يفلح سوى بالمهاترات،وتأجيج الصراعات والكراهية، والإساءة لشعبنا العراقي الأبي ؟!

بالمقابل.. لماذا هذا الصمت الرهيب والمريب على محنة أطفالنا في العراق ؟!
أما آن ألأوان ليستيقظ ضمير ألجميع وليتحركوا ؟

إن الأطفال زهور حياة المجتمع، فماذا ننتظر وأطفالنا في العراق يعيشون في دوامة من الأمراض، وكم هائل من العلل والظواهر المرضية ؟!
هل يقدر المتفرجون والصامتون أي مستقبل لمجتمع يغرق أطفاله- عماد مستقبله- حد الإختناق بمحن ومعضلات إجتماعية وصحية ونفسية وخيمة ؟!
ان تداعيات المعضلات القائمة التي يعيشها أطفالنا لن تنتهي في فترة وجيزة، وإنما ستدوم لفترات طويلة، وستتناقلها الأجيال القادمة - يؤكد علماء المجتمع،والتربية، وطب الأطفال، والطب النفسي، والوراثة، والجرائم، وغيرهم !
فمن له مصلحة ببقاء الفقر والعوز والحرمان والجهل والأمراض والعنف والتطرف والكره مخيماً على المجتمع العراقي حتى بعد الخلاص من النظام البعثي الهمجي ؟!

إن ما عرضناه في هذا الملف من حقائق وأدلة دامغة يؤكد بما لا يقبل الشك أن ما حصل، ويحصل في العراق منذ أكثر من أربع سنوات، من جرائم بربرية، وماَسي مروعة، ومحن بشعة،ضحيتها كافة أبناء وبنات شعبنا،وخاصة أطفالنا، بوصفهم براعم الحاضر وزهور المستقبل، مصمم ( نعم، مصمم!) لمواصلة تدمير العراق حاضراً ومستقبلاً، لا ينبغي السكوت عنه،وهو يُعدُ بمنطوق القانون الدولي جرائم بحق الإنسانية، من العار والخزي على المجتمع الدولي ان يقف متفرجاً عليه !
والغريب والمخجل ان تركع القيادات السياسية للشعب العراقي وتخنع للمجرمين،على إختلاف أشكالهم، وهم يعيثون في أرض العراق الطيبة خراباً وفساداً،يروعون ويقتلون أبناءه وبناته، ويرسمون للعراق مستقبلاً قاتماً،بل ومظلماً، بينما يعيش حكامه الجدد وسياسيوه المتنفذون في واد، كسابقيهم، وهو في واد اَخر، وكأن ما قام به هؤلاء الحكام ومارسوه لحد الآن لم يكشفهم على حقيقتهم ويفضح نواياهم !!

ما الذي ينتظره الجميع من برابرة وحوش يسعون الى تسليم العراق أرضاً خربة بلا بشر، ليحققوا ما عجز عن تحقيقه سيدهم المقبور صدام حسين ؟

وما الذي ينتظروه من حكومة ومجلس نواب فاشلين، مخترقين، وينخرهما الفساد والفاسدين ؟!
الى متى يتفرج الجميع على القتل وقوافل التهجير القسري والهرب من جحيم الموت الزؤام، بينما سادة العراق الحاليين غير اَبهين بحياة الذل والمهانة التي يعيشها حالياً أبناء وبنات شعبهم المهجرين في الخيام،وأولئك الذين يعيشون في الخرائب،وأولئك الذين يعيشون في مهاجر الدول المجاورة،متجاهلين حتى كيف يؤمنون لقمة عيش أطفالهم، وكيف يواجهون الماَسي والصعوبات والمهانات اليومية ؟!

نعرف بأن الحريصين على حاضر ومستقبل الشعب العراقي من الوطنيين والديمقراطيين يطمحون أن يكون العراق الجديد عراقاً حراً ومستقلاً وديمقراطياً،عراقاً مزدهراً ومشرقاً، ترفرف في ربوعه رايات الديمقراطية الحقة، والعدالة الإجتماعية، في ظل دولة المؤسسات والقانون، عراقاً ينعم بالحرية والإستقرار والسلام، عراقاً نظيفاً بيئياً، ويتمتع مواطنوه بالصحة والسعادة،ويرعى طفولته ويحميها ويسعدها بإعتبارها الممثل لحاضره وعماد مستقبله.. وهذا الطموح مشروع، طبعاً،وليس صعب المنال،لكنه لا يتحقق بالمتمنيات فقط، وإنما بالرغبة الصادقة المقرونة بالعزم والإصرار والعمل المثابر والجاد والفاعل !
فهل يجهل أحد من سياسيينا المحترمين بأن مصير أطفال العراق هو الذي يقرر مستقبل شعبهم، وأن على من يفكر مخلصاً وجاداً بإعادة بناء العراق، وإرساء ضمانات الحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل لشعبه، أن يضع قضايا الطفولة ضمن أولوياته، وينطلق منها لبناء المجتمع الجديد. فلماذا الصمت تجاه ما يجري بحق أطفالنا والسكوت على المسؤولين عنه ؟!

وندرك جيداً ان محنة الطفولة العراقية لن تحل بمعزل عن حل مشاكل الشعب العراقي بكافة شرائحه!
من هنا، نتوجه الى كافة العراقيين الشرفاء ونتساءل: أين أنتم من المحنة الراهنة لشعبكم ؟
إلى متى التفرج على أهلكم وهم يذبحون ؟!
ما ذنب شعبكم الجريح الذي ينزف دماً وتزهق أرواح أبنائه مجاناً ؟!
لماذا ننتظر المزيد من القتل والخراب ؟!
هل ننتظر فناء شعبنا عن بكرة أبيه ؟!!

وبالنسبة للجاليات العراقية في الخارج: ثمة مثل يقول:"السكوت علامة الرضى!".. فهل هي راضية عما يجري في وطننا الأم من جرائم بشعة يندى لها الجبين،وإلا فلماذا الصمت ؟!!
أليس غريباً ومريباً ان لا يصدر صوتاً عالياً وتحركاً مطلوباً ضد الإنتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق القوميات والطوائف التي تتعرض للتصفية، كالأكراد الفيلية والصابئة المندائيين والمسيحيين والأزيديين على أيدي الإرهابيين والظلاميين،حتى من قبل أبناء وبنات هذه الطوائف والقوميات المتواجدين في المهجر وهم بالآلاف ؟!

ولنقلها صريحة:أين هي الوطنية، والإنسانية، وحماية حقوق الإنسان؟!

وفي الختام أقول: اَن الأوان لنقوم بعمل مشترك ! وأترك لكل من يعنيه الأمر دراسة موضوع التحرك المطلوب، وتقديم المقترحات، وإبداء وجهات النظر في هذا الشأن.وعسى أن نعجل بأنشطتنا ! ولعل أبسط ما ينبغي القيام به،حالياً،كخطوة أولى، من وجهة نظري، هو ألتظاهر،على شكل تجمعات أمام السفارات العراقية وأمام البرلمانات وغيرها. والتظاهر حق مكفول للجميع في البلدان التي نقيم بها في أوربا، وهو عمل فعال ومؤثر،أثبتته تجربة الحصار الأقتصادي الدولي الذي فرض على العراق !..
فلِمَ لا نبادر ونتظاهر ونستنكر ونحتج ونفضح ونطالب ؟!

وأخيراً،لابد من توضيح بأن الغرض الأساس من هذا الملف هو تسليط الضوء على محنة أطفالنا، و"إستفزاز" من يعنيهم الأمر ليتحركوا. وعسى ان أكون وفقت في هذه المهمة !.. أما دراسة سبل التحرك ورسمها وتنفيذها، فهي متروكة للعراقيين المعنيين بالشأن، أفراداً وجماعات ومنظمات..

الهوامش:

1 - IRAQ: Baghdad hospitals in crisis as they lack security and drugs, say specialists. Hospitals in Iraq are facing major drug shortage, BAGHDAD- (IRIN), 28 January 2007
2 - ثامر قلو، نثرية الطلباني والمالكي تفوق نثرية صدام!،" الحوار المتمدن"،العدد:1810،29/1/2007
3- رشاد الشلاه، تسعة ملايين جائع في بلاد دجلة والفرات،"الحوار المتمدن"، العدد: 1915، 14/5/2007
4 - دراسة للأمم المتحدة: أكثر من ثلث العراقيين يعانون من الفقر والحرمان، راديو سوا،19/2/2007
5- الاستثمارات المطلوبة 188 بليون دولار لأربع سنوات ... العراق: 54 في المئة من السكان فقراء والدولة عاجزة عن تمويل مشاريعها الإنمائية، بغداد - عادل مهدي-"الحياة"، 3/5/2007
6 - ابراهيم شاكر العبيدي، حتى لا تتكرر المأســـاة ،"الصباح"، 9/5/2007
7- "كونا"، 16/5/2007





#كاظم_المقدادي (هاشتاغ)       Al-muqdadi_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة الطفولة تهديد خطير لحاضر ومستقبل العراق الجديد 4-5
- الطفولة العراقية ضحية الحرب والإحتلال والعنف الطائفي والفساد ...
- محنة الطفولة تهديد خطير لحاضر ومستقبل العراق الجديد 2-5
- ملف:محنة الطفولة تهديد خطير لحاضر ومستقبل العراق الجديد
- المحنة تتفاقم.. والكل يتفرج
- المعاهدة الدولية الجديدة لحقوق المعوقين.. هل ستنعكس إيجاباً ...
- لماذا يفرقون بيننا ؟
- !! مبروك - عليكم مجازركم الجديدة -
- إعتداء غاشم .. ومبادرة تستحق الثناء والتقدير
- (3) الطفولة العراقية أمانة بأعناقكم
- واقع حال الطفولة العراقي 2
- لمناسبة الأول من حزيران- عيد الطفل العالمي: واقع حال الأمومة ...
- لِمصلحة مَن تتواصل التصفيات الجسدية للكوادر العلمية العراقية ...
- وزارة الصحة ونقابة الأطباء.. ما الذي فعلتاه لحماية منتسبيهما ...
- إشكاليات المجتمع المدني والمجتمع السياسي والديمقراطية
- لماذا يسكت دعاة حقوق الإنسان عن مذبحة اللاجئين السودانيين؟
- لتكن المحكمة بإسم الشعب حقاً وفعلاً
- لماذا التمييز بين العاملين في المؤسسات الطبية والصحة العراقي ...
- البيئة العراقية..في مؤتمر علمي في لندن
- إستباحة حياة المدنيين العراقيين.. إلى متى ؟


المزيد.....




- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - كاظم المقدادي - محنة الطفولة تهديد خطير لحاضر ومستقبل العراق الجديد5-5