أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - حرب الصحاف














المزيد.....

حرب الصحاف


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 588 - 2003 / 9 / 11 - 03:23
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


      ستبدأ قناة أبو ظبي الفضائية بث برنامج خاص من بطولة وزير أعلام صدام محمد سعيد الصحاف .
      والبرنامج يحمل أسم (( حرب الصحاف )) ، ويفترض أن الصحاف الوزير الذي أستطاع الأفلات من قبضة الشارع العراقي بالرغم من كونه متهم بعدة قضايا ومطلوب ليس للقضاء العراقي وحده ، انما متهم بالأشتراك في أقتراف جرائم القتل العمد  في السويد حين كان يعمل في السلك الدبلوماسي .  ومع كل هذه الأتهامات أستطاع الرجل وفق أرتباطاته السابقة التي وظفها لصالح اليوم الأسود ولتعينه على الخروج من مأزقه الشخصي .
ومحمد سعيد الصحاف وأن لم يكن أحد أقطاب السلطة ، فقد كان من غير العائلة التي حكمت العراق ، الا أن الرجل تم استخدامه أسوأ استخدام وتم أذلاله اسوء أذلال ، ومع كل هذا فقد بقي أسير اللعبة ومحكوم بأرتباطه بالسلطة يخشى منها على حياته وعائلته ، ولهذا فقد أستطاع أن يقوم بأرسال ولده الى خارج العراق للدراسة مع توصيته له بعدم العودة مهما كانت الظروف ولشتى الأعذار والأسباب ، وقد التزم الأبن بتلك الوصية .
تحمل الوزير محمد سعيد الصحاف الآهانات من أحمد حسن البكر ومن صدام البائد نفسه  وتحمل طلبات علي حسن المجيد ومظهر المطلك وسبعاوي الغبي ووطبان التكريتي  في سماع أغاني الغجر وبنات الريف ، وطالته تقارير برزان التكريتي  ، كما خضع لمناورات وزير الأعلام طارق عزيز ومن ثم الى سذاجة وغباء وزير الأعلام السابق لطيف نصيف الدليمي ، وحين تم نقله الى السلك الدبلوماسي لاحقه طارق عزيز واصفاً أياه في كل المحافل والأجتماعات الحزبية والقيادية  بنعت  ( السفير الغبي ) ، مع أن الصحاف منفذ أمين لكل قرارات السلطة الدبلوماسية منها والمخابراتية بشكل خاص  .
وبدا الفشل واضحاً في الأداء الدبلوماسي الذي  وقعت  فيه السياسة الخارجية العراقية عموماً ، ومع أن الصحاف لم يكن السبب في ذلك  ولم يكن العامل غير المباشر أيضاً  ، حيث ساهمت السياسة الغبية والتردد والتناقض في المواقف ، أضافة الى المواقف التي تناقضت مع أبسط مباديء وأخلاق  الدبلوماسية بصلة والتي صدرت عن عزت الدوري وطه ياسين رمضان وسعدون لولاح حمادي في الأجتماعات الدبلوماسية ، الا أن الصحاف كان الضحية التي وأدت على مذبح الفشل الحارجي .
وحين أستلم زمام حقيبة الأعلام ، كانت الوزارة تحتضر بعد أن تسلمها من وزير لاعلاقة له بالعمل الأعلامي ( همام عبد الخالق ) ، وكانت السياسة الأعلامية قد أضحت لعبة بيد المنتفعين والضاحكين على الذقون وعارضي المواقف لقاء الثمن  ، أضافة الى سيطرة المعوق عدي النزق على أعلامها وكوادرها ورجالها .
ويبدو أن الزمن لم يكن في خدمة الصحاف ، فقد صار وزير أعلام المعركة رغماً عن أنفه ، وقام بتمثيل دور الوزير العسكري الميداني  والأعلامي والبعثي ولسان حال الرئيس البائد والقيادة العسكرية  ، وحاول أن يقول مايريده منه صدام ومايرضيه ،  الا أن الرئيس البائد وكعادته خذل الصحاف حين هرب وأختفى وتركه وحيداً مع سيارة بيكب وسائق هي كل ماتبقى له من سلطة الأعلام .
وعاش الصحاف ليالي قلقة مختفياً في بيت خالته وأخواته تحت رحمة هاجس الأغتيال وأنتقام الجماهير منه  ، غير أنه استطاع أن يستثمر خيوطه التي نسجها وأستغلها أحسن أستغلال ليعبر بها البحر ويحط في أرض الخليج محمياً ومعززاً ومكرماً لالشجاعته ومواقفه البطولية ، انما لكونه جزء من لعبة سياسية ستتضح بعض خيوطها بعد أسابيع .
ماذا سيقول الصحاف في حربه التي ستبثها قناة أبو ظبي  ؟ هل سيعلنها حرباً على الشعب العراقي ويصفه بصفات لاتليق به كعراقي ؟ هل سيحمل الرئيس البائد وسياسته الدكتاتورية كل ماوقع من مأساة للعراق وخاصة بعد أن تحرر من الخوف والضغط النفسي وينتقد بصدق السلبيات والموت الجماعي وأنعدام الحرية والديمقراطية وضياع العراق وثرواته البشرية والأقتصادية  ؟ أم هل سيبقى تحت هاجس الخوف من أن يستطيع السلطان أن يمد أصابعه الممتدة في الخليج وفي الأمارات بالذات لتصل اليه عن طريق شبكة المخابرات العراقية المتخذة من الخليج محطة لها  ، فيلجأ الصحاف الى تبرير هزيمة وهروب صدام بسبب خيانة ضباط الأمن الخاص وقيادات الحرس الجمهوري ؟
هل سيقول الصحاف الحقيقة التي تريح ضميره وقد تغفر له أمام شعبه الذي أساء كثيراً اليه منذ أن كان عضواً في الهيئات التحقيقية الخاصة بقصر النهاية ؟ أو تابعاً من توابع جهاز المخابرات حين عمل في السلك الدبلوماسي .
الصحاف في حربه أمام خيارين لاثالث لهما ، أما أن يجعل أيام عمره الباقية ناصعة وعراقية نقية ويثبت للعالم أنه حقاً ابن العراق وأبن  الحلة الفيحاء والفرات النقي ، وأما أن يزداد سوءاً وتزداد أيامه قتامة والتصاقاً بالطاغية الذي لن يلتفت اليه مهما كان الحال .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيمثل العراق ؟
- رسالة أخيرة من مواطن عراقي الى الخائب صدام حسين
- الصهيونية والأرهاب العالمي
- أهل مكة أدرى بشعا بها
- الخط السري بين القناة الفضائية و شبكة الأرهاب
- حقوق الأنسان في التشريع الجزائي العراقي الجديد
- متى يستقر الحال في العراق ؟
- ذكريات عبقة من الديوانية
- وحقاً لاننسى الصابئة المندائية
- الانتفاضة لاتحمي مرتكبي الجرائم الخسيسة في العراق ودولة القا ...
- حقوق اليهود
- الوزارة عراقيــــــة
- لاتنسوا الأكراد الفيلية
- برقيـة الى مجلس الحكم الأنتقالي في العراق
- ملفات لم يحن الوقت لفتحها
- متى سنعترف بإسرائيل ؟
- لايؤلم الجرح الا من به الألم
- نريد تطبيق قانونهم عليهم للمرة الأخيرة
- الحقيقة المرة بين العراقيين والفلسطينيين
- أنهم يستهدفون الحياة في العراق


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - حرب الصحاف