أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - مايجري خلف المشهد السوري الأخير















المزيد.....

مايجري خلف المشهد السوري الأخير


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إن من يراقب المشهد السوري الأخير المعاد والمكرر , و ما يحاوله النظام السوري المتجدد في ظل قيادة الأسد الصغير من إعادة إنتاج لآلية حكمه على شاكلة ما مضى و ساد في عهد الأسد الأب , من ظاهرة المحاكمات لعناصر المعارضة السورية على أساس نفس التهم السابقة , وعودة ظاهرة الرقص والدبك في الشوارع والمؤسسات , وانتخابات مجلس الشعب الأخيرة وما تبعه من مشهد مسرحي مكرر بإلقاء الشعر والهتافات خلال إلقاء الرئيس الشاب خطابه أمام مجلس الشعب العتيد المنتخب حديثا , وإعادة بث المسلسل التلفيزيوني لأعراس المحافظات ومسيرات البيعة , في محاولة إعادة التاريخ على شكله الهزلي كما قال المفكرون عندما يحاول التاريخ أن يعيد نفسه , عندما يقف أمام كل ذلك يصاب بالغثيان والاستغراب.
بالغثيان لمحاولة“ الحلول“ التي يمارسها الأسد الابن لشخصية الأسد الأب عبر نفس الطقوس مستندا على سياق عقيدة „التقمص“ التي تسيطر على خلفيته الذهنية الدينية , تدل على أنها ليست مصادفة ولكن اختفت خلف مبدأ التقية .

واستغراب بل ذهول لقدرة هذا الشعب على التحمل والصبر بل الاستمراء, بل يكاد المرء أحايين كثيرة أن يصدق أن ما يقوم به هذا المجموع من الناس آت عن قناعة وادراك وإيمان لما يقوم به , على الرغم من غضب الكثيرين لهذا الاستنتاج.

إذا تم تجاوز أن النظام بما يقوم به يعتبر“ اختزالا متزايدا لسلطة الدولة، في شخص الرئيس , وجعل تقديس هذا الرئيس والتمديد المتواتر له ولأحفاده من بعده، يعبر عن أمرين أساسيين. الأول غياب المؤسسات أو ضعف البنية المؤسسية للسلطة، مما يعني تحويل الدولة إلى أداة في يد السلطة المشخصنة نفسها، بدل ان تكون مصدر النظم الضابطة لسلوك صاحب السلطة أو الصلاحية، في أي مستوى كان من مستويات التنظيم الاجتماعي، والثاني افتقار هذه السلطة أو السلطات للشرعية القانونية الناجمة من احترام الشروط أو الأصول الدستورية المعتمدة والتقيد بنصوصها في عمليات استلامها وممارستها وتداولها معا“ , كما ورد في مقدمة مقال للدكتور برهان غليون .
وأن من الطبيعي „ في ظل غياب القانون وقيم العدالة والحرية والعمل المؤسسي , يأخذ الطغيان مداه السلطوي السياسي والإقتصادي والوطني ويخرج من إطار العقل والمعقول ليدخل فضاء الجهل والمجهول والفردية والعبودية وامتهان إنسانية شعب بدون حدود , ويحشر الشعب في نفق مهزلة المضحك المبكي , .....“ كما أوضح الدكتور نصر حسن في مقاله من نفس الموقع .
إلا أن القيام بعملية تحليل بسيطة , اجتماعية وسياسية للنظام السوري , توصل المهتم بالشأن السوري ببساطة لاستنتاجات كتلك المنوه عنها أعلاه أو أكثر , ولكن يبقى السؤال الأكثر أهمية هو : هل أن التذرع بقمع النظام وإرهابه وتحليل جميع ممارساته السابقة واللاحقة وحتى المستقبلية في ظل الأسد الحفيد بكافية لتفسير هذه الحالة من المضحك المبكي لسلوك الناس عبر الرقص في الشوارع والمؤسسات ومن خلال كرنفلات آلافية تكاد أحيانا تصل إلى تعداد سكان المدينة أو القرية كلها ؟
كان بالإمكان لأشكال أخرى من السلوك البشري للناس تتمكن من خلاله أن تداري به خوفها وتنأى بنفسها عن المهانة وتدرأ عن نفسها إرهاب السلطة أو انتقامها ليس أولها الصمت ولا آخرها الانزواء في المنازل كما حدث في التجربة المصرية أو غيرها من تجارب مشابهة في المنطقة أو خارجها , التي وصلت فيها المشاركة الشعبية في مهازل السلطات هناك إلى الحدود الدنيا جدا .
لا يمكن الاعتماد على قمع وإرهاب النظام السوري , على شدته وتميزه , لتفسير هذا الانسداد أو الاستعصاء في الساحة السورية , أولما يحدث من مهازل سلوكية هستيرية يقوم بها الناس تؤدي أحيانا إلى اتهامات جمعية وشعبية تمس كرامته وإطلاق صفات سيئة عنه من قبل المشاهد الخارجي لشعوب الأقطار المجاورة أو الخارجية.
إن شعوبا عديدة عانت ورزحت تحت تجارب شبيهة من القمع والإرهاب عبر التاريخ من قبل سلطات محلية ظالمة كالنظام السوري ,أو من قبل قوى استعمارية محتلة , لكن هذه الشعوب استطاعت أن تفرز من صلب المعاناة مقاومة كافحت من خلالها لإسقاط وإزاحة هذه القوى المحلية الغاشمة و تحررت من الاستعمار وملكت إرادتها وحريتها وكرامتها , هذا لأن على كاهل القوى السياسية المعارضة للوضع القائم والمعبرة عن القوى الاجتماعية المقهورة من هذا الوضع والمضطهدة والتي تعاني من سيطرة قوى الظلم واستمرارها تلقى مهمة تنظيم الأكثرية المقهورة والمتضررة في أمانها وأموالها وأعمالها وكرامتها ومجمل مناحي حياتها , لأن على قوى المعارضة , وكما حدث دائما عبر التاريخ , أن تعبر تعبيرا دقيقا وحقيقيا من خلال نشاطها السياسي والمقاوم عن مجموع الفئات المتضررة من الوضع السائد وتتبنى برنامجا يعبر عن مصالحها هي بالعموم , وتمارس فكرا أو ايديولوجيا وسياسة وطنية مواجهة لقوى الظلم على المستوى المحلي وغير المحلي لكي تتمكن من حشد مجاميع المظلومين ضد قوى الطغيان المحلية أو الخارجية المستعمرة .
هذا لأن من مهمات أي قوى معارضة شعبية وطنية منحازة لمصالح قوى الشعب العامة , وبعد تبني رؤية طموحة بناءة , هو تحقيق نظام اجتماعي مغاير للوضع السائد الظالم والمفتقر لأي مقوم من مقومات العدالة , واستبداله بوضع تسود فيه العدالة الاجتماعية عبر منتظمات ديموقراطية تسود العلاقات والممارسات في المؤسسات وتعبر عن نفسها في الدستور , من خلال برنامج وخطاب سياسي يضع بالمطلق مصالح هذه الطبقات الشعبية في اعتباره وينأى بنفسه عن اللغة المداهنة والمهادنة للعدو الوطني أو لأي قوى مستغلة , لحماية مصالح الأكثرية والذود عن الوطن , ومن خلال هكذا طرح , وفقط من خلال هكذا طرح , تثق الجماهير الشعبية المتضررة بشكل حقيقي وواقعي من سيادة الوضع القائم بالقوى المعارضة .
إن مايجري , بقدر ما هو خوف الأكثرية من القوى الشعبية من النظام وبطشه , هو أيضا تعبير عن عدم اكتراثها ببرامج المعارضة المطروحة ولا بخطابها السياسي الحالي , هذا إذا ما تم الابتعاد عن استعمال تعبير : نقمة القوى الشعبية من برامج المعارضة وخطابها السياسي وخاصة بقسمه المراهن على العامل الخارجي في التغيير والذي اعتمدت السلطات السورية العميلة للخارج منذ استيلائها على السلطة عليه للسعي لمنع الفئات الشعبية السورية من التحولق حول بيان دمشق أو غيره من بيانات المعارضة المختلفة ومن قبل كل أطيافها , مع الأخذ بعين الاعتبار لكل المقاربات الجارية في ذهنه من المشهد العراقي أو اللبناني أو الفلسطيني أو السوداني...إلخ.
تأسيسا على ما سبق , على المعارضة السورية , بفئاتها الكلية , وبقدر سعيها لتوسيع القواسم المشتركة بين مختلفاتها الاجتماعية والسياسية , ومع احترام كل محاولاتها لاستثمار عامل الضغط الخارجي في الخروج من انسداد آفاق التغيير في سوريا وتجاوز حالة الاستعصاء , أن تطرح الأسئلة الصعبة حول أسباب الانسداد والاستعصاء للتغيير في سوريا , وفي الأسباب الحقيقية لتلك الظواهر من رقص ودبك الناس في الشوارع في مناسبات المبايعة أو انتخابات مجلس الشعب أو الاستفتاء أو غيرها .



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكبة الشعب الفلسطيني المتجددة
- من الذي يضعف الشعور القومي والوطني واقعيا في سوريا؟
- هل نتعلم من عدونا
- أسئلة ابنتي الصغرى الصعبة
- وردتان
- في يوم الأرض
- رحل صوتي ..وقلبي معه إلى أن يعود
- لا يلد القهر سوى انكسارا
- رثاء لصديقي الذي كان يسكن في الضفة الأخرى من المنفى وقضى فيه ...
- أمنيات
- نداءا للحياة
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 3
- الصيغة الطائفية اللبنانية المتفجرة دوريا 2
- الصيغة اللبنانية الطائفية المتفجرة دوريا 1
- في الذكرى الخامسة لانطلاق الحوار المتمدن
- ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- نهاية طاغية ولكن لو.....
- المسكوت عنه
- قصة........حدث في مركز اللجوء المركزي في Halberstadt
- طبيعة الصراع الطبقي في حركة التحرر الوطني متابعة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود جلبوط - مايجري خلف المشهد السوري الأخير