|
لعنة القداسة والفقه الرقمي..!؟
جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 11:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لأن قبائل العرب خير أمة أخرجت للناس..! كان لا بد من إضفاء القداسة على هذه المغلوطة وذلك لضمان سريانها من جهة.. ولتزيين مسيرة الفتوحات الإيمانية الواسعة من جهة ثانية..! لقد كان كل شيء في مسيرة العرب ربانياً فكيف لا تستهوي القداسة قلوب الفرسان فتصبح لغتهم مقدسة، وعشائرهم مقدسة، والأرض التي يمشون عليها والأنهار والجبال وكل ما عليها وما في جوفها يصير مقدساً و برعاية مقدسة.! ولأن العرب صاروا مهووسين بالقداسة بعد أن اصطفاهم الله إلى جانب عرشه في جنات النعيم من بين جميع الأمم المغضوب عليها ولا الضالين، وبعد أن خصَّهم بآخر رسله وخاتم أنبيائه محمد ( ص )، فإنه من الطبيعي أن يرثوا ويورِّثوا هذه النعمة الربانية الفريدة قرناً بعد قرن.. وجيلاً بعد جيل..! من هنا، من هذه الوراثة المستدامة، لا يبدو حال العرب اليوم وقد ظلوا أسرى القداسة طيلة تاريخهم مفارقاً..! وسيكون مفهوماً مثلاً أن يقدس الشيوعيون الشيوعية.. وأن يقدس العلمانيون العلمانية.. والناصريون الناصرية .. والبعثيون البعثية.. والليبراليون الليبرالية..! وأن يقدس العرب ملوكهم، وأمرائهم، وحكامهم، ومشايخهم، وأن يقدسوا الأمناء العامين والخاصين والذين في الوسط..! وأن تصبح شعاراتهم مقدسة، وإعلامهم مقدس، ولصوصهم مقدسون، وفسادهم مقدس، وأحزابهم مقدسة، ودعاتهم مقدسون، ومطرباتهم مقدسات يموتون دعساً تحت الأقدام كرمى لعيونهن.! وأن تصبح هزائمهم، وانتخاباتهم، واستفتاءاتهم، وتحالفاتهم، وأكاذيبهم، وتصريحاتهم، وإصلاحاتهم، وتحديثاتهم، ونضالات مناضليهم، وانشقاقات منشقيهم، وتنظيرات منظرِّيهم، وفتاويهم، وكل شيء في حياتهم مقدساً كل التقديس..؟ لقد انشغل العرب المسلمون منذ أن انظرطوا في ارض الحجاز وبعد أن ظللتهم راية القداسة في علم القداسة وحده فأنتجوا أطنان من كتب الفقه المقدس ولا زالوا ينتجون، في حين جاءهم الغرباء الفرنجة لينشغلوا في إنتاج ما تراكم في جوف أرضهم من ثروات سوداء وصفراء وغير ذلك فالعرب لا يضيِّعون أوقاتهم في مثل هذه الدنيويات المادية الزائلة..! وبدلاً عن هذا التنقيب الأرضي الذي يهواه الغرباء الفرنجة راحوا يطوعون العلم ومنجزاته ليواصلوا مسيرة البحث التي بدأها الأجداد في التنقيب الشرعي عن المقدس وما وراء المقدس فاكتشفوا علوم الحديث والكلام و التفسير و الأنساب والسير والحيوان والمخاريق وغير ذلك علوم كثيرة..! ومنذ أيام أقرَّت مؤسسة الأزهر الشريف لكونها المؤسسة الفقهية البحثية المركزية المقدسة والتي يعني مجمع بحوثها بعلوم القداسة الشرعية وحدها أقرت إنجازا بحثياً عملت عليه إحدى شركات البرمجيات التي تؤكد أنها و بعد عمل بحثي استمر عقد من السنين تمَّ بعون الله اكتشاف أن القرآن يحمل شفرة رقمية لا يستطيع الإنس والجن فكّها مما يجعله عصياً على أي محاولة تحريف أو ( لخبصة ) كما هو حال الكتب الربانية الأخرى التي نسي الله سبحانه أن يزوِّدها الله بشفرة مماثلة فتعرضت للتحريف والتخريف.! وهذه الشفرة الرقمية المكتشفة محددة بالعدد / 19 / الذي هو مجموع حروف (( بسم الله الرحمن الرحيم )) 3+4+6+6 = 19 لقد أكد فريق الباحثين على أنهم اكتشفوا خلال بحثهم الدءوب أن معظم الشفرات الربانية تركزت في العدد / 19 / انطلاقاً من الآية (( عليها تسعة عشر )) من سورة المدثر الكريمة وراحوا يجمعون حروف بعض الآيات ليكتشفوا ويا للهول أن مجموع حروف معظم الآيات يقبل القسمة على / 19 / وقد أكَّد الباحثون على لسان السيدة الباحثة ـ هناء جودة سيد أحمد ـ نائب رئيس الشركة المتخصصة بالبرمجيات على أن هذا الاكتشاف المذهل يعتبر طفرة في عالم الاكتشافات العلمية الحديثة فالشفرة الربانية المكتشفة تجزم بأن القرآن من صنع الله جلَّ جلاله ويمكن من خلالها اكتشاف حدوث أي تحريف أو عبث في آياته الكريمة وأنهم حين طبقوا اكتشافهم على كتاب التوراة وجدوا تحريفاً واضحاً و( لخبصة ) متعّمدة في النص التوراتي وهم حين استبدلوا اسم إسحاق باسم إسماعيل في إحدى الصفحات تمَّ ضبط الشفرة الربانية واستقام النص.! وهكذا فقد أثبت علمائنا الأفذاذ الإعجاز العددي في آيات القرآن الكريم وهو ما يؤكد ربانيته المطلقة ويقطع دابر المشككين المشركين الأوباش الذين لا زالوا يشكِّكون بهذه الحقيقة.! وتؤكد السيدة المقدسة العالمة ـ هناء ـ على أنهم بادروا إلى تسجيل براءة اختراع لضمان حصر اكتشافهم المثير هذا من خلال اللجنة الشرعية في الأزهر الشريف التي يرأسها مفتي الجمهورية السابق الشيخ ـ نصر فريد واصل ـ أدامه الله لمراكز البحث العلمي المصرية في حقوق الملكية الفكرية الدولية وأنهم سيواصلون أبحاثهم العلمية المعقدة لكشف أسرار نموذج رياضي معجز للقرآن يثقون بوجوده.! وهكذا يمكن القول بعد هذا الإنجاز الرياضي الاعجازي الإسلامي المقدس: لقد بدأت مؤسسة الأزهر مسيرة فقهية جديدة بامتياز و يمكن لنا ولغيرنا أن يطلق عليها تسمية: الفقه الرقمي.! وهو ما يتلائم ويتماشى ويتناغم مع التطور العلمي المتسارع في هذا العصر الذي أصبح عصر التكنلولوجيا الرقمية فلا يظل المسلمون العرب خارج هذه الحلبة أبداً لا والله العزيز الحكيم.! أما بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداني ومن نفطٍ لقحطاني وقد أصابت شعوبها لعنة القداسة المتوارثة فلها أن تسبح في بحر هذا ( الفقه الرقمي ) المعاصر ولم لا تسبح وهي لا يضيرها إن وطئها بعض الغرباء مؤقتاً..! ثم وتيم الله لن يؤخِّر في مسيرتها المقدّسة أن تنقص أو يُستعار منها بعض الأشبار فكل ما يأتي من عند الله خير وما شاء الله أن يكون سيكون اليوم أوغداً صباحاً ومجمعات البحوث الإسلامية المليئة بآلاف ألاف المشايخ العلماء الأجلاء يثبتون ذلك كلما صاح ديك..! وهم يجرون من دون ملل ولا كلل كافة التجارب الفقهية في مختبراتهم العلمية و التي ما عادت سلفية بالمرة وكيف تكون سلفية بعد أن بدأ عصر الفقه الرقمي ..!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القضاة الجدد..!؟
-
الدعاة الجدد..!؟
-
أحزاب في وادي المسك..!؟
-
مشايخ العسل..!؟
-
2 إصلاح الخطاب الإسلامي ( البنا نموذجاً )
-
إصلاح الخطاب الإسلامي..!؟
-
الصحوة الماركسية..!؟
-
شقة السيد الرئيس..!؟
-
أنور البني.. سلاماً وعزاء..!؟
-
عن المقدسات والغربلة والذي منه..!؟
-
أم علي ومجانين العراق..!؟
-
المعدَّلون جينياً.. وحلم التغيير ..!؟
-
وليد جنبلاط وشيراك بن حمزة..!؟
-
وماذا عن مرشحي ( هدوليك ) الأحزاب..!؟
-
ملحق انتخابي..!؟
-
المستنخبون البررة..!؟
-
مجلس الشورى الليبرالي..!؟
-
زمن العداوات القبلية..!؟
-
فن الصفاقة والإست حقاق..!؟
-
القمة ولسان أم علي..!؟
المزيد.....
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|