أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - فنتازيا














المزيد.....

فنتازيا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1939 - 2007 / 6 / 7 - 11:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جلست والدمع بعينيها ..قالت :
راجعت قبلك عددا من الاستشاريين النفسيين بحثا عن علاج لحالتي . نظر فيها الأول فوجد أن حالتي مستعصية ، فاعتذر . ورحت الى الثاني ، وحين شرحتها له أخذ " يدق ويلطم " . وعندما راجعته ثانية قالوا لي أنهم نقلوه الى مستشفى الأمراض العقلية . فذهبت الى اختصاصي " بروفشنل " . وقبل أن أكمل له وصف حالتي ، وقف ما بقي من شعر رأسه . وعندما راجعته بعد حين ، قالوا لي : لقد انتحر !. فهل ستجد علاجا لحالتي شرط أن لا يمسّك أذى أو جنون أو تشنق نفسك ؟!.
قلت لها : تفضلي ..والحافظ الله .
قالت : أعرّفك بنفسي . اسمي " ثقافة " . رومانسية ..شاعرية ..حساسه ورقيقة ومرهفة جدا . مبدعة ، فأنا حاصلة على جوائز : نوبل ، بولتيزر ، غونكور ، بوكر ، السعفة الذهبية، كان ، الأوسكار ... لكنني بالمقابل : أنانية ..خيالية بلا حدود ..لا أتقيد بما تسمونه قيم وتقاليد وعادات . وإحدى مشاكلي ، أن الذي يعشقني حد التوحّد بي ، يصاب بالاكتئاب وتقلب المزاج و..الانتحار بفنون . فهمنغواي انتحر بطلقة من بندقيته. وأسنين ، شاعر الفلاحين الروسي ، شنق نفسه وهو في الثلاثين . وفرجينيا وولف رمت نفسها في النهر وانتحرت غرقا خوفا من الجنون . وستيفان زفايج ـ صديق صاحبكم فرويد ـ انتحر مع زوجته في يوم المهرجان السنوي في ريودي جانيرو ، بعد أن اكتشف أن من الحماقة أن يواصل المرء حياة سخيفة .
قاطعتها : توقفي عن ذكر من أنهى حياته قربانا لحبك ، وحددي مشكلتك بالضبط .
قالت : مشكلتي فيكم أنتم العراقيون . فقبل أربع سنوات ، كانت حالتي النفسية مستقرة . أعيش مع زوجي ( السلطان ) في قصور خرافية . وكان صوتي واحدا وصورتي واحدة ، أطلّ بها على الناس صباح مساء . فقط كنت أتألم لعشاقي الذي هجروا الوطن وخرجوا في شوارع مدن العالم حاملين لافتات كتبوا عليها : "زواج ثقافة من سلطان باطل !".
• والآن ، بماذا تشعرين ؟
- باختصار ، أنا الآن أعاني من " الانشطار " . الكل يدّعي أنني حبيبته ، فأصبت بدوار أفقدني القدرة على التمييز بين عشاق صادقين وآخرين مزيفين . بل لديّ شك يتاخم اليقين بأن جميعهم مزيفون . فلا أحد منهم أصيب بالاكتئاب أو أقدم على الانتحار ، مع أن ربع ما موجود لديكم من أسباب تكفي لانتحار بعير!. ولم أجد بينهم شاعرا مثل بوشكين الذي رجاه قيصر روسيا أن يكف عن تأليب الشعب ضده ، فقال لمبعوثه إليه : " ومن قال لك أنني أقبل أن أعمل عند القيصر " فيما شعراؤكم أصابهم الخرس الآن .
ولم أجد بين فنانيكم مثل المغني التشيلي فيكتور جارا، الذي قاد مظاهرة شعبية وهو يعزف على غيتاره ليهزم الفاشست بصوته وموسيقاه ، مع أن الفاشست عندكم صاروا كتائب وفرق وفيالق.
أعترف أن ( السلطان ) زوجي السابق ، كان يغتصبني على هواه ، لكنني الآن أغتصب في كل ساعة على أكثر من سرير ، في مناطق خضراء وسوداء وحمراء . بين متخندقين في أنفاق الحقد والانتقام ، وبين مصابين بالهوس والهذيان والتوهم العصابي ، وبين نرجسيين ومتشرنقين بذوات متورمة ، وبين من أصبحوا أولياء أمري وهم لم ينبت عليهم بعد ريش كلماتي ..والكل يتراشق بأدواتي فاشتعل ولا أجد من يطفأني..ومن يريد أن ينتخي لي أطفئوه قبل أن يشتعل ..إن عالمكم مجنون بشكل غير عقلاني .
• هذا يعني أن لا علاج لحالتك إلا في حلّين :
إما أن أعقّلن لك عالمنا المجنون ، وإما أن أجعلك تتكيفين لجنون عالمنا .
- لكنك غير قادر على الحل الأول ، وأنا أرفض الحل الثاني ، فألا يوجد حلّ ثالث ؟
• نعم يوجد : اقتطعي العراق من خارطة العالم وارميه في البحر .
أجابت ، وهي تهم بالمغادرة : لكن العالم متلهف الى أن يرى ما يريد أن يثبته العراق للبشرية بأن الجنون أفضل حل لمشكلتها !.
أقول لك ، وقد مدت يدها الجميلة لي : تعال لننتحر معا !.




#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذيعون ولكن ....مصيبة !
- ثقافتنا الجنسية
- الأوهام
- الشهيد قاسم حسين صالح!
- مزاجنا... ومزاجهم
- شيزوفرينيا العقل العربي
- بارنويا
- في مكتبي .. إرهابي !
- العنف.. والشخصية العراقية
- دماغ العراقي
- اسلامفوبيا
- ما للمجلس العراقي للثقافة وما عليه
- أسرار النساء
- المأزق الثقافي العراقي- تحليل سيكوسوسيولوجي لحالة الثقافة وا ...
- السياسيون أصحاء .... أم مرضى نفسيا
- ضحايا الأنفال .. والحق النفسي
- كبار الشيوعيين ...أبناء معممين - الحلقة الأولى -!
- الحكومة والبحث عن يقين
- الشعر الشعبي... ندّابة المازوشيا الممتعة!
- العلم العراقي


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - فنتازيا