أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - براهيم أمكراز - قراءة في كتاب المعرفة والسلطة في المغرب














المزيد.....

قراءة في كتاب المعرفة والسلطة في المغرب


براهيم أمكراز

الحوار المتمدن-العدد: 1935 - 2007 / 6 / 3 - 04:29
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تقديم الكتاب:
الكتاب الذي هو موضوع هذه القراءة المركزة، للباحث الأمريكي ديل أف ايكلمان، قام بتعريبه الأستاذ محمد أعفيف، ضمن منشورات مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، الطبعة الثانية، مطبعة نور كرافيكس طنجة ومطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء- سنة 2000، وقد صدر لأول مرة سنة 1985 باللغة الإنجليزية، وعنوان الكتاب هو: المعرفة والسلطة في المغرب : صور من حياة مثقف من البادية المغربية في القرن العشرين.
وقدم الكتاب من طرف الأستاذ سعيد بن سعيد العلوي. وتلاه تمهيد للباحث ايكلمان موقع بتاريخ غشت 1999.
ويقع كتاب المعرفة والسلطة بالمغرب في 302 صفحة دون احتساب التقديم والتمهيد.
ويتناول الكتاب موضوع المعرفة والسلطة عبر مقدمة وسبعة فصول يمكن اعتبار آخرها بمثابة خاتمة للكتاب.
الإشكاليات:
يطرح ديل أف ايكلمان من خلال مؤلف المعرفة والسلطة في المغرب إشكاليات عدة جعلها موضوع دراسته، فيطرح:
- انهيار التعليم الديني واستمرار احترام المعرفة وتقديرها.
- دور العلماء في تاريخ المغرب ومسؤوليتهم السياسية.
- سبب سكوت العلماء عن دورهم في المرحلة الاستعمارية.
- النفوذ الأخلاقي للعلماء ومشروعيتهم السياسية.
- استيعاب التغيرات التي طرأت على التعليم الديني بالمغرب.
- مفهوم المعرفة وعلاقة العارف بالمجتمع والسلطة.
- التحديات المطروحة أمام العلماء في المغرب خلال القرن العشرين.
- جدلية العالم القروي والعالم المديني.
- محاولة فهم أوضاع المغرب، وواقعه السياسي والاجتماعي والثقافي.
منهجية الدراسة:
يعالج الكتاب قضايا وإشكاليات عدة، عن طريق كتابة سيرة اجتماعية لقاض من البادية المغربية اعتمادا على تتبع مسار نشأته وتكونه، بملازمته واستنطاقه عبر الحوارات المطولة، بمنهج استقرائي توثيقي، أي أن ايكلمان عمل على استغلال سيرة هذا القاضي لفتح نقاش ووضع دراسة أكثر شمولية للمعرفة والسلطة بالمغرب، ومما يميز دراسة هذا النوع الأدبي خلافا للعديد من الدراسات الحضور القوي لذات الباحث ليس فقط على مستوى الصوت الإثنوغرافي، ولكن كذلك على مستوى معاينة الشخصية والأحداث، وتواجده كعنصر بارز في السيرة الاجتماعية للحاج عبد الرحمان المنصوري.
التحليل:
بدأ ايكلمان دراسته بالتساؤل عن السر وراء بقاء التعليم الديني بالمغرب محافظا على حيويته خلال القرن التاسع عشر، حيث توقف عند إيمان العلماء بإحياء المجتمعات الإسلامية بهذا التعليم وبالتالي مواجهة التحديات الغربية، مستحضرين ثنائية دار الإسلام ودار الكفر.
وهذه الوضعية هي التي استمرت كذلك مع مطلع القرن العشرين حسب ايكلمان، حتى السنوات الأولى للحماية بالمغرب مستشهدا بمؤسسة " سلطان الطلبة" الرمزية، والتي منعتها سلطات الحماية بعد سنة 1915 بعدما أدركت دلالتها السياسية والرمزية.
وعن الحاج عبد الرحمان المنصوري الذي هو من موالد سنة 1912 ببلدة بزو الأمازيغية في سفوح جبال الأطلس الكبير، والتي انتقل منها إلى مراكش سنة 1928، لمتابعة الدراسة بجامع ابن يوسف إلى سنة1935.
تتبع المؤلف سيرة الحاج عبد الرحمان، معرفا بمحيطه البيئي والعائلي، وأصول عائلته الأمازيغية، وكيف نشأ وتكون، ووقف عند طفولته، وتوليه مهنة القضاء، إذ لم يتوارى ايكلمان في البحت والتقصي قصد جمع كل حيثيات حياة الحاج عبد الرحمان، ومن ذلك نلاحظ حضور هاجس طبيعة الروابط والعلاقات التي جمعت في قمة هذه الدراسة بين الحاج عبد الرحمان وايكلمان، فتأثر الكاتب بشخصية القاضي وسلوكه في العمل وحماسته وقدراته ومهاراته في العمل وذكائه واجتهاده في التلقي وكسب المعرفة.
ولم يتردد المؤلف في معرض هذه الدراسة من الوقوف عند الصعوبات والمشاكل التي اعترضته في خطواته الأولى نحو إنجاز هذا العمل، من مشاكل متعلقة بالسكن والعيش وصعوبة التأقلم، ونظرة الآخر إليه.
وعن طريق الحاج عبد الرحمان، نجح ايكلمان في الوصول إلى تحديد السياق الاجتماعي للتعليم الديني بالمغرب، ومميزاته التي تحافظ على استمراريته وتقديره، من الانضباط الصارم وانعدام الشرح الصريح، وتوقف عند دور حفظ القران ودلالات السنوات التي يقضيها الأطفال في سبيل حمل كتاب الله.
ولم يتوارى المؤلف في معرفة أحوال التعليم الديني العالي، نموذج جامع إبن يوسف بمراكش حيث درس القاضي، وظروف مدينة مراكش وأحوال الطلبة القرويين بالمدينة ومعيشتهم هناك، وتراتبية الطلبة بالمدرسة، ومن ذلك حلق القرويين رؤوسهم كمظهر لتبيان احترامهم لشيخهم، وتوقف ايكلمان كذلك عند أقران الدراسة لعبد الرحمان ودورهم الاجتماعي في المؤازرة والمساندة.
مما أوصل الباحث إلى الإجابة عن العديد من الأسئلة التي كانت هاجس دراسته، فعلم أن مسؤولية العالم تنبعث من وضعه الخاص المتميز بسبب معرفته بالنهج الصحيح، وارتكازها على المسؤولية الفردية، ومكانته الاجتماعية و الاقتصادية، كما أنها مسؤولية مقيدة كذلك.
ولم تكن دراسة الباحث الأمريكي ديل أف ايكلمان منسدة ومنغلقة على دراسة القاضي عبدا لرحمان المنصوري بمعزل عن الأحداث والظرفية العامة التي كان المغرب يعيشها خلال هذه الفترة، بل كانت دراسته دراسة مركبة بالأحداث التاريخية المؤثرة في مسار العامة والخاصة في المغرب خلال هذا التاريخ.
والكتاب عامة دراسة حول النماذج القديمة والجديدة المتنامية للحركات والوعي الإسلامي التي بدأت في البروز منذ هذا الوقت، يختم ايكلمان كتاب المعرفة والسلطة في المغرب، باستنتاجات تجعل القارئ يكتشف المفارقات بين مغرب الأمس ومغرب اليوم يفضل فيه القارئ العودة على التقدم، كل ذلك عن طريق الكآبة التي اصطدمت بالقاضي عبد الرحمان، وطفحت على قسمات وجه اكتشف باحث أمريكي، ولم يكتشفه ربما حتى أبناء الحاج عبد الرحمان المنصوري.


(صور من حياة مثقف من البادية في القرن العشرين)
للأستاذ: ديل أف اكلمان.
ترجمة: محمد أعفيف




#براهيم_أمكراز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية من خلال القانون رقم 03/77 المتعلق بالاتصال السمعي ...
- من أجل المساواة في القضاء
- نحو خطاب أمازيغي متكامل/العلمانية
- مشاكل الهوية بالمغرب
- الإنتقال الديمقراطي في المغرب بين الوهم والحقيقة


المزيد.....




- الأردن.. ماذا نعلم عن مطلق النار في منطقة الرابية بعمّان؟
- من هو الإسرائيلي الذي عثر عليه ميتا بالإمارات بجريمة؟
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- إصابة إسرائيلي جراء سقوط صواريخ من جنوب لبنان باتجاه الجليل ...
- التغير المناخي.. اتفاق كوب 29 بين الإشادة وتحفظ الدول النامي ...
- هل تناول السمك يحد فعلاً من طنين الأذن؟
- مقتل مُسلح في إطلاق نار قرب سفارة إسرائيل في الأردن
- إسرائيل تحذر مواطنيها من السفر إلى الإمارات بعد مقتل الحاخام ...
- الأمن الأردني يكشف تفاصيل جديدة عن حادث إطلاق النار بالرابية ...
- الصفدي: حادث الاعتداء على رجال الأمن العام في الرابية عمل إر ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - براهيم أمكراز - قراءة في كتاب المعرفة والسلطة في المغرب