قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 1940 - 2007 / 6 / 8 - 12:14
المحور:
الصحافة والاعلام
في العام 1970 أعلنت د ائرة الإذاعة والتلفزيون العراقية عن حاجتها الى مذيعين فتقدم أكثر من ألف اختبرتهم لجنة من خمسة خبراء ، أحد أعضائها الإعلامي الكبير " سعد لبيب " مدير برامج إذاعة " صوت العرب " آنذاك .
نجح في الاختبار عشرة فقط " من الألف ! " اذكر منهم : حارث عبود وسلام زيدان وحيدر غربي الذي استشهد في الحرب العراقية الإيرانية ، وكاتب هذا الموضوع . ودخلنا دورة إذاعية استمرت ثلاثة أشهر تلقينا فيها دروسا" نظرية وعملية في : ( اللغة العربية ــ مالك المطلبي ، الصوت والإلقاء ــ بدري حسون فريد ، التحرير الصحفي ــ كرم شبلي من مصر ، شخصية المذيع ــ المرحوم سعاد الهرمزي ... ) .
واذكر أن الإذاعة آنذاك كانت تفرض غرامه على قارئ نشرة الأخبار قدرها ربع دينار ( يساوي الآن 1100دينارا ! ) عن كل خطأ لغوي ، فكان أن دفع أحدنا راتبه كاملا" . فغادر أستوديو المذيعين الى قسم البرامج . حتى البرامج بأنواعها كان المصحح اللغوي " جميل الخاصكي ) يدخل معنا الأستوديو ليصحح لنا الأخطاء عند التسجيل .
هكذا كانت الإذاعة والتلفزيون تحترم اللغة وتحرص على سلامتها قواعدا" ونطقا" وإيقاعا"، وتدرّب المذيع على الأسلوب المهّذب في فن الحوار وادارته بلسان يتدفق بالكلام لا يتعثر أو يتلعثم بمفرداته.
تذكرت هذا وأنا أشاهد واستمع الى مذيعين ومراسلين لإذاعاتنا وقنواتنا التلفزيونية من : العراقية والحرّه الى ما شاء الله منها ... كيف أنهم يلعبون باللغة بلا رقيب .. ينصبون الفاعل ويجرون المفعول في حال لو سمعهم بدوي من الصحراء ( ينطق اللغة سليمة بالسليقة ) لأناخ راحلته وخاط أفواههم بوبر بعيره! . ولو سمعهم : مصطفى جواد وعناد غزوان وسعاد الهرمزي ورشدي عبد الصاحب ... لشقوا القبور وأقاموا مأتما" ينعون فيه اللغة ، ويلعنون من سمح لهؤلاء أن يكونوا " مذيعين " وكأننا قررنا أن نشيع الفساد حتى في لغتنا العربية الجميلة ، لنلحقها بذاكرتنا " آثارنا " وأموالنا وأخلاقنا وسياستنا .
إنها والله مصيبة أن نسمع ونشاهد مذيعين ومراسلين ومقدمي ومقدمات برامج بألسنة ""عوج " يسلقون الناس يوميا بكلام فيه من فواحش الأخطاء واللثغ والتلعثم ما يجعلك تتمنى لها " القص " من الجذور !.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟