دروس في النحو الإملاء .الدرس الرابع : مواضع همزتي الوصل والقطع في الأفعال

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 587 - 2003 / 9 / 10 - 01:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

توطئة :

تلبية لرغبة الأخوة والأخوات القراء الذين كاتبونا وهاتفونا مشجعين وشاكرين  وطلبوا الإكثار من هذه الدروس فسوف لن نتقيد بأسبوعية الدرس الواحد بل سنترك الأمر مفتوحا وقد نقدم درسين وربما  أكثر أسبوعيا ونعتذر سلفا عن أي تأخير  أو عدم التزام  بهذه النية  إن لم يسعفنا الوقت والجهد ، علما بأن  هذه الدروس مبسطة و مختزلة كثيرا ولا تتوقف عند النادر وقليل الاستعمال ، و هي تدمج أحيانا عدة قواعد في قاعدة واحدة  لأنها موجهة أصلا للقارئ العادي وغير المتخصص بلغة الضاد وقواعدها المعقدة ،  ونأمل أن نعيد تحريرها بتوسع وإسهاب مستقبلا  .كما نطمئن الأخوة الذين تساءلوا عن دروس النحو بأنها ستأتي لاحقا و بمجرد الانتهاء من دروس الإملاء التي قد تطول قليلا لأهميتها.. فصبرا جميلا !

ونبدأ درسنا اليوم بالقول :  للتمييز بين همزة الوصل والقطع ثمة طريقة بسيطة هي أن نستبق الكلمة المبدوءة بهمزة بحرف جر أو عطف أو كلمة أخرى لنرى إن كانت الهمزة تختفي في اللفظ فنعرف عندها أنها همزة وصل أو إنها تظهر في اللفظ فتكون عندها همزة قطع .

    هذه الطريقة تطرق إليها  السيد سرمد عبد الكريم الذي اقترح تقديم دروس في الإملاء ذات مقالة  له  ذكرناها في ما سلف . وبالمناسبة فقد ذكر السيد  حسين الكناني ( زهير الزبيدي ) أن صاحب الاقتراح الأصلي هو الصديق الكاتب سلمان شمسة  ومع احترامي للدكتور شمسة وللأخ الزبيدي فقد فاتني -كما يبدو - الاطلاع على مقترح د.شمسة في حينه مع إنني من المتابعين لكتاباته التي تفيض بالتسامح الذي أحترمه وأجله  منه إلا في موضع واحد وأظنه يعلمه إذ لا تسامح مع المحتلين والغزاة ، وعلى أية حال فالشكر موصول للجميع سيما وأن البحث عن براءة اختراع في هذا الصدد ليس بذي أهمية أو مغزى فالعراق ينزف دما عبيطا زكيا  .

الطريقة التي تطرق لها الأخ سرمد ينقصها شيء مهم في التطبيق نشرحه بالقول  : ينبغي  أن نلصق الحرف أو الكلمة المضافة التي نستبق بها الكلمة المهموزة ونكتبها بصورتها اللفظية لتكون المهمة أسهل وأكثر دقة وهذا مثال :

لنأخذ كلمة : انتفض ونسبقها بحرف العطف " ثم " أو الفاء .. الخ ونكتبهما كما نلفظهما : ثـمَنْتفض الشعبُ ضد صدام  . فإذا اختفت الهمزة ولم يؤثر ذلك على الكلمة فهي همزة وصل .

ولنأخذ كلمة أحمد ونسبقها بعبارة ( دخل علي ثم ..) ونكتب العبارة كما نلفظها فتكون ( دخل علي ثـمـأحمد ) تلاحظ أن الهمزة لم تختفِ وإذا حاولت حذفها تغير المعنى (ثـمحمد ) . جرب أن تفعل الأمر ذاته مع الكلمتين التاليتين :

استفهم .. أخبرني ..

ستجد إنك تكتب الفعل الأول مع ثم بالصورة اللفظية هكذا ( ثـمَسْتفهم  ) . فتختفي الهمزة لفظا إذن هي همزة وصل .

أما عبارة ( أخبرني )  فتكون هكذا ( ثمـأخبرني  ) فتظهر الهمزة لفظا فهي همزة قطع .

نعود إلى همزة الوصل والقطع في الأفعال وقبلها نود التفريق بين الفعل المجرد وهو ثلاثي مثل : كتب ، خرج ، أو رباعي مجرد مثل : زلزل ، دحرج ، وبين الفعل المزيد أي الذي أضفنا له حرف مثل ( أفهم .. مزيد بالهمزة ، ناضل مزيد بالألف ) و ( انهزم .. مزيد بالهمزة والنون ) و ( استعلم .. مزيد بالهمزة والسين والتاء ) :

همزة الوصل وتكون في الأفعال التالية :

1-            فعل الأمر من الثلاثي .. أمثلة : اعملْ ، اكتبْ ، افعلْ  .. الخ .

2-            فعل الأمر من الخماسي .. أمثلة  : التزمْ ، اقتدي ، انتفضْ .. الخ

3-            فعل الأمر من السداسي  أمثلة : استعنْ ، استفهمْ ، استعلمْ * .. الخ

4-            الفعل الماضي من الخماسي .. أمثلة : اقتدى ، اهتدى ، انتهى ، انتحرَ .. الخ

همزة القطع وتكون في الأفعال التالية :

1-   الفعل الماضي  من الرباعي .. أمثلة : أخلصَ ، أكرمَ ، أحسن َ، أنصتَ .. الخ

2-   فعل الأمر من الرباعي .. أمثلة  : أحسِن ْ ، أنزِلْ، أكرِمْ .

ملاحظة : يجب التفريق بين الفعل المزيد  الرباعي  أحسنَ  ، أنزلَ  وهو مزيد بالهمزة وبين الثلاثي المجرد حَسُنَ ، نَزَلَ ، كَرُمَ .. الخ

3-   في أول الفعل المضارع المسند إلى المتكلم .. أمثلة : أُذاكر ..أَنظر .. أَستفهمُ ..أنا أقتدي .. . 

فائدة :همزة الوصل لا تكون في الفعل المضارع أبدا والهمزة التي تأتى في أوله تكون همزة قطه دائما ..مثال : أنا أرفضُ عقوبة الإعدام وأنادي بالتسامح إلا مع المحتلين .

*طرفة : في أيام الدراسة الجامعية كنا نتداول الطرفة التالية : كان الأستاذ الذي يدرس "ألفية ابن مالك " في كلية الآداب يسمي هذا النوع من الأفعال المزيدة بالهمزة والسين والتاء " الأفعال الإستية " على سبيل المزاح ، وذات مرة انحنى الأستاذ على إحدى الزميلات المجتهدات  وهمس لها ( هل تعرفين ما معنى الأفعال الإستية  يا نسرين ؟ ) فاحمر وجه الزميلة وقالت له ( عيب يا دكتور !) ولكن أحد الزملاء البغداديين  لم يفهم المقصود من الكلمة فتطوع زميل آخر  وكان من مدينة أربيل وشرح له الكلمة قائلا : الإستية يعني التيزيـة يا زميل !

 

وإلى اللقاء في الدرس القادم / الخامس مع  همزتي الوصل والقطع في الأسماء والحروف .

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات