قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 1934 - 2007 / 6 / 2 - 11:24
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يعدّ " الجنس " واحدا من المحرّمات التي لا يسمح لمثقف أن يكتب فيه ، مع أن الله سبحانه حلله شرعا ،ليس من أجل التكاثر فقط إنما أيضا لإشباع حاجات نفسية وعاطفية من المودّة والمؤانسة والحب وحسن المعاشرة .
ومع أن الكثير من حالات الطلاق والانحرافات والاضطرابات النفسية تنجم عن جهل أو ثقافة شعبية خاطئة بخصوص الجنس ، فان صحفنا ومجلاتنا ، بما فيها التقدمية!، تتحاشى (أو تخاف – وهذا أجبن أنواع الخوف ) نشر موضوعات علمية عن الجنس مع أنها " الثقافة الجنسية العلمية " تقوّم الأخلاق والسلوك وتحصّن النفس ضد عدوى ثقافة الفاحشة .
فمن نقص ثقافتنا الجنسية أننا نعدّ " العادة السرّية " حراما !..وأن من يمارسها شاذ ..وأن الشاذين أقلّية ، ونتجاهل أمرين :
الأول : إن الكثير من الشباب والشابات يمارسون العادة السرية . وهذا يعني أن وجودها حقيقة واقعة . وأن من واجب الصحافة إشاعة الثقافة الجنسية بهدف أن يكون السلوك الجنسي مهذبا . وأن الاستمرار بفرض " التابو " على الجنس هو تقصير متعمّد تدينه ثقافة الألفية الثالثة .
والثاني : إن العادة السرية ليست حراما . فقد سألت رجال دين من مذاهب مختلفة ، فأجابوا بما معناه : أنها فعل مكروه ، وأنهم ينهون عنه ، ولكنها فعل " محمود !" اذا وجد الإنسان نفسه مدفوعا بين خيارين : الزنا أو العادة السرية .
وبوصفنا سيكولوجيين نتحدث بلغة العلم ، فأننا ننظر للعادة السرية على أنها فعل اضطراري ناجم عن إلحاح هرموني يضغط على مراكز الرغبة الجنسية في الدماغ ، يفضي الى خفض التوتر النفسي وتخفيف الاحتقان الفسيولوجي . وأن ممارستها لا تؤدي – كما يشاع – الى العقم عند الرجل ، ولا تؤدي الى إزالة البكارة عند الفتاة اذا كانت واعية بطبيعة جسمها . لكنها بالتأكيد تؤدي الى أضرار نفسية وجسمية اذا تحولت ممارستها الى "إدمان " عليها. وأنها تغدو فعلا شاذا اذا مارسها الزوج أو الزوجة .
وطبيعي أننا لا نشجع على ممارسة هذه العادة ، فالأفضل أن لا يلجأ إليها الفرد . لكن غير الطبيعي أننا ندري بأن ملايين المراهقين والشباب من الجنسين يمارسونها خلف الأبواب وتحت الأغطية ، و نبقى ننظر الى التثقيف العلمي بالجنس على أنه حرام أو عيب ، .. مع أن ثقافة " الفاحشة " صارت تباع على أرصفة الشوارع بأقراص وأفلام .. وفضائح مقرفة تبثها جهارا مواقع في الإنترنت و قنوات فضائية متخصصة " في السمسرة " ، تحرّض المأزومين جنسيا والمحبطين نفسيا على الاختطاف والزنا والشذوذ ...وتقدح غريزة العنف الجنسي حتى في مخادع الزوجات !.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟