أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - ما بعد المحكمة...














المزيد.....

ما بعد المحكمة...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 11:59
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


دخل النظام اليوم مرحلة جديدة في أزمته مع أمريكا , لقد اختلت المعادلة الدولية و الإقليمية التي كانت تشكل الإطار الذي مكن النظام من المناورة خاصة مع إعادة ترتيب المشروع الأمريكي في المنطقة و إعادة بناء النظام العربي الرسمي و تغير مركزه و أداءه , اليوم بعد أن ظن النظام أنه قد تمكن من تجاوز المرحلة الأصعب من الضغوط و الحصار الأمريكي تصعد إدارة بوش قضية المحكمة إلى أن تصبح مصدرا مستمرا للضغط على النظام و لتحاول تحديد قاعدة علاقة الإدارة الوريثة في واشنطن مع النظام و لتنقل سيطرتها على الساحة اللبنانية إلى شكل مباشر بعد أن وضعت لبنان تحت الفصل السابع إلى جانب القرار 1701..الساحة اللبنانية اليوم ساحة ثانوية بالنسبة للإدارة الأمريكية تماما كالساحة السورية و تخضع بالضرورة لبقية ملفاتها الشائكة في المنطقة خاصة الملفين العراقي و الإيراني و الفلسطيني من خلفهما إضافة إلى أن ظهور فتح الإسلام يولد عند هذه الإدارة إحساسا ملحا للحيلولة دون ظهور الوجود الأصولي أو انتقاله إلى ساحة أخرى حيث يلعب التوتر الطائفي الذي رافق الأزمة السياسية عاملا محفزا لظهور هذه التيارات و تغذيتها..لا يملك النظام أية خيارات بالفعل فهو مضطر لانتظار مبادرة الطرف الآخر و هو يدرك ضعفه البنيوي أمام مبادرة هذا الخارج و يدرك أيضا أن ورقة الانتخابات الأخيرة التي يدعي فيها زورا 97% من أصوات السوريين التي يحتفظ بها في جيبه هي ورقة بلا رصيد جماهيري..إن عجز المجتمع عن فرض التغيير في ظل تهميش كامل سواء في سوريا أو في أي مكان ينتهي إلى أشكال من "الديمقراطية" تعيد إنتاج السلطة و في المحصلة تكرس الصيغة القائمة..في لبنان و العراق جرت الانتخابات لمرة واحدة بغرض إيجاد حالة سلطوية جديدة تبحث بشراسة عن إعادة إنتاج سيطرتها على الحياة السياسية و يدخل الصراع بين أطراف النخبة السياسية إلى حالة استعصاء فيما يستمر غياب الناس عن المشهد..يمكن لهذه القوى أن تؤسس لأنظمة تستمر بإعادة إنتاج سيطرتها إلى ما شاء الله مع استمرار التهميش الذي يتعرض له المجتمع أمام السلطة..إن بنية الطبقة السياسية اليوم خارج إطار الأنظمة الفردية التاريخية و تعويلها على قرار الخارج بتغيير النظام و موقفها من الجماهير و الشرعية التي تدعيها خاصة عبر علاقتها مع المؤسسات الإكليروسية و المقدس الطائفي تعني أنه لا يمكن مثلا اليوم في لبنان أو العراق القيام بأي تغيير من خلال الطبقة السياسية المدعومة إكليروسيا و يحتاج أي تغيير جدي إلى مواجهة سلطة هذه الطبقة و سيطرتها على البلاد و العباد و موقفها من مشاريع الخارج الأمريكي و إلى استعادة المجتمع للمبادرة..في ضوء هذه التطورات في أزمة النظام فنحن أمام أحد خيارين يجري تقرير أيهما سيتم اختياره في واشنطن خاصة من الإدارة المقبلة و هما إما الدخول في مرحلة شبيهة بمرحلة الحصار على نظام صدام يمكن أن تكون مأساوية إذا ما شاركت فيها أوروبا خاصة فرنسا ساركوزي و النظام العربي الرسمي أو تغيير مفروض من الخارج يأتي بتحالف أو توافق بين قوى داخلية قادرة أن تسيطر على الجماهير بعد سقوط الديكتاتورية , عادة تقليدية أو طائفية مع غياب أو تغييب الفعل المجتمعي المنظم , و بين إرادة و مصالح الخارج الأمريكي..إن النظامين السوري كالعراقي حرصا على تهميش و تغييب أي نشاط مستقل لمؤسسات المجتمع المدني و إلحاقها بمؤسسات النظام مما أدى موضوعيا إلى تغييب أي بديل للنظام..نعرف من المثال الإيراني الذي ما زال فيه النظام يعيد إنتاج سيطرته منذ عقود و من مثال الأنظمة البيروقراطية في أوروبا الشرقية التي استمرت لسنوات طويلة أن هذه الأنظمة يمكنها أن تستمر على الرغم من تناقضاتها مع مصالح الشعب و الوطن و هنا لا يمكن إنجاز أي تغيير إلا من داخل النخبة البيروقراطية الحاكمة كما جرى في أوروبا الشرقية و كما كان خاتمي على وشك أن يفعل في إيران..حتى أن هناك فرقا و لو غير جوهري بين تلك الدول التي جرى فيها التغيير بيد الشعب و بين الدول التي جرى فيها التغيير من داخل الطبقة السياسية الحاكمة , ففي دول أوروبا الشرقية يمكن على الأقل للشعب أن يعيد النظر في سياسة الفئة الحاكمة و أن يجرب بدائل أخرى أما في الدول التي جرى فيها التغيير من خلال الطبقة البيروقراطية الحاكمة تحولت الانتخابات إلى حالة روتينية لا تختلف عن نموذج ال 99% التي يمارسها النظام في سوريا لإعادة إنتاج سلطة النظام حتى أنه رأينا كيف ورث حيدر علييف كرسي الحكم لابنه و كيف مدد حليف أمريكا نزار باييف عدد مرات ولايته كرئيس إلى مدى الحياة و حتى في أوكرانيا و جورجيا كان التغيير بحاجة إلى الفعل المباشر في الشارع..هناك خيار واحد فقط يمكن أن يغير هذا السيناريو هو أن يجري التغيير بقوة الشعب و لصالح الوطن و الشعب في هذه الحالة فقط يمكن تأسيس سلطة تخضع للشعب و تمارس علاقة متوازنة بين الوطن-الداخل و الخارج , يكون هذا التغيير هنا بداية طريق شائك يخرج فيه المجتمع من حالة الجمود الذي فرضه قمع النظام و تأطيره أي نشاط لهذا المجتمع و لهذه الجماهير في إطار مؤسساته البيروقراطية الرسمية يكون فيه التغيير بداية لعملية تفاعل مع الشعب - المجتمع لإنتاج حالة سياسية اجتماعية اقتصادية أكثر توافقا مع مصالح الجماهير و الشعب , هنا يكون التغيير بداية حراك مجتمعي حر لا يقبل أية وصاية أو مصادرة له





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت في الإسلام
- لا لبشار الأسد !!
- مصير النظام و خياراته
- الخلاف على صفات الله بين الخطابات الدينية المختلفة
- تعليق على إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا
- قراءة في قضية الحرية
- أمام التراجعات و حروب أمريكا و إسرائيل نعم للإنسان
- اليسار و الإسلاميون
- في البحث عن طريق التغيير
- الإنسان و التعذيب بين السلطة و الدين
- الحرية و الطائفية و كبار الزعماء
- الآخر
- النظام و البديل و الديمقراطية
- السياسة و الفكر مرة أخرى
- قمة عربية أخرى
- في شرعية الحاكم المطلق - الملك العضعوض
- خطاب مدرسة النقل و السلف
- من دروس الحروب الأهلية
- رد على مقال الأستاذ زهير سالم : المجتمع المفكر و نظرية المعر ...
- إلى عبد الكريم سليمان


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - ما بعد المحكمة...