اغتيال الحريات تحت غطاء مكافحة "الإرهاب"
بدل أن تعمد دول العالم "المتحضر" إلى الأخذ بيد الدول النامية ، من أجل حماية حقوق الإنسان فيها وصون حرياته الأساسية، نجد أن عدوى قمع الحريات والاعتقال على الشبهة، انتقلت إلى تلك الدول ، وليست قوانين "مكافحة الإرهاب" غير القانونية، والاعتقالات التعسفية التي تجري في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية إلا خير مثال على ذلك.
ويأتي اعتقال الصحفي تيسير علوني مراسل قناة الجزيرة الفضائية حلقة في سلسلة متواصلة من مكافحة الحريات التي يطلق عليها جزافا "مكافحة الارهاب".
هذا في الوقت الذي ما يزال فيه الإرهاب الحقيقي طليق اليدين يعمل تخريبا وجرائم كان آخرها محاولة اغتيال الشيخ أحمد ياسين ومن معه في غزة وإصابة عدد من الأطفال والنساء على مرأى من العالم أجمع، وبحيث يكافأ المعتدي ويوصم المعتدى عليه بالإرهاب.
إن اعتقال السيد علوني ينطوي على مدلولات كثيرة:
فهو من ناحية مواصلة للتضييق على المواطنين العرب المهاجرين أو المقيمين في بلدان العالم "الأول" واستمرار في انتهاك حقوقهم بشكل سافر، حيث أصبح كل عربي أو مسلم مدان حتى تثبت براءته، وفي ذلك انتهاك صارخ لمقولات المساواة ومبادئ العدالة وحقوق الانسان.
ومن ناحية أخرى ، فإن استهداف الصحافة والصحفيين هو أمر مرفوض ومنافي لأبسط قواعد حرية الإعلام ، ومازال قابعا في الذاكرة ما تعرضت له مكاتب قناة الجزيرة وقناة أبو ظبي الفضائية أثناء العدوان الإنكلو أمريكي على العراق.
وإذ نؤكد على ضرورة اعتماد الدول الغربية الحياد والموضوعية في التعامل مع كافة الأشخاص من مختلف الأعراق والأجناس، فإننا نطالب بالإفراج الفوري عن السيد تيسير علوني وتأمين الحماية اللازمة للإعلاميين في كل مكان، من بطش العقلية الأمنية السائدة دوليا والرافضة لحرية الإعلام ..
7/9/2003 جمعية حقوق الإنسان في سورية
جمعية حقوق الإنسان في سورية – دمشق ص0ب 794 – هاتف 2226066 – فاكس 2221614
Email :hrassy@ ureach.com
hrassy@ lycos.com