أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي وتوت - في السؤال السوسيولوجي للهوية-2














المزيد.....

في السؤال السوسيولوجي للهوية-2


علي وتوت

الحوار المتمدن-العدد: 1933 - 2007 / 6 / 1 - 11:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عراق واحد... عن أي جنون نتحدث ؟
(2)
في جدوى السؤال السوسيولوجي
لطالما صيغت قضايانا السياسية والاجتماعية صياغات شكوكية.. استفهامية.. ولم تحظَ بأجوبةٍ تاريخية اجتماعية، متناسبة مع مستلزمات العقل العلمي الدقيق... فنجم عن ذلك... تصورات وعقائد التباسية(1).
إن فهم منطق القضايا والوقائع الاجتماعية يجب أن يظل هاجس السوسيولوجيا، مثلما أن فهم التحولات المجتمعية لا يكون متاحاً إلا بواسطتها، فمقترب الفهم يفيد في تحديد مشكلات الاجتماع الإنساني وهمومه وطموحاته الكبرى. وهذا يضعنا أمام الأدوار المهمة التي يمكن أن تقدمها الرؤية السوسيولوجية للمجتمع. لأن الفهم يساعد على القراءة الواعية لا المتسرعة للوقائع الاجتماعية مما يؤدي إلى استحضار الحذر الإبستيمولوجي (المعرفي). لهذا لا يمكن تصور معرفة سوسيولوجية أصيلة ما لم تكن منشغلة بالفهم الذي يربك ويفكك ويقطع أولاً وأخيراً مع الأحكام العامة. فالسوسيولوجيا تجعلنا نتأمل الظواهر والتحولات بعين نقدية خالصة، وهي تحرر الباحثين فيها من اليقينيات الجاهزة، وتقودهم إلى طرح الأسئلة المهمة، فهي تمكنهم من قراءات غير متوفرة للجميع، لهذا يمكن القول بأن السوسيولوجيا ممارسة نخبوية(2).
عليه فإن المقترب السوسيولوجي لفهم قضايا ومشكلات المجتمع في العراق يكاد يكون أساسياً، ذلك أن الظواهر والأفكار والمقولات الأساسية المطروحة والسائدة في العراق تميل دائماً نحو الغموض والإلتباس، بمعنى أنها بحاجةٍ إلى المزيد من الوضوح والتحديد الذي يخرجها من العتمة إلى النور. ولذلك يمكن للسوسيولوجيا تحديداً أن تحد من تسيب هذه المقولات، لأن السوسيولوجيا تجبرها على العودة إلى أصولها الاجتماعية، فتصبح أكثر نسبية، في الوقت نفسه، تصبح أكثر فهماً. والهوية شأنها شأن المفاهيم الاجتماعية الأخرى تفترض مقاربة سوسيولوجية للإلمام بها وتحديدها.
ففي ظل ثقافة العنف السائدة... ثقافة القتل والتهجير على الـ (هوية)... ثقافة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة... ثقافة قطع الرؤوس... ثقافة قنابر الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي تسقط على بيوت الآمنين ولا تفرق بين الشيخ المسن والطفل الرضيع... ولا تفرق بين المرأة والرجل... ولا تفرق بين السني والشيعي... ولا تفرق بين المسلم والمسيحي ولا الصابئي والإيزيدي... ولا بين العربي أو الكردي أو التركماني... يبدو الجميع مستهدفون بالقتل... لا لذنب ارتكبوه... سوى أنهم عراقيون لم يرضوا التخلي عن العراق.... في ظل هذه الثقافة التي تمثل صورة العراق اليوم، يبدو العنف هو الطاغي في الاجتماع السياسي للعراقيين، ويشترك في هذا جميع الجماعات والقوى المتصارعة في العراق والتي ترى في العنف بأقبح صوره بطولة !. ولذا يعدُّ المقترب السوسيولوجي ضرورياً لفهم ما يحدث وقراءته بوعي.
إذ إن من البديهي أن ينتمي الفرد إلى جماعة اجتماعية ما، قد تكون عقيدة دينية أو مذهب أو طائفة أو حزب سياسي أو أي جماعة من الجماعات. وتعدد الانتماءات لا يعني أن يكون هناك تناقض أو خلل، كما لا يعني أن يلغي واحدها الآخر، أو يقصيه. إن الانتماء الاجتماعي والسياسي مشاعر مكتسبة، ومسألة شخصية لكل منـا الحق بـه. ومن حيث هو مسألة شخصية يميز الواحد منـا من الآخر، ويولد مشاعر مختلفة من قبول ومشاركة، حياد أو عدم تقدير(3).
لكن الشائع مثلاً إضفاء معنى إلتباسياً على الآخر المغاير (المفارق) في ظل هذا التنوع الذي يعيشه المجتمع في العراق... كأن يعتقد المسلمون السنة في الجماعة الإسلامية العراقية أن المسلمون الشيعة شركائهم في الوطن والعقيدة والعروبة هم (أقل توحيداً منهم) وأقل انتماءاً للوطن... أو كما صار يتم وصفهم الآن (صفويون !!!) !!. مثلما أن المسلمين الشيعة يعتقدون بأن المسلمون السنة في الجماعة الإسلامية العراقية (أقل إيماناً منهم)، وهم مهتمون بالبحث عن السلطة دوماً، ويطيعون الحاكم مهما كان ظالماً وهم (وهابيون) و(تكفيريون) و... ما إلى ذلك من العقائد الالتباسية.
وعليه يمكن القول إن الانشغال بالهوية بحد ذاته ليس عيباً ولا سلوكاً مثيراً للانتباه والاستغراب. فالهوية عبارة عن تلك القيم الاجتماعية، التي تحتاج إلى جهد إنساني متواصل، لصياغتها بشكل حقائق اجتماعية وحضارية. لكن العيب في الالتباس الذي يحصل جراء تضخم الهوية، وتقزيم الآخر.
يبقى من الضروري التذكير بأن الكثير من الأفراد يرفضون (الشعور) بأنهم في أزمة، لأن الهوية عند غالبية البشر أيضاً عنصر اطمئنان بامتياز، لا بالعقل. ويمكن القول بأريحية أن هناك من يعيش ويموت دون أن يشعر بأنه في أزمة. ففي عالم أصبح الخوف فيه إستراتيجية هيمنة وسيطرة للقوة الأعظم، يمكن القول أن البحث عن عناصر اطمئنان ذاتية تصبح الملاذ الضروري للأضعف. لكن هذا الملاذ يحمل كل التناقضات التي دفعت بالجماعة إلى التراجع نحو عناصر يمكن الاطمئنان لها بعفوية(4).

الهوامش
(1) خليل أحمد خليل: سوسيولوجيا الجنون السياسي والثقافي، مساهمة في نقد الحوار الديني بين الإسلام والمسيحية، بيروت، دار الطليعة، 1997، ص5
(2) عبد الرحيم العطري: الحاجة إلى السؤال السوسيولوجي، موقع مجلة دروب، 9 أبريل 2006، http://www.doroob.com/?p=7151
(3) إيليا حريق: التراث العربي والديمقراطية، الذهنيات والمسالك، بيروت، المستقبل العربي (دورية)، العدد (251)، يناير 2000، ص 28
(4) هيثم مناع: صناعة الهوية بين الثقافة والأسطورة والحقوق، فصل في كتاب: أبحاث نقدية في حقوق الإنسان، صدر في سبتمبر 2005 عن دار الأهالي والمؤسسة العربية الأوربية للنشر واللجنة العربية لحقوق الإنسان، موقع http://www.achr.nu/art59.htm



#علي_وتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في السؤال السوسيولوجي للهوية-1
- إشكالية السلطة - 2
- إشكالية السلطة - 1
- اللوحة الفنية ... رؤية سوسيولوجية
- الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -1
- الديمقراطية في العراق... أسطرة المفهوم -2
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-6
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 5
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية- 4
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -3
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية -2
- إشكالية الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية-1
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -الج ...
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 3
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية -2
- انتهاك حقوق الطفل في العراق... واختلال البنية المجتمعية - 1
- أيتها الفيحاء... نحن لازلنا بالانتظار
- بأي حالٍ عدت يا... ؟
- مسارات جديدة... لنا
- (1-2) الفن في المجتمعات البشرية الأولى... البدايات


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي وتوت - في السؤال السوسيولوجي للهوية-2