أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامية ناصر خطيب - امريكا وايران - لعبة القط والفأر















المزيد.....

امريكا وايران - لعبة القط والفأر


سامية ناصر خطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدوان على العراق
امريكا وايران - لعبة القط والفأر

هل تتخلى ايران عن طموحاتها في العراق والخليج عامة مقابل تنازل امريكي في الملف النووي، ام ان الولايات المتحدة ستهزم ايران في الملفين العراقي والنووي؟ اللعبة اصبحت لعبة اقليمية معقدة، بينما الحل السياسي في العراق يتطلب مشاركة الدول المجاورة لها اهمها ايران، السعودية، تركيا وسورية، ولهذه مصالح متضاربة يصعب الجسر بينها.

سامية ناصر خطيب

بعد اربع سنوات من اندلاع الحرب على العراق والحرب الطائفية داخله، يقدم اليوم مركز "تشاتم هاوس" البريطاني للابحاث المتعلقة بالعلاقات الدولية، تقريرا يستخلص فيه ان العراق يشهد حروبا اهلية لا حربا واحدة، وحركات تمرد لا حركة واحدة، وان الوضع بلغ من الخطورة درجة تهدد بانهيار تام يمكن ان يقود لتقسيمه. واشار التقرير ان الحل السياسي في العراق يتطلب مشاركة الدول المجاورة للعراق القادرة على التأثير على الوضع الميداني فيه، اهمها ايران، السعودية، تركيا وسورية.

التقرير الذي وضعه الباحث غاريث ستانفلد افاد ايضا ان التقاتل الطائفي والعرقي والصراع على السلطة يهددان وجود الدولة في شكلها الحالي. ويتطرق التقرير الى تزايد الصراعات الداخلية الشيعية بين مقتدى الصدر من جهة وكتلة عبد العزيز الحكيم، الامين العام للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية من جهة اخرى، وهما اهم كتلتين شيعيتين في العراق، تتنافسان على السيطرة على انحاء مختلفة من المدن العراقية. هذا بالاضافة للصراع بين السنة العراقيين والقاعدة السنية ايضا في محافظة الانبار وديالى وغيرها من المدن، والتي لم تنجح الخطط الامنية الماضية في اخماد نيرانها.

وفي الولايات المتحدة، يؤخر الكونغرس التمويل الذي طلبه الرئيس جورج بوش لزيادة القوات الامريكية، ويشترط الامر بالتزام من بوش بوضع معايير من شأنها إحداث تقدم في العراق حتى شهر ايلول (سبتمبر) القادم.

وفي اشارة الى تعديل في موقفه اختار الرئيس بوش الجنرال دوغلاس لوت لادارة الحرب في العراق، وهو المعروف بمعارضته الثابتة لاسلوب ادارة الحرب حتى الآن. حسب صحيفة واشنطن بوست فان دوغلاس لوت يعتقد ان حل النزاعات لا ينحصر دوما في الحل العسكري. وتفيد الصحيفة ان هذا التعيين اسعد عددا من معارضي الحرب الذين يرون به اتجاها للخروج من العراق، واثار في نفس الوقت حالة قلق لدى مؤيدي الحرب". ويبقى السؤال هل ينجح الجنرال لوت في الوصول الى تسوية سياسية تمهد للانسحاب من العراق.



زيارة تشيني للمنطقة

اجرت الولايات المتحدة محاولات مكثّفة مع اصدقائها في المنطقة، خاصة السعودية، وطلبت دعم الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي، ودعوة السنة للمشاركة في الحياة السياسية ونبذ العنف. فشل هذه المحاولات جعل آخر الصقور في ادارة بوش، وهو نائبه ديك تشيني، يزور المنطقة في 9/5. وشملت زيارة تشيني العراق، السعودية، الامارات، مصر والاردن، وتم تحديد لقاء سيجري على مستوى سفراء هذه الدول بمشاركة ايران في 28 ايار.

في اللقاء بين تشيني المالكي اعترف الجانبان بصعوبة مواجهة دوامة العنف في العراق. وتصب هذه الزيارة ضمن مساعي الادارة الامريكية لتحقيق مصالحة وطنية بين جميع اطياف المجتمع العراقي. كما التقى تشيني قائد القوات الامريكية ديفيد بيتراوس الذي قال ان الاوضاع في العراق تزداد تعقيدا، وان الامر يتطلب المزيد من الالتزام من جانب الولايات المتحدة.

تشيني اراد ايضا ان يبدد اي قلق لدى الزعماء العرب من احتمال حدوث انسحاب قريب للقوات الامريكية من العراق. ولا يبدو ان الحكومة العراقية تسهل على الامريكان مهمتهم، فقد حضر تشيني لاقناع السياسيين الذين يتولون مصير العراقيين، بعدم الخروج الى اجازة لمدة شهرين في الصيف القريب.

السعودية كانت المحطة الاهم في زيارة تشيني للمنطقة. فقد ظهر خلاف على السطح بين الطرفين، خاصة بعد ان وصف الملك السعودي عبد الله الاحتلال العسكري الامريكي للعراق ب"غير الشرعي" في خطابه بالقمة العربية. ويرى محللون سياسيين ان الولايات المتحدة انزعجت مؤخرا من التصريحات، ما دفع بوش لمحاولة استرضائه على اعتبار ان السعودية اليوم تحولت الى الجبهة الاساسية في الخليج في مواجهة ايران. وكانت الموضوعة الاكثر سريةً في المفاوضات الامريكية-السعودية هي تشكيل جبهة لمواجهة ايران وإضعاف وكلائها في المنطقة، خاصة حزب الله وحماس. هذا الجهد امتد الى اليمن، حيث قامت السعودية بمساعدة حكومة اليمن على اتخاذ اجراءات صارمة ضد الجماعات الشيعية المموَّلة من ايران.

محاولة اعادة سورية للحضن العربي وتخفيف التوترات بين السوريين والولايات المتحدة، كانت ايضا في مفاوضات الطرفين، كما اكدته مصادر عديدة امريكية وسورية وسعودية. واستغل بوش تشكيل المحكمة الدولية في موضوع اغتيال الحريري في لبنان، كسيف مسلط على رقبة سورية، ليدفعها للموافقة على تشديد الحراسة على حدودها المشتركة للعراق ومنع دخول المسلحين من القاعدة الى العراق. كما سيناشد تشيني العاهلين السعودي والاردني والرئيس مبارك بالتدخل لدى السنة في العراق لوقف العنف ضد الشيعة، وكذلك تمهيد الطريق لحماية السنة من الميليشيات الشيعية.



استياء سعودي

وصلت السعودية لحالة احباط من الادارة الامريكية، بسبب عجز حكومة المالكي الطائفية عن وقف الانقسامات ودرء العنف واعادة اللحمة بين كل اطياف الشعب العراقي. السعودية التي كانت قد استقبلت اياد العلاوي، الشيعي ولكن العلماني، رئيس الحكومة العراقية السابق، ترى ان الخطة الامنية الامريكية العراقية قد فشلت، وتتخوف من ان يؤثر انفجار الحرب الطائفية في العراق على مناخ الخليج بأكمله.

وبعد ان بات واضحا ان الولايات المتحدة تراهن على الحصان الخاسر في العراق، تحثها السعودية اليوم على تغيير المالكي بشخص مثل العلاوي. الادارة الامريكية غير متحمسة لهذه الخطوة التي قد تقود الى مزيد من الفوضى السياسية، علما ان العراق محكوم من القيادات الشيعية الدينية، وشخصية مثل العلاوي لا تروق للمرجعيات الدينية.



اهلا بك في طهران

في البصرة اليوم تشعر وكأنك في طهران، كان هذا عنوان لمقال في صحيفة الغارديان البريطانية تطوق لوقوع هذه المدينة تحت تأثير ايراني من خلال المليشيات الشيعية المختلفة، واحتداد الصراعات على السيطرة على موارد المدينة المالية ومراكز النفوذ فيها. هذا ما كشفته المواجهات بين جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر، والشرطة المحلية الموالية بغالبيتها لعبد العزيز الحكيم. الامر المثير ان ايران تمسك بخيوط كل المنظمات الشيعية المتحاربة في الجنوب خاصة.

وتُتَّهم ايران بانها البوابة الرئيسية لتهريب النفط عبر منافذ البصرة. وصرح مثال الالوسي، رئيس حزب الامة العراقي، بخطورة الدور الذي تلعبه ايران في العراق بما في ذلك الدور الاقتصادي. فايران تصدر للعراق كل احتياجاته بدءا بالخضار والفواكة حتى الكتب والورق، وانتهاءا بالوقود والطاقة والكهرباء واحتكارها لخطوط الاتصالات، مع ما يترتب على ذلك من مخاطر امنية. ويتهم الالوس ايران بالسعي لتخريب الاقتصاد العراقي اذ يقول "ان الحكومة الايرانية ومخابراتها متورطة في موضوع تشجيع تهريب النفط العراقي الى ايران، بهدف افلاس العراق ووضعه تحت سيطرتها تماما".

ايران متورطة حتى النخاع في تسليح الميليشيات الشيعية في العراق، السيطرة الاقتصادية، عدا عن الغزو الثقافي من خلال استعمال اللغة الفارسية في العديد من المدن العراقية، وتعلن اليوم انها على استعداد لدعم الولايات المتحدة لبسط الامن في العراق. كل ذلك على شرف اللقاء المرتقب على مستوى السفراء في 28 ايار، والذي سيتمحور حول الوضع الامني في العراق بحضور الجانب العراقي.

الولايات المتحدة التي خسرت ما يزيد عن 3.400 جندي بالاضافة لمصداقيتها ولمليارات الدولارات، توهمت انها ستستعيد "استثماراتها" من النفط العراقي. لكن هذا النفط يستعمل اليوم لتمويل الانشطة الارهابية.

صحيفة "نيويورك تايمز" كشفت في 12/5 تفاصيل لتقرير امريكي سري، يقول ان الجماعات المسلحة تربح عشرات ملايين الدولارات من تهريب النفط ومن عمليات الاختطاف والتزوير، وذلك بمساعدة "مسؤولين عراقيين فاسدين". وقد سرب هذا التقرير مسؤول في ادارة بوش بادعاء انه "يساعد في فهم التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في العراق".

من جهة اخرى يكشف مقال في "واشنطن بوست" بان مقتدى الصدر يريد التقارب مع السنة، لانه يواجه مشكلتين، القاعدة ومنافسه عبد العزيز الحكيم. وقد يكون في الامر نوع من تمهيد لتغيير حكومة المالكي بالعلاوي، والابتعاد عن ايران. وهو ما يزيد قلق ايران من محاولات سحب البساط من تحت قدميها في العراق.

ايران والولايات المتحدة ولعبة القط والفأر من سيلوي ذراع من، هل تتخلى ايران عن طموحاتها في العراق والخليج عامة مقابل التنازل الامريكي في الملف النووي، ام ان الولايات المتحدة ستهزم ايران في الملفين العراقي والنووي؟ اللعبة اصبحت لعبة اقليمية معقدة، تربط بين الحلول في العراق ولبنان وحتى فلسطين، وذلك من خلال دول ذات مصالح متضاربة ومتناقضة لدرجة يصعب الجسر بينها، هي ايران، السعودية، سورية وتركيا وحتى مصر والاردن واسرائيل، والحل لا يبدو في الافق.







#سامية_ناصر_خطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجدران الفاصلة مقدمة لتقسيم العراق
- اتساع ظاهرة التحرش الجنسي بمصر
- اصطفاف سياسي جديد لانهاء احتلال العراق
- امريكا: فشلنا في العراق
- نتائج انتخابات 2006 الاحزاب العربية: عَشرة في العزلة
- بوش ينعزل عن الواقع
- الشعب المصري لم ينتخب
- عندما تكذب الامبراطورية
- العراق غارق في حرب اهلية
- الدستور العراقي يكرّس الطائفية
- الانتخابات العراقية تكرس عدم الاستقرار
- العراق: انتخابات على الاطلال
- انتخابات بدماء الفلوجة
- دارفور مرآة لازمة السودان
- سقوط الجندي الالف يعمق الانقسام الامريكي
- ايران: السلطة الروحية ضد سلطة الشعب
- د. نوال السعداوي: لماذا يخاف الرجال من رؤوس النساء
- الانتخابات المحلية العربية في اسرائيل: انتصرت العائلية والطا ...
- امريكا تربح في العراق وتخسر في السعودية
- الحرب تعرّي الانظمة العربية


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامية ناصر خطيب - امريكا وايران - لعبة القط والفأر