وفر لك القدر فرصة أن تستولي في غفلة من الزمن على حكم العراق ، ووفر لك القدر أن تكون الملك والإمبراطور والأمير والوالي والقائد والرئيس دون منازع ودون محاسب مصون وغير مسؤول أنت وجميع أفراد عائلتك .
ملكت كل ثروات العراق مطلقاً ، ودانت لك الدنيا ، وتعرفـت عليك الرؤساء والملوك والأمراء ، وكنت المسؤول شرعاً وقانوناً عن شرف العراقيين وكرامتهم ووجودهم ومالهم وحياتهم وشرف وطنهم الذي ورثوه من حقب التاريخ الغابر .
وكنت فقيراً وكنت يتيماً لم تجد من يرعاك أو يعطف عليك !!
وكنت لاتملك حتى بيتاً ملكاً صرفاً على وجه الأستقلال ، وكنت ممن عرف ألام الهجرة والغربة والذل والخوف .
وما أن أستلمت السلطة حتى أنقلبت على نفسك وسيطرت نوازعك المريضة ، فأحتقرت الفقراء وأشبعتهم ذلاً وهواناً ، وقسوت عليهم ، وأمرت زبانيتك بأن لاتطمئن لهم .
ولضعف في نفسك وروحك عمدت الى تزوير نسـبك حتى تصير ذا شأن بين أنساب العراقيين ، فطلبت من يزور لك النسب وأوصلك الى شجرة الرسول محمد ( ص ) ، وصدقت أنت نفسك هذا النسب المزور والذي أضحك كل أهل العراق ، ولكنك أنقلبت على كل مايمت للرسول الكريم من نسب ، فحاربت علماء الدين الأجلاء وأمعنت قتلاً وتعذيباً لهم ، وصادرت حقهم في ممارسة عباداتهم وصلواتهم الى الله ، وحرمت عليهم طقوسهم وأعرافهم ومعتقداتهم الدينية ، وتفردت في كونك أقدمت على جز رؤوس العديد من رجال الدين بما يفوق في التاريخ العراقي كل الجلادين والسفاكين للدماء .
وعمدت الى حرمان الفقراء من حقوقهم في الثروة فلامساكن تحميهم سقوفها من البرد ولاجدران تحميهم من الحر ، وأفتقد الناس للطرق المعبدة والشوارع الزاهية والمواصلات السهلة والمريحة التي تتمتع بها بلدان العالم والحدائق والمنتزهات .
وتلبسك هوس القصور والفيلات الفخمة والغرف الزجاجية تحت الماء التي لم نعد نعرف عددها ولاماتحتويه فقد حرمت علينا حتى الألتفات اليها .
أمعنت في أذلال الناس والفقراء منهم على وجه التحديد ، فجعلتهم يلهثون راكضين وراء لقمة عيشهم ، وجندت أولادهم في الجيش وقدمتهم حطباً لحروب طاحـنة لم نعرف سببها ولانهايتها ، وأخذتهم قسراً الى جبهات القتال بأسم الجيش الشعبي ، وحرمت عليهم أوقات الفراغ بألزامهم بالتدريب طوال أعمارهم في معسكرات التطوع وجيش القدس .
قمت بتخريب المدن بقصد أذلال الفقراء وتفريقهم ، وأبقيت بيوتهم مخربة دون سبب ، سوى الشك القاتل الذي بدأ يتلبسك كون هذه الأعداد من الناس يكرهونك .
وقمت بتخريب وجه بغداد الجميل ، وأستوليت على شوارع ومحلات ومناطق جعلتها محرمة على العراقيين ، تحت هوس الأستحواذ والأستملاك ، وتحت هاجس الجوع الروحي الذي يتلبسك ، وأنتشر الشر بيننا وأنزاح الخير منا وأنتهكت حرماتنا ومساكننا وكثر ظلمنا وأزددت جوراً وأستكلبت أنت وأولادك وأخوتك علينا .
كانت الخزينة العراقية وموجودات البنك المركزي العراقي وكل ثروات العراق تحت قدميك وبأمرك ، لكن جوع الروح يدفعك لتجمع مخشلات الذهب من العراقيين ، ويدفع أولادك للتجارة غير المشروعة ، والتدخل في عمليات البيع والشراء وقبض العمولات وتأسيس الشركات ، بالرغم من كون مطابع النقد العراقي تحت تصرفكم وبأمركم دون قيد أو شرط .
وقمت بتحويل مؤسسة الجيش العراقي الوطنية والعريقة والتي تتمتع بسمعة عالمية ناصعة ، الى مؤسسة ذليلة خانعة يحكمها عدد من القادة الذين منحتهم الرتب التي لايستحقونها وأنت الذي لم تتقدم لأداء خدمة العلم مثل باقي المواطنين في العراق قائدها .
وجعلت العراق ساحة لدفن القبور الجماعية للمعارضين لسلطتك ، ولم تتوان عن دفن الأحياء والأطفال معهم ، وحرمت على أي عراقي أن ينتقدك أو ينتقد عائلتك ، وأدخلت عقوبة الأعدام في العديد من جرائم المخالفات والقضايا البسيطة ، وتفننت في طرق الأعدام وتغييب الناس .
وعمدت الى تشريد حوالي أربعة ملايين عراقي في مجاهل الأرض ، ومنعت عنهم دفن موتاهم في العراق ، وأسقطت عنهم الجنسية العراقية وصادرت حقوقهم الشرعية دون وجه حق شرعي أو قانوني .
وحين قمت بغزو الكويت وأنسحب الجيش العراقي منها ولم تتحقق نواياك في غزو منطقة الخليج والسعودية ، كنا نتصور أنك ستفكر مثل كل البشر في مراجعة خطاياك ، لكنك أزددت أمعاناً في القتل والتدمير ، ومع قيام الأنتفاضة التي قام بها أكثر من ثلثي شعب العراق ، ناصبت منطقة الوسط والفرات الأوسط والجنوب والشمال كل العداء والكراهية .
وبقيت مستمراً بسياستك الخاطئة والمنحرفة لاتقبل أن تستفد من نصيحة أحد ولاتتقبل أن يتقدم أحد لك بالنصيحة .
وكان ولديك ( الذئب والأفعى ) وبالاً على العراق لسوء خلقهما وأنحطاطهما وسيرتهما القاسية التي لم يكن من بين أهل العراق من لايحمل عنها الكثير من قصص البذاءة وسوء السلوك والتربية والغطرسة والأبتذال والتعالي والغرور وأحتقار أهل العراق .
ورغم علمك بأرتكابهما أبشع الجرائم المخلة بالشرف والوطنية والخلق العراقي وبالأسلام الحنيف ، الا أنك لم تعالج الأمور بمنظار الأب والمسؤول الصحيح ، وأبقيت لهما الحبل على الغارب مستخفاً بأرواح وممتلكات الناس .
لم يكن النخر الذي أصاب عائلتك بأختلافكم الكبير مع أخوتك لأمك أو بهروب زوجي أبنتيك المقبورين حسين وصدام ولدي كامل المجيد ، وقتلهم مع والدهم وشقيقتهم وأطفالها من قبلكم الا عقاب الله عليكم ، فقد كانت أرادة الله ولاراد لأرادته أن يذيقكم من العذاب الذي أطعمتموه الى الناس ، وكان في فكركم أن الله لن يلتفت اليكم فأنساكم حالكم وأغرتكم الدنيا .
وحين صارت الحرب الأخيرة وأنت تعرف أن لاقدرة لكم على مواجهة أي جيش ، بسبب عدم أعتقاد الناس بشرعية سلطتك التي كنت بشرعيتها تضحك على العالم وعلى نفسك بنسبة المصوتين بكلمة نعم ، كنا نحن أهل العراق نعرف ما سيصير اليه الحال أكثر من كل المحللين في القنوات الفضائية ، الذين تواروا خجلاً من سذاجتهم وتحليلهم المليء بالمغالطات .
وهربت مثل الجرذان أنت وأولادك ، ولم تقفوا موقفاً واحداً مثل الرجال ، وسجلت علينا موقفاً تاريخياً لم يقفه أتفه وأكثر حكام العراق في التاريخ جبناً ومذلة ، وبدأت من جحرك تطلب من الناس القتال والمقاومة بدلاً عنك ، وتطلب من الشيعة مناصرتك ، وتطالب بالتحرير وأنت تدفن حالك مثل جرذ مذعور .
ولقي أولادك وحفيدك حتفهم وهم مذعورين من نقمة الناس ، ووجدت القوات ماأخذه ولديك معهم قبل أن يلقوا حتفهم في الحقيبة التي كانوا يضعونها على صدورهم ( كمية من حبوب الفياغرا المنشطة للجنس وقطع من العازل الجنسي ( flash lather ) ) وكمية من الدولارات الأمريكية ، يا ألهي أي مهانة يسجلها أولادك بحق العراق !!
هل كان هاجسكم الجنس حتى في أحلك لحظات موتكم وحياتكم ؟
هل كانت حبوب المنشط الجنسي تزيد قوة أيمانكم بحقكم في السلطة ؟
هل أن العازل المطاطي سيقيكم الموت القادم بأيدي العراقيين أو الأمريكيين ؟
هل أخذ أولادك معهم الدولارات الأمريكية التي حرصوا على أكتنازها وجمعها من دم العراقيين ؟
هل نسيتم قدر الله في الأنتقام منكم ومن عائلتكم التي طغت وتجبرت وجعلت فرعون يخجل من أعمالكم ؟
هل نسيتم أن لله أدياناً سماوية وكتب سماوية وأنه يعلم كل شيء وأنه يمهل ولايهمل ؟
أيها الخائب :
سمعت صوتك من تحت الأرض وأنت تندب موت أولادك وحفيدك ، وأسألك أما بقي في ضميرك شيء يتحرك ؟ أو حس يمكن أن يفرز الصحيح من الخطأ ، أما تعلمت من تاريخ حكمك شيئاً واحداً من قولة الحق ولو في اللحظات الأخيرة من حياتك قبل أن تنفق ؟
أما يستحق منك أهل العراق كلمة أعتذار بحقهم عن كل الذي حصل لهم بسببك ومنك ؟
أيها الخائب :
وأنت تتحدث من بين أقفاص الدجاج التي فضحت خطابك العنتري الأخير حين أستكلب حتى الديك عليك حين نفش ريشه وصاح ضاحكاً بأعلى صوته ثلاث مرات ينافسك في الصراخ .
هل يأخذ شهدائكم الفياغرا في الجنة ؟
ها أنت تفقد أولادك وقبلها فقدت أخوانك وقبلها فقدت أبناء عمومتك وأزواج بناتك ، وأقدمت على أعدام شباب من عائلتك وعشيرتك ، فماذا أخذت معك غير اللعنة والشتيمة والدعوات التي يطلقها الملايين بأنتقام الله منك ومن عيالك ؟ وماذا أخذت معك من كل هذه الثروات التي أكتنزتها وجمعتها وحرمت منها أهل العراق ؟
وهذه عيالك رغم كل السرقات التي سرقتموها من أفواه الجياع والفقراء والمرضى من أهل العراق تتصدق عليهم الدول والملوك فيحمونهم من شعب العراق .
الفقراء لم يزل يلصقون اللعنة مع أسمك ويطلبون من الله أن يزيدك عذاباً في الدنيا قبل الآخرة ، وها أنت ترى سلسلة هذا العذاب حين تشاهد ماحل بكم ، فشكراً لله حقق لنا بعض أمنيات الفقراء والمظلومين والمسبيين والمثكولين والمعذبين والمفجوعين من أهل العراق .