أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - لا تزال الديوك فوق مزابلها














المزيد.....

لا تزال الديوك فوق مزابلها


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الدجاجة العراقية تقيق وتستغيث لتجد مكانا تضع فيه بيضتها , وصراخها ليس لكبر حجم البيضة فقط – كما هو معروف عنها - , بل لأنتظارها الطويل الذي زاد على الأربع سنوات , وهي لم تجد المكان الآمن لتحتضن البيض بحرارة جسم هذا الشعب المنكوب , على أمل الحصول على جيل جديد , معافى يستطيع الأعتماد على نفسه , ويتخلص من " رعاية " الجيران , والدول " المحررة " وشفقتهم المهلكة . والحيرة التي وقعت فيها هو ادراكها بأن كل الذين يطاردونها فقدوا الادراك والاحساس بضرورة تواصل الحياة , فقد أعمى الطمع والجشع كل بصيرتهم , ولا يتركون لها بيضة واحدة تستطيع حضنها , وتكون جسراً لأستمرار وجودها .

فحكومة المالكي تراقب حركات وسكنات الدجاجة , وتحاول ان تحوطها وتمنع الآخرين من مد اليد اليها . وأغلبية أعضاء الحكومة أستعانوا بالمليشيات , والأدعية التي علقوها في رقبتها , ولطخوها بالحنة من تحت اجنحتها , وبخروا اركان البيت , وألبسوها محبساً في رجلها اليسرى , وفيه فص " حجر" ياقوت , باركه وقرء عليه السيد الخامنئي , ويقال انه يبعد عنها اغواء الشيطان الأكبر .
والأكثر مهزلة , أصحاب المشاريع البديلة . فالدكتور اياد علاوي وبعض اطراف القائمة "العراقية" والدكتور صالح المطلك رئيس قائمة "الحوار" , والدكاترة "أيضاً" مشعان وعليان , يطلبون من الأمريكان أن " يلزموا " لهم الدجاجة , وهم يحفرون على طريقة حفر الباذنجان للدولمة , لأخراج البيضة . وأعتقدوا ان الامريكان في ورطة , وهم الذين سينقذونهم , ويتركونهم يهنئون بالبيضة . ولا يعرفوا ان الامريكان لن يكرروا رعاية تجربة " القاعدة" في افغانستان , ويدركون جيداً ان قذارة المشروع البعثي لاتختلف عن قذارة ودموية المشروع الديني السلفي , والذي يتعارض مع مشروعهم في قيادة العولمة . والأمريكان بحاجة الى اناس يؤمنون بمشاريعهم , وليس الى مرتزقة ينفذون مشاريعهم فقط , ولا يؤتمنون بعدها .
والعجيب ان الأحزاب الشيعية والكردية والحزب الاسلامي السني يبحثون عن مشروع ايضاً . وهم الذين يتناوبون على ظهرها , والمسؤولين عن تلقيحها و" سلامة " بيضها .

لاأحد يعرف الى اين تتجه الأمور . فالعراق اصبح الطريق الرئيسي لنشر ستراتيجية القطب الاعظم بالنسبة للأمريكان , والفشل فيه ليس مثل الفشل في فيتنام , وتأثيراته السلبية لاتتعلق بالكرامة الوطنية , والهزيمة في احد مناطق الصراع بين المعسكريين الرأسمالي والأشتراكي . الهزيمة في العراق تعني هزيمة المشروع الأمريكي بالكامل , وسوف لن يوفر اي سلاح يمكن استخدامه لضمان النجاح .
والنظام الايراني المستهدف ليس بسبب المشروع النووي فقط , بل لتطلعاته القومية التي تهدف الاستحواذ على المنطقة , والدخول كلاعب منافس في تقرير السياسة الدولية , وهذا ما لايسمح به الامريكان . والنظام الايراني لن يتردد بأستخدام كل الوسائل لأجهاض المشروع الامريكي , وهو بحاجة اليوم اكثر من اي وقت آخرللصدام , ليتمكن من ترميم تماسك الشعور الوطني للشعوب الايرانية و الذي بات يتآكل نتيجة الأزمة الأقتصادية , والتأثيرات السلبية للعقوبات الدولية . والنظام الايراني هو الأقوى حتى من حكومة المالكي في العراق , هذا ما أكده السيد الخامنئي في زيارته للسيد عبد العزيز الحكيم في المستشفى الذي يتعالج فيه في طهران .
التعايش بين المشروعين أصبح مستحيلا , والتراقب القلق بين الطرفين يكاد ان يستنفذ مداه , ومثلما كان متوقعاً , جاء اللقاء بين السفيرين الامريكي والايراني لأستكشاف النوايا , وليس لتحجيم الصراع بينهما , ومساعدة الحكومة العراقية للنهوض بواجباتها الأمنية كما أعلن سابقاً , وتصفية الحساب آتية لاريب فيها.
وما دام ديوك السياسة العراقية ينفشون ريشهم فوق المزابل الطائفية يبحثون عن قذارات تحاصصهم , ومستعينيين بثعالب الايرانيين والامريكان على ابناء جلدتهم . سوف لن تسلم حتى هذه المزابل على نفسها , ولا الديوك ذاتها من الافواه الشرهة لهذه الثعالب .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي يقرر مصلحة العراق ؟!
- الكفيل الهزيل ومشاريع لمنع الأنفجار
- المالكي وخراب البوصلة
- هاوية الأمل
- هاوية ألأمل
- الشراكات الخاسرة
- عشية المؤتمر
- تلك هي المسألة
- آمال لن تندثر
- السباق مع الزمن
- آمين يارب العالمين
- جيش الأحتلال العزيز
- طائفية بعض العلمانيين
- دوّامة الطريق
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- مشاريع الحلقة المفرغة
- الأنسحاب البريطاني والرؤيا الأمريكية
- لماذا الأصرار على حكومة - أنقاذ وطني - ؟!
- حتى لاتتكرر مصادرة القرار الوطني العراقي
- الفشل الايراني ومستقبل العراق


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تقي الوزان - لا تزال الديوك فوق مزابلها