نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أكتب؟لا أكتب؟أكتب؟لا أكتب؟..
أتلف أكمام الوردة حتى آخر وريقة. نعم أو لا. النتيجة واحدة.
لم يبق وردة.لا يهم إن كتبت أو لم أكتب.
منذ أول أسطورة حتى آخر خبر عاجل،ثمة ناظم واحد وحقيقة واحدة:
صاحب "لا"ملعون حتى أبد الآبدين.
الجنة لمن قال "نعم".
هكذا هي الأسطورة اليومية القديمة المتجددة.
لدى التمحيص.لم يأت ممن ماتوا أحد أخبر أنه في جنة أو نار.
فالحكاية كلها لوثة في الوعي البشري.إتلاف وردة لخدمة تلك اللوثة.
من جهة أخرى هي تسلية لقتل الملل والسأم والشعور بانعدام الوزن والشخصية.
ألا يجب على الطفل أن يلعب؟ وعلى الشاعر أن يكتب قصيدته؟ وعلى القاتل أن يرى الدماء على سكينه؟
طرداً مع شدة الاضطهاد،تتنامى الحاجة إلى المعتقد،لا يهم ما هو هذا المعتقد،لكن يجب أن يكون موجوداً.
الجميع ينوسون بهذا الناموس.ثمة نواس كالنمر وآخر كالقرد وثالث كالحلزون.
(2)
أصحاب "لا" في الأمس واليوم.لا يختلفون في الجوهر عن أصحاب "نعم".
بل هم إخوة انشقوا صفين.أقلية وأكثرية.
الصفان يمجدان الحقيقة.كل منهما يدعي أنها في قبضته.فالحقيقة على صورته.نار أو طين. نمر أو قرد أو حلزون.
الحقيقة هي الأنا.
يمكن تصريف الأنا بمعادلات لا تعد ولا تحصى.كالله والشعب والعدالة والكرامة والحرية والاستقلال والمقاومة والصمود والممانعة والاشتراكية والدين وحقوق الإنسان والوطن وإلى آخره والحقيقة لا آخر لها.
هذا تصريف على صعيد اللوثة في دائرة الوعي البشري.أي قيمتها الاسمية أو المعنوية أو الوهمية أو الاعتبارية.ويخطئ من يظن أنها تساوي الصفر.
أما تصريفها في السوق الفعلي فله أيضا مكافئات لا تعد ولا تحصى.كالسلطة والمال والجنس والقتل وتشطير النواة و غزو الفضاء وتصنيع السحلب والجلة والاستفتاء.
هذا وذاك مرتبط بالقوم أو بالأخوة المنقسمين أو بالأصح المنفصمين.
(3)
هذا أو ذاك الإنسان المهمل طوال العمر.عندما يتذكره علية القوم. مرة في العام أو الأربعة أعوام أو السبعة أعوام.بل يزورونه.يصورونه في التلفزيون والصحف.يقولون له أنت الآن في يدك تقرير مصيرنا نحن الكبار..ماذا سيكون جوابه؟أية خرقة في الكون ستجفف عرق الخجل والاعتزاز والنفشة المباغتة؟
سيقول من أعماقه وبلهفة واضطراب وجنون:نعم وألف نعم.
أنا أصدق هذه ال نعم الدارجة أكثر من تلك ال لا المخاطية.
(4)
في الأسطورة الأولى كانت نعم مخاطية ولا نارية
(5)
مفرزات واحدة بعضها أكثر ميوعة من بعضها الآخر.
أكتب؟لا أكتب؟أكتب.
نور الدين بدران.
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟