أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد باقر الحسيني - عبد الكريم قاسم(قدس)والزعيم محسن الحكيم الجزء الثالث















المزيد.....


عبد الكريم قاسم(قدس)والزعيم محسن الحكيم الجزء الثالث


محمد باقر الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 1932 - 2007 / 5 / 31 - 11:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء الثالث ( سيرة السيد)

ان النقطة الأهم التي يرتكز عليها الجزء الثالث هو سيرة الرجل الذي حمل مهمة اسقاط اول جمهورية عراقية , فضلا عن مهمة مكافحة الشيوعية والوقوف بوجه اية خطوة اشتراكية مهما كانت , حتى لو خدمت هذه الخطوة الشريحة الاوسع من ابناء العراق , والذي يعرف الاسباب التي يتطرق لها هذا المقال , يجد ان هذه الأهداف التي حددها السيد لنفسه مبررة ومقنعة !! بالرغم من تعارضها مع الأهداف الانسانية التي يدعو لها الدين الحنيف , ومع سنن التطور والتقدم التي كان يمكن ان تتحقق , لو تحملت مرجعية الحكيم مسؤوليتها الدينية والوطنية على الوجه الأكمل , ويمكن القول جازما , اننا لم نصل لهذه النتيجة التي ينوء منها اغلب افراد الشعب العراقي , لو كان هدف المرجعية هو الله بما يجسد من قدسية في الأنسان نفسه , والوطن الذي يعيش به هذا الأنسان والذي هو بالتالي مقصد أساسي من مقاصد الشريعة السمحة. ان علم الرجال يوصلك بخيط غير مستتر لتصرفاتهم وسيرهم , وهنا لابد من الأطلال على السيرة الذاتية التي تتنكر لها المواقع والصحف التي تتناول سيرة الرجل , فكتاب سيرته اوقعوا انفسهم في طلسم العموميات , وكتبوا سيرته بأقلام مذهبة , وتفوح منها عطور ذات منشأ واحد , وبصيغ ثقيلة لايحركا الواقع المعاش ولاتعكس هذا السفر الطويل ( 1888 _ 1970) . فالسيد قد ولد وترعع في منطقة الحويش في بيت فقير كسائر بيوت النجف القديمة , ولم ينفع محل الوالد المتواضع والذي يبيع به التبغ فترة من حياته في تحسين الحالة المعيشية للعائلة , وقد وجد السيد منذ صغره ان اللباس المتوارث للعائلة ( عمامة خضراء - كشيدة), لم يطور من وضع العائلة لا بالجاه ولا بالمال ان قورنت بالأقران من عوائل العلماء والملائية , فضلا عن المستقبل الذي ينتظرهم بمجرد الحصول على شروط يمكن تحقيقها , والمثل الذي امامه قريب منه وملموس , فقرر مبكرا لبس العمامة السوداء والألتحاق بقاطرة المرجعية التي كان يقودها افاضل العلماء وعلى رأسهم السيد الحبوبي (قدس) , وطلب منه ان يلبسها له تبركا بيده الكريمه , وسأل الله تعالى ان يتقبل الدعاء ويحقق المراد .ولم يضيّع السيد وقتا , فأنكب على متابعة الدروس الدينية التي قررها المنهج القديم منذ مرجعية العلامة الحلي , وظل لصيقا بأكابر العلماء , وتعلم منهم مباشرة مباديء المنطق والتصرف الذي يليق بالمراجع الكبار , والتحق بالسيد الحبوبي عندما دعى للجهاد ضد الأحتلال الانكليزي للعراق في الشعيبة , في سابقة للمرجعية تثير فيك انت البعيد عنها بما يقارب من تسعين عام , معاني الرجولة والتمثل بالشهادة الخالدة لأبي الشهداء الحسين (ع) , فقد وقف السيد الحبوبي على حصان وبيده السيف وبصوته الجهوري القى بتمكن خطبة حماسية حركت حتى الصخر , ودوت اصوات الطبول وزغاريد النساء , فتحرك الدم الوطني الساكن , ولم يستطع احد من التخلف , فهذا الله والوطن امامهم وهذا ابن الحسين (ع) بعمرة الستيني , يحفز روح الشباب ويعطيهم المثل الذي يجب على المتصدر للدين والمجتمع حذوه . وكان عمق تأثير هذا النداء الأنساني , ان التحق معظم العلماء حتى من ذوي الأصول الأيرانية لحركة الجهاد هذه , وتحت تأثير هذه الأجواء التحق السيد , وامتزج هناك الدم العربي والكردي والايراني والتركي ,واكتشف الأنكليز حينها بعد انكسار الجيش التركي ان محور هذه الجموع من العشائر والأفراد هم رجال الدين وعلى رأسهم السيد الحبوبي , فكان هدفهم , فتوفى بحادثة يلفها الغموض في بيت طالب العنزي ( اب ناجي طالب)في مدينة الناصرية,. وقد عاد السيد بعد سبعة اشهر للنجف دون مساند عربي كالسيد الحبوبي يدفع به لتسنم المرجعية , فأنكب مجددا على متابعة الدروس الدينية وهدفه مشابه لهدف طلاب العلم في النجف كتاب يحمل اسمه وولد صالح, وكانت النجف تعج بالطلبه والعلماء , وكانت الأموال لها سالكة خاصة بعد ان تصدى للمرجعية علماء من اصول ايرانية , الذين سهلوا وصول اموال الأوقاف والنذور والعطايا والاموال الشرعية , وبدات جيوب طلاب العلم تدهن باموال جديدة حسنت من وضعيتهم , وبدأ كل عالم يدفع لطلابه بدون النظر لما يدفعه العالم الأخر , فترتب على ذلك حينئذ ان يحضر الطالب عند هذا العالم درسا وعند الأخر درسا آخرا , وذلك يزيد دروسه ومن ثم المبلغ الذي يحصل عليه , وان وفقه الله في تأليف كتاب واعجب المرجع فانه يحصل على منحة اضافية . مما ولّد ظاهرة مؤلفين في مقتبل العمر . وقداكتشف السيد بعد تلك المرحلة بحسه الفائق ان العمة السوداء والكتاب المذهب واللحية المرسلة , هي عدة العمل لكنها لاتحدد اكتشاف المرجع العام والأستدلال عليه , فالمال هو العامل الحاسم وليس المرجع الأعلم , فهذا الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قدس) لايدانيه احد علما وعقلا وخطابة وموهبة , لكنه لم يحصل على المرجعية العامة بل حسم المال المرجعية لصالح السيد ابي الحسن الأصفهاني , واستعان احد العلماء بأحد باعة الباقلاء في النجف كوكيل اوحد نظرا لشحة المال , وهذا العالم ( الشيخ علي كاشف الغطاء ) معروف بالعلم والتأليف. وخلال هذه الحمأة بالتفكير اكتشف السيد شيئا آخرا ,وهو ان الأنحدار العرقي والأثني هو من العوامل المهمة للوصول للمال , فالمثل السابق للشيخ كاشف الغطاء اعطاه الفكرة التي عزم على الشروع بتنفيذها وهو تغيير اسمه فمن (يعرف فطيمة في سوق الغزل) ومن يعرف الحكيم في اصفهان وقم , وهناك تكمن مصادر المال , فالبازار والحكومة الآيرانية يحبون تأمين أموالهم عند عالم من اصول ايرانية , فتطلع السيد حوله ووجد ان السيد كاظم اليزدي والسيد النائيتي والسيد ابي الحسن ينضوون تحت لقب واحد وهو الطباطبائي , ويمتاز السيد النائيني والسيد ابو الحسن بلقب الأصفهاني , فجلس بمفرده وأختار اسم الحكيم الطباطبائي الاصفهاني , وبما ان اضافة الألقاب مسألة غير ممنوعة ولا يحاسب عليها القانون ولا تخضع للتحقيق والتدقيق , ووضعها وضع الأنتساب للشجرة العلوية , وبما انها تفتح الطريق واسعا لانسيابية المال الذي يعرف اهله وقرابته , فلا بأس ان يكون الأسم طويل ومركب لكنه يعني ما يعنيه , وعندما سمع السيد البغدادي بهذا الأسم الجديد قال له عجيب !!! فأجابه بلي . انني قريب الكل العرب والفرس والأفغان !! ولم يمر هذا الموضوع دون تندر بعض الأصدقاء القدامى ودون مشقة ظاهرة في تعلم اللغة الفارسية , فتعلمها السيد وظل طيلة حياته يتكلمها بطريقة عربية مكسّرة , ولم يكتف السيد بهذا الحد , فلكل مرحلة القابها كالقاب الضباط والمسؤولين , فحذف لقب الأصفهاني في مرحلة متأخرة كي لايثير نعرة جهوية في ايران , وصاغ اسمه مطابقا لعدد الأئمة المعصومين لاضفاء القداسة على الأسم فكتبه ( العلامة المجاهد اية الله العظمى والمرجع الديني الأعلى السيد محسن الطباطبائي الحكيم ) , عند هذا الحد بدأت الشروط تتكامل وبدأت شمس مرجع جديد بالشروق , فجلس السيد في بيته الصغير في محلة الحويش في غرفة تحتوي على مكتبة صغيرة تتوسطها كتبه التي ظل يحلم ان يطبعها طبعة مذهبة , وانتبه الى ان البيت هذا لايناسب عالم بتلك الطموحات , ولا يستطيع به ان يستقبل تاجر ايراني واحد يصل معه الى نتيجة ايجابية , فركز هدفه على تبديل البيت ومن اين له ان يشتري بيتا جديدا او كبيرا وهو بهذه الحالة من الفقر ؟, فحاول مع احد اصدقائه من آل الخليلي الذي يملك بيتا بمواصفات حلم السيد يتميز بالحجم الملكي والقرب من الصحن الشريف , وبطرق ملتويه اخذ بيت صديقه هذا حياءا, على ان يسدد مبلغه ولم يسدد الا مبلغ ضئيل جدا ولحد الأن . وبهذه النقلة طلب من ابنه السيد يوسف ان يفتح سجل باعتباره الأبن البكر واكبر مؤتمن في عائلة الحكيم , يدون به اسماء التجار الأيرانيين من زوار العتبات المقدسة وعناوينهم في ايران , وبث العيون وتوزيع الأبناء العشرة للاتصال باكبر ما يمكن بهؤلاء الذين هم سر صعود المرجع وتبوأه المكانة الأسمى . ولم يك ذلك دون عقبات جمة فقد قرر شاه ايران عام 1929منع تدفق المال الشرعي للعراق وحصره في مرجعية قم , وهذا القرار كلفة شاهنشاهيته عام 1978لكن جزء منه ظل يتدفق على النجف فقد بلغ ما وصل للسيد ابي الحسن حسب رسالة صوت العراق مبلغا تجاوز النصف مليون من الدنانير العراقية , ولا تقتصر موارد العلماء في النجف على تلك المصادر بل يوجد مصدر خارجي آخر وهو خيرية الدولة الشيعية في الهند ( خيرية اودة), وهي عبارة عن اموال اوقاف هذه االدولة الغنية , فقد اوصى ملوكها ان تذهب موارد اوقافها للعتبات المقدسة الشيعية في العراق , وانتقل ابناء ملوكها للسكن في مدينة الكاظمية في العراق , ومنهم ينحدر الشاعر مظفر النواب , وقد شق احد ملوكها (سعد) قناة لايصال الماء للنجف ( جري سعدة) وشق الآخر (غازي) قناة أخرى هو الجدول في المنحدر الغربي للنجف , ومن تلك الأموال بنيت سدة الهندية وخان الهنود والمسجد الهندي, واستمر تدفق هذا المال للعلماء لغاية نهاية الخمسينيات من القرن الماضي . والمشكلة التي تصاحب الحصول على هذا المال هي الأتصال بالانكليز , فهذا المال مودع بالمصارف الأنكليزية وكان اللوبي الشيعي الهندي هو المستحوذ على هذا المال , وقد انتبه الأنكليز الى امكانية شراء الأصدقاء بهذا المال الشرعي , وقد حصل السيد المقمقاني على جزء من هذا المال جاء من بريطانيا بحجة نذر من الملكة , واستلمه السيد بعد ان اقنع خادمه الذي احتج على استلام اموال من الكفرة بالآية القرآنية ( ويدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون) . وبالمناسبة قان السيد محمد باقر الحكيم متزوج من ابنة المقمقاني , واسكن آل الحكيم المرحوم الشهيدالسيد محمد باقر الصدر في بيت المقمقاني الذي دفن في ذلك البيت . وبالرغم من الجهود التي بذلها السد محسن في الحصول على المال هذا لكن قوة الشيعة الهنود وتمكنهم من اللغة الأنكليزية وروابطهم , افشلت جهود السيد , اما المال المستحصل من العراق على شكل نذور او حقوق شرعية , فأنه ليس بالقليل , لكن الوصول اليه من الأمور الصعبة , فتلك الحقوق يجمعها عدد كبير من رجال الدين العرب, والذين أقاموا علاقات واسعة بالريف عن طريق التزاوج وربط العشائر بصلات القربى , وبعض منهم يتحدر اصلا من تلك العشائر , وهؤلاء نقلوا الريف للمدينة , بحيث اصبح للريفي مضيف وخدمات عديدة لايجدها الا عند هؤلاء الوكلاء . وبسبب صلتهم الدائمية بفقراء الريف اصبح ولائهم السياسي منحازا للفقراء ومنهم خرج شعراء الحداثة العراقية علي الشرقي والجواهري وبحر العلوم , ومن ابنائهم ظهر رواد اليسار النجفيين , وهم في الغالب يقلدون الوطنيين من العلماء , ولم ينجح السيد مع هذه الفئة بل نجح مع فئة صغيرة هي من اصحاب العلاقة بالأقطاعيين والبعثيين . لقد عرف السيد مصادر المال تلك وما علية الا ان يجد ّ الخطى للوصول للهدف وهذا بالحقيقة يحتاج الى زيادة في الاستثمار لزيادة الارباح وتعدد مصادرها , فاشترى بيتا في كربلاء واشترى بعد ذلك بيتا في الكوفة بعيدا عن الطفيليين من أهل النجف والحساد , لاراحة الأعصاب قرب الفرات وقرب قصر الملك لاستقبال علية القوم , واظهار السلطة التي تجاوزت حدود الزهد التي تلبسها معظم العلماء , واشترى سيارة كاديلاك لتوضيح الميول , وحاز على حاشية كبيرة , وعند قدومه للصحن الشريف , ينكسر حاجز الهدوء يوميا فالقادم شخصية تنافس رؤساء الدول , وينطلق صوت (حدّيد) بالصلاة على محمد وآل محمد ولولا الحياء لدقت الطبول ,كان عليه مسابقة الزمن للوصول لدفيء الحلم وآل على نفسه الجهاد ضد الكسل والسكينة , فبعد وفاة السيد النائيني عام 1936 أفضى لصديقه السيد محمد البغدادي بما يختلجه من افكار مختمرة في الذهن لغرض التصدي للمرجعية واخذها من العلماء غير العرب , كالسيد ابي الحسن الاصفهاني , فقال البغدادي ان كنت تقصدني فأني مازلت تحت الخمسين من العمر , والمرجعية تعطى حسب العادة لعالم كبير بالسن لكي لايبقى فترة طويلة بها ويتم التداول بدون احتكار او توريث . فأجابه الحكيم لا انها لي , فقال له البغدادي وانت كذلك تحت الخمسين ، ثم الم تدعي انك طباطبائي اصفهاني ؟ . ومن ذلك اليوم قرر عدم أفشاء سره لأي كان وحمل المهمة بمفرده . وتقرب بعدها جيدا من السيد ابي الحسن , وتعرف على زواره وعلاقاته ولازمه للتعرف على اسباب النجاح والقوة , وسافر معه لمدينة مشهد مرورا بقم واغلب المدن الأيرانية على الطريق , وهي سفرة كان جزء منها على البغال والحمير وتضم عدد كبير من طلاب العلم , والتقوا هناك بعلماء ايران واستقبلهم كبار البازار من الممولين والدافعين وممثلين من حكومة الشاه , ولم ينسى السيد تسجيل كل شاردة وواردة وتقديم الدعوى لزيارة النجف لمن يتوقع منه العطاء الجزيل . وهي سفرة استفاد منها تجربة عظيمة كان اقلها تجربة مستوى تكلمه اللغة الفارسية. وتعرف فيها على غريمه السيد البرجوردي الذي نافسه المرجعية بعد وفاة السيدالأصفهاني . وقد شهدت النجف شحة الأموال الواردة من ايران منذ نهاية الأربعينيات , فجرى الأعتماد على مال الأقطاعيين العراقيين , وكان الريف العراقي يشهد حركة ناهضة ضد الأقطاع , ومن ذلك كان انحياز مرجعية الحكيم ضد تلك الحركة الناهضة وضد قوانين الأصلاح الزراعي اللاحقة , فالمال الشرعي مال مشروط ومنحاز,لذلك كانت كل فتاوي السيد سياسية مغلفة بقشور دينية, وقد خطأ السيد فضل الله فتوى السيد ( الشيوعية كفر والحاد) مبينا خطأ استعمال الألحاد في تلك الفتوى ( البحث منشور) , وبدأ مع صعود المد القومي في مصر والشيوعي في العراق الأنتباه الى ضرورة مساندة رجال الدين رسميا من قبل دول المنطقة الصديقة لبريطانيا وامريكا , فقد كتب ايزنهاور ( علينا ان نبني من القرآن شيئا يناسب خططنا) ( هيكل 24/5/2007 محاضرة) فبدأ ت الاموال تتدفق مرة اخرى على السيد الحكيم , وشارك السافاك في مد يد العون والنصيحة والمشورة للسيد في كل مايمت للسياسة بشيء , وسكن بعض منهم النجف قرب السيد للقيام بهذا الدور , ويوجد شخص يمر به التاريخ والكتابات المختلفة مرور الكرام , وهو السيد طالب الرفاعي الذي لازم السيد وكلفه السيد بتشكيل حزب الدعوة مع السيد مهدي الحكيم وشخص ثالث اخفي اسمه عمدا لسبب ما!! وهؤلاء الثلاثة هم الذين دعوا السيد محمد باقر الصدر ومرتضى العسكري وكاظم الحائري والآصفي للانتماء لحزب الدعوة (يوجد مقال لاحق عنوانه محنة السيد الصدر) , والسيد طالب الرفاعي هو وكيل السيد محسن في القاهرة , يسكن في الزمالك ومتزوج من مصرية , راقبته المخابرات المصرية بسبب نشاطه السافاكي , وهو الوحيد من علماء الشيعة الذي صلى على جنازة الشاه , وهذا الشخص في الحقيقة مفتاح لكثير من الأمور غير المفهومة التي تكشف تورط السيد محسن بنشاط السافاك , ومايلي في هذا المقال يكشف المدى الذي قطعه السيد بعلاقته مع الشاه . سأله مرة الدكتور موسى الحسيني حفيد السيد ابي الحسن الأصفهاني عن مدى القسوة والأستعباد والظلم في ايران الشاه ؟ـ السيد : اعلم بذلك . د.موسى : لماذا لم تفعل شيئا ؟. السيد: أخشى ان اقول كلمة ضد الشاه فيسقط نظامه ولا نسمع بعد ذلك شهادة اشهد ان عليا ولي الله . د. موسى : اتفضل ان يبقى 50 مليون انسان في محنه وشقاء حتى يستمر ذلك في ايران ؟ . فهز السيد رأسه وقال الشاه رمز الشيعة ( شبكة اخبار العراق 1-4-2007) . وهذا يبين بشكل جلي كيفية تسخير الدين كذيل للسياسة وللمال,فكذب السيد وسقط الشاه وظلت شهادة اشهد ان عليا ولي الله تسمع من معظم مآذن ايران . وهذا الموقف ترتبت عليه امور شتى , فقد جاء السيد الخميني لاجئا للعراق , وكان مثلنا لايعرف مدى تورط السيد في خطط السافاك , فزارالسيد في بيته وحاول السيد الخميني ان يبعث فيه روح الحماس للآنتصار للدين اينما كان, وضرب مثلا بسقوط مئات من العلماء في تركيا ضد اتاتورك دفاعا عن الدين , وسوف لن ينساهم الشعب التركي . فأجابه السيد محسن بأستهزاء ظاهر : اتريدنا ان نموت حتى يذكرنا الناس!! . فضحك الحضور واحمر وجه السيد الخميني لهذه المفاجأة غير المتوقعة من السيد فقال له عليك ان تتذكرشهادة جدك الحسين (ع) . فأجابه السيد بنفس اللكنة من الأستهزاء : ولماذا لاتذكر جدك الحسن (ع) عندما صالح معاوية حقنا للدماء . فنهض السيد الخميني وخرج من البيت غير مودع من قبل السيد الحكيم. وحوصر السيد الخميني وقوطع وظل مراقبا من قبل السافاك بأشراف الحكيم نفسه , واشتكى السيد الخميني لله عز وجل قائلا ( لست ادري اي ذنب اقترفت لابتلى بالنجف في آخر عمري , فكلما تحركت خطوة واجهني معمموالنجف بالمعارضة والعراقيل ( ثورة الخميني ـ حميد روحاني ج2 ص492)هذا اللقاء هو لقاء بين اخوة في الدين والمذهب واعداء في السياسة والمصالح والأنتماء , لم يعرف الخميني ان هذا اللقاء هو بين ممثلي الشاه وممثلي الثورة الأيرانية الصاعدة. وهذا اللقاء ترتب عليه عدم زيارة السيد مهدي الحكيم لايران بعد الثورة , فضلا عن عدم استقبال السيد الخميني لاي عضو قيادي من اعضاء حزب الدعوة ( المقال محنة السيد الصدر سيفصل امور اخرى) , فهو كما بينت الأوراق التي اطلع عليها السيد الخميني ينتمون للنظام السابق . وواقعا فأن الدين لاعلاقة له لامن قريب ولا من بعيد بتلك المصالح مهما طالت اللحى وكبرت العمائم .وهذا التصرف العنيف من قبل السيد هو تصرف متأصل لاعلاقة له بالسماحة التي تسبق اسمه , فعلاقته بالعلماء والمحيطين به كانت علاقة متوترة ومصلحية , فعلاقته بالحمامي والزنجاني والجزائري والبغدادي وكاشف الغظاء اقل مايقال عنها علاقة عدائية يعرفها اهل النجف , وخلدت ذاكرتهم القويه احداثا لاتليق بعالم على هذا المستوى . كما كانت علاقته باهل النجف سيئة ايضا فلم يستطع ان يكوّن جماهيرية له في هذه المدينة , وكان كل المحيطين به ممن يعتاشون على عطاياه, وقد أخطأ بمحاربة غير التابعين له برزقهم , فحاول مثلا منع السيد جابر اغائي من العمل , وهو خطيب حسيني شجاع فرد له الكيل . وحاول منع فاضل الرادود بحجة ميوله السياسية , وقد فضحه فاضل من على المنبر واتهمه بأنه وراء حادثة تسميم السيد محمد سعيد الحبوبي في بيت طالب العنزي , وان تقرير الطبيب الهندي يثبت ذلك , وقد ورد ذلك في جريدة هي من ارشيف فاضل الرادود والعهدة على فاضل. واشتكى السيد بمرارة للسيد جواد شبر قائلا : لقد قضينا على الشيوعيين بالبعثيين , فكيف سنقضي على خدام المنبر الحسيني من اصحاب الألسنة الطويلة كفاضل وعبد الحسين وشهيد ابي شبع ومن لف لفهم ؟وتصرف مع بعض رجال الدين تصرفا مقززا , كأرسال الشقاوات لضرب بعضهم كما اسلفنا في المقال السابق , ولم يراع خدمة الشيخ محمد الشبيبي للمنبر الحسيني فترة زادت على الخمسين عام ,وهو والد المناضل المرحوم حسين الشبيبي, فحرم شراء بيته الذي عرض للبيع نظرا للحاجة المادية القاهرة للعائلة بسبب سجن محمد علي ومحمد الشبيبي ناشرا الدعاية من ان هذا البيت نجس , وعندما ارتد الراغبون عن الشراء , اشتراه السيد لنفسه بسعر بخس لاسكان السيد باقر الحكيم , ولغرض تطهيره من النجاسة, طلب من بلدية النجف تزويده بسيارة الأطفاء لغسل الارض بعد تهديم البيت !!! . ويتفاجأ القادمون من مناطق العراق الأخرى الذين ينظرون للسيد من موقع التقديس, رأي اهل النجف وما يتناقلوه عن السيد , وهو امر كان مخفيا واتضح لاحقا بتصرفات الذرية من آله . اما موقفه من الشعب الفلسطيني الذي يطبل له بعض الدعاة , فأنه موقف للآعلام ليس الا , فقد افتى بتخصيص اموال الزكاة التي تجبى في المناطق الفلسطينية للمقاومة ( وهب الأمير بما لايملك) وقد تبرع بمبلغ مائة دينار فقط للمقاومة الفلسطينية التي تجشمت عناء السفر للنجف مع فصيل فدائي في 1/1/1968, والمبلغ لم يك كافيا لاجرة النقل !!! . ولا يمكن تجاهل الحق من ان السيد قد صرف معظم الأموال الشرعية في العراق ولم يهربها للخارج , ولو قارنا المبلغ المقدر بالمليار لمؤسسة السيد الخوئي في لندن , فأن السيد محسن قد حصل بسبب مرجعيته العامه وسعة تحالفاته وعلاقاته على مبلغ يزيد عن هذا , وصرف جزء كبير منه في العراق لمكافحة الشيوعية والقضاء على حكومة عبد الكريم قاسم , وبناء مراكز زادت عن السبعين للدعاية له . ولم ينفعه ذلك عندما هاجمه البعثيون , وخلد للسكون بعد ان تبخر من ناصره , وتسبب بمآسي جمة للحوزة العلمية وشتتها وخلق العداوات بين أفرادها , وتخلف البحث الديني بالرغم من الأمكانيات المالية الهائله , واستمرت طوابير الفقراء والمحتاجين في النجف وتضررالشعب العراقي عامة والشيعة خصوصا ,ودفعت عائلته من الشهداء ما لم تدفعه عائلة مثلها . اعاذنا الله من تكرار تلك التجربة المرة , ونطلب من الله ان يجنبنا مكروه خلط الدين بالسياسة , فلاسياسة في الدين ولادين في السياسة .


محمد باقر الحسيني
النجف 28/5/2007

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش:
جاء في الفصل السابق اسم مظهر عارف والمقصود هو فؤاد عارف متصرف كربلآء
ذكر اسم محمد مظلوم / والمقصود هو كاظم المظلوم
المصادر التي تخص الفتوى من ان الشيوعي مرتد وحكم المرتد القتل وان تاب , واردة في مذكرات عبد الغني الراوي , وفي كتاب الدكتور عقيل الناصري عن عبد الكريم قاسم , وكثير من مواقع الكوكل .
مصدر مقابلة السيد للخميني موجودة في عدد من المواقع بالعربية والفارسية.
بعض من المصادر شفاهية كنت حاضرا بعضها او اوصلها بعض الثقات لي , وقد ارسل لي بعض الأخوة احداثا وروايات اخرى تشكل بحد ذاتها مادة صالحة للنشر .
اشكر جميع الأخوة من راسلني واقدر عواطفهم وتشجيعهم لكتابة ماكان غير منشور ويعرفه معظم اهالي النجف ،



#محمد_باقر_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد عبد الكريم قاسم قدس والزعيم محسن الحكيم - الجزء الثاني ...
- السيد عبد الكريم قاسم قدس والزعيم محسن الحكيم
- الحقوق الشرعية الضائعة بين المرجعية والوكيل
- المرجعية وفشل التنظيم الاداري والمالي


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد باقر الحسيني - عبد الكريم قاسم(قدس)والزعيم محسن الحكيم الجزء الثالث