|
2موت تحت الطبع ، إسحق فضل الله و تيار صحيفة الإنتباهة في السودان
محمد عثمان ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 12:00
المحور:
الصحافة والاعلام
و إسحق مستمر و نحن كذلك لا نكف فالرجل يعبث بالثقة التي يحوز عليها عادة أهل الكتابة و الرأي ، الثقة التي يطلب الناس في مقابلها الحقيقة . و الرجل يعلم مثقال تلك الثقة و لا ينظر إلي مثقال العبث بها و خيانة العقد الذي بين أهل الرأي و ( الجمهور ) ويدفع الرجل حجم تلك الثقة للسعي لنيلها فيهجر الهندسة الكاسدة ( إذ أنها تعمل في البناء فقط ) و يتجه للهدم و العيش علي الوقود المستخرج من زيت الجماجم .كم نأسف حين نتذكر أن أخآ له مثل أحباء لنا قد لاقي ربه في الحرب الأهلية و كم ناسف حين نتذكر أن رفيقه في( الهندسة و هجرانها) الطيب مصطفي فقد إبنآ له في تلك الحرب اللعينة .كلا الرجلين لم يلق ربه دفاعآ عن إنفصال الشمال عن الجنوب و إلا فلم يكن يتحتم علي أي منهما الخروج من دار أهله لكنهما قضيا و آخرين كثر من أجل وحدة البلاد حتي و لو بمعناها المتعسف و ليس علي الأسس الجديدة التي تواصي الناس عليها بالحق وبالصبر في نيفاشا . إذن لماذا يخون الرجلان أعزاءهما أولآ و بقية الشباب الذين كانوا هدفآ ل15 عامآ من الدعاية و التجييش عبر التلفزيزن الذي رأسه مصطفي و ساحات الفداء الذي كان واسطة العقد علي شاشة الموت تلك .أما كانت أرواح أولئك و تضحياتهم و ذكراهم تتطلب أن يحافظ الناس علي ما قدموا في ذاك السبييل .تلك قضية أخري لكن إسحقآ يخون تلك التضحيات. و إسحق يقدم لنا في متجره الكاسد بضاعة مغشوشة و ضارة و فاسدة و في كل ذلك فهو يطفف في الكيل و الميزان . و رغم هذا الكساد فإسحق لا يقلع و يقدم لنا في كل حين كنوستراداموس نبوءة بدمار هذا البلد فإن لم يكن فالكون كله . و بعد ثمانية عشر عامآ من كتابة تستعجل موت الجميع لا نري اعراض إقلاع عند إسحق و نتذكر أن مدمن الهيروين يرفض الإقلاع حفاظآ علي صحته بحجة أنه إذا اقلع الآن ثم خرج من هنا و تلقاه مجنون بالرصاص أو متهور بسيارة مسرعة فقضي عليه فسيكون قد قدم إقلاعه بدون مقابل و خسر متعة المخدر و الهيروين معآ. لكنا ندعو الله أن يقدم إسحق آخرته علي دنياه و إن يفكر بشكل أفضل من المدمن الذي ذكرنا. الكاتب لا يقدم لنا بضاعة مغشوشة فحسب لكنه يحسب أننا بلهاء (نحن القراء ) و انظروا إلي ما كتب في الإنتباهة 6/11/2007 (( لغة القبائل المقتتلة و مستوي تفكيرها هو ما يقود الجنوب الآن ..لكن ضباط إسرائيل لم يكونوا هم الجهة الوحيدة التي يعجبها غرس حكومة الجنوب في الطين – غرس سلفاكير بالذات – بل جهات أخري كثيرة كلها تتعارك الآن في جنوب السودان ، نكتب عنها واحدة واحدة ، ما لم تتعفن جثثنا في طريق الحاج يوسف .. ونكتب عن صلة جهات جنوبية بصناعة تمرد دارفور برعاية إسرائيلية ، و نكتب عن حركات دارفور كذلك بإسرائيل خصوصآ أن السيد عبدالواحد محمد نور – أحد قادة تمرد دارفور – حين يهدده المندوب الأمريكي للتوقيع ينظر إلي المندوب هذا في عيونه ثم يعلن أنه لن يوقع لأنه : يعرف من يستطيع إملاء الأوامر علي الرئيس الأمريكي نفسه ، هكذا قال ، و سلوا مجذوب الخليفة عن الحادثة ). الأمر مضحك و مثير لرفع الحاجبين حتي السماء ف (عبدالواحد) يعرف من يملي الأوامر علي بوش لكنه لا يحصل علي مجد من ذلك سوي منفي بارد في هولندا. و عبدالواحد يعرف ذلك الرجل الغامض لكن نانسي بيلوسي في الكونجرس في واشنطن لا تعرف و تتلقي علي منضدتها قرارآ أصدرته بمساندة غالبية أعضاء مجلسها يحمل رفض الرئيس له دونما إعتذار. و عبدالواحد يعرف ما لا يعرفه فيلاديمير بوتين و هو جنتاو وبرويز مشرف و فيدل كاسترو و هوغو شافيز . و عبدالواحد يعرف ما لا يعرفه أسامة بن لادن و أيمن الظواهري و...مقتدي الصدر . لكن عبدالواحد هذا لا يذهب لذلك الرجل الغامض و لا يفشي سره أيضآ لأي من السادة في السطرين السابقين . إسحق يطلب منا أن نسأل مجذوب الخليفة عن صحة روايته ف ( الما عندو شاهد كضاب ) لكننا لن نفعل ! و التأريخ المعلم الأكبر ما فتيء يقدم لنا دروسه بسخاء و يحدثنا أن الصحافة الدعائية تعتمد لها وسيطآ يظل في كل مرة مبتكرآ و مختلفآ و قد جرب السودانيون بلا هوادة الكتابة علي الحوائط و المنشورات السرية و الإذاعات غير المصرح بها و التصريحات في وسائل الإعلام الخارجية و مواقع النشر الألكترونية فلماذا لا يجرب اعداء السلام العادل (العادل ضمن ما هو متاح)منبرآ مبتكرآ فاصدروا صحيفة تطبع و تنشر في قلب الخرطوم . و نتعلم أن الصحافة الدعائية تعتمد علي الترويج للأزمة المفترضة و إنها تتكيء علي تكرار الأفكار حتي تترسخ في الذهن فتصبح بديلا للحقيقة ذاتها خصوصآ في غياب التصدي و الرد فما بالكم و نحن ابناء مجتمع ما زال يوقر الكلمة المكتوبة في الصحف و يدافع عن ذلك التوقير بالعبارة الخالدة " نشروه في الجرايد" و هو يتعشم ألا يأتي تلك الوسائل الباطل من بين يديها . لكل هذا ظل إسحق وفيآ لمنهجه الدعائي و مكررآ حد الملل، ف (في ساحات الفداء ) كانت كل حلقة بعد اخري تحدثنا عن حركة قرنق الإنفصالية و إنه قد كتب علينا الجهاد درءآ لخطر الإنفصال و حفاظآ علي وحدة البلاد فذهبت آلاف القوافل و التجريدات إلي الجنوب و لم تعد و لم يسائلن أحد نفسه حين يأوي إلي فراشه : لماذا كل هذا؟ و لماذا كان هذا ؟ و منذ أمد بعيد ولدنا فيه و نشأنا لزم البعض من شيعة إسحق يحدثنا عن ان ندوة الشيخ (الشاب حينها ) حسن الترابي في الجامعة كانت الشرارة التي أشعلت ثورة أكتوبر منذ البداية ثم اخرجت النار أثقالها و لم نك نأبه ، و قالوا إن ربيع حسن احمد القيادي الطلابي الإسلامي كان جندي تلك الثورة المجهول و المعلن و أقاموا حولية في كل عام يقص فيها الرجل ( المسكين ) قصص السنة الماضية ثم ترفع الأقلام و تجف الصحف . و السم المعطون في دسم الكلام يقول لنا إن الإسلام السياسي المؤمن بالديمقراطية هو الذي قاد البلاد وشعب البلاد نحو النور و الحرية . و بعد أربعة عقود و أعوام يكشف لنا إسحق أن ثورة أكتوبر هي مؤامرة قادتها الكنائس ، و للرجل كما دأب هذه الأيام شاهد ايضآ لكنه في ذمة عزيز مقتدر فيسقط في يدنا كيف نستوثق إن أردنا و لن نريد . كتب الرجل في الإنتباهة 30/10/2006 م :" و الشهيد محمد طه يكشف أن الكنائس هي التي تقود ثورة أكتوبر في السودان حتي تمنع عبود من حسم تمرد الجنوب الذي كان يقترب من نهاياته " و يستمر إسحق حتي يصل بنا بعد خطوة واحدة إلي ذكر أن "أكتوبر هذا هو الذي يقدم العام الخمسين لذكري محاكمات نورمبرج "لكنه لم يحدثنا عن محاكمة الصحفي و الناشر النازي جوليوس ستريشر الذي كانت آخر كلماته في يوم إعدامه 16 أكتوبر 1946 م "عاش ا هتلر"و لا نملك إلا أن نقول لا حول و لا قوة إلا بالله . و إسحق لا يتركنا دون تكرار، يتركنا لستة أشهر ثم يقص علينا القصة ذاتها ، في الإنتباهة 27/4/2007 م كتب الرجل :" و ثورة أكتوبر يكتشف الناس بعد عشرين سنة أنها لم تكن أكثر من شيء تقوده الكنائس ضد عبود .. لمّا ذهب عبود يطرد الكنائس من الجنوب بعد أن أصبحت تحرض الناس علي القتال " ، و بالطبع لاحظتم أن الناس هذه المرة هي من يكتشف قيام الكنائس بثورة أكتوبر و ليس (الشهيد ) محمد طه محمد احمد. لا علينا تبقت بضع سنوات فقط لنعرف من الذي قام بثورة الإنقاذ ! و إسحق لا يتركنا و شأننا لنتعلم من التاريخ بل يحرص علي إعادة نماذج فاشلة مازال التاريخ الإنساني المتخم بالموت و الضحايا يصب عليها لعناته . و القصة المعادة ( المستعادة ) تقول أن جوليوس ستريشر الذي أشرنا إليه كان شخصآ منخفض الذكاء أسس صحيفة تافهة من أربع صفحات بإسم المهاجم* و كانت فيما قيل تعتمد علي عناصر بسيطة هي تكرار الأفكار ، الجنس ، الكاريكاتيرات السهلة الفهم و المقالات النارية و الثورية إضافة إلي ما دأب مؤسسها القيام به و هو إلقاء الخطب في الأندية و المحافل و المدارس ( ليست هناك مساجد !!) فتحولت تلك المؤسسات من ساحات لأغراض مختلفة إلي إلي منتديات مستباحة للدعاية الفجة و في ظل غياب وسائل إعلام منافسة في الفجاجة و صل توزيع تلك الصحيفة إلي ستمائة الف نسخة ، نحمد الله أن الأمر عندنا مختلف جدآ. و القصص تستعاد فنقرأ للبروفيسور فرانك تشالك محاضرة** قدمها لمركز دراسات اللاجئين بجامعة يورك بتورنتو / كندا عام 97م وما زالت موجودة علي الموقع الإلكتروني لمعهد مونتريال لدراسات الإبادة و حقوق الإنسان أن الإعلام يمكن ان يلعب دورآ رئيسيآ في صناعة المذابح و الإبادة البشرية ب (تصوير الضحايا المستهدفين علي أنهم أشرار/ تشويه سمعة المساندة التي قد يحظي بها الضحايا من المجموعة الغالبة / تشجيع مشاركة الجماهير و تواطؤها علي إرتكاب المذبحة ) .واقرأوا الإنتباهة لتعرفوا الإثنين ( الأسود) و الثلاثاء ( المجيدة ). ما يلفت البروفيسور تشالك النظر إليه هو عين ما يفعله الكاتب الموهوب إسحق في الإنتباهة بحرص ملحوظ : تقديم الجنوبيون علي أنهم أشرار و قتلة / إتهام من يساندهم من الشماليين بالخيانة / و تشجيع الناس علي المشاركة في العداء بتمجيد من كانت لهم سابق مشاركة في هكذا شر . كتب إسحق في الإنتباهة 6/11/2006 :" لكن لجنة القوات المشتركة تخرج قائمة من جيبها و تقرأ اسماء الجنود المعتقلين ، رقيب اليكس لورو تومبي نمرة 782513 ،اللواء جوبا، الكتيبة ك ، القبيلة باريا ، العمر 36 سنة و جندي صمويل اموايو اوكوكور و .. و.. و عندها تتذكر الحكومة إنها إعتقلت هؤلاء نعم لكن لن تروهم و حكومة الجنوب تفاجأ بشيء آخر و ترتبك و عندها تقول الحكومة : نعم تروهم ولكن دون سؤال ثم.. ثم ..!! و الحكومة التي قتلت جنديين اخرين أمام منازلهم في حملة الإعتقال ذاتها يوم 20-10-2006 م ظلت ترفض أن ينقل الجثث أحد للدفن حتي مساء اليوم التالي و حتي إنتفاخ و تعفن القتلي ". بالقطع حين نورد هذا المثال لا نهدف لإبداء أي وجهة نظر فيما حدث إذا ثبتت صحته فلسنا في هذا السرد لذلك الغرض و لكنا نورده كمثال تطفح بأشباهه كتابات إسحق عن الجنوبي الشرير و صديقه الشمالي الخائن . و نعود من حين لآخر بينما إسحق باق علينا و (باغ ) منذ سنوات نكتشف فيها إن الرجل كذلك يكذب ، و ما فتئنا نتلقن من أئمتنا أن الكذب كبيرة في نظر الفقهاء و عند الجمهور أيضآ و فيما نفهم فالكذب هو الإستعاضة عن الحقيقة بما عداها لتحقيق مآرب بشكل غير شريف و مناف لمكارم الأخلاق . و ما فتئنا نتلقن من أئمتنا أن الطعن و اللعن و الفحش و البذاءة ليسوا من الإيمان و أعجب هل يلقن إسحق مأموميه و قراءه نفس ما تلقنا أم يغرف لهم من أوعية أخري ، فإسحق ينهش الأعراض و يكتب أن فلآنآ – ويذكره بالإسم – متزوج من سيدة أجنبية (كانت من الطبقات الكادحة ) ، هكذا يصفها و كلنا سيذهب إلي فهم هذه العبارة مذهب إسحق إذا شهدنا الوصف هذا في محل الذم . نطاطيء نحن القراء رؤوسنا خجلآ و حياء و نبقي كما يقول المصريون ( في نصف هدومنا ) إذ نقرأ لإسحق الكاتب الإسلامي و هو يزعم أنه يكتب دفاعآ عن الإسلام فماذا ترك الرجل لأعداء الإسلام و الأديان و الأخلاق و الناس أجمعين ؟. و تستمر حلقات النهش و الكاتب يداعب ذكاءنا أو غباءنا – لا أدري – فبقليل من الجهد، لو أردنا ، يمكن أن نعرف من هو السيد (س) الذي سيأتي ذكره في معرض ما كتب إسحق في الإنتباهة 27/4/2007 : ( و الحديث عن السودان الذي يجمع كل المتناقضات يقود إلي حياة السيد الكاتب و الدبلوماسي الشهير (س) الذي يكرع أفكارآ شيوعية حارة و دعوة للإنطلاق تصبح إنطلاقة ثم يبتلي بزوجة أجنبية تقوم بتطبيق آراءه هذه ذاتها و الرجل يموت كمدآ و هو ينشق بين سودانيته وبين شيوعيته و بين ما يؤمن به عقله و ما تؤمن به عروقه ) . هل ما يكتب إسحق دعوة للآخرين لينالوا من خصومهم الإسلاميين بنفس الطريقة و هل هذا يتواءم مع مادعا إليه سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد (ص) من دعوة لستر المسلمين مقابل الستر يوم القيامة .إسحق لا يريد الستر يوم القيامة و هذا أمر بيّن مما كتب إلا أن يكون في غفلة لم يسمع بها حديث المصطفي (ص) : " من ستر مسلمآ ستره الله يوم القيامة" و حديثه : " يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه ! لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته و من تتبع الله عورته يفضحه و لو في جوف بيته" وحديثه :" أثقل شيء في ميزان المؤمن خلق حسن إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذئ". و لإسحق الخيار في طلب الستر يوم القيامة من عدمه لكنه ألا يحسب ان للسيد ( س) عشيرة و أهل و أنسباء و قبيلة يسوءهم أن يناله ما نال من كيد إسحق و ربما كان فيهم البعض ممن إنتمي لحزب إسحق ؟ و إسحق يمد لسانه وراءنا حين نغادر مقالاته و يقول لنا يا اغبياء دون ان يقول . و من دون أن نعلن أي مواقف مع أو ضد محكمة جرائم الحرب في لاهاي - فليس هذا المقام لذاك الأمر – يقدم لنا إسحق زبدة تحليله : لاهاي تبتز السودان ! و يكتب هذا المعني في الإنتباهة 4/3/2007 م تحت عنوان حتي نفهم ما قالت لاهاي : ( أحد أبرز خبراء الإستخبارات يقول لنا .. الصناديق التي تنوء بها الجرارات و التي تتوقف عندها كاميرات محكمة لاهاي .. هل تحتشد كلها بالسطر الذي يتهم السيد هارون أم أن توقف الكاميرا طويلآ هناك هو شيء يقول للسودان : عندنا الكثير للتفاهم ) ! هكذا هو التضليل فلا يحدد لنا إسحق من هو هذا خبير الإستخبارات البارز هذا و لا نمانع فالسر في محل السر و الجهر في مكان الجهر ، و لا يخبرنا إسحق هل هذا الخبير البارز سوداني أم غير ذلك و هل هو بارز عالميآ أم محليآ و لا يشف غليلنا إذ لانعرف هل هو خبير إستخبارات يعمل في جهاز حكومي أم في منبر السلام العادل . و إسحق مخطيء و كذلك خبيره إن وجد فالصنادبق كما قد يدرك أي تلميذ لا يمكن أن تحتوي علي سطر واحد لكنها تحتوي علي تحريات و شهادات و مظالم ووثائق و سيرة لموتي و أحياء . Does this make sense ? نعم فهو أقرب للعقل مما ساقه إسحق حتي وإن لم ير كلانا ما في الصناديق لكن إسحق الذي يتحر الكذب و التضليل يحاول أن يبيع لنا معلومة خاطئة و تحليلا فطيرآ هو أول من يدرك بلاهته بان التهم الموجهة ضد احمد محمد هارون تاتي كعقاب له من أوروبا علي عدم وقفه لحملة صحفية ضد المنظمات كانت تقوم بها صحافة الخرطوم فيقول في النقال نفسه ( حتي نفهم ما قالت لاهاي ) : ( و حديث أوروبا يقود إلي الإجتماع الضخم الذي تعقده سفارات أوروبا مع السيد أحمد هارون قبل شهرين و تتساءل في ذعر عما إذا كانت الحملة الصحافية التي تتحدث عن المنظمات عملآ حكوميآ .. و تطلب إيقاف الحملة .. و السيد هارون حين يعتذر عن إيقاف الحملة الصحفية بحجة (حرية الصحافة ) يصبح هدفآ للسفارات هذه ، لا بد من إبعاده و حكاية السيد هارون مع السفارات صراع لا أضراس ودماء نقصه في الأيام القادمة ). هكذا و نحن أغبياء لا نعلم أن هارون أعجز من أن يوقف مقالة صحفية واحدة في أكثر الصحف نفاقآ .و نحن لا نعلم ألا أحد يخطب ود هارون في كل السودان فالرجل أداة في يد السلطة أكثر منه شخص نافذ و مؤثر و شريك فيها . و لينظر إسحق و هو يقول مثل هذا الكلام في عيون قرائه إن استطاع و سيعرف الأثر . هكذا يقول لنا إسحق ان أوروبا العاقلة و العالمة و القاسية القلب تتصرف بهذه البلاهة تطلب وقف حملة إعلامية في بلد لا يطبع سوي بضع عشرات من آلاف النسخ موزعة علي عشرات العناوين ، و لا يشرح لنا ان عمودآ واحدآ في نيويورك تايمز أو واشنطن بوست قادر علي الإتيان بما لاتستطعه كل وسائط الإعلام في بلد أفريقي عربي ممزق و فقير . هناك صحف يتهافت رؤساء الدول و ملوكها علي الكتابة فيها أو الظهور علي صفحاتها و أوروبا الغبية العاجزة تخشي حملة صحفية في السودان . و أوروبا التي تغضب من أحمد هارون فتجعله أسيرآ في السودان علي إتساعه يعجزها رجل عجوز في الثمانين ك ( روبرت موغابي ) و لا تستطيع تلبيس تهمة واحدة له فهارون هو من يغضبها لا موغابي . و أمام روبرت موغابي تعجز أوروبا كلها ودول الكمنولث كلها و الجنس الأبيض كله لكن طاقات أوروبا موجهة للإنتقام من السيد وزير الدولة للشئون الإنسانية السوداني فهو و ليس موغابي من تجرأ علي إثارة حفيظتها بحفاظه علي حرية الصحافة في بلاده . و يحسب إسحق أننا نحمل صخورآ علي أكتافنا لا أدمغة فيحدثنا في نفس المقال "ثم آخر يحدث عن يورانيوم دارفور الذي تبلغ كثافة وجوده درجة تجعل بعض المناطق هناك غير صالحة للزراعة .. لكثافة الإشعاع و الثرو تجذب لعاب الدول والدول تمتطي حتي الآن ظهر المنظمات ". أما كان من الأفضل لإسحق و قد صمم علي أن ينال منا خداعآ أن يقول لنا إن الدول الغربية تريد السيطرة علي موارد اليورانيوم خوفآ من تسربه إلي دول مارقة في غمرة هذا النزوع نحو الحصول علي هذا السلاح الفتاك من قبل الدول الصغيرة و الكبيرة علي السواء . لكن إسحق يقول لنا إن ثروة اليورانيوم هي التي يسيل لها لعاب الدول (التي تمتطي حتي الآن ظهر المنظمات ) في حين أن الكاتب بالقطع يعلم أن اليورانيوم المكتشف الآن حول العالم أكثر من حاجة العالم إليه و إنه أذا أخرجت الأرض الأسترالية أثقالها من اليورانيوم لأصبحت القطعة منه مثقالآ بدينار أو يقل ، أين إذن هي الثروة ؟. و إسحق يقول لنا أن كثافة الإشعاع تجعل بعض المناطق غير صالحة للزراعة و بهذا تصبح لدينا معادلة علمية سهلة لإكتشاف اليورانيوم دونما حاجة لشركات وتنقيب هي( أرض غير صالحة للزراعة = تساوي يورانيوم شديد الكثافة )أو كما قال. و هنا دونما استطراد يحضرني قول درويش بهي حدثني ذات مرة عن أن أرضهم فيها بترول و أن شيخه خرج ذات يوم من صلاة الجمعة ثم تناول قبضة من التراب بأصابع ثلاث (وسطي وسبابة وإبهام ) ثم قرب ذلك التراب إلي أنفه فشمه فوجد فيه رائحة جاز مما ساعده علي التصريح باكتشافه الهائل . قلت لصديقي الدرويش هات شيخك هذا و أنا أشغله في شيفرون فلا تحتاجون بعدها إلي إستخراج بترول قريتكم أبدآ !. و إسحق ليس غبيآ بل هو يأمل و يعمل بلا هوادة لنقل الجدل من مأساة دارفور إلي ملهاة يورانيوم دارفور، و لكن هيهات ! فالعالم الآن غير معجز للحصول علي اليورانيوم . نحن نحاول أن نغلق الآن ملف ما كتب إسحق إلي حين .. نقرأ ، و نقرأ بتلذذ دراسة الدكتور الباقر العفيف ( متاهة قوم سود ذوي ثقافة بيضاء ) و دونما نوافق علي جملة ما ذهب اليه الباحث المرموق نتذكر إسحق فنأسي و لا نضحك . و نستذكر سيرة صاحب الأغاني كاتب عصره الألمع و مثقفه الأبرز و نعرف أن أباالفرج الأصفهاني كان يبدو دائمآ متسخآ ، رث الثياب ، قليل العناية بمظهره و قد رفض أحد القضاة- في ذلك العصر - شهادته ذات مرة لهذا السبب . لكنا لا نتذكر في هذا المقام إسحق و قد رأيته مرة و احدة فما افتتنت . و نقرأ عن كراهية الذات في رواية توني موريسون الرائعة ( العيون الأكثر زرقة ) فنعرف ان البعض يكرهون لون جلدهم و يأملون أنه لو كان فقط ، أبيض قليلآ و يحسبون أنه كلما ابيضت جلودهم ارتفع قدرهم بين الناس و لايدركون أنهم مرضي بمرض قديم و معروف سماه الناطقون بالإنجليزية الكولوريزم*** ، نسأل الله السلامة. و سنتوقف عن الحديث عن إسحق هنا إلي حين لكن قبل أن نغلق هذا الملف نذكر ما قال الرجل عن نفسه في(الإنتباهة 23/4/2007 م ) بعنوان عبدالسلام محمد خير و سيرة كاتب سيرة "عبدالسلام ..عبدالسلام .. عبدالسلام..أكتب عني بعد أن أموت وسوف تجد نفسك في ورطة حقيقية فإن أنت كتبت عن حلو أخلاق إسحق فضل الله كذبت وإن تكن الأخري خسرت ". و لن نزيد. ____________________________________________________________________ *Der Sturmer **http://migs.concordia.ca/occpapers/radio_pr.html ***Colorism
#محمد_عثمان_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موت تحت الطبع ، إسحق فضل الله و تيار صحيفة الإنتباهة في السو
...
-
الحزب الأتحادي الديمقراطي ، التباسات الخفة و الثقل
-
في تداعي سائر التجمع الوطني السوداني بالسهر والحمي ،الحزب ال
...
-
في تآكل المنسأة ، أو عن كيف خسر التجمع الوطني السوداني المعا
...
-
في تآكل المنسأة أو كيف خسر التجمع السوداني المعارض ذاته والع
...
المزيد.....
-
-لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د
...
-
كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
-
بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه
...
-
هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
-
أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال
...
-
السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا
...
-
-يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على
...
-
نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
-
مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
-
نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|