أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الشهيد قاسم حسين صالح!














المزيد.....

الشهيد قاسم حسين صالح!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 12:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنت أتصفح Googol لأطلّع على ما جمعه عني من كتابات . وحين وصلت الصفحة الرابعة قرأت الآتي : الشهيد قاسم حسين صالح .
ولأنني أدرك بكامل قواي العقلية أنني حي أرزق ..ضغطت على الموقع لأتبين أمر " استشهادي " ، فوجدت الآتي :
الاسم : الشهيد قاسم حسين صالح
البلدة : الهرمل
العمر : 22 سنة
تاريخ الاستشهاد : 16/11/1983
وتبين أن الشهيد شاب فلسطيني ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، مع أمنية صادقة له : أن يكون قد استمتع بحوريات الجنّة ليعوض حرمانه من الاستمتاع بحوريات الدنيا ، اللواتي ،مهما أمتد بنا العمر ، لا يملّ الاستمتاع بهن " بخاصة الفقس الجديد !"، وكأن أكثرنا ينطبق علينا قول نزار قباني :
عشرون عاما بدرب الهوى
وما يزال الدرب مجهولا
فمرة كنت أنا القاتل
وأكثر المرات مقتولا
عشرون عاما يا كاتب الهوى
ولم نزل بالصفحة الأولى !.
والذي أدهشني : كيف جاء تطابق الأسماء بيني والشهيد رحمه الله بهذه الصورة الثلاثية !. فلو أن اسم أبيه وأبي كان " محمد " لكان التشابه واردا ، حيث جرت العادة أن يكنّى من أسمه محمد بـ " أبو قاسم " . لكن تباعد الأسماء يجعل مسألة تطابقها " الثلاثي " نادرة . والحمد لله أنها حدثت بهذه الصورة . إذ يذكر أن هنالك أكثر من حالة جرى فيها إعدام شخص بريء " في سجن أبو غريب " لتطابق أسمه مع شخص محكوم بالإعدام. وحصل أن قتل عشرات الأشخاص " بعد التحرير " لتشابه بالأسماء ليس غير !.
ولأنني أكتب دراما فقد رحت أصنع لنفسي مشهدا تراجيديا : ماذا لو أنني استشهدت فعلا ؟!. وكان هنالك أكثر من سيناريو :أن استشهد بعبوة ناسفة وأنا في طريقي للجامعة . أو بسيارة مفخخة وأنا ذاهب للسوق . أو برصاصة طائشة في حادث سطو على بنك رحت أسحب منه أو أودّع!. أو مواجهة بين الشرطة ومسلحين وأنا في طريقي الى محلة السنك لشراء إطار لسيارتي .أو بطلقة قنّاص وأنا ذاهب الى الإذاعة لتسجيل برنامجي " حذار من اليأس ".
كل الاحتمالات واردة . وكلها تجمعها الصدفة . فأنا لم أستشهد لأنني رميت بنفسي على انتحاري أراد تفجير نفسه في جمع من الناس ، كما فعلها شهيد بحق في شارع فلسطين العام الماضي . ولم أستشهد لأنني وقفت بوجه صاحب المفخخة التي فجرّها في شارع المتنبي . كل ما في الأمر أن الصدفة وليس القرار المسبق ..هي التي جعلتني شهيدا .
وتابعت المشهد..فرأيت جنازتي قد حملها معارفي " وربما بعض قرّائي وسمّاعي " ومن يبحث عن أجر أو ثواب ، وان جزروا ..وأنه دخل بينهم انتحاري وقتل منهم ما قتل ، كالذي حصل في الفلوجة مؤخرا، مع أنني رجل مسالم ولست محسوبا على هذا أو ذاك . وعند هذه الفاجعة المهولة هل يبقى تابوتي " أنا الشهيد " محمولا على الأكتاف ويبقى المشيعون يرددون "لا اله إلا الله .. والله يرحمه " ، أم سيرمون به وينشغلون بما هو أفجع ؟!.
والأوجع : هل ستلعنني زوجات من قتلوا في موكب تشييعي ! ويقول عني المتفرجون : " اشتعلت روحه !؟.
لقد تشوهت المعاني التي كانت جميلة في المجتمع العراقي .وتخلخلت مواقع القيم السامية في منظوماتنا القيمية ، وأسماها قيمة " الشهادة ". ويبدو أن التحليل السيكولوجي لهذه الكارثة الأخلاقية هو :
إن تكرار الحدث المؤلم أكثر من المعقول ، وانعدام التوقع بنهاية له
يؤدي الى خفض قيمة ذلك الحدث .
ولك أن تضرب مثلا على ذلك بـ " قيمة الحياة " . فعند جيلنا نحن الكبار ، كانت قيمة الحياة تحتل المكانة الأولى في منظوماتنا القيمية ، فيما تراجعت هذه القيمة لدى الشباب بعمر ثلاثين فما دون بسبب تكرار مشاهدتم ورؤيتهم للقتلى مذ كانوا أطفالا. ألا ترون ..حتى " الحزن " عندنا قد فقد قيمته وأصبح الآن باهتا من غير طعم .
والحق أقول إنني لو خيّرت بين أن أكون شهيدا بعبوة ناسفة أو سيارة مفخخة وبين الانتحار ،لاخترت الانتحار ..على الأقل لأن فيه صرخة احتجاج من أجل الذين يستشهدون رغما عنهم .
مع تمنياتي بطول العمر للجميع ..في عراق بهي .



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزاجنا... ومزاجهم
- شيزوفرينيا العقل العربي
- بارنويا
- في مكتبي .. إرهابي !
- العنف.. والشخصية العراقية
- دماغ العراقي
- اسلامفوبيا
- ما للمجلس العراقي للثقافة وما عليه
- أسرار النساء
- المأزق الثقافي العراقي- تحليل سيكوسوسيولوجي لحالة الثقافة وا ...
- السياسيون أصحاء .... أم مرضى نفسيا
- ضحايا الأنفال .. والحق النفسي
- كبار الشيوعيين ...أبناء معممين - الحلقة الأولى -!
- الحكومة والبحث عن يقين
- الشعر الشعبي... ندّابة المازوشيا الممتعة!
- العلم العراقي
- العرب.. وقراءة الطالع
- جيل الفضائيات
- أغلقي عينيك وفكّري في إنجلترا
- السيكولوجيون العرب وتحديات العصر


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسين صالح - الشهيد قاسم حسين صالح!