|
الاحتلال.. والمقاومة.. والتحرير ..عناوين.. لخطاب سياسي متناقض
طلال شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 12:20
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الدلالات السياسية في بنية الخطاب العراقي، بمفاهيمه، ومقولاته، وقيمه، ومرتكزاته ...غالباً ماتفقد معناها الاصلي وتحتاج الى أكثر من قاموس، حين تقع في دائرة التفسير والاستخدام السياسي المضلل، لقوى تقاتل في أخر خندق تتمرس فيه، فالمسألة بالنسبة لكثير من القوى السياسية العراقية سواءً في السلطة أو في المعارضة، قضية موت اوحياة ولامانع من خلط كل الأوراق وخلط المواقف وأي شيء، فالحقيقة في عرف هذه الجهات هونشر الالتباس وتحقيق المبتغى، بغض النظر عن نوع الأساليب التي تستخدمها والانطباع الذي تتركه والضرر، الذي ينشأ ، فالمهم أن يتقدم مشروعك السياسي وتقصي خصومك ومنافسيك، فالحكمة، تقتضي منك أن تفسد وعي الناس وتشتته وان تجعل مفاهيم مثل الحقيقة والمصداقية والشفافية، والثقة المتبادلة، مفاهيم مهجورة، هذا هو الأصل في العمل، وكلما كان الإبهام والاستشكال يحيط بخطواتك وخطابك، فذلك اضمن لبقائك مدة أطول، هذه بعض ملامح المشهد العراقي وهو يتلوى ألماً من قسوة وفساد سياسيين، يحملون أكثر من وجه ويتكلمون بأكثر من لسان وأنت ترنو إليهم فاغرا فاك مشدودهاً، دون أن تدرك رطانتهم ومتى يكفون عنها او يكفيك شرها قدر منتظر......
كان سقوط صدام ونظامه الديكتاتوري في 9 نيسان 2003 كارثة وهزيمة وإزاحة لقوى ارتبط وجودها ومصالحها واستمرارها بوجود النظام ، وشكل سقوطه صدمة تاريخية هزتها من الأعماق وقلبت حساباتها ومصيرها،مثل هذه القوى لاتجد مناصاً من إيجاد منظومة تقاوم هذا التحول العاصف الذي ألقى بها على هامش التاريخ، وجردها من امتيازاتها ونفوذها ، وبالتأكيد يصبح إسقاط القوات الأمريكية لنظام صدام غزوا واعتداءا واحتلالاً ليس الا، وتصبح المقاومة منطوقاً وسلوكاً مبرراً لمجابهة المحتلين، وليس في الأمر غرابة ناهيك عن القوى الاسلاموية المتطرفة من السنة والشيعة، التي لها أكثر من سبب وتعليل لرفع السلاح وقتل وتدمير كل من يقف في طريقها اولايقف ، فالأمر بالنسبة لهذه القوى العقائدية توجه مبدأي، لايقف عند جزئيات البرئ والمذنب والفوضى والأمن، فهذه تفصيلات هامشية، تطوى تحت جناح الهدف الكبير وهو بناء دولة الله على الأرض . أن سقوط صدام بيد الأمريكان، كان أيضا انعطافاً تاريخياً لقوى اجتماعية عراقية كبيرة وضعتها نتائج التاسع من نيسان في قمة الهرم السياسي الحاكم وأعطت لأغلبها النفوذ والسطوة حتى خارج التكليف الحكومي المحسوس، ولا يعني الأمر لنا شيئاً سواءً اعترفت بذلك أو لم تعترف، فعندما تعلق الأمربأسقاط نظام صدام تعاملت هذه القوى مع هذا الواقع الجديد بمنهج برغماتي واستثمرت هذا السقوط لصالح رؤيتها وخطابها ونفوذها، السياسي وهذا غالباً ماتنساه وهذه عادة أدمنت عليها، ولكنها بشكل انتهازي كثيراً ماوظفت معاني السيادة والقرار والوطني ووجود المحتلين لدواعي سياسية ضيقة ودعائية، وأصبحت قضية خروج الاحتلال كقميص عثمان، ترفع للمزاودة والتضليل دون أن يحظى المواطن العراقي بتفسير مقنع لدواعيها. أن الكثير من القوى التي تطالب برحيل القوات الأمريكية وجدولة انسحابها تدرك بالضبط ماذا سيحدث، لو انسحبت هذه القوات تحت وطأة ضغط سياسي أو عسكري في غياب كيان وطني عراقي قادر على سد الفراغ في ظل احتراب وتشرذم سياسي يتناهب الجسد السياسي العراقي بكافة تكويناته لم تعرف آفاقه ونهايته، في السياق نفسه تصر النخب السياسية العراقية بأسثناء بعض القادة القليلين، على التواري خلف مواقف وخطابات متناقضة مبتورة والمواطن العراقي أخر مايحصل عليه هو المزيد من التشويش، فالبرلمان مثلاً وهو ينقل جلساته مباشرة عبر الفضائيات الى الناس، لم يملك جرأة طرح موضوع الوجود العسكري للأمريكان، كرسالة سياسية مسئولة تضع المواطن في قلب الحدث من خلال مناقشة موضوعية تشرح أهمية وضرورة وجود القوات الأمريكية في العراق حالياً من عدمها،لكن العكس هو الذي نلحظه من خلال خطاب متناقض تحريضي بل هنالك من يشيد بالمقاومة التي تقود الكفاح ضد المحتلين ... مازالت قضية الوجود العسكري للأمريكان في بلادنا خارج مفهوم الموقف السياسي الناضج ،اذ لم يجرتناولها خارج زخم الشعارات المظللة والتوظيف السياسي الضيق، وبقى وجود القوات الأمريكية أو رحيلها موضوع غامض بالنسبة لمواطن يبحث عن الحقيقة خارج دهاليز المناورة والحسابات الإقليمية وضغطها.ألخطاب الرسمي عموماً والمتعلق بالموقف من بقاء القوات الأمريكية أو رحيلها من بلادنا، سمه ماشئت، احتلالاً، تحريراً،كمفهوم وعقدة سياسية يعاني من قصور إيصال معناه وحقيقته الى المواطن العراقي الذي اختلطت عليه الأوراق ولم يعد يدرك السبب الرئيسي للتدهور هل هم المحتلون الأمريكان، الإرهابيون الفساد السياسي المحاصصة الطائفية، الميليشيات أم جميع هذه الأسباب مجتمعة وغيرها....، لكن المواطن في المحصلة النهائية من حقه أن يعرف بالضبط وبكل شفافية وصدق سياسي من أولئك السياسيين الذي وضع مقدراته بعهدتهم أن يجيبوه..! عن أهمية بقاء أو رحيل القوات الأمريكية ، وفي أي تصنيف يضعها هل هي قوات احتلال أم قوات صديقة ، ماهي صفة الجندي الأمريكي، الذي يموت وهو يقاتل الا رهابيين في مناطق مختلفة من العراق، وإذا كانوا محتلين لماذا نطلب دعمهم في تثبيت الأمن ولماذا يشاركون جيشنا في مقاتلة ألارهابين والخارجين على القانون ولماذا نوجه لهم اللوم والمسؤولية، إذا قصروا في هذا المجال اوذاك، الم يكونوا هم ودولتهم جزءاً من المشهد السياسي العراقي واستحقاقاته هل هم غزونا ونحن غافلون كلها تساؤلات مشروعة لم تحظ بأجابات شافية..! في الكثير من المجالات السياسية الساخنة لم يتعامل اغلب القادة المتنفذون بثقافة حس المسؤولية في مواجهة المفاهيم السياسية ذات الوقع المصيري والتي تحتاج الى شفافية، ويسموا الأشياء بأسمائها ويتجنبوا الطلاسم والتأويلات، ويشرحوا للعراقيين بصورة نبيلة وصادقة وبصبر جميل، أهمية وجود الجيش الأمريكي في هذه اللحظات المصيرية، وان مقاومته بوصفه محتلاً لاتتناسب ودوره وأهميته في هذا الظرف العصيب في ظل مرتكزات مركبة سياسية واقتصادية وأمنية توفر الحماية للعراقيين وتمنع البلاد من الانزلاق نحو الحرب الأهلية، فرفع السلاح في وجه الجيش الأمريكي في هذا المنعطف الخطير سيخلط الأوراق وسيصبح مبدأ كل شيء مباح في الحب والحرب عنواناً ومسلكاً لكل انحراف وفساد وعدوان يمارسه أي خارج عن القانون والأخلاق وحتى الجيش الأمريكي سيجد عناصره تنزلق نحو ممارسات وانتهاكات لااخلاقية وهو ماحدث ويحدث ألان عندما نضعه أمام التداعيات الخطيرة لشعار مقاومة المحتلين الذي ترفعه الكثير من القوى خارج مفاهيم الاحتلال والتحرير. أن جعل الجيش الأمريكي يؤدي مهمته بعيداً عن الضغط والمواجهة سيصب في مصلحة العراقيين لإيقاف عناصر التدهور في المسار السياسي العراقي و يمنع البلاد من الانحدار نحو هاوية التقسيم والحرب الأهلية بمفهومها الواسع.أن تأملاً محسوباً يخرج من ناصية الشرف والأمانة يتفاعل معه سياسيون شرفاء سيجيب على السؤال العقدي والمصيري ماذا لوانسحب القوات الا مريكية اوجدولة انسحابها قبل استكمال مقومات دولتنا بجيشها وشرطتها وأمنها وماذا سيكون مصير المحافظات الجنوبية والغربية وبغداد، إذا ما اندلعت الحرب الحرب ألأهلية وماهي التقديرات بالنسبة الى الوضع الذي تعيشه بلادنا حالياً... فالامرلايحتاج الى الكثير لتفجيره، وان اشتعلت هذه الحرب ستكون، ليس بين السنة والشيعة، فحسب بل بين الأطراف الشيعية للسيطرة على هذه المدن، وسيبدأ تكفير من نوع جديد كما حدث في لبنان بين أمل الشيعية وحزب الله الشيعي الأصيل، وفي غرب العراق ستتذابح الإطراف السنية الى حد الاستئصال وفي بغداد سيختلط الحابل بالنابل، وسيكون حينها تحريراً مشوؤماً وكارثياً سيندم عليه العراقيون ماحيوا هذا هو الواقع المرير الذي ينبغي شرحه للعراقيين بكل أمانة وبخاصة أولئك الذي يشاركون في العملية السياسية من الشيعة والسنة والأكراد. بالطبع لاينكر أحدا تلك المظاهر المتخلفة والدونية التي نشأت أوتنامت مع فترة الاحتلال ولا التعقيد الذي أحدثه بين طوائفه المختلفة لكن الفراغ القاتل الذي سيخلفه عندما ينسحب لايساوي ضرر بقائه مادام البديل الوطني غير جاهزاً. الأغلبية من العراقيين عبر أحزابهم وانتماءاتهم كانت مع إسقاط النظام الدكتاتوري بأي وسيلة ،و كل الخطوات السياسية والعملية التي سبقت إسقاط النظام الدكتاتوري محضت بطريقة مكشوفة لدخول هذا الجيش الأمريكي، الى بلادنا ضمن مشروع سياسي واسع، ولم نفاجاً به ، بل اعتبرناه محرراً وخالفه البعض باعتباره، غزواً واحتلالاً، لم تتغير الأولويات بصورة جوهرية ،وإذا تعثرت فكرة الإصلاح والديمقراطية أو اخفق المشروع الديمقراطي الذي حملته أمريكا إلينا، ينبغي التفكير عميقاً بعدم جعل هذا الإخفاق يجتاح بلادنا كمحصلة ونتيجة، فهنالك الكثير من الخطوات الجريئة والصحيحة التي ينبغي الشروع بها قبل رفع راية الاستسلام.. لم تحن الفرصة للاستغناء عن وجود هذا الجيش، في هذا اللهيب المستعر، لم يقل السياسيون لشعبهم هذه الحقائق والمعطيات، وان أصروا على تجاهلها لاتوجد غير كلمة خيانة لتوصيف موقفهم ، فالتضليل السياسي يجب أن يتوقف إزاء مسألة مصيرية ملحة، وان الشعب العراقي لن يصدق الى مالا نهاية نفاقهم عن احتلال أجنبي لايريدونه في بلادهم وإنهم وطنيون والآخرون عملاء..! على العموم مازالت وحدة الخطاب السياسي العراقي الى حد هذه الساعة، مهلهلة ومضللة، تجاه وجود الجيش الأمريكي الذي هو أداة وانعكاس لسياسية أمريكية عراقية مشتركة،فالتركيز على الجانب السلبي والمهين للسيادة الوطنية لايستقيم مع دور الجيش الأمريكي في اللحظة الحالية كضمانة نحن نحتاجها قبل أمريكا، فالتفسيرات والمواقف المناوئة لوجوده ستشيع الكثير من الاختلاطات والخسارات والتدمير وستعطي للارهابيين صفة المقاومة النبيلة أولئك الذين هلكوا شعبنا ودمروا بلادنا، بحجة تحرير بلادنا من رجس الاحتلال وعملائه وأغرقوه في لجة الشعارات الكاذبة، في حين يدور المشروع السياسي للمقاومين المزعومين ،في فلك أخر وأجندة مختلفة ،كيف نصدق الجيش الإسلامي المرتبط بالقاعدة، وهو يدق ركائز التقسيم الطائفي للعراق باسم دولة العراق الإسلامية، وكيف نصدق مقاومة وطنية تريد تحرير العراق ولا نعرف من هي ومن يقف وراءها ، ماهي ارتباطاتها وهي تتحرك وفق منطوق طائفي مكشوف وتقتل العراقي على الهوية الذي تريد تحريره من الاحتلال..! العراقيون عموماً يريدون الاطلاع على أجندة المقاومة ومشروعها السياسي ماهو موقفها من النظام الدكتاتوري السابق...! هل هي مرتبطة بأزلامه ومنطوقه ماهو موقفها من الا رهاب الحالي وكيف ستميز نفسها ومشروعها عن مايجري باسم المقاومة..! من تدمير وحشي دوني، لايستثنى منه أحدا ماهو موقفها من التهجير واضطهاد المسيحيين والصابئة والاستقطاب الطائفي، كل هذه التساؤلات مشروعة فلايمكن ن نضع مصيرنا في عهدة مقاومة شبحيه ملثمة، تنشر خطة الأرض المحروقة، وعندما نعرف كل شيء عن هذه المقاومة، سنتفهم اجتهادها وحميتها الوطنية، وسنقيم معها حواراً حول جدوى الكفاح المسلح وتوقيته في إخراج الأمريكيين. أن توظيف الشعارات المبهمة والسير خلف المقاومة الشريفة في أجندات غامضة ومتطرفة لايعني سوى إضافة اعباءً مرهقة فوق كاهل شعبنا المعذب دون رجاء ينهي معاناته وعذاباته ،وهذا التعسف بعينه والخيانة بذاتها، أن الجميع سيدرك عاجلاً أم أجلا أن موضوع وجود الجيش الأمريكي او رحيله قضية سياسية شائكة ومعقدة التركيب لايحلها شعار زائف أو مزايدة رخيصة بل المزيد من الشفافية والوضوح. أن الصورة التي ظهرت بها مايسمى بالمقاومة ، ككذبة سياسية هابطة، انطلت على البعض ومررها البعض،ضاعت في خضم عنف طائفي بغايات سياسية متشعبة، وعلينا أن نعترف بهذا الأمر الواقع، فالإرهاب المنفلت تقوده مجموعات مسلحة سنية وشيعية متطرفة تحت عناوين وكيانات مختلفة، هذه الكيانات وجدت في شعار المقاومة للمحتلين صيغة ذكية ومرنة ومقنعة لتمرير أجندة تتعلق في الصراع من اجل السلطة والنفوذ بين قوى من مذهب أخر تهيمن على السلطة تحاول زعزعة سلطتها من خلال التدمير المفتوح، لااريد اختزال الموضوع من خلال هذا التوصيف كلياً، لكنني أجده موضوعياً الى حد كبير.. بالترابط مع موضوع (المقاومة) يمكن التقدم من خلال قراءة سياسية هادئة لما يجري في ألانبار..! كتجربة وليدة لعشائر ألانبار وهي تشق لنفسها طريقاً واعداً خارج كذبة المقاومة والتحرير السمجة. رغم أن الحكم على نجاحها وتقيمها بصورة شاملة مازال مبكراً ما لم نلمس نتائج سياسية واقتصادية وأمنية محسوسة تتلازم والهدف الذي قامت من اجله . ان العشائر والقوى المعتدلة في منطقة ألانبار وغيرها اختارت رؤية عقلانية بعيدة المدى في معالجة الوضع الشائك والمعقد في محافظة الانباربأدراكها ان الرهان على قوى منفلتة قاسية ترفع راية المقاومة بدءاً من القاعدة الى القوى السنية المتطرفة سيعني المزيد من الخراب والدمار والدماء على الأرض، انطلاقاً من هذا الفهم أقامت تعاوناً واعيا مع السلطة الحكومية والقوات الأمريكية في محاربة القاعدة والقوى المتطرفة الأخرى، وهام منطوق المقاومة ومرتكزاته على وجهه في أراضي ألانبار الواسعة مشتتاً، لكنه لم ينهزم بعد. أن الفهم السياسي الجديد لعشائر صحوة ألانبار وغيرهم في حل موضوع الوجود الأمريكي والخلاف السياسي، من خلال رؤية وخطاب جديد ينأى عن استغراقات التطرف والعنف الذي أخضعت أجنداته الداخلية والخارجية لأهداف القاعدة وإيران وسوريا، قد نقل مشكلة العنف والإرهاب في الانبارالى صيغة عراقية في توجهها نحو الحل العقلاني. أن مفهوم (المقاومة العراقية) اقترن بصبغة الدم والعنف والتدمير والرعب ولم يرتق الى التعبير الذي نعرفه عن المقاومة في صيغها الوطنية من خلال التجارب العالمية. لوكانت هنالك مقاومة وطنية شريفة لاعلنت على رؤس الأشهاد أنها ستتصدى لأي محاولات إرهابية تستهدف العراقيين من أي جهة جاءت وتدين وتقف بحزم ضد تفخيخ السيارات وقتل الناس الا برياء، وتدمير البنى التحتحية. أن الإرهاب في تجسيدات ملموسة هو أجندة خارجية تغذيه وتمده قوى مختلفة في امتداداتها منتشرة في اغلب بقاع العالم، وهذا مايجعل معالجة التمرد المسلح سياسياً قضية شائكة لاصطدامها بالنفوذ الخارجي، الذي يجد في هذا التمرد ذراع ضغط وإرباك للمشروع السياسي الأمريكي المشتت، مع ذلك لاتوجد إستراتيجية سياسية موحدة على الصعيد الحكومي لمعالجة التمرد المسلح، فالتصريحات متناقضة والوعود متضاربة والقوى المقصودة بالحوار مجهولة وكل شئ ملثم وملغز وكما يقول المثل الشعبي العراقي من ، هالمال حمل جمال، في هذا المخاض الصعب والمشحون بمختلف المفاجأت والتوقعات. الشعب العراقي يريد ان يعرف مصيره من خلال منطوق سياسي واضح، يسمي الأشياء باسمها فالقواميس لم تعد قادرة على تفسير ما يقوله السياسيون وهم يستخدمون (مبدأ كلام الليل يمحوه النهار). ،لقد كان خيار الاستعانة بأمريكا لإسقاط نظام صدام الدموي خياراً معقداً ،لم يتوفر خياراً غيره يلجأ اليه الشعب العراقي لتجنب إسقاطه، بجيوش دول أجنبية ، ومن يقول غير ذلك، لايملك حجة أخرى، سوى جعل عملية إسقاط النظام تدور في ذمة القدر وظهور المهدي. أن العملية السياسية لم تكتمل معالمها ومرتكازاتها المطلوبة ووجودالامريكان عامل حيوي لبناء خطواتها وترسيخها لمصلحة وطننا قبل مصلحة أمريكا، لقد عجز العراقيون كشعب بمختلف قواه السياسية، من تغيير نظام صدام حسين فاستعانوا بقوى خارجية من هذا الباب، تصبح قضية خروجنا من تداعيات هذا التغيير ومخاضه ، والنفاذ من الأزمة السياسة الحالية، ومأزقها الخطيرة لايتم بدون الاستعانة بذات القوى التي أسقطت نظام صدام، وأي رؤية أخرى تتجاهل هذا الواقع، ستصطدم بجدار الحقائق على الأرض، أما الأوهام والشعارات فيمكن كتابتها وتعليقها على سراب الحيطان المهجورة.... أن فك الارتباط بين خطاب سياسي وطني صادق ومفاهيم متناقضة كالتحرير، والاحتلال والمقاومة مطلب وطني عادل، يحمي العراق وأهله من مهاوي الشعارات الفارغة. أن الكثير من الشعارات جميلة عندما تكون معلقة في الهواء، لكن قبحها سيظهر عندما تنزل الى الأرض ........
#طلال_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاسلام العراقي يقود العراق نحو الهاوية
-
القوة الصماء في عهدة قائد ملهم
-
التاسع من نيسان 2003 تاًملات في اطلالة تاريخ
-
حسن العلوي ابن حقيقته
-
سر الرجولة التي أثبتها صدام للشيخ أحمد زكي يماني
-
صالح المطلك ينوح على صروح الدكتاتور.
-
حين توارى رئيس جمهوريتنا الطالباني في منتجع دوكان
-
حداد القذافي علىصدام نفاق المستبدين ونخوتهم الكاذبة
-
عندما يجعل عبد الباري عطوان.... صدام مرفوع الرأس .
-
تقرير بيكر هاملتون وعقدة الاستعلاء الامريكي
-
. !بقاء القوات الامريكية في عراقنا ضمانة ومصلحة وطنية
-
اربع عوائل تتحكم بمصير العراق- القسم الثاني والاخير...
-
أربع عوائل تتحكم بمصير العراق-القسم الاول
-
السيد مسعود البارزاني يحسم خيارات العراق بثلاثة فقط لاغير
-
الطائفية مأزق العراق القاتل
-
أي غريم نصالح؟
-
في الزمن العراقي الردئ قادة التخلف يتحكمون؟
-
أين الخلل في حكم الشيعة للعراق
-
العراق يحترق وقادته مازالوا يتباحثون
-
الأنتهازيون والمرتزقة قاعدة وسند لكل انحراف واستبداد
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|