أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الاستفتاء والمسألة الطائفية في سورية














المزيد.....

الاستفتاء والمسألة الطائفية في سورية


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1930 - 2007 / 5 / 29 - 12:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


منذ زمن بعيد ونحن نتحدث عن خطر المسألة الطائفية في سورية على مصير الوطن والشعب بكل مكوناته القومية والدينية والطائفية, منذ أن جاءت الحركة التصحيحة 1970 ونحن نترنح بين مد وجذر في الحديث عن هذه المعضلة وعلى جانب هذه القضية لا بد لنا من أن نتذكر دوما أنه في كل مقاربة لهذه المسألة يخرج من يتهم صاحب المقاربة بالطائفية, والمعارضة أيضا لا تخلو أحاديثها الشفهية والكتابية في اتهام بعضها بعضا بالطائفية, وهذه المسألة القديمة الجديدة مهما بحثنا فيها نحن الهواة ستبقى عرضة للتأويلات المدمرة لنا جميعا, فثقافة التأويل هي ثقافة النص المقموع بزاوية من زواياها المثيرة للجدال, وهذا يؤكد أننا لم نرق في دراساتنا حول هذه المسألة إلى الطابع الأكاديمي منهجيا وتجريبيا ماخلا بعض الدراسات التي قام بها باحثون غربيون من الشرق والغرب . وهذه الدراسات لم تنل حظها من القراءة والنشر والتعميم لأنها ممنوعة في سورية . ولأنها مسألة حية ومتفجرة بشكل علني في دول مجاورة لسورية وبشكل صامت في سورية فإنها لابد أن تبقى مثار اهتمام وبحث , لدورها المحوري في صياغة البنية العلائقية لهذه السلطة على كافة المستويات , ومنها قضية الاستفتاء التي يعيشها الشعب السوري كل سبع سنوات منذ العام 1971 وحتى هذا التاريخ تاريخ تجديد الولاية الثانية للرئيس بشار الأسد 27/5/2007 ستة وثلاثون عاما عجافا لم يرتق فيها الشعب السوري بنظر السلطة لكي ينتخب رئيسه انتخابا كبقية دول المعمورة, وسيبقى الشعب السوري تحت رحمة الاستفتاء مادام للسلطة وجه طائفي لا تريد التخلي عنه وهي مستمرة بالتعاطي معه لأنه معبرها الوحيد لا ستمرارها, في أروقة الاستخبارات السورية لا يحتاج المرء لكثير عناء حتى يدرك تعامل العامة من المخابرات ضباطا وصف ضباط وأفرادا مع القضية بانها ببساطة نحن العلويين نحكم سورية بمواجهة مع باقي فئات الشعب السوري , وهذه لغة محكية في كل لحظة من تواجد المرء في أي دهليز من دهاليز الأفرع الأمنية والمخابراتية . ومع ذلك نجد من المعارضين من يتغاضى عن هذه الثقافة ويتهم الجميع بالطائفية ماعدا السلطة وضباطها فهم ليسوا طائفيين ! هذا أغرب ما يواجه النص السوري المعارض . مع ذلك لا بد لنا من رؤية مأزق السلطة في هذا المضمار والشكل القانوني الذي تستخدمه لكي تخرج دوما من هذا المأزق هو الاستفتاء . فالاستفتاء هو فرض مرشح وحيد على كل الشعب السوري إما أن يقول نعم أو يقول لا, فقط ودوما بالطبع تكون النسبة تقارب 99% من الأصوات قالت نعم, إن الاستفتاء إجراء قانوني تستخدمه كثير من الدول في قضايا عاجلة وملحة ولكن ليس في قضية انتخاب رئيس بصلاحيات مطلقة, أما الدول التي بدأت في استخدام هذا الشكل القانوني فهي قد بدأته لأن الرئيس عضو في الحزب القائد والدور الأساسي لهذا الحزب الذي يستطيع تغيير هذا الرئيس, ولكن ماجرى هو عكس ذلك تماما حيث أصبح الرئيس هو القائد للحزب والمجتمع والدولة, في عملية استبدالية للسلطة تتم بقوة العسكر . ولن نتحدث طويلا عن هذا الأمر وتاريخيته, بل نعود للقول أن هذا الشكل القانوني تمت تبيئته في سورية ليخدم الوجه الطائفي للسلطة هذا الوجه الذي لا يستطيع بل وينتابه الرعب كلما فكر بقيام انتخابات تنافسية نزيهة على منصب رئيس الجمهورية, وهذا الرعب ناتج ليس عن تخلف المجتمع كما يشيع بعضهم بل ناتج عن معرفة السلطة لمازرعته طائفيا في العمق من هذا المجتمع . الاستفتاء هو مرشح واحد تماما كما هي الحال مع الإسلاميين الذين يصرون على أن يكون رئيس الدولة مسلما , وهذا تقاطع أيضا بين سلطة الإسلاميين وبين سلطة الأسد . حيث المادة الثانية من الدستور السوري تنص على أن يكون دين رئيس الدولة هو الإسلام فالمسيحي واليزيدي واليهودي لا يحق له أن يصبح رئيسا لسورية . ارتاح حافظ الأسد من المسيحيين وغيرهم ممن ذكرناهم . وبقي عليه أن يحصر الرئاسة في شخصه المسلم والبعثي على الأقل في خطابه البراني .
وجاء إجراء الاستفتاء ليكون الشكل المريح لكي يفرض نفسه ومن ثم ابنه من بعده على الشعب السوري . عبر الإمساك أمنيا واقتصاديا بمفاصل البلد الرئيسية . والسلطة منذ زمن بعيد تطالب الإسلاميين بأن يكونوا علمانيين, فكيف لسلطة ليست علمانية في دستورها أن تطالب الآخرين بأن يكونوا علمانيين وهذا الأمر حله الراحل بعد انهيار السوفييت حيث اختار ستراتيجية جديدة وهي الخطاب الإسلامي نفسه حول الخصوصية الثقافية والقومية وهذا ما يردده الرئيس بشار الأسد في الكثير من لقاءاته الصحافية . وكل هذا الأمر نستطيع الوصول إلى نتيجة بسيطة وهي :أن الاستفتاء كإجراء قانوني يبقي طائفية السلطة طية تحت خلط مريب من العلمانية البعثية ! ولكونه يفكر هكذا فإنه يعرف أن الشعب السوري سينتخب رئيسا سنيا ! وحكمه هذا ناتج عن معرفته بنفسه كنظام وليس ناتجا عن قراءة حقيقية لمايمكن أن يقوم به الشعب السوري لو جرت انتخابات تنافسية . بهذه النتيجة البسيطة نستطيع القول : أن تبيئة الاستفتاء سوريا هو ناتج عن الإحساس الأقلاوي للسلطة ومافعلته في تثمير الرساميل الطائفية والعشائرية المتخلفة من أجل فقط استمرار العائلة الحاكمة.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثالثة
- الوضع الشاذ لدينا جميعا
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة مقاربة ثانية
- المجتمع السوري بين السلطة وبين الدولة
- اللقاء في شرم الشيخ، مناورة أمريكية أم سورية؟
- كوارث الكولسة وكولسة الكوارث -مؤتمر شرم الشيخ نموذجا
- التجربة التركية ماذا نريد من الإسلاميين ؟
- وأد علني للديمقراطية تجربة المعارضة السورية
- حنين العدالة أم ماركسية مقولبة ؟ملاحظات على الوثيقة التأسيسي ...
- آخر العنقود في عائلة معتقلة أنور البني 5 سنوات سجن
- الشعب السوري أمريكي
- معارضة وموالاة سورية في محنة
- سوري في الكنيست من أجل السلطة لا من أجل السلام
- نحو كتلة ديمقراطية سورية
- أساس الفتنة السلطة فوق الدولة
- ثقافتنا شفهية والمكتوب منها شمولي
- مؤتمر الأقليات في زيورخ خطوة نوعية ولكن؟
- الفساد في سورية نظام وليس ظاهرة
- الأشقاء العرب قبل القمة وبعدها رسالة من مواطن عربي
- إرهاب قطاع خاص وثقافة قطاع دولة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - الاستفتاء والمسألة الطائفية في سورية