أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي شندي - الكفر بالعروبة














المزيد.....


الكفر بالعروبة


مجدي شندي

الحوار المتمدن-العدد: 1931 - 2007 / 5 / 30 - 11:59
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الحركة البهلوانية التي أقدم عليها المؤلف الدرامي أسامة أنور عكاشة ونشرها في مقال بالأهرام يوم 10 مايو ليست جديدة , فنحن نشهد مثيلاتها منذ بداية القرن الماضي . كما أن الكفر بالعروبة في ضوء الواقع المتردي الذي نعيشه ليس غريبا خاصة وأن هناك من يمسك بالعصا والجزرة .. العصا لمن يؤمن بالقومية العربية أو الهوية الإسلامية حيث يرى الغرب أنهما وجهان لخطر واحد عليه .. والجزرة للخوارج على هذه الافكار حيث تنتظر على الشاطيء الأخر قوافل الترحيب بأي حصان طروادة جديد محملة بالجوائز وجاهزة بالعطايا والتلميع على صفحات الصحف العالمية التي تجعل من اللاشيء شيئا ذا حيثية وقيمة على نحو ما فعلت لسلمان رشدي وتسليمة نسرين .
وفي سياق الأخ عكاشة نجد أنه جمع في شهور قليلة بين الهجوم على الاسلام والقومية لينال الرضا من بابيه معا , فانتقل من الهجوم على الصحابي الجليل عمرو بن العاص (الأفاق في نظره) إلى الهجوم على عروبة مصر واتخاذها مدخلا لمهاجمة فكرة القومية من أساسها , واعتبار دعاتها دراويشا للفتح العربي , وهي ذاتها أضغاث أحلام ينبغي نفضها عن أدمغتنا المخدرة .
ويبدو أن كون عكاشة مؤلفا دراميا وصاحب ثقافة تليفزيونيه لا تستقر في الوجدان قد أثرا عليه , فأصبح يتعامل مع عروبة مصر وكأنها رداء يتجمل به في الصباح (حين تكون الدعوة اليها مفتاحا للشهرة ) ويخلعه في المساء (حينما يصبح التبرؤ منها مصادفا لهوى قوى طاغية تتحكم في مقاليد المنطقة ) ويحاول أن يضع العروبة في تناقض مع المصرية التي نعتز بها ونعتبرها اصل الهويات الأخرى التي امتزجت وكونت في النهاية مركبا حضاريا تاريخيا فريدا لا يصح أن نجتزيء منه مايصادف هوانا ونبتر منه مالا يعجبنا .
وليس بمقدور عاقل واحد في الدنيا أن يشطب بجرة قلم 1400 عام من تاريخه هكذا ببساطة , فالدول التي يعجب بها كاتب "إيزيس تشرق بدموعها" لا يتعدى مائتي عام ونيف , كما ان الدولة المصطنعة التي جعلتنا نكفر بعروبتنا لايزيد عمرها على 59 عاما , ومع ذلك فإن أيا منهما لاتجرؤ على التفكير بحذف واقصاء عشرة أعوام من مسيرتها.
وحسب ظني فإن الأخ عكاشة يحاول الهروب إلى الأمام , فلأنه لا يجرؤ على إثارة التحديات الحقيقية التي تواجه مصر من فساد ونهب وتأليه للحاكم وتوريث للحكم فهو يحاول القفز ببهلوانية عبر إثارة غبار كثيف بقضية لامحل لها لها من الإعراب في الوقت الحالي , فسواء كانت مصر عربية أو فرعونية , مسلمة أو قبطية هي في النهاية وطن مثخن بالجراح ليس بسبب هويتها ولا دينها وانما لأن هناك من يغتصبون السلطة ويزورون الانتخابات ويغيبون صوت الناس .
هب أننا يا أخ عكاشة انخلعنا من هويتنا العربية . غيرنا تاريخنا وطردنا الجامعة وأغلقنا السفارات وطلبتنا من عمالتنا المهاجرة في البلدان العربية على أول طائرة .. ماذا ينتظرنا في اليوم التالي ؟ هل تحل مشاكلنا ونعبر فجوة التخلف الفكري والحضاري والاجتماعي التي نعيشها.. فما الهدف إذن ؟ رأيي أن تبتلع حبة شجاعة وتناقش الكوارث الحقيقية التي نعيشها بدلا من أن تحاول الصلاة في محراب ويليام ويلكوكس وسلامة موسى.



#مجدي_شندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدي الخروج من التاريخ
- نفسية الجواسيس
- مصر ..الخارجة من التاريخ (2من2
- نجاة النادي
- مصر ..الخارجة من التاريخ (1من2
- على اسم مصر
- سطوة الأمن المصري
- دستور الاستعباد
- في رئاء عطية حسن
- تحرش وسط القاهرة
- غزة المرابطة
- الرئيس الذي تحتاجه مصر
- ماذا نفعل بأسمائنا؟
- آخر أجيال الهزائم
- حضرات الكتاب المزايدين
- ضرورة المراجعة
- أوهام-الصديق- الأميركي
- الورقة الأخيرة
- صناع الفتنة في العراق
- صمت التواطؤ


المزيد.....




- مسؤول مصري لـCNN: وفد حماس بالقاهرة الأسبوع المقبل لبحث المر ...
- العراق.. تراجع عن مطلب خروج الأمريكيين
- ضربة جديدة لحكومة ميلوني: إعادة 43 مهاجرا من ألبانيا إلى إيط ...
- متظاهرون يتصدون لمحاولة طرد أحد المستأجرين من حيّ تاريخي في ...
- 51 مليون يورو .. بيع سيارة مرسيدس للسباقات تعود إلى الخمسينا ...
- رئيس جمهورية بريدنيستروفيه: احتياطيات الفحم لتوليد الكهرباء ...
- لافتات في غزة دعما لموقف السيسي ورفضا للتهجير على أنقاض الحر ...
- الخارجية الروسية تؤكد أهمية عرض الممارسات الدموية للقوات الأ ...
- -أمريكيون موتى-.. خبير يذكر ماسك بـ-الأهوال- التي رأتها القو ...
- أسير محرر يعود إلى غزة ليكتشف مصرع زوجته وطفلته خلال الحرب ( ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مجدي شندي - الكفر بالعروبة